قال الله تعالى:
(ظَهَرَالْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41)
إنّ مخالفة السنن الإلهية تنشر الفساد في الكون، والفساد هو اللانظام واللاهدفية، وهذه الآية الفريدة في موضوعها تبين لنا ذلك.
ومن ميزات القران أنه حينما يبين الجانب الايجابي، كما مر في الآيات السابقة ، يذكر الطرف النقيض منه أيضاً، فإذا بيّن العدل، ذكر الظلم ، وإذا بيّن القسط ، ذكر البغي، وهكذا.
وقد ذكرت هذه الآية عدة أنواع من الفساد:
الأول:
الفساد السياسي، أي انحراف النظام السياسي ، فحينما يتربع الأشخاص غير الصالحين على رأس الهرم السياسي فإن الفساد ينتشر في الأرض.
ولذلك حين يذكر ربنا قصة فرعون يقول: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدينَ) (القصص: 4) لأن الأمة إذافسدت وظلم بعضها بعضاً، سيحكمهم ظالم.
ويقول ربنا: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (محمد: 22) وعن أمير المؤمنين(ع): (لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أوليُستعملن عليكم شراركم ، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم).
وقد قال الله تعالى: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوامِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعِقابِ) (الأنفال:25).
و هذا ما تكرر حدوثه في التاريخ كثيراً.وهناك نوع آخر من الفساد السياسي وهو الاحتلال، حيث إن البلد إذا وقع تحت احتلال قوة أجنبية غاشمة يكون فسادٌ عظيم ، وينبغي على المؤمنين أن يستعدوا لدفع الاحتلال من بلادهم، لأن ربنا تعالى يقول بصراحة: (وَلَوْ لادَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ) (الحج: 40)وقد يكون نوع ثالث من الفساد السياسي هو تضارب القوانين الدستورية أو عدم الالتزامبها، وهذا فساد في مقابل النظام.
ثانياً:
الفساد الاقتصادي الذي يتجلى في عالمنا اليوم بوضوح ، ففي حين يموت الناس جوعاً في قرى إفريقيا، تُصرف الملايين في الغرب على توافه الحياة.
ثالثاً:
الفساد الأخلاقي وهو ما يبدأ من انهيار الأسرة ، حيث تتحول حياة المجتمع إلى حياة الغاب بسبب الانفلات الأخلاقي وعدم الالتزام بأحكام الدين، فيبدأ التلاشي الاجتماعي من تصدّع بنيان الأسرة أولاً، ويبدأ ذلك من أمورصغيرة كالنظر المحرّم ، فقد جاء في الحديث: (النظرسهم من سهام إبليس) ولو كالتخلي عن الحجاب الشرعي الذي يستتبع هو الآخرالعديد من المفاسد الاجتماعية المدمّرة.
رابعاً:
الفساد البيئي، إذ أن للذنوب ارتباط فيزيائي بالبيئة، فالفساد الموجود في عالمنا اليوم في مجال البيئة سببّه ذنوب العباد.
وأساساً إذا عصى ابن آدم على الأرض ، فإن الأرض تشتكي منه ، ونقرأ في الدعاء بعد زيارة الإمام الرضا (ع): (سيدي لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي، أو الجبال لهدتني، أوالسماوات لاختطفتني، أو البحار لأغرقتني..) كما جاء في الروايات: (إذا جار القضاء منعت السماء قطرها) أو ( إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة).
ثم يقول ربنا: (لِيُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَمِلُوا)
إذ أن العقاب الأكبر ليس في هذه الدنيا ، ولكن لماذا يرينا الله "بعض" الذي نعمل؟ فيجيب عن ذلك ويقول: ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).و هذا هو السبب الذي يدعوا الكفّار غالباً إلى التطيّر والتشاؤم من وجود الأنبياء، لكن الله سبحانه وتعالى أرسلهم رحمة للعالمين لعلهم يرجعون عن الذنوب التي يقترفونها.
(ظَهَرَالْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم: 41)
إنّ مخالفة السنن الإلهية تنشر الفساد في الكون، والفساد هو اللانظام واللاهدفية، وهذه الآية الفريدة في موضوعها تبين لنا ذلك.
ومن ميزات القران أنه حينما يبين الجانب الايجابي، كما مر في الآيات السابقة ، يذكر الطرف النقيض منه أيضاً، فإذا بيّن العدل، ذكر الظلم ، وإذا بيّن القسط ، ذكر البغي، وهكذا.
وقد ذكرت هذه الآية عدة أنواع من الفساد:
الأول:
الفساد السياسي، أي انحراف النظام السياسي ، فحينما يتربع الأشخاص غير الصالحين على رأس الهرم السياسي فإن الفساد ينتشر في الأرض.
ولذلك حين يذكر ربنا قصة فرعون يقول: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ يَسْتَحْيي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدينَ) (القصص: 4) لأن الأمة إذافسدت وظلم بعضها بعضاً، سيحكمهم ظالم.
ويقول ربنا: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) (محمد: 22) وعن أمير المؤمنين(ع): (لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أوليُستعملن عليكم شراركم ، فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم).
وقد قال الله تعالى: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصيبَنَّ الَّذينَ ظَلَمُوامِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَديدُ الْعِقابِ) (الأنفال:25).
و هذا ما تكرر حدوثه في التاريخ كثيراً.وهناك نوع آخر من الفساد السياسي وهو الاحتلال، حيث إن البلد إذا وقع تحت احتلال قوة أجنبية غاشمة يكون فسادٌ عظيم ، وينبغي على المؤمنين أن يستعدوا لدفع الاحتلال من بلادهم، لأن ربنا تعالى يقول بصراحة: (وَلَوْ لادَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ) (الحج: 40)وقد يكون نوع ثالث من الفساد السياسي هو تضارب القوانين الدستورية أو عدم الالتزامبها، وهذا فساد في مقابل النظام.
ثانياً:
الفساد الاقتصادي الذي يتجلى في عالمنا اليوم بوضوح ، ففي حين يموت الناس جوعاً في قرى إفريقيا، تُصرف الملايين في الغرب على توافه الحياة.
ثالثاً:
الفساد الأخلاقي وهو ما يبدأ من انهيار الأسرة ، حيث تتحول حياة المجتمع إلى حياة الغاب بسبب الانفلات الأخلاقي وعدم الالتزام بأحكام الدين، فيبدأ التلاشي الاجتماعي من تصدّع بنيان الأسرة أولاً، ويبدأ ذلك من أمورصغيرة كالنظر المحرّم ، فقد جاء في الحديث: (النظرسهم من سهام إبليس) ولو كالتخلي عن الحجاب الشرعي الذي يستتبع هو الآخرالعديد من المفاسد الاجتماعية المدمّرة.
رابعاً:
الفساد البيئي، إذ أن للذنوب ارتباط فيزيائي بالبيئة، فالفساد الموجود في عالمنا اليوم في مجال البيئة سببّه ذنوب العباد.
وأساساً إذا عصى ابن آدم على الأرض ، فإن الأرض تشتكي منه ، ونقرأ في الدعاء بعد زيارة الإمام الرضا (ع): (سيدي لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي، أو الجبال لهدتني، أوالسماوات لاختطفتني، أو البحار لأغرقتني..) كما جاء في الروايات: (إذا جار القضاء منعت السماء قطرها) أو ( إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة).
ثم يقول ربنا: (لِيُذيقَهُمْ بَعْضَ الَّذي عَمِلُوا)
إذ أن العقاب الأكبر ليس في هذه الدنيا ، ولكن لماذا يرينا الله "بعض" الذي نعمل؟ فيجيب عن ذلك ويقول: ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).و هذا هو السبب الذي يدعوا الكفّار غالباً إلى التطيّر والتشاؤم من وجود الأنبياء، لكن الله سبحانه وتعالى أرسلهم رحمة للعالمين لعلهم يرجعون عن الذنوب التي يقترفونها.
تعليق