بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
هي أم للشهداء الأربعة الذين سقطوا بين يدي مولاهم وأمامهم الحسين بن علي (ع)، وهي وليدة الطهر وقرينة الإيمان وعديلة الوفاء، والنبت الذي غرسه فحول العرب لينجب تجربة ثورية رائدة وجديدة في عالم الاستشهاد.
تزوجها أمير المؤمنين (ع) فولدت له وعبد الله وجعفر وعثمان وعاشت معه في رحاب طاهر ودافئ مدى ليست بالقليلة.
وعرفت من النساء الفاضلات العارفات بحق الإمام وأولاده الأربعة من (ع) فأخلصت في ولائها له متعمقة في مودته وبلغ لها الوفاء حدا حتى انها لما أدخلت على ، كان ولداه الحسن والحسين مريضين، فأخذت تشاطرهما الألم وتصبرهما ومن حسن فعالها انها طلبت من الإمام ان لا يناديها باسم فاطمة كي لا يتذكر الحسنان وزينب وأم كلثوم أمهم فاطمة فيعيدوا عليهم آلام الفراق وتشتد الحرقة حرقتان، فاقترح عليها الإمام اختيار كنية (ام البنين).
وعرف عنها بفصاحة البيان وبلاغة اللسان والزهد والتقوى والورع والإيمان، فكانت نعم المعاشر للإمام والمباشر لسراءه وضراءه، وكانت تتعامل مع أولاد الإمام معاملتها مع أولادها بعين اللطف والحنان، فعظموها وأكرموها وأحبوها. وشاء الله ان تقترب أيام كربلاء، لتضاعف هذه الأم الصالحة عطاءها وتزيد وفاءها، فتقف ذاك الموقف المشرف والمشرق والذي انعدم مثيله وافتقد نظيره.
فتدفع أولادها الأربعة إلى ساحة الوغى إلى جانبهم إمامهم الحسين ليقعوا قرابين زاكية على ساحة كربلاء مقطعين ومجزرين.
والموقف الأورع والأروع حينما يدخل الناعي المدينة وهو (بشر بن حذلم) ويصيح: (يا أهل يثرب لا مقام لكم.. الخ) يخرج رجال ونساء المدينة ليتلقوا الخبر ومن بينهم ام البنين (ع) خرجت لتسأل الناعي ما الخبر فأفادها بما جرى. فقالت: يا بشر أسألك بالله هل الحسين حي ام لا؟ فتعجب بشر من سؤالها، فسأل بشر رجلا وقف إلى جنبه: من هذه الامرأة المفجوعة، قال: هذه ام البنين، ام وأخوته. فأراد بشر ان يخبرها بشهادتهم واحدا بعد الآخر لتخفيف الألم عنها، فقال لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر قالت وهل سمعتني اسألك عن جعفر، فقال لها عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله، قالت أخبرني عن الحسين، فقال عظم الله لك الأجر بعثمان وأبي الفضل ، قالت ويحك لقد قطعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين، أهو حي ام لا؟ فقال لها بشر: يا عظم الله لك الأجر بأبي عبد الله الحسين، فما ان سمعت بالخبر، صرخت مولولة ورجعت إلى دار بني هاشم منادية:
الا لا تزار الدار الا بأهلها
على الدار من بعد الحسين سلام
فلقد هان خبر مقتل أولادها أمام مقتل الحسين ابن فاطمة وهذا الموقف يكشف عن عمق ولائها ومودتها لآل الرسول ومدى وفائها للزهراء البتول.
وامتدادا لهذا الموقف نصبت () مأتم عزاء على الحسين وآله وجعلت هذا العزاء والمأتم صرخة فجرت من خلاله كيان يزيد، حيث كان واليه على المدينة آنذاك (عمر بن سعيد) يكتب للطاغية ما سببت ام البنين له من ازعاج وكانت زينب (ع) شاطرتها بالمصاب أيضا حتى أمر يزيد بإخراجها من المدينة فالتزمت الشام.
وكانت العقيلة زينب أيضا تزور ام البنين في دارها لتشاطرها المصاب على أولادها، وهذا دليل على عظمة مقامها وشأنها. وذكر المؤرخون ان ام البنين بعد الفاجعة بفقدان الحسين وأولادها الأربعة، خطت خمسة قبور (من باب الرمز) في مقبرة البقيع، تبكي عليهم واستمرت لوعتها وأحزانها حتى وفاتها (ع) في 13 جمادي الثاني.
وخير ما اشتهر من أقوالها في رثائها على الحسين وعلى أبنائها الأبيات التالية:
لا تدعوني ويك ام البنين
تذكريني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعى بهم
واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الربى
قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلائهم
فكلهم أمسى صريعا طعين
ياليت شعري أكما أخبروا
بأن عباسا قطيع اليمين
وكما أرخ المؤرخون في هذا الباب ان ا (ع) لم يتزوج امرأة غير الزهراء(ع) أيام حياتها وبعد شهادتها طلب من أخيه عقيل ان يختار له امرأة من بيوتات العرب لتنجب له ولدا شجاعا ينصر ولده الحسين في كربلاء.
وفي وقعة كربلاء وكما ينقل العلامة الدربندي: انه أتى زهير بن القين إلى وقال: أريد ان أحدثك بحديث، فقال حدث فقد حلا وقت الحديث.
فقال زهير: إعلم يا أبا الفضل ان أباك أمير المؤمنين، لما أراد ان يتزوج بأمك ام البنين بعث إلى أخيه عقيل وكان عارفا بأنساب العرب فقال علي: (أخي عقيل اخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة، لكي أصيب منها ولدا يكون شجاعا وعضدا ينصر ولدي هذا وأشار إلى الحسين، ليواسيه في طف كربلاء، وقد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن حلائل أخيك وعن اخوانك، فارتعد من حديث زهير وتمطى في ركابه، مسجلا مواقف شهد بها العدو والصديق في ذاك اليوم فسلام على ام الشهداء المتوفاة على حب آل الرسول والمتوخاة لنصرة ابن البتول، فاطمة بنت حزام الكلابية
اللهم صلى على محمد وال محمد
هي أم للشهداء الأربعة الذين سقطوا بين يدي مولاهم وأمامهم الحسين بن علي (ع)، وهي وليدة الطهر وقرينة الإيمان وعديلة الوفاء، والنبت الذي غرسه فحول العرب لينجب تجربة ثورية رائدة وجديدة في عالم الاستشهاد.
تزوجها أمير المؤمنين (ع) فولدت له وعبد الله وجعفر وعثمان وعاشت معه في رحاب طاهر ودافئ مدى ليست بالقليلة.
وعرفت من النساء الفاضلات العارفات بحق الإمام وأولاده الأربعة من (ع) فأخلصت في ولائها له متعمقة في مودته وبلغ لها الوفاء حدا حتى انها لما أدخلت على ، كان ولداه الحسن والحسين مريضين، فأخذت تشاطرهما الألم وتصبرهما ومن حسن فعالها انها طلبت من الإمام ان لا يناديها باسم فاطمة كي لا يتذكر الحسنان وزينب وأم كلثوم أمهم فاطمة فيعيدوا عليهم آلام الفراق وتشتد الحرقة حرقتان، فاقترح عليها الإمام اختيار كنية (ام البنين).
وعرف عنها بفصاحة البيان وبلاغة اللسان والزهد والتقوى والورع والإيمان، فكانت نعم المعاشر للإمام والمباشر لسراءه وضراءه، وكانت تتعامل مع أولاد الإمام معاملتها مع أولادها بعين اللطف والحنان، فعظموها وأكرموها وأحبوها. وشاء الله ان تقترب أيام كربلاء، لتضاعف هذه الأم الصالحة عطاءها وتزيد وفاءها، فتقف ذاك الموقف المشرف والمشرق والذي انعدم مثيله وافتقد نظيره.
فتدفع أولادها الأربعة إلى ساحة الوغى إلى جانبهم إمامهم الحسين ليقعوا قرابين زاكية على ساحة كربلاء مقطعين ومجزرين.
والموقف الأورع والأروع حينما يدخل الناعي المدينة وهو (بشر بن حذلم) ويصيح: (يا أهل يثرب لا مقام لكم.. الخ) يخرج رجال ونساء المدينة ليتلقوا الخبر ومن بينهم ام البنين (ع) خرجت لتسأل الناعي ما الخبر فأفادها بما جرى. فقالت: يا بشر أسألك بالله هل الحسين حي ام لا؟ فتعجب بشر من سؤالها، فسأل بشر رجلا وقف إلى جنبه: من هذه الامرأة المفجوعة، قال: هذه ام البنين، ام وأخوته. فأراد بشر ان يخبرها بشهادتهم واحدا بعد الآخر لتخفيف الألم عنها، فقال لها: عظم الله لك الأجر بولدك جعفر قالت وهل سمعتني اسألك عن جعفر، فقال لها عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله، قالت أخبرني عن الحسين، فقال عظم الله لك الأجر بعثمان وأبي الفضل ، قالت ويحك لقد قطعت نياط قلبي، أخبرني عن الحسين، أهو حي ام لا؟ فقال لها بشر: يا عظم الله لك الأجر بأبي عبد الله الحسين، فما ان سمعت بالخبر، صرخت مولولة ورجعت إلى دار بني هاشم منادية:
الا لا تزار الدار الا بأهلها
على الدار من بعد الحسين سلام
فلقد هان خبر مقتل أولادها أمام مقتل الحسين ابن فاطمة وهذا الموقف يكشف عن عمق ولائها ومودتها لآل الرسول ومدى وفائها للزهراء البتول.
وامتدادا لهذا الموقف نصبت () مأتم عزاء على الحسين وآله وجعلت هذا العزاء والمأتم صرخة فجرت من خلاله كيان يزيد، حيث كان واليه على المدينة آنذاك (عمر بن سعيد) يكتب للطاغية ما سببت ام البنين له من ازعاج وكانت زينب (ع) شاطرتها بالمصاب أيضا حتى أمر يزيد بإخراجها من المدينة فالتزمت الشام.
وكانت العقيلة زينب أيضا تزور ام البنين في دارها لتشاطرها المصاب على أولادها، وهذا دليل على عظمة مقامها وشأنها. وذكر المؤرخون ان ام البنين بعد الفاجعة بفقدان الحسين وأولادها الأربعة، خطت خمسة قبور (من باب الرمز) في مقبرة البقيع، تبكي عليهم واستمرت لوعتها وأحزانها حتى وفاتها (ع) في 13 جمادي الثاني.
وخير ما اشتهر من أقوالها في رثائها على الحسين وعلى أبنائها الأبيات التالية:
لا تدعوني ويك ام البنين
تذكريني بليوث العرين
كانت بنون لي أدعى بهم
واليوم أصبحت ولا من بنين
أربعة مثل نسور الربى
قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلائهم
فكلهم أمسى صريعا طعين
ياليت شعري أكما أخبروا
بأن عباسا قطيع اليمين
وكما أرخ المؤرخون في هذا الباب ان ا (ع) لم يتزوج امرأة غير الزهراء(ع) أيام حياتها وبعد شهادتها طلب من أخيه عقيل ان يختار له امرأة من بيوتات العرب لتنجب له ولدا شجاعا ينصر ولده الحسين في كربلاء.
وفي وقعة كربلاء وكما ينقل العلامة الدربندي: انه أتى زهير بن القين إلى وقال: أريد ان أحدثك بحديث، فقال حدث فقد حلا وقت الحديث.
فقال زهير: إعلم يا أبا الفضل ان أباك أمير المؤمنين، لما أراد ان يتزوج بأمك ام البنين بعث إلى أخيه عقيل وكان عارفا بأنساب العرب فقال علي: (أخي عقيل اخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة، لكي أصيب منها ولدا يكون شجاعا وعضدا ينصر ولدي هذا وأشار إلى الحسين، ليواسيه في طف كربلاء، وقد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن حلائل أخيك وعن اخوانك، فارتعد من حديث زهير وتمطى في ركابه، مسجلا مواقف شهد بها العدو والصديق في ذاك اليوم فسلام على ام الشهداء المتوفاة على حب آل الرسول والمتوخاة لنصرة ابن البتول، فاطمة بنت حزام الكلابية
تعليق