(( قراءة معرفيّة في ضرورة التعاطي العَقَدي والمنهجي مع الإمام المهدي(عليه السلام) في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المُبارك ))::::القسم التاسع ::::
===============================
((مِنهاجيَّة دُعاء الإفتتاح إنموذجا)):: القسم التاسع ::
===============================
(القسم التاسع )
==========
بسم الله الرحمن الرحيم
((اللّهُمّ وصلِ على ولي امرك القائم المؤمّل والعدل المُنتَظَر
وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين ))
إنّ هذا النص الشريف يضعُ أمامنا نحن المؤمنين المُنتَظرين لظهور إمامنا المهدي/ع/ وظائف وتكاليف شرعية وأخلاقية ومن خلال تطبيقها تتحدد هويتنا الفعلية والإيمانية في هذه الحياة وخصوصا ونحن نعيش محنة الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي/عجل الله فرجه الشريف/.
وأبرز وظيفة هنا هو الدعاء ذلك السلاح الرباني الخفي والذي يجهل الكثير قيمته ومعطياته .
فالدعاء هو خيار مشروع ومعقول ينبغي لنا اللجوء إليه في المحن والشدائد وخصوصا في محنة غيبة إمامنا المهدي/ع/ .
ولايتصورأحدٌ أنّ الدعاء هو وسيلة المُستضعفين فحسب لا بل على العكس فالإنسان أياً كان نبيٌ أوإمام أو من عوام الناس
وفي أي حال كان هو في الرخاء أو الشدة فالكل مُحتاج للدعاء والذي هو خطٌ مفتوح بين السماء والأرض ومن خلاله تتنزل الإمدادات الغيبية لمُستحقيها .
فالقرآن الكريم ضرب لنا أمثال رائعة في معطيات ومردودات الدعاء في أحلك الظروف والتي غالبا ما يكون فيها المؤمنون مُحاصَرين بضغوطات الطواغيت والظلمة فعند الدعاء تنفرج الهموم وتنكشف الغموم .
قال تعالى::
{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة250
أي::
ولما ظهروا(أي طالوت وأتباعه) لجالوت وجنوده, ورأوا الخطر رأي العين
فزعوا إلى الله بالدعاء والضراعة قائلين: ربنا أنزل على قلوبنا صبرًا عظيمًا, وثبت أقدامنا, واجعلها راسخة في قتال العدو, لا تفر مِن هول الحرب, وانصرنا بعونك وتأييدك على القوم الكافرين.
فكان الردٌ الألهي فوريا بالنصر والغلبة لطالوت وجنوده
إذ قال تعالى::
{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251
بمعنى::
فهزموهم بإذن الله, وقتل داود -عليه السلام- جالوتَ قائدَ الجبابرة,
وأعطى الله عز وجل داود بعد ذلك الملك والنبوة في بني إسرائيل, وعَلَّمه مما يشاء من العلوم.
ولولا أن يدفع الله ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا, وهم أهل المعصية لله والشرك به, لفسدت الأرض بغلبة الكفر, وتمكُّن الطغيان, وأهل المعاصي,
ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا.
إذن إذا عرفنا قيمة الدعاء ومردوداته الربانية الفورية وأدركنا أنه خطٌ مفتوح بين الله وعباده الصالحين فما علينا إلاّ تعبئة الدعاء بالعمل بمضامين ومرادات الله تعالى ورسوله والمعصومين/ع/ عقديا وشرعيا وأخلاقيا وإجتماعيا.
فالدعاء هو ليس إسلوب وجداني فحسب أي ليس هو علاقة مغلقة بين العبد وربه فقط
لابل على العكس الدعاء وسيلة إعلام وتثاقف وتناقل للمعارف الربانية والإسلامية بين المؤمنين وعامة الناس
فكثيرا ما إستعمل أئمتنا المعصومون/ع/ الدعاء كخيار لبث علومهم ومنهجهم بين الناس في احلك الظروف وما الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين/ع/ إلا شاهدٌ على ذلك وكذلك من كان من الأئمة/ع/ من قبله كالإمام علي /ع/ والحسن والحسين/ع/ فالملحوظ في حركتهم هو إستخدام وتوظيف الدعاء لتوعية الأمة وإرشادها حياتيا.
طبعا والدعاء يحتاج إلى العمل وفهم الجوهر والمفاد فليس الأمر منحصرا بترديد ألفاظ قد يجهل المتلفظ بها معناها وإنما المطلوب الوقوف على المعنى والمراد
ولذا قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :
((الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ))/وسائل الشيعة/الحر العاملي/ج7/ ص145.
وهذا النص فيه تقريب حسي للناس وترميزٌ وجودي لضرورة الدعاء حياتيا إذا أنه عادة ما تكون الحاجة الى القوس ووتره في صورة الحرب أو الدفاع أو حتى في صورة السلم إشعار للأخرين بوجود قوة يمكن اللجوء إليها في أي لحظة.
فالداعي بلا عمل وتطبيق ووعي لما يدعو به فهو كالرامي بلا وتر في قوسه فما ينفعه ذلك ميدانيا بمعنى أنه يُحرّك مقبض القوس دونما أن يضع فيه وتراً
وهكذا حالنا فغالبا ما ندعو من دون عمل وفعل ملموس واقعا وبالتالي لا تكون هناك إستجابة للدعاء.
وأول إنطلاقة في دعائنا اليوم هي الدعاء الخاص لإمامنا المهدي/ع/ وبحسب ما جاء في صياغية دعاء الإفتتاح وخاصة النص أعلاه والذي نحن بصدد بيانه وتوضيح مطاليبه .
فيجب أن ندرك ما ندعو به وخصوصا في قولنا::
((اللّهُمّ وصلِ على ولي امرك القائم المؤمل والعدل المنتظر
وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين))
لاحظوا مصطلح ((ولي الأمر)) ونسبته الى الله تعالى ومافيه من النسبة القيمية والتشريفية للإمام المهدي/ع/ بكونه ولي أمرالله تعالى في أرضه
ومصطلح ولي الأمرهو مصطلح قرآني أصيل يُساوق مفهوميا الإمام المعصوم/ع/
لذا فالقرآن الكريم بثّ وعيه ومراده بهذا المنصب الألهي للمؤمنين وطلب منهم الطاعة العملية لِمن يتسنمه وبجعلٍ من الله تعالى.
فقال تعالى::
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
وقال تعالى أيضا:
{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83
بمعنى::
وإذا جاء هؤلاء الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم أمْرٌ يجب كتمانه متعلقًا بالأمن الذي يعود خيره على الإسلام والمسلمين,
أو بالخوف الذي يلقي في قلوبهم عدم الاطمئنان, أفشوه وأذاعوا به في الناس
ولو ردَّ هؤلاء ما جاءهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وألى الأئمة المعصومين/ع/ لعرفوا حقيقة معناه .
ولولا أنْ تَفَضَّلَ الله عليكم ورحمكم (ببعث الرسول/ص/ وبتنصيب إمام وقت لكل زمان وإنسان)
لإتبعتم الشيطان ووساوسه إلا قليلا منكم.
وهنا ملاحظة ونكتة بيانية مهمة جدا إستعملها القرآن الكريم في النصين أعلاه
وهي إستعماله في النص الأول صيغة((وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ))
فضمير منكم يرمز للحاضرين والمبسوطي اليد في ميدان العلم والشريعة والمجتمع من الأئمة المعصومين /ع/ بعد شهادة النبي محمد/ص/ وختم النبوة الشريفة.
وصيغة(وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ)) في النص الثاني ترمز إلى ضرورة الرجوع الى ولي الأمروإن كان غائبا ميدانيا
بمعنى أنّ طاعة ولي الأمر المعصوم والرجوع إليه واجبة شرعا وعقلا سواء كان حاضرا أم غائبا
ومن هنا تكون طاعة الإمام المهدي الغائب/ع/ والذي هو ولي أمر الله طاعة واجبة شرعا وعقلا.
بنص القرآن الكريم
فالإعتقاد بإمامة الإمام المهدي /ع/ لم تأتِ جزافا من دون دليلٍ قرآني قويم مُؤسس لقانون الإمامة المفتوحة ربانيا بعد ختم النبوة المحمدية .
فألله تعالى طرح مفهوم الإمام وحدده بصورة واضحة في كثير من نصوصه الشريفة قرآنيا
فمثلا قال تعالى:
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24
فلاحظوا أحبتي حقيقة نصب وجعل الإمام تكون مُنحصرة بيد الله تعالى ويتم تبليغها لمستحقها عن طريق النبي/ص/ فتكرر مصطلح جعل الإمام بيد الله تعالى حصرا.
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً
بحيث يصلُ الحال إلى أن يُدعى كل فردٍ إنساني بإمام وقته يوم يقوم الناس لربّ العالمين والذي كان من الواجب الشرعي والعقلي عليه الإيمان به وطاعته
قال تعالى بشأن ذلك::
{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }الإسراء71
بمعنى::
ذكّر -أيها الرسول-/ص/ يوم البعث مبشرًا ومخوفًا، حين يدعو الله عز وجل كل جماعة من الناس مع إمامهم الذي كانوا يقتدون به في الدنيا،
فمن كان منهم صالحًا، وأُعطي كتاب أعماله بيمينه، فهؤلاء يقرؤون كتاب حسناتهم فرحين مستبشرين، ولا يُنْقَصون من ثواب أعمالهم الصالحة شيئًا، وإن كان مقدارَ الخيط الذي يكون في شَقِّ النواة.
((وعن أبي جعفر (الباقر)عليه السلام قال : قال : لما نزلت هذه الآية :
((" يوم ندعو كل أناس بإمامهم ))
قال المسلمون : يا رسول الله ألستَ إمام الناس كلهم أجمعين ؟
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين
ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي ، يقومون في الناس فيُكَذبَون ،
ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم ، واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ ))
/الكافي /الكليني/ج1/ص 215.
ويقنياً أنّ الإمام المهدي/ع/ هو أحد أئمة أهل بيت الرسول الأكرم محمد/ص/ الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهو إمام وقتنا وغدا سنُدعى به قطعا
فلذا يجب الألتفات لذلك إيمانيا.
إنّ فقرات نص الدعاء أعلاه والتي هي وظائف عقدية مُحددة لكل فرد مؤمن ومسلم تتطلب كل واحدة منها بسطاً في البحث والتنظير المعرفي ما يطول به الكلام ولكن سنقف بوعي مُختزل على الفقرات المهمة جدا كفقرة:
((والعدل المُنتَظَر))
فهذه فقرة تنص على توصيف الإمام المهدي /ع/ في حال ظهوره الشريف بحقيقة العدل وماهيته تطبيقيا
ومعلوم عند أهل البلاغة والبيان أنّ توصيف الذات البشرية بصيغة المصدر(العدل) هو أبلغ وأعمق دلالة ومفادٍ من توصيفه بصيغة اسم الفاعل(عادل)
وهذا التوصيف يأتي عن إستحقاق واقعي وتأهيل ذاتي للموصوف وهو الإمام المهدي/ع/ والذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا مثلما مُلِئَت ظلما وجورا.
فصيغة المصدر(العدل) فيها من الأطلاقية الوجودية في تطبيق العدل الألهي ما لا تتوفر عليه صيغة اسم الفاعل(عادل)
ومن هنا تحدّد وصف الإمام المهدي /ع/ بالعدل المُنتَظر
وهذا التوصيف يشي الى معنيين هما
/1/إنتظار شخص الإمام المهدي/ع/ الموصوف بالعدل
/2/أو إنتظارتطبيق وتحقق العدل الألهي على يد الإمام المهدي /ع/ حياتيا
طبعا وكلا المعنيين يرجع روحا ومعنىً الى حقيقة واحدة .
وفقرة::
((وحُفّه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين))
هي وظيفة بصورة الدعاء ينبغي أن لايغفل عنها المؤمن في حال تعاطيه وجدانيا وإيمانيا مع الإمام المهدي/ع/
ولامانع عقلا وشرعا من أن يؤيّد الله تعالى ولي أمره المهدي/ع/ بالملائكة المقربين وبروح القدس.
فطلبنا من الله تعالى بأن يحفّ(أي يُحيط وجودا)) إمامنا المهدي/ع/ بملائكته المقربين وبروح القدس هو تأمين مشروع ومعقول على حياة الإمام المهدي/ع/ المحفوفة بالمخاطر
فالقرآن الكريم ضمن لنا ذلك تأسيسيا وتطبيقيا.
كما حصل مع شخص الرسول الأكرم محمد /ص/ في حياته الشريفة
وقال تعالى بخصوص ذلك::
{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }التحريم4
بمعنى:
فإن الله هووليه (ولي محمد وآله/ع) وناصره, وجبريل /ع//
وصالح المؤمنين,(الإمام علي بن أبي طالب)
والملائكة بعد نصرة الله أعوان له ونصراء على مَن يؤذيه ويعاديه.
وقال تعالى::
{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
وعجّل الله فرج إمامنا المهدي/ع/
((ويتبع القسم العاشر إن شاء الله تعالى))
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/ النجف الأشرف/
===============================
((مِنهاجيَّة دُعاء الإفتتاح إنموذجا)):: القسم التاسع ::
===============================
(القسم التاسع )
==========
بسم الله الرحمن الرحيم
((اللّهُمّ وصلِ على ولي امرك القائم المؤمّل والعدل المُنتَظَر
وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين ))
إنّ هذا النص الشريف يضعُ أمامنا نحن المؤمنين المُنتَظرين لظهور إمامنا المهدي/ع/ وظائف وتكاليف شرعية وأخلاقية ومن خلال تطبيقها تتحدد هويتنا الفعلية والإيمانية في هذه الحياة وخصوصا ونحن نعيش محنة الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي/عجل الله فرجه الشريف/.
وأبرز وظيفة هنا هو الدعاء ذلك السلاح الرباني الخفي والذي يجهل الكثير قيمته ومعطياته .
فالدعاء هو خيار مشروع ومعقول ينبغي لنا اللجوء إليه في المحن والشدائد وخصوصا في محنة غيبة إمامنا المهدي/ع/ .
ولايتصورأحدٌ أنّ الدعاء هو وسيلة المُستضعفين فحسب لا بل على العكس فالإنسان أياً كان نبيٌ أوإمام أو من عوام الناس
وفي أي حال كان هو في الرخاء أو الشدة فالكل مُحتاج للدعاء والذي هو خطٌ مفتوح بين السماء والأرض ومن خلاله تتنزل الإمدادات الغيبية لمُستحقيها .
فالقرآن الكريم ضرب لنا أمثال رائعة في معطيات ومردودات الدعاء في أحلك الظروف والتي غالبا ما يكون فيها المؤمنون مُحاصَرين بضغوطات الطواغيت والظلمة فعند الدعاء تنفرج الهموم وتنكشف الغموم .
قال تعالى::
{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة250
أي::
ولما ظهروا(أي طالوت وأتباعه) لجالوت وجنوده, ورأوا الخطر رأي العين
فزعوا إلى الله بالدعاء والضراعة قائلين: ربنا أنزل على قلوبنا صبرًا عظيمًا, وثبت أقدامنا, واجعلها راسخة في قتال العدو, لا تفر مِن هول الحرب, وانصرنا بعونك وتأييدك على القوم الكافرين.
فكان الردٌ الألهي فوريا بالنصر والغلبة لطالوت وجنوده
إذ قال تعالى::
{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251
بمعنى::
فهزموهم بإذن الله, وقتل داود -عليه السلام- جالوتَ قائدَ الجبابرة,
وأعطى الله عز وجل داود بعد ذلك الملك والنبوة في بني إسرائيل, وعَلَّمه مما يشاء من العلوم.
ولولا أن يدفع الله ببعض الناس -وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا, وهم أهل المعصية لله والشرك به, لفسدت الأرض بغلبة الكفر, وتمكُّن الطغيان, وأهل المعاصي,
ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا.
إذن إذا عرفنا قيمة الدعاء ومردوداته الربانية الفورية وأدركنا أنه خطٌ مفتوح بين الله وعباده الصالحين فما علينا إلاّ تعبئة الدعاء بالعمل بمضامين ومرادات الله تعالى ورسوله والمعصومين/ع/ عقديا وشرعيا وأخلاقيا وإجتماعيا.
فالدعاء هو ليس إسلوب وجداني فحسب أي ليس هو علاقة مغلقة بين العبد وربه فقط
لابل على العكس الدعاء وسيلة إعلام وتثاقف وتناقل للمعارف الربانية والإسلامية بين المؤمنين وعامة الناس
فكثيرا ما إستعمل أئمتنا المعصومون/ع/ الدعاء كخيار لبث علومهم ومنهجهم بين الناس في احلك الظروف وما الصحيفة السجادية للإمام علي بن الحسين/ع/ إلا شاهدٌ على ذلك وكذلك من كان من الأئمة/ع/ من قبله كالإمام علي /ع/ والحسن والحسين/ع/ فالملحوظ في حركتهم هو إستخدام وتوظيف الدعاء لتوعية الأمة وإرشادها حياتيا.
طبعا والدعاء يحتاج إلى العمل وفهم الجوهر والمفاد فليس الأمر منحصرا بترديد ألفاظ قد يجهل المتلفظ بها معناها وإنما المطلوب الوقوف على المعنى والمراد
ولذا قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :
((الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ))/وسائل الشيعة/الحر العاملي/ج7/ ص145.
وهذا النص فيه تقريب حسي للناس وترميزٌ وجودي لضرورة الدعاء حياتيا إذا أنه عادة ما تكون الحاجة الى القوس ووتره في صورة الحرب أو الدفاع أو حتى في صورة السلم إشعار للأخرين بوجود قوة يمكن اللجوء إليها في أي لحظة.
فالداعي بلا عمل وتطبيق ووعي لما يدعو به فهو كالرامي بلا وتر في قوسه فما ينفعه ذلك ميدانيا بمعنى أنه يُحرّك مقبض القوس دونما أن يضع فيه وتراً
وهكذا حالنا فغالبا ما ندعو من دون عمل وفعل ملموس واقعا وبالتالي لا تكون هناك إستجابة للدعاء.
وأول إنطلاقة في دعائنا اليوم هي الدعاء الخاص لإمامنا المهدي/ع/ وبحسب ما جاء في صياغية دعاء الإفتتاح وخاصة النص أعلاه والذي نحن بصدد بيانه وتوضيح مطاليبه .
فيجب أن ندرك ما ندعو به وخصوصا في قولنا::
((اللّهُمّ وصلِ على ولي امرك القائم المؤمل والعدل المنتظر
وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين))
لاحظوا مصطلح ((ولي الأمر)) ونسبته الى الله تعالى ومافيه من النسبة القيمية والتشريفية للإمام المهدي/ع/ بكونه ولي أمرالله تعالى في أرضه
ومصطلح ولي الأمرهو مصطلح قرآني أصيل يُساوق مفهوميا الإمام المعصوم/ع/
لذا فالقرآن الكريم بثّ وعيه ومراده بهذا المنصب الألهي للمؤمنين وطلب منهم الطاعة العملية لِمن يتسنمه وبجعلٍ من الله تعالى.
فقال تعالى::
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
وقال تعالى أيضا:
{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83
بمعنى::
وإذا جاء هؤلاء الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم أمْرٌ يجب كتمانه متعلقًا بالأمن الذي يعود خيره على الإسلام والمسلمين,
أو بالخوف الذي يلقي في قلوبهم عدم الاطمئنان, أفشوه وأذاعوا به في الناس
ولو ردَّ هؤلاء ما جاءهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وألى الأئمة المعصومين/ع/ لعرفوا حقيقة معناه .
ولولا أنْ تَفَضَّلَ الله عليكم ورحمكم (ببعث الرسول/ص/ وبتنصيب إمام وقت لكل زمان وإنسان)
لإتبعتم الشيطان ووساوسه إلا قليلا منكم.
وهنا ملاحظة ونكتة بيانية مهمة جدا إستعملها القرآن الكريم في النصين أعلاه
وهي إستعماله في النص الأول صيغة((وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ))
فضمير منكم يرمز للحاضرين والمبسوطي اليد في ميدان العلم والشريعة والمجتمع من الأئمة المعصومين /ع/ بعد شهادة النبي محمد/ص/ وختم النبوة الشريفة.
وصيغة(وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ)) في النص الثاني ترمز إلى ضرورة الرجوع الى ولي الأمروإن كان غائبا ميدانيا
بمعنى أنّ طاعة ولي الأمر المعصوم والرجوع إليه واجبة شرعا وعقلا سواء كان حاضرا أم غائبا
ومن هنا تكون طاعة الإمام المهدي الغائب/ع/ والذي هو ولي أمر الله طاعة واجبة شرعا وعقلا.
بنص القرآن الكريم
فالإعتقاد بإمامة الإمام المهدي /ع/ لم تأتِ جزافا من دون دليلٍ قرآني قويم مُؤسس لقانون الإمامة المفتوحة ربانيا بعد ختم النبوة المحمدية .
فألله تعالى طرح مفهوم الإمام وحدده بصورة واضحة في كثير من نصوصه الشريفة قرآنيا
فمثلا قال تعالى:
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }السجدة24
فلاحظوا أحبتي حقيقة نصب وجعل الإمام تكون مُنحصرة بيد الله تعالى ويتم تبليغها لمستحقها عن طريق النبي/ص/ فتكرر مصطلح جعل الإمام بيد الله تعالى حصرا.
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً
بحيث يصلُ الحال إلى أن يُدعى كل فردٍ إنساني بإمام وقته يوم يقوم الناس لربّ العالمين والذي كان من الواجب الشرعي والعقلي عليه الإيمان به وطاعته
قال تعالى بشأن ذلك::
{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }الإسراء71
بمعنى::
ذكّر -أيها الرسول-/ص/ يوم البعث مبشرًا ومخوفًا، حين يدعو الله عز وجل كل جماعة من الناس مع إمامهم الذي كانوا يقتدون به في الدنيا،
فمن كان منهم صالحًا، وأُعطي كتاب أعماله بيمينه، فهؤلاء يقرؤون كتاب حسناتهم فرحين مستبشرين، ولا يُنْقَصون من ثواب أعمالهم الصالحة شيئًا، وإن كان مقدارَ الخيط الذي يكون في شَقِّ النواة.
((وعن أبي جعفر (الباقر)عليه السلام قال : قال : لما نزلت هذه الآية :
((" يوم ندعو كل أناس بإمامهم ))
قال المسلمون : يا رسول الله ألستَ إمام الناس كلهم أجمعين ؟
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين
ولكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي ، يقومون في الناس فيُكَذبَون ،
ويظلمهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم ، فمن والاهم ، واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه برئ ))
/الكافي /الكليني/ج1/ص 215.
ويقنياً أنّ الإمام المهدي/ع/ هو أحد أئمة أهل بيت الرسول الأكرم محمد/ص/ الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهو إمام وقتنا وغدا سنُدعى به قطعا
فلذا يجب الألتفات لذلك إيمانيا.
إنّ فقرات نص الدعاء أعلاه والتي هي وظائف عقدية مُحددة لكل فرد مؤمن ومسلم تتطلب كل واحدة منها بسطاً في البحث والتنظير المعرفي ما يطول به الكلام ولكن سنقف بوعي مُختزل على الفقرات المهمة جدا كفقرة:
((والعدل المُنتَظَر))
فهذه فقرة تنص على توصيف الإمام المهدي /ع/ في حال ظهوره الشريف بحقيقة العدل وماهيته تطبيقيا
ومعلوم عند أهل البلاغة والبيان أنّ توصيف الذات البشرية بصيغة المصدر(العدل) هو أبلغ وأعمق دلالة ومفادٍ من توصيفه بصيغة اسم الفاعل(عادل)
وهذا التوصيف يأتي عن إستحقاق واقعي وتأهيل ذاتي للموصوف وهو الإمام المهدي/ع/ والذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا مثلما مُلِئَت ظلما وجورا.
فصيغة المصدر(العدل) فيها من الأطلاقية الوجودية في تطبيق العدل الألهي ما لا تتوفر عليه صيغة اسم الفاعل(عادل)
ومن هنا تحدّد وصف الإمام المهدي /ع/ بالعدل المُنتَظر
وهذا التوصيف يشي الى معنيين هما
/1/إنتظار شخص الإمام المهدي/ع/ الموصوف بالعدل
/2/أو إنتظارتطبيق وتحقق العدل الألهي على يد الإمام المهدي /ع/ حياتيا
طبعا وكلا المعنيين يرجع روحا ومعنىً الى حقيقة واحدة .
وفقرة::
((وحُفّه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين))
هي وظيفة بصورة الدعاء ينبغي أن لايغفل عنها المؤمن في حال تعاطيه وجدانيا وإيمانيا مع الإمام المهدي/ع/
ولامانع عقلا وشرعا من أن يؤيّد الله تعالى ولي أمره المهدي/ع/ بالملائكة المقربين وبروح القدس.
فطلبنا من الله تعالى بأن يحفّ(أي يُحيط وجودا)) إمامنا المهدي/ع/ بملائكته المقربين وبروح القدس هو تأمين مشروع ومعقول على حياة الإمام المهدي/ع/ المحفوفة بالمخاطر
فالقرآن الكريم ضمن لنا ذلك تأسيسيا وتطبيقيا.
كما حصل مع شخص الرسول الأكرم محمد /ص/ في حياته الشريفة
وقال تعالى بخصوص ذلك::
{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }التحريم4
بمعنى:
فإن الله هووليه (ولي محمد وآله/ع) وناصره, وجبريل /ع//
وصالح المؤمنين,(الإمام علي بن أبي طالب)
والملائكة بعد نصرة الله أعوان له ونصراء على مَن يؤذيه ويعاديه.
وقال تعالى::
{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
وعجّل الله فرج إمامنا المهدي/ع/
((ويتبع القسم العاشر إن شاء الله تعالى))
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/ النجف الأشرف/
تعليق