كثيرة هي الأحاديث التي تناولت فضل الصيام وثواب الصائمين ولكني توقفت عند حديث مروي عن
الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول فيه:
{ إذا صمت، فليصم سمعك ، وبصرك، من الحرام والقبيح، ودع المراء، وأذى الخادم، وليكن عليك وقار
الصائم، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك }
وموطن توقفي وتأملي هي فقرة(وليكن عليك وقار الصائم) فكلما أجلت فكري القاصر فيها تفتحت أمامي
مجالات تأمل لا حد لها، حكمة نورانية وكلمة ربانية نطق بها ولي الله وابن أولياءه ولم ينطقها عبثا
حاشى وكلا فهو(ع) يحث المؤمنين الصائمين على الرقي بدرجات التكامل الروحي مستعينين بوسائل
توصلهم لهذه الغاية المقدسة فينبغي للصائم أن يتجلبب بجلباب الوقار الذي يزيده عزة ومهابة ،عزة
مستقاة من عزة الله تعالىَ( ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ..
نعم هذا وقار وعز طاعة الله عز وجل, ومنه ما قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) :
{من أراد عزاً بلا عشيرة وغنىً بلا مال وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته }..
فهنيئا لك أيها الصائم الطائع إذ بجهادك وصبرك وتحملك قساوة حرارة الصيف انتصرت على شيطانك
الرجيم وخذلته ونلت بذلك مرتبة سامية فلا تفرط بها ،فقد نلت في الدنيا من الفوائد ما لا تحصى وإحداها
(العزة والوقار) وفي الآخرة من الثواب الجزيل ما لا يعلمه إلا الله تعالى..
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : { إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم }0
فعلينا إذا أيها الإخوة الكرام أن نغتنم ساعات وأيام هذا الشهر الفضيل ونستثمرها خير استثمار في طاعة
المولى عز وجل حتى نقطف هذه الثمار الدانية التي حرم البعض أنفسهم منها حين اتبعوا الشهوات
وأطاعوا النفس الأمارة وخسروا الدنيا والآخرة.....
تعليق