قال الله تعالى:
(قُلْ سيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكينَ) (الروم: 42)
إن القرآن الكريم يبيّن لنا -عادةً- أكثر من حقيقة في آية واحدة حسب مقتضى الموضوع، لأن كلام الرب يختلف عن كلام البشر، فقد جاء في الحديث: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه).أن هذه الآية الكريمة تتضمن الإشارة إلى عدة حقائق.
(قل سيروا في الأرض)
يرى البعض إن الألفاظ لها معانٍ ذهنية، بينما الصحيح أنّ لها حقائق خارجية وضعت الألفاظ على أساسها، وإنما اللفظ والكلمةعلامة تدلنا إلى ما هو في الخارج، وهذا ما يؤيده الوجدان والحقائق التاريخية.فلفظة الماء أو كتابته أو صورته كلها تدل على الحقيقة الخارجية التي نلمسهاونتحسسها.
وفي هذه الآية يقول ربنا: (قل سيروا) أي امشوا في الأرض، وليس المعنى الذي فهمه البعض بأن المقصود سيروا في الكتب.
يجب أن نفسر كلمات القرآن بالقرآن، وأن نفسر الواقع الخارجي بالقرآن، لا العكس. وقد تكون للآية الواحدة او الكلمة الواحدة في الآية عدة معانٍ كلها صحيحة.
يقول القرآن: (قل سيروا) وعندما تتصدر الجملة كلمة (قل) فإنها تدل على التأكيد، بمعنى تحركوا في الواقع الخارجي وفكّروا في ذهنكم وحسب مناهجكم الفكرية لأخذ العبرة مما تشاهدون. فالإنسان حينما يقيس نفسه مع الوقائع والحقائق الخارجية يدرك مدى صغر حجمه.
وحينما يرى الإنسان آثار الأمم السابقة ويتفكر: أين كانوا؟
وأين أصبحوا؟
يدرك ذلك.
فقد جاء في الحديث: (كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكر والاعتبار).
وهناك فرق دقيق بين النظر والرؤية، وهوكالفرق بين السماع والاستماع.
فالرؤية مع الدقة وأخذ العبرة هو النظر.لهذا يقول ربنا :
(فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل)
أين انتهى بهم الأمر؟
فعلينا النظر - وليس الرؤية فقط – وأخذ العبر منهم، ثم البحث في نجاتنا وخلاصنا.
(كان أكثرهم مشركين)
إنّ الخطاب والأمر بالنظر ليس موجها لأشخاص بعيدين عنا ، إنما هو لنا أيضاً.
فالقرآن يتحدث إلينا، ويعالج مشاكلنا،وأحد هذه المشاكل الشرك الخفي الذي قد نقع فيه دون أن نشعر. يقول ربنا: (يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم) وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله لما تلا هذه الآية قال: (غرّه جهله)، وربما أيضاً غرّه ماله أو جاهه أو منصبه أو ..
ومن الشرك الانجذاب لشيء من حطام الدنيا من أجل الشيء نفسه ومن أجل الدنيا.
أما إذا كان الانجذاب للشيء من أجل اللهوفي طريق الله، كما لو كان حصولي للمال بهدف صرفه في الحلال وعلى العيال أوفي وجوه البر، فإنّه يكون انجذاباً للآخرة وليس للدنيا، وكما جاء في الحديث الشريف: (نعم العون على الدين الغنى) فالمقصود بعدم الاغتراربالمال ليس هو عدم الاعتناء بالمال، وإنما السعي لأن يكون اهتمامنا بالمال في سبيل الله وفي طريق يرضاه الله تعالى.
وهكذا الأمر بالنسبة للقدرة أو الجاه حيث علينا استخدامهما للآخرة، فالدنيا وكل ما فيها هي بالنسبة للآخرة متاع، يقول ربنا: (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعُ) (الرعد: 26).
والمتاع هو ما يُكتسب به في الدنيا للآخرة.
وخلاصة القول:
إن من يعتمد على الدنيا بأحد الانجذابات الدنيوية ومن أجل الدنيا الزائلة نفسها، سوف يكون ذلك سبب هلاكه، قال تعالى: (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف: 106).
(قُلْ سيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكينَ) (الروم: 42)
إن القرآن الكريم يبيّن لنا -عادةً- أكثر من حقيقة في آية واحدة حسب مقتضى الموضوع، لأن كلام الرب يختلف عن كلام البشر، فقد جاء في الحديث: (فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه).أن هذه الآية الكريمة تتضمن الإشارة إلى عدة حقائق.
(قل سيروا في الأرض)
يرى البعض إن الألفاظ لها معانٍ ذهنية، بينما الصحيح أنّ لها حقائق خارجية وضعت الألفاظ على أساسها، وإنما اللفظ والكلمةعلامة تدلنا إلى ما هو في الخارج، وهذا ما يؤيده الوجدان والحقائق التاريخية.فلفظة الماء أو كتابته أو صورته كلها تدل على الحقيقة الخارجية التي نلمسهاونتحسسها.
وفي هذه الآية يقول ربنا: (قل سيروا) أي امشوا في الأرض، وليس المعنى الذي فهمه البعض بأن المقصود سيروا في الكتب.
يجب أن نفسر كلمات القرآن بالقرآن، وأن نفسر الواقع الخارجي بالقرآن، لا العكس. وقد تكون للآية الواحدة او الكلمة الواحدة في الآية عدة معانٍ كلها صحيحة.
يقول القرآن: (قل سيروا) وعندما تتصدر الجملة كلمة (قل) فإنها تدل على التأكيد، بمعنى تحركوا في الواقع الخارجي وفكّروا في ذهنكم وحسب مناهجكم الفكرية لأخذ العبرة مما تشاهدون. فالإنسان حينما يقيس نفسه مع الوقائع والحقائق الخارجية يدرك مدى صغر حجمه.
وحينما يرى الإنسان آثار الأمم السابقة ويتفكر: أين كانوا؟
وأين أصبحوا؟
يدرك ذلك.
فقد جاء في الحديث: (كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكر والاعتبار).
وهناك فرق دقيق بين النظر والرؤية، وهوكالفرق بين السماع والاستماع.
فالرؤية مع الدقة وأخذ العبرة هو النظر.لهذا يقول ربنا :
(فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل)
أين انتهى بهم الأمر؟
فعلينا النظر - وليس الرؤية فقط – وأخذ العبر منهم، ثم البحث في نجاتنا وخلاصنا.
(كان أكثرهم مشركين)
إنّ الخطاب والأمر بالنظر ليس موجها لأشخاص بعيدين عنا ، إنما هو لنا أيضاً.
فالقرآن يتحدث إلينا، ويعالج مشاكلنا،وأحد هذه المشاكل الشرك الخفي الذي قد نقع فيه دون أن نشعر. يقول ربنا: (يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم) وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله لما تلا هذه الآية قال: (غرّه جهله)، وربما أيضاً غرّه ماله أو جاهه أو منصبه أو ..
ومن الشرك الانجذاب لشيء من حطام الدنيا من أجل الشيء نفسه ومن أجل الدنيا.
أما إذا كان الانجذاب للشيء من أجل اللهوفي طريق الله، كما لو كان حصولي للمال بهدف صرفه في الحلال وعلى العيال أوفي وجوه البر، فإنّه يكون انجذاباً للآخرة وليس للدنيا، وكما جاء في الحديث الشريف: (نعم العون على الدين الغنى) فالمقصود بعدم الاغتراربالمال ليس هو عدم الاعتناء بالمال، وإنما السعي لأن يكون اهتمامنا بالمال في سبيل الله وفي طريق يرضاه الله تعالى.
وهكذا الأمر بالنسبة للقدرة أو الجاه حيث علينا استخدامهما للآخرة، فالدنيا وكل ما فيها هي بالنسبة للآخرة متاع، يقول ربنا: (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعُ) (الرعد: 26).
والمتاع هو ما يُكتسب به في الدنيا للآخرة.
وخلاصة القول:
إن من يعتمد على الدنيا بأحد الانجذابات الدنيوية ومن أجل الدنيا الزائلة نفسها، سوف يكون ذلك سبب هلاكه، قال تعالى: (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف: 106).
تعليق