المحاسبة على النوايا..

[المدرسي]

يقول الله تعالىلله ما في السماوات ومافي الارض وان تبدوا مافي انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) هل يفهم من هذة الآية الكريمة اننا محاسبون عما نضمره من نوايا وان لم تترجم الى افعال او اقوال ؟

ان الله لا يحاسب الانسان على مايضمره من دون ان يحول هذا الشيء المضمر الى عمل او الى قول ولكن المقصود هوان الانسان قد يقوم بأعمال او ينطلق من اقوال قد تحتمل الخير والشر وربما تكون شرا ولكنه يضهرها على انها خير مثلا ولكن الله تعالى
(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)(114) لذلك (مايكون من نجوى ثلاثة الاهو رابعهم ولاخمسة الا هو سادسهم)(115)
ومعنى ذلك ان الله يطلع على خفايا الاعمال ويعلم مايضمره الانسان وما ينطلق به كأنه من الدوافع التي تدفعكم الى العمل وليس المراد بها(وان تبدو ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله)
ويحاسبكم به الله فيما يتحرك من عمل اساس ما تضمرونه مما يعطي للعمل عنوانة سواء كان شرا ام كان خيرا

[تقوى القلوب]

بوركتم اخي الفاضل

[المفيد]

بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

انّ من نعم الله تعالى انّه لا يحاسبنا على ما أضمرنا، ولكن مع ذلك فانّه ليس بالصحيح أن نخفي في صدورنا ما يكدّر النفس فيمنعها من تلقي ما يمكن تلقيه من المعارف والحكم لو كانت خالية من تلك الرواسب..
ولابد لنا من أن نعلم بأنّ أغلب الأعمال السيئة يكون انطلاقها من النفس، بعبارة أخرى انّ في الغالب انّ ما يضمره الانسان لابد له من الخروج الى أرض الواقع مما يتسبب بارتكاب معصية او ذنب، أي انّ الذي يحمل في نفسه مثل هكذا أمور يكون على حافة الهاوية من السقوط..
وعليه لابد من تخليص النفس من مثل هكذا أمور، فانّ أهل الأخلاق دائما وأبدا يحثون على تصفية النفس إذا ما أراد العبد السير في التكامل..


الأخ القدير المدرسي..
جعل الله نفسك صافية مطمئنة بذكر الله سبحانه وتعالى...

[محب عمار بن ياسر]

اللهم صل على محمد وال محمد
موضوع قيم يستحق التقدير

[المستشاره]

فعلا موضوع يستحق التقدير ...وفيه تصحيح لمعلومة استاذ اذ كان يقول
ان القانون الوضعي يحاسب فقط على الامر الظاهرة بعكس الشريعة تحاسب على الظاهرة والباطنة.
ولكن سؤال للمشرف الشيخ المفيد هل الغيبة في القلب اتحمل عليها اثم
بالرغم من كلامكم الجميل في الرد اذ يجب على الانسان ان يطهر نفسه
ولكن قد تعترضك مواقف تنجبرعلى كلام ؟؟هل اثم عليه؟
لكم مني خالص الدعاء

[المفيد]

بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أشكر الأخت القديرة المستشارة على بحثها المستمر عن المعلومة وتقصيها عن الحقائق، فهذا هو عمل المؤمن أن يلتقط المعلومة من هنا وهناك لينتفع بها في الدنيا والآخرة..

أختي الفاضلة انّ الله سبحانه وتعالى لا يحاسب الانسان على ما أضمره من شر إلاّ أن يخرج الى أرض الواقع كتصرّف أو فعل، وبعبارة أخرى انّ الآية الكريمة محل البحث تشير الى الأمور المستقرّة بالنفس وعقدت عليها، أما الأمور التي تطرق النفس من غير ارادة فهي غير مشمولة بهذه الآية لعدم استقرارها بالنفس لأنها سرعان ما تزول، وكذلك لأنّه لم يحصل لذلك الأمر تطبيق في الخارج..
ولكن لا يمنع بأنّ ذلك من الأمور المرجوحة وعلينا التخلص منها، لأنّ المؤمن الحقيقي ما كان ظاهره يوافق باطنه..
صحيح انّ الانسان في بعض الأوقات لا يستطيع كبح جماح نفسه، ولكن علينا ذلك، وهذا ما يدعو اليه علماء الأخلاق ((التخلية قبل التحلية))، وهذا هو جهاد النفس أي منطلقه يكون من هنا..

أما ما شمول بالآية فهو الذي يضمر ما في نفسه وهو مستقرّ بها ومعتقد به وذلك نظير قوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))النور: 19.. فهذه الآية تشير الى المحبة وهو أمر نفساني مضمر في القلب ولكن الله يحاسب عليه..