عندنا جملة من الروايات انتظار الفرج افضل اعمال امتي ومن العبادة ....... الى اخره روايات عديدة تشير الى انتظار الفرج ، فهل ان الاسلام يريد منا ان نجلس مكتوفي الايدي خانعين خاملين ننتظر الفرج لانه من افضل اعمال امتي ؛هل ان المطلوب هو هذا ؟ وهل نفهم من الروايات ان الانسان يجلس في داره ويسكت ولا يتدخل بشيء لامن قريب ولامن بعيد ، ينتظر الفرج لانه افضل اعمال امتي كما قال النبي ( صلى الله عليه واله ) ؟؟ كلا ، فان النظرة الاسلامية ابعد من هذا ، لان انتظار الفرج له اثار كثيرة هذه الاثار اذا لم تتحقق فان الامام لم يظهر (عليه السلام ) . فمن اثار الانتظار خلق حالة اندماج نفسي مع المنتظر .يعني الانسان المؤمن حينما ينتظر الامام المهدي عجل الله فرجه سوف يتحمل معاناة . هذه المعاناة ماذا تخلق عنده ؟ تخلق عنده حالة من الاندماج مع الامام المهدي ارواحنا له الفداء ، وتشده اليه اكثر كلما زادت . الانسان المنتظر للامام – وكلنا من المنتظرين انشاء الله – عليه في زمن الانتظار ان يهيء نفسه وان يقضي على الفساد الموجود لديه ، وعلى المنكر الموجود عنده . فاذا قضي على الفساد والمنكر الموجود عنده ، يكون حينئذ منتظرا صادقا ، ولا يكون من المنتظرين ابدا.الانسان المنتظر للامام (ع) ان يعمل وان يهيء نفسه ، فيجب ان يبتعد عن الفاحشة ويبتعد عن المنكر فاذا كان هو يعمل المنكر فلا يكون حينئذ من المنتظرين .فالانسان في زمن الانتظار عليه ان يصنع من نفسه انسانا كاملا انسانا منتظرا للامام (عج) حتى يكون صادقا في انتظاره ، ولتوضيح ذلك نقول – من باب المثال – اذا كان عندك ضيف عزيز ، بعد اسبوع ياتيك هذا الضيف وهو مهم جدا ،شخصية بارزة وتوجد علاقة تربطك معه ، وقال لك : سوف آتيك بعد اسبوع ، فانت خلال هذا الاسبوع تتهيأ له لاستقباله ، وتهيئ نفسك وبيتك واثاثك .. الى اخره ، أي انك تهيئ مستلزمات الضيافة ، فاذا هياتها فانت من المنتظرين له، اما اذا لم تهيئها ابدا فلا يقال بانك منتظر له ، فالامام (عج) يجب ان تنخلق له قاعدة جماهرية يقال لهم : الممهدون للامام المهدي (ع) فلا بد من مجموعة كبيرة ممهدة للامام المهدي (عج) ، فاذا كانت هناك مجموعة ممهدة ، فكيف نتصور ما تقوله الرواية : (( تملأ الارض ظلما وجورا )) او : بعدما تملا ظلما وجورا ، فكيف توجد لدنيا قاعدة ممهدة ، وكيف تملا الارض ظلما وجورا في نفس الوقت ؟ كيف نجمع بين هذين ؟ الجوابان الرواية التي تقول (( لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر فيه ولدي ،يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ))ليس بالظلم و الجور الذي يملأ الدنيا قبل المهدي يعني كل الدنيا فردا فردا ،ولا المراد ان كل فرد من الافراد يكون فاسدا ويكون مرتكبا للرذيلة .انما الروايه تعني احد احتمالين والله العالم :إما ان يراد بمليء الارض ظلما وفسادا ،ان اولياء الامور يفسدون ،واذا فسد الاولياء حينئذ يفسد الاخرون – هذا اولاً – اذن ليس كل الارض تملأ فساداً. الثاني: ان يكون المراد بمليء الارض فساداً وظلماً يعني الجو العام الذي يملأ الدنيا هو جو فساد وهرج ومرج وظلم ،لا انه كل فرد فرد. بل بالعكس عندنا روايات (( اذا رايتم راياتهم – يعني رايات الممهدون لدولة الامام المنتظر –فاتبعوهم ، انه من اشراط وعلامات المهدي المنتظر (عج) )) ، اذا من الفوائد الانتظار انه يصنع الانسان المؤمن ، ويتكامل فيه الانسان وينتظر دولة الامام المهدي ((عج)) جعلنا الله من المنتظرين للامام ومن انصاره واعوانه والمستشهدين بين يديه انشاء الله تعالى . والحمد لله رب العالمين . خادمكم الصقر السوراوي
تعليق