بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ..
1 - مع ابن العاص
نقل العلامة المجلسي في البحار ، فقال :
قال ابن أبي الحديد: روى المدائني قال: لقي عمرو بن العاص الحسن (عليه السلام) في الطواف فقال له: يا حسن زعمت أن الدين لا يقوم إلا بك وبأبيك، فقد رأيت الله أقام معاوية فجعله راسيا بعد ميله، وبينا بعد خفائه، أفيرضى الله بقتل عثمان ؟ أو من الحق أن تطوف بالبيت كما يدور الجمل بالطحين عليك ثياب كغرقئ البيض (1) وأنت قاتل عثمان ؟ والله إنه لالم للشعث، وأسهل للوعث، أن يوردك معاوية حياض أبيك.
فقال الحسن (عليه السلام):
"إن لأهل النار علامات يعرفون بها: إلحاد لأولياء الله وموالاة لأعداء الله، والله إنك لتعلم أن علياً لم يرتب في الدين، ولم يشك في الله ساعة ولا طرفة عين، قط، ووالله لتنتهين يا ابن ام عمرو، أو لأنفذنّ حضنيك(2) بنوافذ أشد من الأقضبة فاياك والهجم عليّ فاني من قد عرفت، ليس بضعيف الغمزة ولا هش المشاشة، ولا مرئ المأكلة، وإني من قريش كواسطة القلادة يعرف حسبي ولا ادعى لغير أبي، وأنت من تعلم ويعلم الناس، تحاكمت فيك رجال قريش فغلب عليك جزارها : الامهم حسباً، وأعظمهم لؤماً(3) فاياك عني فانك رجس ونحن أهل بيت الطهارة أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيراً "(4)
فأفحم عمرو، وانصرف كئيبا.
***
2 - مع معاوية
ونقل ايضا
وقال معاوية للحسن بن علي عليهما السلام: أنا أخير منك يا حسن، قال (عليه السلام):
"وكيف ذاك يا ابن هند ؟ "
قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك .
قال (عليه السلام) :
"هيهات هيهات لشر ما علوت، يابن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان: بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب الله، وحاش لله أن أقول: أنا خير منك فلا خير فيك، ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل "(5)
(1) الغرقئ: القشرة الملتزقة ببياض البيض، شبه رداءه عليه السلام بالغرقئ للطافتة وبياضه.
(2) الحضن ما دون الابط الى الكشح، وكانه جعل الاقضبة جمع القضيب وهو السيف الدقيق الذى ليس بصحيفة فهو أنفذ.
(3) ذكر الكلبى في المثالب على ما نقله في التذكرة ص 117 قال: كانت النابغة ام عمرو ابن العاص من البغايا أصحاب الرايات بمكة
فوقع عليها: العاص بن وائل في عدة من قريش منهم أبو لهب وامية بن خلف وهشام بن المغيرة وأبو سفيان بن حرب في طهر واحد،
فلما حملت النابغة بعمرو تكلموا فيه فلما وضعته اختصم فيه الخمسة الذين ذكرناهم كل واحد يزعم انه ولده
وألب عليه العاص بن وائل وأبو سفيان بن حرب فحكما النابغة فاختارت العاص. ونقله الزمخشري في ربيع الابرار وزاد: قالوا: كان أشبه بأبى سفيان.
(4) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 44 / ص 102)
(5) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 44 / ص 104)
تعليق