هذه القصة عجيبة لشاب مذنب , نال الموفقية والهداية من خلال العزاء الفاطمي , حيث سمع هاتفاً من الغيب يقول له : انهض يامحمّد فقد حان وقت الصلاة , فأُلقي في روعه أن الصدقية الزهراء عليها السلام هي التي هتفت به , و أن ذلك دليل قبول توبته 00 وأليكم القصة وعبرتها 0000 كانت ليلة عجيبة , اذ كنت أرى الشباب الموالين مرتدين لملابس العزاء في الظلام وينادون بأسم فاطمة عليها السلام , وكانوا بكل ولهٍ يلطمون على الرؤوس والصدور 00 وكانت تلك المرة الأولى الّتي اشترك فيها في مجلس العزاء على المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وقفت جانباً , ورحت أفكر في ذكريات الماضي 00 أربع وعشرون سنة وأنا أغط في مستنقع الغفلة , بعيداً عن ذكر الله وسائر القضايا الروحية والمعنوية 00 فما أفظع تل السنين المظلمة 00ولكن قبل يومين فقط تشرفت بلقاء أحد أولياء الله سبحانه وتعالى , وكلبت منه أن يعينني على الخروج من هذه الغفلة , والعودة الى ربي الرحيم , فبيّن لي طريق التوبة وكيفية الحصول على غفران الرب 00 وفي ذينك اليومين ,وعلى عكس أيام العمر كلها ,كنت دائم التفكير في كيفية الحظوة برضا الله سبحانه وتعالى وقبوله توبتي , كما استولت على وجودي حالة بين الخوف والرجاء , فهل كان من الممكن حقاً أن يزاح من أمامي جبل الذنوب ويتهاوى الجدار الفاصل بيني وبين خالقي ؟! كانت المرة الأولى الّتي دعوت فيها الله وسألته العفو والرحمة بعين باكية00وأعادني حماس العزاء الى وعيي مرة أخرى , ورحت أفكر في الأسباب الّتي تمنعني دون أكون مثل هؤلاء المعزين ؟ وقلت في نفسي أليست الزّهراء هي أمي وأم الشيعة جميعاً ؟ ثم تحاملت على نفسي وانشغلت معهم بالعزاء , وبدأت ألطم على رأسي وصدري ,ولكنني كنت منزعجاً بسبب معرفتي بأن ما أقوم به لا ينبع من صميم قلبي 00وآنذاك رحت أتوسل بالامام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف , وناديته بكل أخلاص قائلاً : سيدي ! ان مجلس العزاء هو مجلس أمك الزهراء , فتفضل عليّ باستشعار حلة الحزن الحقيقي ,لكي اشترك بالعزاء بكل صدق 00 فأنبعث في قلبي شيءمن الحماس وألم على رأسي وصدري بقلب مفجوع ,بل وشعرت أنني لوحدي أقوم بمراسيم العزاء 00وأكرر صرخة يافاطمة ياافاطمة 00 ولم أنتبه الى مااستغرق المجلس من الوقت 00ولكنه انتهى على أية حال , وكنت عاجزاً عن منع دموعي عن الهطول 0نعم لقد أصبحت أناأيضاً من المعزين بمصيبة السّيدة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وبعد انتهاءمراسم العزاء توّجهت مباشرة الى الحرم الطاهر للامام الرضا سلام الله عليه وبعد أداء الزيارة بدأت أهمس مع نفسي وأقر للامام الرضا عليه السلام رثاء الزهراء عليها السلام 00 فشعرت أن الامام عليه السلام يبكي معي 0 ثم قفلت راجعاً الى البيت, وكأنني كنت أحلّق في الفضاء ,وامتلأ قلبي بطراوة لم أكن أعرفها من قبل 00فهل حقاً تقبل الله توبتي بعد مشاركتي في مراسم العزاء الفاطمي 99وفي جوف الليل وقبل النوم رحت أبكي و أكثر من الالحاح في طلب التوبة , وكنت متأكداً أن قلبي لن يحظى بالاطمئنان حتى أرى مايشير الي قبول توبتي 00000 واستيقظت من النوم في منتصف الليل على صوت غاية في العطف والرحمة يقول :يامحمّد , ياعزيزي! انهض فقد حان وقت الصلاة ! ولكنني لم انهض من مكاني , حتى سمعت الصوت مرة أخرى - وكان يأتي من خارج الغرفة -- 0حان وقت الصلاة !وكان الصوت يشبه صوت أمي ,ولكنه كان أكثر حناناً ,ويتاز بالنفوذ القاطع وحتى استشعرت اللذة تغمر وجودي 00فهبطت الى ساحة البيت لأسبغ الوضوء , ولكن العجب تملكني ,اذ رأيت أبي وأمي نائمين في الغرفة الواقعة على الجانب الآخر من ساحة البيت ,بل ان الباب الّتي تفصل البيت عن ساحته كانت مقفلة 00 فألهمت بأن الصوت كان صوت سيدّتي الزهراء سلام الله عليها , وهو الدليل على ماكنت أطلب وأرجو من التوبة 00 فانقلبت 00حالتي 00 وتوضأت وتوجهت الى غرفتي 00ثم شعرت بأن حالة من المعنوية والوقار الّذي لم أعهده من قبل قد شملني 00ووقفت مستعداًللصلاة , وبدأت أردد عبارات الأذان , و رددت معي جميع خلايا بدني كما هي روحي ,وتلك العبارات 00 واستولت علّي حالة عجيبة حينما بأدت الصلاة ,وكأن الله تعالى يستقبلنيوقد أزيحت كافة الفواصل المتراكمة منذ سنين , وتفتحت شهيتي للمعنويات , وتذّوقت حلاوة قراءة سورة الحمد وامتلأ فمي بها 00نعم , لقد قبلت توبتي بعد ثلاثة أيام من أعلاني لها بشفاعة أمي فاطمة الزهراء سلام الله عليها 000 وبسبب مشاركتي الصادقة والخالصة في مراسم العزاء الفاطمي 00 رغم ذنوبي العظيمة وقذارة روحي السابقة , وأنطلقت بكل وجودي الى التحليق نحو المعنويات وانعتقت من قيود الغفلة والذنوب ؟00 كل هذا من كرامات وفضائل الدرة الطاهرة والنطفة المطهرة التي طّهرها الله بنور عظمته حيث يقول جل ذكره في كتابه الكريم (انَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَكُمْ الرِجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِرَكُمْ تَطْهِيْراً ) اللهم طهر قلوبنا وزكي نفوسنا واغفر ذنوبنا بفاطمة وابوها وبعلها وبنوها بفضلك ورحمتك ياارحم الراحمين اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل اللهم بفرج قائم آل محمد 00
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
من كرامات سيدة الوجود الحوراء الانسية قلب الرسول الطاهر فاطمة الزهراء عليها السلام
تقليص
X
-
انّ حقيقة التوبة عبارة عن ندم الانسان على ما فعله من المعاصي والذنوب، وعزمه على ترك المعاودة إليها في المستقبل
فهنيئاً للتائبين ..
فهنيئاً لمن قُبلت توبته ..
عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول:
" رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "
فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟
قال (عليه السلام) :
" يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "
المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
من كرامات فاطمة (ع)
من كرامات فاطمة (ع)
هذه القصة عجيبة لشاب مذنب، نال الموفقية والهداية من خلال العزاء الفاطمي، حيث سمع هاتفاً من الغيب يقول له: (انهض يا محمّد، فقد حان وقت الصلاة)، فأُلقي في روعه أن الصديقة الزهراء(ع) هي التي هتفت به، وأن ذلك دليل قبول توبته وإليكم القصة وعبرتها..
كانت ليلة عجيبة، إذ كنت أرى الشباب الموالين مرتدين لملابس العزاء في الظلام وينادون باسم فاطمة(ع)، وكانوا بكل وَلَهٍ يلطمون على الرؤوس والصدور.. وكانت تلك المرة الأولى الّتي أشتركُ فيها في مجلس العزاء على المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).. وقفتُ جانباً، ورحتُ أفكر في ذكريات الماضي أربع وعشرون سنة وأنا في مستنقع الغفلة، بعيداً عن ذكر الله وسائر القضايا الروحية والمعنوية، فما أفظع تلك السنين المظلمة..
ولكن قبل يومين فقط تشرفتُ بلقاء أحد أولياء الله سبحانه، وطلبت منه أن يعينني على الخروج من هذه الغفلة، والعودة إلى ربي الرحيم، فبيّن لي طريق التوبة وكيفية الحصول على غفران الرب، وفي تلك اليومين -وعلى عكس أيام العمر كلها- كنت دائم التفكير في كيفية الحظوة برضا الله سبحانه وقبوله توبتي، كما استولت على وجودي حالة بين الخوف والرجاء، فهل كان من الممكن حقاً أن يزاح من أمامي جبل الذنوب ويتهاوى الجدار الفاصل بيني وبين خالقي ؟!
كانت تلك المرة الأولى الّتي دعوت فيها الله وسألته العفو والرحمة بعين باكية، وأعادني حماس العزاء إلى وعيي مرة أخرى، ورحت أفكر في الأسباب الّتي تمنعني دون أكون مثل هؤلاء المعزين.. وقلت في نفسي: أليست الزّهراء هي أمي وأم الشيعة جميعاً؟ ثم تحاملت على نفسي وانشغلت معهم بالعزاء، وبدأت ألطم على رأسي وصدري، ولكنني كنت منزعجاً بسبب معرفتي بأن ما أقوم به لا ينبع من صميم قلبي، فرحتُ أتوسل بالإمام صاحب الزمان(عج)، وناديته بكل إخلاص: سيدي! إن مجلس العزاء هو مجلس أمك الزهراء، فتفضل عليّ باستشعار حلة الحزن الحقيقي لكي أشترك بالعزاء بكل صدق..
فانبعث في قلبي شيء من الحماس وألم على رأسي وصدري بقلب مفجوع، بل وشعرت أنني لوحدي أقوم بمراسيم العزاء.. وأكرر صرخة (يا فاطمة، يا فاطمة).. ولم أنتبه إلى ما استغرقه المجلس من الوقت.. ولكنه انتهى على أية حال، وكنت عاجزاً عن منع دموعي عن الهطول.. نعم لقد أصبحت أنا أيضاً من المعزين بمصيبة السّيدة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع).
وبعد انتهاء مراسم العزاء توّجهت مباشرة إلى الحرم الطاهر للإمام الرضا(ع)، وبعد أداء الزيارة بدأت أهمس مع نفسي وأقر للإمام الرضا(ع) رثاء الزهراء(ع).. فشعرت أن الإمام(ع) يبكي معي، ثم قفلت راجعاً إلى البيت, وكأنني كنت أحلّق في الفضاء، وامتلأ قلبي بطراوةٍ لم أكن أعرفها من قبل.. فهل حقاً تقبل الله توبتي بعد مشاركتي في مراسم العزاء الفاطمي؟!
وفي جوف الليل وقبل النوم رحت أبكي وأكثر من الإلحاح في طلب التوبة، وكنت متأكداً أن قلبي لن يحظى بالاطمئنان حتى أرى ما يشير إلى قبول توبتي.. واستيقظت من النوم في منتصف الليل على صوتٍ غاية في العطف والرحمة يقول: (يا محمّد، يا عزيزي، انهض، فقد حان وقت الصلاة)، ولكنني لم أنهض من مكاني، حتى سمعت الصوت مرة أخرى -وكان يأتي من خارج الغرفة- (حان وقت الصلاة)، وكان الصوت يشبه صوت أمي، ولكنه كان أكثر حناناً، ويمتاز بالنفوذ القاطع وحتى استشعرت اللذة تغمر وجودي.. فهبطت إلى ساحة البيت لأسبغ الوضوء، ولكن العجب تملكني، إذ رأيتُ أبي وأمي نائمين في الغرفة الواقعة على الجانب الآخر من ساحة البيت، بل إن الباب الّتي تفصل البيت عن ساحته كانت مقفلة.. فألهمت بأن الصوت كان صوت سيدّتي الزهراء(ع)، وهو الدليل على ماكنت أطلب وأرجو من التوبة.. فانقلبت حالتي وتوضأت وتوجهت إلى غرفتي، ثم شعرت بأن حالة من المعنوية والوقار الّذي لم أعهده من قبل قد شملني، ووقفت مستعداً للصلاة، وبدأت أردد عبارات الأذان، ورددت معي جميع خلايا بدني كما هي روحي، وتلك العبارات، واستولت علّي حالة عجيبة حينما بدأت الصلاة، وكأن الله تعالى يستقبلني وقد أزيحت كافة الفواصل المتراكمة منذ سنين، وتفتحت شهيتي للمعنويات، وتذّوقت حلاوة قراءة سورة الحمد وامتلأ فمي بها..
نعم، لقد قبلت توبتي بعد ثلاثة أيام من اعلاني لها بشفاعة أمي فاطمة الزهراء(ع) وبسبب مشاركتي الصادقة والخالصة في مراسم العزاء الفاطمي.. رغم ذنوبي العظيمة وقذارة روحي السابقة، وانطلقت بكل وجودي إلى التحليق نحو المعنويات وانعتقت من قيود الغفلة والذنوب..
منير الحزامي (الخفاجي)
كربلاء المقدسة
sigpic
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق