بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وال محمد
يبتادر الى المسلمين من اهل السنة عامة والمؤمنين المستبصرين خاصة أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها، وأبو بكر وعمر مدفونان في روضة النبي الطاهرة التي قال النبي (صلى الله عليه وآله) عنها: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. فعلى هذا يكونان مخلوقين من تلك التربة الطاهرة التي دفنا فيها وبذلك يكونان من اهل الجنة
ففي ترجمة مقبول من علماء الهند في تفسير القرآن أنه يوجد في صفحة 62 من أصول الكافي قول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها، وأبو بكر الصديق وعمر الفاروق مدفونان في روضة النبي الطاهرة التي قال النبي (صلى الله عليه وآله) عنها: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. فعلى قولكم يكونان مخلوقين من تلك التربة الطاهرة التي دفنا فيها ؟
* *
الجواب لسماحة الشيخ الكوارني
: أولا: أن ما يحتج به علينا بحديث ضعفه علماؤهم أو شهدوا بأنه موضوع !
(فقد عقد الهيثمي في مجمع الزوائد: 3 / 42، بابا بعنوان (باب يدفن في التربة التي منها خلق) وروى فيه ثلاثة أحاديث وضعفها ! وهي:
(عن أبي سعيد أن النبي (صلى الله عليه وآله) مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا فسأل عنه فقالوا حبشيا قدم فمات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها. رواه البزار وفيه عبد الله والد على بن المديني وهو ضعيف.
وعن أبى الدرداء قال: مر بنا النبي(صلى الله عليه وآله)ونحن نحفر قبرا فقال ما تصنعون ؟ فقلنا نحفر قبرا لهذا الأسود، فقال: جاءت به منيته إلى تربته. قال أبو أسامة: تدرون يا أهل الكوفة لم حدثتكم بهذا الحديث ؟ لأن أبا بكر وعمر خلقا من تربة رسول الله(صلى الله عليه وآله). رواه الطبراني في الأوسط وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وضعفه الجمهور. وعن ابن عمر أن حبشيا دفن بالمدينة فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)دفن بالطينة التي خلق منها. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف). انتهى.
(راجع أيضا مصنف عبد الرزاق: 3 / 515): (وقال ابن حزم في المحلى: 7 / 285: (واحتجوا بأخبار موضوعة يجب التنبيه عليها والتحذير منها.
منها: خبر رويناه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في ميت رآه: دفن في التربة التي خلق منها قالوا: والنبي (صلى الله عليه وآله) دفن بالمدينة فمن تربتها خلق وهو أفضل الخلق فهي أفضل البقاع، وهذا خبر موضوع لأن في أحد طريقيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ساقط بالجملة قال فيه يحيى ابن معين: ليس بثقة، وهو بالجملة متفق عن اطراحه، ثم هو أيضا عن أنيس بن يحيى مرسل، ولا يدرى من أنيس بن يحيى.
والطريق الأخرى من رواية أبي خالد وهو مجهول عن يحيى البكاء وهو ضعيف.
ثم لو صح لما كانت فيه حجة لأنه إنما كان يكون الفضل لقبره (صلى الله عليه وآله) فقط وإلا فقد دفن فيها المنافقون وقد دفن الأنبياء (عليهم السلام) من إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وسليمان وداود (عليهم السلام) وغيرهم بالشام ولا يقول مسلم: إنها بذلك أفضل من مكة). انتهى.
(وقال الشوكاني في نيل الأوطار: 5 / 99: (قال القاضي عياض: إن موضع قبره(صلى الله عليه وآله)أفضل بقاع الأرض، وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض، واختلفوا في أفضلها ما عدا موضع قبره(صلى الله عليه وآله)فقال أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب المالكيان إن مكة أفضل وإليه مال الجمهور، وذهب عمر وبعض الصحابة ومالك وأكثر المدنيين إلى أن المدينة أفضل، واستدل الأولون بحديث عبد الله بن عدي المذكور في الباب، وقد أخرجه أيضا ابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.
قال ابن عبد البر: هذا نص في محل الخلاف، فلا ينبغي العدول عنه، وقد ادعى القاضي عياض الاتفاق على استثناء البقعة التي قبر فيها(صلى الله عليه وآله)وعلى أنها أفضل البقاع، قيل لأنه قد روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق، كما روى ذلك ابن عبد البر في تمهيده من طريق عطاء الخراساني موقوفا.
ويجاب عن هذا: بأن أفضلية البقعة التي خلق منها(صلى الله عليه وآله)إنما كان بطريق الاستنباط ونصبه في مقابلة النص الصريح الصحيح غير لائق، على أنه معارض بما رواه الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي منه خلق(صلى الله عليه وآله) من تراب الكعبة فالبقعة التي خلق منها من بقاع مكة، وهذا لا يقصر عن الصلاحية لمعارضة ذلك الموقوف، لا سيما وفي إسناده عطاء الخراساني، نعم إن صح الاتفاق الذي حكاه عياض كان هو الحجة عند من يرى أن الإجماع حجة.
وقد استدل القائلون بأفضلية المدينة بأدلة منها حديث: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة كما في البخاري وغيره، مع قوله(صلى الله عليه وآله): موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها وهذا أيضا مع كونه لا ينتهض لمعارضة ذلك الحديث المصرح بالأفضلية هو أخص من الدعوى، لأن غاية ما فيه أن ذلك الموضع بخصوصه من المدينة فاضل وأنه غير محل النزاع.
وقد أجاب ابن حزم عن هذا الحديث بأن قوله: إنها من الجنة مجاز، إذ لو كانت حقيقة لكانت كما وصف الله الجنة: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) (طه: 118) وإنما المراد أن الصلاة فيها تؤدي إلى الجنة، كما يقال في اليوم الطيب هذا من أيام الجنة، وكما قال(صلى الله عليه وآله): الجنة تحت ظلال السيوف. قال: ثم لو ثبت أنه على الحقيقة لما كان الفضل إلا لتلك البقعة خاصة.
فإن قيل: إن ما قرب منها أفضل مما بعد، لزمهم أن يقولوا: إن الجحفة أفضل من مكة ولا قائل به ! ومن جملة أدلة القائلين بأفضلية مكة على المدينة حديث ابن الزبير عند أحمد وعبد بن حميد وابن زنجويه وابن خزيمة والطحاوي والطبراني والبيهقي وابن حبان وصححه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي بمائة صلاة وقد روي من طريق خمسة عشر من الصحابة.
ووجه الاستدلال بهذا الحديث أن أفضلية المسجد لأفضلية المحل الذي هو فيه). انتهى.
(وقال ابن حجر في فتح الباري: 3 / 55: (لكن استثنى عياض البقعة التي دفن فيها النبي(صلى الله عليه وآله)فحكى الاتفاق على أنها أفضل البقاع، وتعقب بأن هذا لا يتعلق بالبحث المذكور لأن محله ما يترتب عليه الفضل للعابد.
وأجاب القرافي بأن سبب التفضيل لا ينحصر في كثرة النصارى على العمل، بل قد يكون لغيرها، كتفضيل جلد المصحف على سائر الجلود.
وقال النووي في شرح المهذب لم أر لأصحابنا نقلا في ذلك، وقال ابن عبد البر: إنما يحتج بقبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)من أنكر فضلها، أما من أقر به وأنه ليس أفضل بعد مكة منها فقد أنزلها منزلتها، وقال غيره سبب تفضيل البقعة التي ضمت أعضاءه الشريفة أنه روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق، رواه بن عبد البر في أواخر تمهيده من طريق عطاء الخراساني موقوفا. وعلى هذا فقد روى الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي خلق منه النبي(صلى الله عليه وآله)من تراب الكعبة، فعلى هذا فالبقعة التي ضمت أعضاءه من تراب الكعبة فيرجع الفضل المذكور إلى مكة إن صح ذلك والله أعلم). انتهى.
(وقال الشهيد الأول في القواعد والفوائد: 2 / 124: (وزعم بعض مغاربة العامة (يقصد القاضي عياض في الشفا) أن الأمة أجمعت على أن البقعة التي دفن فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل البقاع. ونازعه بعض العلماء في تحقق الأفضلية هنا أولا، وفي دعوى الإجماع ثانيا). انتهي.
فهذا ما عند السنيين في المسألة، وخلاصة ما ذكروه:
أولا: أنهم ردوا الحديث الذي استشهد السائل بمضمونه عن الكافي.
ثانيا: أن كلامهم في التفضيل وعدمه مختص بالبقعة التي حوت جثمان النبي (صلى الله عليه وآله) ولا يشمل ما حولها، فلا يشمل قبر أبي بكر وعمر. فمن صح عنده الحديث منهم فهو يفضل البقعة التي حوت أعضاء النبي (صلى الله عليه وآله) ولا تشمل ما جاورها من قبره الشريف أو المسجد.
وثالثا: لا يصح الإستدلال بقول النبي (صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) لأن قبريهما من الجهة الثانية وليسا في الروضة التي هي بين القبر والمنبر.
ورابعا: إن المدح في قوله (صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) للبقعة وليس لمن يكون فيها، ولم يرو أحد من المسلمين عن النبي (صلى الله عليه وآله) أو عن الصحابة أن التفضيل يسري من هذه البقعة المباركة إلى الذين يدفن فيها أو يجلس فيها ! ولو كان فضيلة المكان تسري لصح للفاسق الفاجر أن يجلس هناك ويقول أنا أفضل الناس لأني في روضة من رياض الجنة، وكل المسلمين أقل مني لأنهم ليسوا فيها.
والنتيجة: أنه على المذاهب السنية لا يصح الإستدلال على أفضلية أبي بكر وعمر بمكان دفنهما.
* *
وكذلك على مذهبنا لا يصح أيضا. أما ما رواه في الكافي: 3 / 202، عن الإمام الباقر أو الصادق (صلى الله عليه وآله) قال: (من خلق من تربة دفن فيها).
وما رواه في نفس الباب عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عز وجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها). انتهى.
فليس معناه كما تخيله الكاتب حتى يدل على إثبات فضيلة لأبي بكر وعمر، بل يقصد به أن الذرة الأصلية التي خلق منها الإنسان تؤخذ من بدنه عند موته وتدفن في مكانها الأصلي الذي أخذت منه من الأرض، والدليل عليه: ما رواه في الكافي: 3 / 251، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الميت يبلى جسده ؟ قال: نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى، تبقي في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة). انتهى.
فالمقصود بالتربة أو الطينة التي خلق منها الإنسان هي الذرة المستديرة التي لا تبلى، والتي هي أصل خلقته في الذر.
(وفي الكافي: 2 / 11، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين، ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى، وقال لأهل الشمال: كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج ثم رفع لهم نارا فقال أدخلوها بإذني، فكان أول من دخلها محمد (صلى الله عليه وآله) ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم ! ثم قال لأصحاب الشمال أدخلوها بإذني فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا ؟ ! فعصوا، فقال لأصحاب اليمين أخرجوا بإذني من النار، لم تكلم النار منهم كلما، ولم تؤثر فيهم أثرا، فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول ! قال: قد أقلتكم فادخلوها، فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا، فأمرهم بالدخول ثلاثا، كل ذلك يعصون ويرجعون ! وأمر أولئك ثلاثا كل ذلك يطيعون ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم، قال: فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء) !
(وفي نهج البلاغة: 2 / 227: عن مالك بن دحية قال: كنا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد ذكر عنده اختلاف الناس فقال: إنما فرق بينهم مبادئ طينهم، وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها، وحزن تربة وسهلها. فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافها يتفاوتون. فتام الرواء ناقص العقل، وماد القامة قصير الهمة، وزاكي العمل قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، وتائه القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان..). انتهى.
وبذلك يتبين: أن معنى دفن طينة كل إنسان بعد موته في التربة التي خلق منها، أن ذرته الأصلية أو طينته، تؤخذ من بدنه وترد إلى بقعة الأرض التي خلق منها عندما أرسل الله جبرئيل (عليه السلام) فقبض من الأرض تربة الأخيار والفجار. فالإنسان الصالح أينما دفن ترد تربته إلى موضعها الذي خلقت منه أول مرة، وكذلك الشرير ترد تربته إلى موضعها.
وقد روت مصادر الشيعة والسنة الحديث النبوي التالي الذي يؤيد ذلك، ففي روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 490: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما خلق الله آدم اشتكت الأرض إلى ربها لما أخذ منها فوعدها أن يرد فيها ما أخذ منها، فما من أحد إلا يدفن في التربة التي خلق منها). ومثله في تفسير البغوي: 1 / 234.
وعلى هذا فدعواكم مردودة في مذهبكم، لرد علمائكم لروايتها، ومردوده وفي مذهبنا، لأن معناها عندنا أن التربة التي خلق منها أبو بكر وعمر قد ردت يوم موتهما إلى موضعها الذي خلقت منه في الخلق الأول الذي يعلمه الله تعالى، ولا علاقة لذلك بدفنهما قرب قبر النبي (صلى الله عليه وآله) أو في مكان آخر ! فمن منكم يعرف التربة التي خلقا منها في أول الخلق ؟ !
----------انتهى كلام الشيخ الكوراني --------------------
فاثبتنا ان ابي بكر وعمر لم يدفنا في تلم البقعة الطاهرة بقي ان لدينا هي مسألة الارواح فاروح المومنين كما ذكر في الاحاديث النبوية الشريفة ان تجتمع في وادي السلام وارواح الكفار في وادي برهوت وهذا ماورد في كتب السنة والشيعة اذن لايمكن ان يقال قائل ان المنافق يدخل الجنة فهذ معارض للقران الكريم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام من الطعم ، و شفاء من السقم ، و شر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت ؛ بقبة حضرموت كرجل الجراد من الهوام ، تصبح تتدفق و تمسي لا بلال لها
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3322
-حديث ابن عباس رضى الله عنه مرفوعا "خير ماء على وجه الأرض.....والله ما على وجه الأرض ماء شر من ماء وادى برهوت ، كرجل الجراد من الهوام يصبح يتدفق ويمسى لا بلال لها"
الطبرانى فى الكبير(11/98/11167)والأوسط (3/76/3912)و(6/96/8219)قال الهيثمى فى المجمع(3/289)"رجاله ثقات،وصححه ابن حبان)وأخرجه الضياء فى( الأحاديث المختارة )(67/114/2)
وحسنه شيخنا الألبانى –رحمه الله-فى الصحيحة (1056)وصحيح الترغيب(2/ رقم 1161)
-واخرج الديلمى(2/360/3609)نحوه من حديث حذيفة-رضى الله عنه-وأخرج أيضا(1/418/1694) عن أنس- رضى الله عنه- "أرواح المؤمنين الى الجابية،وأرواح الكافرين الى واد حضرموت يقال له برهوت،ترد عليه هام الكفار"والخبر ذكره شيخ الاسلام-رحمه الله-فى الفتاوى (4/221)محتجا به،ويروى مثله موقوفا على بعض التابعين.
قال السيوطى أيضا(ص:232)واخرج ابو بكر النجاد فى "جزئه المشهور"عن على بن أبى طالب-رضى الله عنه-قال:"خير وادى الناس وادى مكة وشر وادى الناس وادى الأحقاف،وادى حضرموت يقال له:برهوت فيه ارواح الكافرين"
وكثل هذا يروى عن على-رضى الله عنه-بألفاظ كثيرة اخرجه عبد الرزاق فى المصنف "15/116/9118" والأزرقى فى"أخبار مكة" (2/40)وسعيد بن منصور فى سننه،وابن ابى الدنيا فى القبور(رقم 159-الملحق التجميعى)وذكر الموت(542-بتجميعى)وابن عساكر فى تاريخ دمشق(1/468)وغيرهم
فمن كتب الشيعة :
اما اروح المؤمنين فانهم تتجمع في وادي السلام في البقعة المباركة التي تمنى امير المؤمنين ان يدفن فيها
ورد عندنا أن (حبّة العرني) خرج مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى (وادي السلام) في ظهر الكوفة فقال له: يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة.
فقال أمير المؤمنين: يا حبّة أن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته.
قال، قلت: يا أمير المؤمنين، وإنهم لناس؟
قال نعم، لو كشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً محتبين يتحاثون.
فقلت: أجسام أم أرواح؟
فقال: أرواح. وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه: الحقي بوادي السلام، وأنها بقعة من جنة عدن.
فهذه الرواية تدل على التحاق أرواح المؤمنين بوادي السلام. وكذلك ورد عندنا عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنه قيل له: إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها، فقال: ما تبالي حيثما مات أما أنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام، قلت له وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة، أما أني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون. وهذه أيضاً تدل على أن أرواح المؤمنين تحشر إلى وادي السلام.
وفي رواية أخرى عن الأصبغ بن نباته، قال: خرج أمير المؤمنين إلى ظهر الكوفة، فلحقناه، فقال: سلوني قبل أن تفقدوني فقد ملئت الجوانح مني علماً كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت، ثم مسح بيده على بطنه، وقال: اعلاه علم واسفله ثفل ثم مر حتى أتى الغريين فلحقناه وهو مستلقي على الأرض بجسده ليس تحته ثوب،فقال له قنبر: يا أمير المؤمنين ألا أبسط تحتك ثوبي؟ قال: لا هل هي إلا تربة مؤمن ومن أحمته في مجلسه، فقال الأصبع تربة المؤمن قد عرفناها كانت أو تكون فما من أحمته بمجلسه؟ فقال يا ابن نباته لو كشف لكم لألفيتم أرواح المؤمنين في هذه حلقاً حلقاً يتزاورون ويتحدثون، أن في هذا الظهر روح كل مؤمن وبوادي برهوت روح كل كافر.
وهذه الرواية تشير إلى وجود أرواح جميع المؤمنين بظهر الكوفة وفي وادي برهوت تجتمع أرواح الكفار.
وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) عندما سئل عن حال الكافر فقال: أبدان ملعونة تحت الثرى في بقاع النار وأبدان خبيثة ملعونة تجري بوادي برهوت في بئر الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات تؤدي ذلك الفزع والأهوال إلى الأبدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار، فهي بمنزلة النائم إذا رأى الأهوال فلا تزال تلك الأبدان فزعة زعرة وتلك الأرواح معذبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات المسخوطات المعلونات المصفدات مسجونات فيها لا ترى روحاً ولا راحة إلى مبعث قائمنا فيحشرها الله مع تلك المركبات فترد إلى الأبدان وذلك عند النشرات فيضرب أعناقهم ثم تصير إلى النار أبد الابدين ودهر الداهرين.
http://www.aqaed.com/faq/5977/
فمن كتب اهل السنة :
اللهم صلِ على محمد وال محمد
يبتادر الى المسلمين من اهل السنة عامة والمؤمنين المستبصرين خاصة أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها، وأبو بكر وعمر مدفونان في روضة النبي الطاهرة التي قال النبي (صلى الله عليه وآله) عنها: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. فعلى هذا يكونان مخلوقين من تلك التربة الطاهرة التي دفنا فيها وبذلك يكونان من اهل الجنة
ففي ترجمة مقبول من علماء الهند في تفسير القرآن أنه يوجد في صفحة 62 من أصول الكافي قول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها، وأبو بكر الصديق وعمر الفاروق مدفونان في روضة النبي الطاهرة التي قال النبي (صلى الله عليه وآله) عنها: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. فعلى قولكم يكونان مخلوقين من تلك التربة الطاهرة التي دفنا فيها ؟
* *
الجواب لسماحة الشيخ الكوارني
: أولا: أن ما يحتج به علينا بحديث ضعفه علماؤهم أو شهدوا بأنه موضوع !
(فقد عقد الهيثمي في مجمع الزوائد: 3 / 42، بابا بعنوان (باب يدفن في التربة التي منها خلق) وروى فيه ثلاثة أحاديث وضعفها ! وهي:
(عن أبي سعيد أن النبي (صلى الله عليه وآله) مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا فسأل عنه فقالوا حبشيا قدم فمات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها. رواه البزار وفيه عبد الله والد على بن المديني وهو ضعيف.
وعن أبى الدرداء قال: مر بنا النبي(صلى الله عليه وآله)ونحن نحفر قبرا فقال ما تصنعون ؟ فقلنا نحفر قبرا لهذا الأسود، فقال: جاءت به منيته إلى تربته. قال أبو أسامة: تدرون يا أهل الكوفة لم حدثتكم بهذا الحديث ؟ لأن أبا بكر وعمر خلقا من تربة رسول الله(صلى الله عليه وآله). رواه الطبراني في الأوسط وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وضعفه الجمهور. وعن ابن عمر أن حبشيا دفن بالمدينة فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)دفن بالطينة التي خلق منها. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف). انتهى.
(راجع أيضا مصنف عبد الرزاق: 3 / 515): (وقال ابن حزم في المحلى: 7 / 285: (واحتجوا بأخبار موضوعة يجب التنبيه عليها والتحذير منها.
منها: خبر رويناه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في ميت رآه: دفن في التربة التي خلق منها قالوا: والنبي (صلى الله عليه وآله) دفن بالمدينة فمن تربتها خلق وهو أفضل الخلق فهي أفضل البقاع، وهذا خبر موضوع لأن في أحد طريقيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ساقط بالجملة قال فيه يحيى ابن معين: ليس بثقة، وهو بالجملة متفق عن اطراحه، ثم هو أيضا عن أنيس بن يحيى مرسل، ولا يدرى من أنيس بن يحيى.
والطريق الأخرى من رواية أبي خالد وهو مجهول عن يحيى البكاء وهو ضعيف.
ثم لو صح لما كانت فيه حجة لأنه إنما كان يكون الفضل لقبره (صلى الله عليه وآله) فقط وإلا فقد دفن فيها المنافقون وقد دفن الأنبياء (عليهم السلام) من إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وسليمان وداود (عليهم السلام) وغيرهم بالشام ولا يقول مسلم: إنها بذلك أفضل من مكة). انتهى.
(وقال الشوكاني في نيل الأوطار: 5 / 99: (قال القاضي عياض: إن موضع قبره(صلى الله عليه وآله)أفضل بقاع الأرض، وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض، واختلفوا في أفضلها ما عدا موضع قبره(صلى الله عليه وآله)فقال أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب المالكيان إن مكة أفضل وإليه مال الجمهور، وذهب عمر وبعض الصحابة ومالك وأكثر المدنيين إلى أن المدينة أفضل، واستدل الأولون بحديث عبد الله بن عدي المذكور في الباب، وقد أخرجه أيضا ابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.
قال ابن عبد البر: هذا نص في محل الخلاف، فلا ينبغي العدول عنه، وقد ادعى القاضي عياض الاتفاق على استثناء البقعة التي قبر فيها(صلى الله عليه وآله)وعلى أنها أفضل البقاع، قيل لأنه قد روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق، كما روى ذلك ابن عبد البر في تمهيده من طريق عطاء الخراساني موقوفا.
ويجاب عن هذا: بأن أفضلية البقعة التي خلق منها(صلى الله عليه وآله)إنما كان بطريق الاستنباط ونصبه في مقابلة النص الصريح الصحيح غير لائق، على أنه معارض بما رواه الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي منه خلق(صلى الله عليه وآله) من تراب الكعبة فالبقعة التي خلق منها من بقاع مكة، وهذا لا يقصر عن الصلاحية لمعارضة ذلك الموقوف، لا سيما وفي إسناده عطاء الخراساني، نعم إن صح الاتفاق الذي حكاه عياض كان هو الحجة عند من يرى أن الإجماع حجة.
وقد استدل القائلون بأفضلية المدينة بأدلة منها حديث: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة كما في البخاري وغيره، مع قوله(صلى الله عليه وآله): موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها وهذا أيضا مع كونه لا ينتهض لمعارضة ذلك الحديث المصرح بالأفضلية هو أخص من الدعوى، لأن غاية ما فيه أن ذلك الموضع بخصوصه من المدينة فاضل وأنه غير محل النزاع.
وقد أجاب ابن حزم عن هذا الحديث بأن قوله: إنها من الجنة مجاز، إذ لو كانت حقيقة لكانت كما وصف الله الجنة: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) (طه: 118) وإنما المراد أن الصلاة فيها تؤدي إلى الجنة، كما يقال في اليوم الطيب هذا من أيام الجنة، وكما قال(صلى الله عليه وآله): الجنة تحت ظلال السيوف. قال: ثم لو ثبت أنه على الحقيقة لما كان الفضل إلا لتلك البقعة خاصة.
فإن قيل: إن ما قرب منها أفضل مما بعد، لزمهم أن يقولوا: إن الجحفة أفضل من مكة ولا قائل به ! ومن جملة أدلة القائلين بأفضلية مكة على المدينة حديث ابن الزبير عند أحمد وعبد بن حميد وابن زنجويه وابن خزيمة والطحاوي والطبراني والبيهقي وابن حبان وصححه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي بمائة صلاة وقد روي من طريق خمسة عشر من الصحابة.
ووجه الاستدلال بهذا الحديث أن أفضلية المسجد لأفضلية المحل الذي هو فيه). انتهى.
(وقال ابن حجر في فتح الباري: 3 / 55: (لكن استثنى عياض البقعة التي دفن فيها النبي(صلى الله عليه وآله)فحكى الاتفاق على أنها أفضل البقاع، وتعقب بأن هذا لا يتعلق بالبحث المذكور لأن محله ما يترتب عليه الفضل للعابد.
وأجاب القرافي بأن سبب التفضيل لا ينحصر في كثرة النصارى على العمل، بل قد يكون لغيرها، كتفضيل جلد المصحف على سائر الجلود.
وقال النووي في شرح المهذب لم أر لأصحابنا نقلا في ذلك، وقال ابن عبد البر: إنما يحتج بقبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)من أنكر فضلها، أما من أقر به وأنه ليس أفضل بعد مكة منها فقد أنزلها منزلتها، وقال غيره سبب تفضيل البقعة التي ضمت أعضاءه الشريفة أنه روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق، رواه بن عبد البر في أواخر تمهيده من طريق عطاء الخراساني موقوفا. وعلى هذا فقد روى الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي خلق منه النبي(صلى الله عليه وآله)من تراب الكعبة، فعلى هذا فالبقعة التي ضمت أعضاءه من تراب الكعبة فيرجع الفضل المذكور إلى مكة إن صح ذلك والله أعلم). انتهى.
(وقال الشهيد الأول في القواعد والفوائد: 2 / 124: (وزعم بعض مغاربة العامة (يقصد القاضي عياض في الشفا) أن الأمة أجمعت على أن البقعة التي دفن فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل البقاع. ونازعه بعض العلماء في تحقق الأفضلية هنا أولا، وفي دعوى الإجماع ثانيا). انتهي.
فهذا ما عند السنيين في المسألة، وخلاصة ما ذكروه:
أولا: أنهم ردوا الحديث الذي استشهد السائل بمضمونه عن الكافي.
ثانيا: أن كلامهم في التفضيل وعدمه مختص بالبقعة التي حوت جثمان النبي (صلى الله عليه وآله) ولا يشمل ما حولها، فلا يشمل قبر أبي بكر وعمر. فمن صح عنده الحديث منهم فهو يفضل البقعة التي حوت أعضاء النبي (صلى الله عليه وآله) ولا تشمل ما جاورها من قبره الشريف أو المسجد.
وثالثا: لا يصح الإستدلال بقول النبي (صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) لأن قبريهما من الجهة الثانية وليسا في الروضة التي هي بين القبر والمنبر.
ورابعا: إن المدح في قوله (صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) للبقعة وليس لمن يكون فيها، ولم يرو أحد من المسلمين عن النبي (صلى الله عليه وآله) أو عن الصحابة أن التفضيل يسري من هذه البقعة المباركة إلى الذين يدفن فيها أو يجلس فيها ! ولو كان فضيلة المكان تسري لصح للفاسق الفاجر أن يجلس هناك ويقول أنا أفضل الناس لأني في روضة من رياض الجنة، وكل المسلمين أقل مني لأنهم ليسوا فيها.
والنتيجة: أنه على المذاهب السنية لا يصح الإستدلال على أفضلية أبي بكر وعمر بمكان دفنهما.
* *
وكذلك على مذهبنا لا يصح أيضا. أما ما رواه في الكافي: 3 / 202، عن الإمام الباقر أو الصادق (صلى الله عليه وآله) قال: (من خلق من تربة دفن فيها).
وما رواه في نفس الباب عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عز وجل ملكا فأخذ من التربة التي يدفن فيها فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها). انتهى.
فليس معناه كما تخيله الكاتب حتى يدل على إثبات فضيلة لأبي بكر وعمر، بل يقصد به أن الذرة الأصلية التي خلق منها الإنسان تؤخذ من بدنه عند موته وتدفن في مكانها الأصلي الذي أخذت منه من الأرض، والدليل عليه: ما رواه في الكافي: 3 / 251، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الميت يبلى جسده ؟ قال: نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى، تبقي في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة). انتهى.
فالمقصود بالتربة أو الطينة التي خلق منها الإنسان هي الذرة المستديرة التي لا تبلى، والتي هي أصل خلقته في الذر.
(وفي الكافي: 2 / 11، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين، ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى، وقال لأهل الشمال: كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج ثم رفع لهم نارا فقال أدخلوها بإذني، فكان أول من دخلها محمد (صلى الله عليه وآله) ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم ! ثم قال لأصحاب الشمال أدخلوها بإذني فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا ؟ ! فعصوا، فقال لأصحاب اليمين أخرجوا بإذني من النار، لم تكلم النار منهم كلما، ولم تؤثر فيهم أثرا، فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول ! قال: قد أقلتكم فادخلوها، فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا، فأمرهم بالدخول ثلاثا، كل ذلك يعصون ويرجعون ! وأمر أولئك ثلاثا كل ذلك يطيعون ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم، قال: فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء) !
(وفي نهج البلاغة: 2 / 227: عن مالك بن دحية قال: كنا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد ذكر عنده اختلاف الناس فقال: إنما فرق بينهم مبادئ طينهم، وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها، وحزن تربة وسهلها. فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافها يتفاوتون. فتام الرواء ناقص العقل، وماد القامة قصير الهمة، وزاكي العمل قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، وتائه القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان..). انتهى.
وبذلك يتبين: أن معنى دفن طينة كل إنسان بعد موته في التربة التي خلق منها، أن ذرته الأصلية أو طينته، تؤخذ من بدنه وترد إلى بقعة الأرض التي خلق منها عندما أرسل الله جبرئيل (عليه السلام) فقبض من الأرض تربة الأخيار والفجار. فالإنسان الصالح أينما دفن ترد تربته إلى موضعها الذي خلقت منه أول مرة، وكذلك الشرير ترد تربته إلى موضعها.
وقد روت مصادر الشيعة والسنة الحديث النبوي التالي الذي يؤيد ذلك، ففي روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 490: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما خلق الله آدم اشتكت الأرض إلى ربها لما أخذ منها فوعدها أن يرد فيها ما أخذ منها، فما من أحد إلا يدفن في التربة التي خلق منها). ومثله في تفسير البغوي: 1 / 234.
وعلى هذا فدعواكم مردودة في مذهبكم، لرد علمائكم لروايتها، ومردوده وفي مذهبنا، لأن معناها عندنا أن التربة التي خلق منها أبو بكر وعمر قد ردت يوم موتهما إلى موضعها الذي خلقت منه في الخلق الأول الذي يعلمه الله تعالى، ولا علاقة لذلك بدفنهما قرب قبر النبي (صلى الله عليه وآله) أو في مكان آخر ! فمن منكم يعرف التربة التي خلقا منها في أول الخلق ؟ !
----------انتهى كلام الشيخ الكوراني --------------------
فاثبتنا ان ابي بكر وعمر لم يدفنا في تلم البقعة الطاهرة بقي ان لدينا هي مسألة الارواح فاروح المومنين كما ذكر في الاحاديث النبوية الشريفة ان تجتمع في وادي السلام وارواح الكفار في وادي برهوت وهذا ماورد في كتب السنة والشيعة اذن لايمكن ان يقال قائل ان المنافق يدخل الجنة فهذ معارض للقران الكريم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام من الطعم ، و شفاء من السقم ، و شر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت ؛ بقبة حضرموت كرجل الجراد من الهوام ، تصبح تتدفق و تمسي لا بلال لها
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3322
-حديث ابن عباس رضى الله عنه مرفوعا "خير ماء على وجه الأرض.....والله ما على وجه الأرض ماء شر من ماء وادى برهوت ، كرجل الجراد من الهوام يصبح يتدفق ويمسى لا بلال لها"
الطبرانى فى الكبير(11/98/11167)والأوسط (3/76/3912)و(6/96/8219)قال الهيثمى فى المجمع(3/289)"رجاله ثقات،وصححه ابن حبان)وأخرجه الضياء فى( الأحاديث المختارة )(67/114/2)
وحسنه شيخنا الألبانى –رحمه الله-فى الصحيحة (1056)وصحيح الترغيب(2/ رقم 1161)
-واخرج الديلمى(2/360/3609)نحوه من حديث حذيفة-رضى الله عنه-وأخرج أيضا(1/418/1694) عن أنس- رضى الله عنه- "أرواح المؤمنين الى الجابية،وأرواح الكافرين الى واد حضرموت يقال له برهوت،ترد عليه هام الكفار"والخبر ذكره شيخ الاسلام-رحمه الله-فى الفتاوى (4/221)محتجا به،ويروى مثله موقوفا على بعض التابعين.
قال السيوطى أيضا(ص:232)واخرج ابو بكر النجاد فى "جزئه المشهور"عن على بن أبى طالب-رضى الله عنه-قال:"خير وادى الناس وادى مكة وشر وادى الناس وادى الأحقاف،وادى حضرموت يقال له:برهوت فيه ارواح الكافرين"
وكثل هذا يروى عن على-رضى الله عنه-بألفاظ كثيرة اخرجه عبد الرزاق فى المصنف "15/116/9118" والأزرقى فى"أخبار مكة" (2/40)وسعيد بن منصور فى سننه،وابن ابى الدنيا فى القبور(رقم 159-الملحق التجميعى)وذكر الموت(542-بتجميعى)وابن عساكر فى تاريخ دمشق(1/468)وغيرهم
فمن كتب الشيعة :
اما اروح المؤمنين فانهم تتجمع في وادي السلام في البقعة المباركة التي تمنى امير المؤمنين ان يدفن فيها
ورد عندنا أن (حبّة العرني) خرج مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى (وادي السلام) في ظهر الكوفة فقال له: يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة.
فقال أمير المؤمنين: يا حبّة أن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته.
قال، قلت: يا أمير المؤمنين، وإنهم لناس؟
قال نعم، لو كشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً محتبين يتحاثون.
فقلت: أجسام أم أرواح؟
فقال: أرواح. وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلا قيل لروحه: الحقي بوادي السلام، وأنها بقعة من جنة عدن.
فهذه الرواية تدل على التحاق أرواح المؤمنين بوادي السلام. وكذلك ورد عندنا عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنه قيل له: إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها، فقال: ما تبالي حيثما مات أما أنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا حشر الله روحه إلى وادي السلام، قلت له وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة، أما أني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون. وهذه أيضاً تدل على أن أرواح المؤمنين تحشر إلى وادي السلام.
وفي رواية أخرى عن الأصبغ بن نباته، قال: خرج أمير المؤمنين إلى ظهر الكوفة، فلحقناه، فقال: سلوني قبل أن تفقدوني فقد ملئت الجوانح مني علماً كنت إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت، ثم مسح بيده على بطنه، وقال: اعلاه علم واسفله ثفل ثم مر حتى أتى الغريين فلحقناه وهو مستلقي على الأرض بجسده ليس تحته ثوب،فقال له قنبر: يا أمير المؤمنين ألا أبسط تحتك ثوبي؟ قال: لا هل هي إلا تربة مؤمن ومن أحمته في مجلسه، فقال الأصبع تربة المؤمن قد عرفناها كانت أو تكون فما من أحمته بمجلسه؟ فقال يا ابن نباته لو كشف لكم لألفيتم أرواح المؤمنين في هذه حلقاً حلقاً يتزاورون ويتحدثون، أن في هذا الظهر روح كل مؤمن وبوادي برهوت روح كل كافر.
وهذه الرواية تشير إلى وجود أرواح جميع المؤمنين بظهر الكوفة وفي وادي برهوت تجتمع أرواح الكفار.
وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) عندما سئل عن حال الكافر فقال: أبدان ملعونة تحت الثرى في بقاع النار وأبدان خبيثة ملعونة تجري بوادي برهوت في بئر الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات تؤدي ذلك الفزع والأهوال إلى الأبدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار، فهي بمنزلة النائم إذا رأى الأهوال فلا تزال تلك الأبدان فزعة زعرة وتلك الأرواح معذبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات المسخوطات المعلونات المصفدات مسجونات فيها لا ترى روحاً ولا راحة إلى مبعث قائمنا فيحشرها الله مع تلك المركبات فترد إلى الأبدان وذلك عند النشرات فيضرب أعناقهم ثم تصير إلى النار أبد الابدين ودهر الداهرين.
http://www.aqaed.com/faq/5977/
فمن كتب اهل السنة :
- روى ابن عساكر الدمشقي:
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الحسني قراءة عليه أنا محمد بن عبد الله الجعفي نا الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري نا جعفر بن عبد الله المحمدي قال سمعت محمد بن أبي عمير يذكر عن محمد بن مسلم قال
سألت الصادق عن قول الله عز وجل "وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين".
قال الربوة النجف والقرار المسجد والمعين الفرات ثم قال إن نفقة بالكوفة الدرهم الواحد يعدل بمائة درهم في غيرها والركعة بمئة ركعة ومن أحب أن يتوضأ من ماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فإن فيه شعبتين من الجنة وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في الفرات وكان أمير المؤمنين علي يأتي النجف ويقول وادي السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمن هذا المكان وكان يقول اللهم اجعل قبري بها (1).
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الحسني قراءة عليه أنا محمد بن عبد الله الجعفي نا الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري نا جعفر بن عبد الله المحمدي قال سمعت محمد بن أبي عمير يذكر عن محمد بن مسلم قال
سألت الصادق عن قول الله عز وجل "وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين".
قال الربوة النجف والقرار المسجد والمعين الفرات ثم قال إن نفقة بالكوفة الدرهم الواحد يعدل بمائة درهم في غيرها والركعة بمئة ركعة ومن أحب أن يتوضأ من ماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فإن فيه شعبتين من الجنة وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في الفرات وكان أمير المؤمنين علي يأتي النجف ويقول وادي السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمن هذا المكان وكان يقول اللهم اجعل قبري بها (1).
- وذكر أيضاً المتقي الهندي:
عن جعفر الصادق أنه سئل عن قوله تعالى: (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) قال الربوة النجف، والقرار المسجد والمعين الفرات، ثم قال: إن نفقة في الكوفة بالدرهم الواحد تعدل بمائة درهم في غيرها والركعة بمائة ركعة، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فان فيه منبعين من الجنة وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في الفرات وكان أمير المؤمنين على باب النجف، ويقول وادى السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان يقول: اللهم اجعل قبري بها(2).
ـــــــــــــــــــــــــ
عن جعفر الصادق أنه سئل عن قوله تعالى: (وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) قال الربوة النجف، والقرار المسجد والمعين الفرات، ثم قال: إن نفقة في الكوفة بالدرهم الواحد تعدل بمائة درهم في غيرها والركعة بمائة ركعة، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فان فيه منبعين من الجنة وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في الفرات وكان أمير المؤمنين على باب النجف، ويقول وادى السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان يقول: اللهم اجعل قبري بها(2).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) (ابن عساكر)، أبي القاسم علي، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري، الطبعة الأولى، بيروت، دار الفكر، 1417 / 1996،ج1، ص213.
(2) (المتقي الهندي)، علاء الدين علي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، تحقيق بكري حياني وصفوة السقا، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1409 / 1989،ج2، ص473، حديث رقم 4535.
تعليق