لكل شيء ربيع وربيع القران شهر رمضان ،حديث شريف تردده الألسن كلما أطل علينا شهر الخير والعطاء،شهر البركة والتزكية و الارتقاء ،شهر القران الكريم بل ربيع القران،فماذا تعني مفردة(ربيع القران)؟؟وللجواب شقين الأول:- سطحي ظاهري ناظر إلى كون الشهر المبارك ربيع القران بالإكثار من تلاوته والتغني به بالترتيل والتجويد، والثاني:-باطني عميق يحاول أن يستشف المعنى الحقيقي لهذه المفردة العظيمة وذلك من خلال استثمار هذه الدورة الروحية المباركة في جعل القران الكريم ماثلاً ً للعيان من خلال سلوك الفرد المؤمن بالارتقاء إلى أرفع المستويات التي تؤهله لتجسيد قيم السماء الخالدة التي تضمنها الكتاب العزيز وبذلك يتحول من كتاب يقرأ للبركة ويعلق على الجدران لطرد الأرواح الشريرة ويحمل في الحل و الترحال للحفظ إلى تجسيد حي ماثل للعيان عن طريق التطبيق الحي والفاعل،إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً )الإسراء9 ونحاول أن نكون محمديين بسلوكنا علويين بأخلاقنا حسينين بمبادئنا فهذا أمير المؤمنين-ع- كان قرانا ً ناطقا ً يمشي على الأرض وهذا سيد الشهداء-ع- كان قرانا ًحقا ً يجابه على صعيد الطف كل قوى الظلم والطغيان والانحراف ولذا أمر أصحابه وأهل بيته ليلة العاشر بالصلاة وتلاوة الكتاب العزيز حتى كان لعسكره المبارك ليلتها دوي كدوي النحل ،وفي الصباح جسدت تلك الثلة المقدسة مباديء القران على أرض الواقع فأصبح القران بهم غضا ً طريا ً ماثلا ً للعيان فخلدوا بخلود القران ولأنهم حفظوا وجسدوا القران تكفل الله تعالى بحفظ ذكرهم ما بقيت الدنيا {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ الحجر9