بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه :وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِْنَسنَ مِنْ صَلْصَـل مِّنْ حَمَإ مَّسْنُون (26) وَالْجَآنَّ خَلَقْنهُ مِنْ قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـئِكَةِ إِنِّى خَـلِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَـل مِّنْ حَمَإ مَّسْنُون(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَـجِدِينَ(29)فَسَجَدَ الْمَلَـئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(30) إِلآَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّـجِدِينَ(31) قَالَ يإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّـجِدِين(32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَِسْجُدَ لِبَشَر خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَـل مِّن حَمَإ مَّسْنُون(33) قَالَ فَاخْرُجْ مَنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ(37) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(38) قَالَ رَبِّ بَمَا أَغْوَيْتَنِى لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى الأَْرْضَ وَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الُْمخْلَصِينَ(40) قَالَ هَـذَا صِرَ طٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ(41) إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـنٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ(42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ(43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْواب لِّكُلِّ بَاب مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ(44)
من سورة الحجر
ما هو الجان؟
.
والمستفاد من آيات القرآن أن «الجِنَّ» نوعٌ من الموجودات العاقلة قد سُترت عن حس الانسان، وخُلِقَتْ من النّار، أو من مارج من نار، أيْ من صافي شعلتها، وابليس من هذا الصنف.
وقد عبّر بعض العلماء عن الجن بأنّها: نوع من الأرواح العاقلة المجردة من المادة (وواضح أن تجردها ليس كاملا، فما يخلق من المادة فهو مادي، ولكنْ يمكن أن يكون نصف تجرد لأنه لا يدرك بحواسنا، وبتعبير آخر: إنّه نوع من الجسم اللطيف).
ويستفاد من الآيات القرآنية أيضاً أنّ الجن فيهم المؤمن المطيع والكافر العاصي، وأنّهم مكلفون شرعاً، ومسؤولون .
وممّا ينبغي الإِشارة إِليه في هذا الصدد.. أنّ كلمة «الجان» الواردة في الآيات مورد البحث هي من مادة (الجن) ولكن.. هل ترمزان إِلى معنى واحد؟ فقد ذهب بعض المفسّرين إِلى أن الجان نوع خاص من الجن، ولكننا لا نرى ذلك.
فلو جمعنا الآيات القرآنية الواردة بهذا الشأن مع بعضها البعض لا تضح أن كلا المعنيين واحد، لأن الآيات القرآنية وضعت «الجن» في قبال الانسان تارة، ووضعت «الجان» تارة أُخرى.
فمثلا نقرأ في الآية (88) من سورة الإِسراء (قل لئن اجتمعت الإِنس والجن).
وفي بعض الآية (56) من سورة الذاريات (وما خلقت الجن والإِنس إِلاّ ليعبدون).
في حين نقرأ في الآية (15) من سورة الرحمن (خلق الإِنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار).
وفي الآية (39) من نفس السورة (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان).
فمن مجموع الآيات أعلاه والآيات القرآنية الأُخرى يستفاد بوضوح أن الجّن والجان لفظان لمعنى واحد، ولهذا وردت في الآيات السابقة كلمة «الجن» في مقابل الإِنسان، وكذا الحال بالنسبة للـ «جان».
وينبغي التنويه إِلى أن القرآن الكريم قد ذكر «الجان» ويريد به نوعاً من الأفاعي كما جاء في قصة موسى (عليه السلام)
(كأنّها جان) في سورة القصص ـ 31، إِلاّ أن ذلك خارج نطاق بحثنا.
نسألكم الدعاء
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء الثامن
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءعم أجمعين من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله ربي جل علاه :وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِْنَسنَ مِنْ صَلْصَـل مِّنْ حَمَإ مَّسْنُون (26) وَالْجَآنَّ خَلَقْنهُ مِنْ قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـئِكَةِ إِنِّى خَـلِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَـل مِّنْ حَمَإ مَّسْنُون(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُ سَـجِدِينَ(29)فَسَجَدَ الْمَلَـئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ(30) إِلآَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّـجِدِينَ(31) قَالَ يإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّـجِدِين(32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَِسْجُدَ لِبَشَر خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَـل مِّن حَمَإ مَّسْنُون(33) قَالَ فَاخْرُجْ مَنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ(37) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(38) قَالَ رَبِّ بَمَا أَغْوَيْتَنِى لأَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى الأَْرْضَ وَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الُْمخْلَصِينَ(40) قَالَ هَـذَا صِرَ طٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ(41) إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـنٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ(42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ(43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْواب لِّكُلِّ بَاب مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ(44)
من سورة الحجر
ما هو الجان؟
.
والمستفاد من آيات القرآن أن «الجِنَّ» نوعٌ من الموجودات العاقلة قد سُترت عن حس الانسان، وخُلِقَتْ من النّار، أو من مارج من نار، أيْ من صافي شعلتها، وابليس من هذا الصنف.
وقد عبّر بعض العلماء عن الجن بأنّها: نوع من الأرواح العاقلة المجردة من المادة (وواضح أن تجردها ليس كاملا، فما يخلق من المادة فهو مادي، ولكنْ يمكن أن يكون نصف تجرد لأنه لا يدرك بحواسنا، وبتعبير آخر: إنّه نوع من الجسم اللطيف).
ويستفاد من الآيات القرآنية أيضاً أنّ الجن فيهم المؤمن المطيع والكافر العاصي، وأنّهم مكلفون شرعاً، ومسؤولون .
وممّا ينبغي الإِشارة إِليه في هذا الصدد.. أنّ كلمة «الجان» الواردة في الآيات مورد البحث هي من مادة (الجن) ولكن.. هل ترمزان إِلى معنى واحد؟ فقد ذهب بعض المفسّرين إِلى أن الجان نوع خاص من الجن، ولكننا لا نرى ذلك.
فلو جمعنا الآيات القرآنية الواردة بهذا الشأن مع بعضها البعض لا تضح أن كلا المعنيين واحد، لأن الآيات القرآنية وضعت «الجن» في قبال الانسان تارة، ووضعت «الجان» تارة أُخرى.
فمثلا نقرأ في الآية (88) من سورة الإِسراء (قل لئن اجتمعت الإِنس والجن).
وفي بعض الآية (56) من سورة الذاريات (وما خلقت الجن والإِنس إِلاّ ليعبدون).
في حين نقرأ في الآية (15) من سورة الرحمن (خلق الإِنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار).
وفي الآية (39) من نفس السورة (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان).
فمن مجموع الآيات أعلاه والآيات القرآنية الأُخرى يستفاد بوضوح أن الجّن والجان لفظان لمعنى واحد، ولهذا وردت في الآيات السابقة كلمة «الجن» في مقابل الإِنسان، وكذا الحال بالنسبة للـ «جان».
وينبغي التنويه إِلى أن القرآن الكريم قد ذكر «الجان» ويريد به نوعاً من الأفاعي كما جاء في قصة موسى (عليه السلام)
(كأنّها جان) في سورة القصص ـ 31، إِلاّ أن ذلك خارج نطاق بحثنا.
نسألكم الدعاء
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل الجزء الثامن
تعليق