في خريف عام 2008م كانت تطل من نافدة غرفتها المشرفة على حديقة المنزل ، فسقط نظرها على اوراق اللوز وقد غزتها ألوان الخريف ، الاحمر والاصفر والبرتقالي ، سبحان من كونها ألوان متناغمة تعجز انام الفنان من وصفها ، أوراق كستها حمرة السماء جمال بهي ، زبينما هي تتدبر في امر تلك الورقة وأذ برائحتها تذكرها بحادثة ليست ببعيدة ، تذكرت ذلك اليوم عندما كانت جالسة مع اخوانها يحتسون الشاي كعادتهم عصر كل يوم . ناولت اخيها الاكبر كوب الشاي فتبسم قالا : ما ألذ خمر المؤمنين ، فبادرته والمؤمنات .
فقال أصغرهم : ما بالكن ايتها النسوة تحشرن انفسكن معنا ، كفاكن ان خلقتن من ضلع اعوج ، فصاحت في وجهه لا تتفوه بالاسرائيليات يكفينا فخر ان سورة من القرآن جاءت بأسمنا لا اسمكم ايها الرجال ، بل وسميت بعض السور بشخصيات عظمى كمريم العذراء ، أوليست الجنة تحت اقدامنا .
عندها تدخل اوسطهم بنبرة رجالية فاتح حديثة انتن مدينات لنا فلولا الرجل لما عرفت المرأة الطبخ والاناقة حتى اموركن الخاصة قائمة على فضل الرجل .
فبادرته الصغرى بقولها : بل انتم مدينون لنا فطاعتنا لله ولرسوله تحتم علينا ان نجاهد ، أوليس طاعة المرأة لزوجها في كل اموره ما عدا ما يبغض الله جهاد ؟! ألا ترى حسن تبعلها من اروع الجهاد .
وبعد صمت اجتاح المجلس نطق الاكبر بحديث صاغت له القلوب ووعته الاذان قائلا :
لابد ان يعلم كلا الطرفين ان الله سبحانه وتعالى خلق آدم حين خلق حواء . ومصلحة كل منهما مرتبطة بالاخر ، فلنفترض وجود الرجل دون المرأة اوو العكس فماذا سيحدث ؟ مؤكدا وبلا شك ستتوقف امور عديدة من اهمها البقاء والتناسل ، فلو اردنا مثلا تشغيل شيئ يعمل بالبطارية وجعلنا جميع البطارية باتجاه اما سالب او موجب فحتما ستتوقف عن العمل ، كذلك الحال مع الانسان بل كل الموجودات الحية ، فالحياة بهما معها تبقى متزنة اذا قام كل منهما بدوره الذي اراده الله تعالى له ، اما الافضلية فانها مبنية على التقوى والعمل الصالح قال تعالى " ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم لتعارفوا " ألا ترون ان الله تعالى لايظلم اي طرف ، مدح كلا الطرفين العاملين على مايرضيه ، كذلك سخطه وعذابه شامل للطرفين المعاندين " الزانية والزاني فأجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "
اما حديثك يا اخي حول خلق حواء من ضلع اعوج فأنها مقولة اسرائيلية لا دليل لها من الصحة ، بل فندها ائمتنا الكرام فالله خلق الناس من نفس واحدة .
فقد جاء في الحديث ان رجلا سأل احد الائمة "ع" عن ذلك فقال "ع" بما معناه حاشى لله ان يجعل آدم ينكح نفسه .
فالمرأة سكن الرجل أما هو فذلك الامان الذي تحتاجه ، واذا كانت هي اقوى منه بأنوثتها فهو اقوى منها برجولته .
فلا تكن كالذي قال :
النساء شياطين خلقنا لنا وكلنا يخاف شر الشياطين ، ولكن كن كما قال امير المؤمنين وسيد المنصفين "ع"
ان النساء رياحين خلقنا لنا وكلنا يحب شم الرياحين .
وكما للرجل فخرا ان يكون محمد وعلي والائمة "ع " منهم ، كذلك للنساء فخرا ان تكون الزهراء وزينب منهن ، واذا كان الاسلام محمدي الوجود وحسيني الخلود فخلوده بصمود زينب " ع" فزينب الطف والطف زينب .
بقلم زاهرة بولائها
تعليق