الإسم والنسب:
السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
الولادة والنشأة:
ولدت السيدة الجليلة بمكة المشرفة سنة خمس وأربعين ومائة يوم الإربعاء الحادي عشر من ربيع الأول بالمدينة المنورة، عابدة زاهدة، صائمة النهار، قائمة الليل، غير مفارقة للحرم المطهر للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وكانت رضوان الله عليها مدمنة للحج مشياً فقد حجّت ثلاثين حجة أكثرها ماشيةً.
وكانت رضوان الله عليها محبة للعلم طالبةً إياه متفقهةً فيه حتى لقِّبت بـ« نفيسة العلم » وهي ما تزال صغيرة السن لم تتزوج بعد.
وقد عرفت كما تقدم بالعبادة، قالت زينب بنت يحيى المتوج وهو أخو السيدة نفيسة: خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا فطرت بنهار، فقلت: أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وقدامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون.
زوجها الصالح:
زوجها الصالح هو إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام كان من أهل الصلاح والورع والإجتهاد وقد روي عنه الحديث والآثار، وكان إسحاق قائلاً بإمامة أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام وقد روى عن أبيه النص على إمامة أخيه موسى الكاظم عليه السلام.
قال صاحب عمدة الطالب: كان من أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وأمه أم أخيه موسى الكاظم عليه السلام وكان محدّثاً جليلاً، وادعت فيه طائفة من الشيعة الإمامة وأعقب من ثلاثة رجال: محمد والحسين والحسن.
وينتهي نسب بني زهرة تلك العائلة الجليلة بحلب الى هذا السيد الجليل، ومنها ابو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي العالم الفاضل صاحب التصانيف الكثيرة في الكلام والإمامة والفقه والنحو.
ومن بني زهرة ـ الذين كتب لهم آية الله العلامة الاجازة الكبيرة المعروفة ـ السيد الجليل صاحب النفس القدسية والرياسة الأنسية وأفضل أهل عصره علاء الدين أبو الحسن علي بن ابراهيم بن محمد بن أبي علي الحسيني بن ابي المحاسن زهرة.
الهجرة الى مصر:
الذي يستشف من الواقع السياسي الذي عاشته الأمة الإسلامية يومها وبخاصة ما تعرض له العلويون وشيعة أهل البيت عليهم السلام من الضغوط الكبيرة والتي أدّت الى هجرة الكثير منهم من المدينة المنورة الى البلدان الأخرى، ولعل هذا هو السبب الدافع لهجرة السيدة نفيسة عليها السلام من مدينة جدها المصطفى عليه أفضل الصلاة السلام ومن جواره الى مصر وبخاصة وهي السيدة المعروفة بدوام زيارتها للحضرة المطهرة وعدم فراقها إياها.
فهاجرت الى مصر وفي طريق هجرتها زارت قبر خليل الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ثم توجهت تلقاء مصر وسكنت بالمنصوصة ووصلت القاهرة يوم السبت السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 193هـ ، ونزلت بدار إمرأة تدعى أم هانىء وقد قصدها الناس ملتمسين منها العلم والدعاء.
من كرامات السيّدة الجليلة:
أولاً: مشلولةٌ شُفيت: نقل أنه كان بجوارها حينما نزلت مصر في دار جمال الدين عبد الله، فأقامت بها عدة شهور، كان بجوارها يهود من جملتهم امرأة لها ابنة مشلولة مقعدة لا تقدر على الحركة، فأرادت الأم أن تذهب إلى الحمام، فسألت ابنتها أن تأخذها معها فامتنعت فقالت لها أمها تقيمين في الدار وحدك! فقالت لها أشتهي أن أكون عند جارتنا الشريفة حتى تعودين فجاءت الأم إلى السيدة نفيسة واستأذنتها في ذلك فأذنت لها فحملتها ووضعتها في زاوية من البيت وذهبت .
ثم إن السيدة نفيسة توضأت فجرى ماء وضوئها إلى البنت اليهودية، فألهمها الله أن أخذت من ماء الوضوء شيئاً قليلاً بيدها ومسحت به على رجليها فوقفت في وقتها بإذن الله شفيت من الشلل وقامت تمشي على قدميها كأن لم يكن بها مرض قط، هذا والسيدة مشغولة بصلاتها مستغرقة، قلبها يناجي الخلّاق العليم، لم تعلم ماجرى ثم إن البنت سمعت مجيء أمها من الحمام خرجت من دار السيدة حتى أتت إلى دار أمها طارقة الباب فخرجت الأم تنظر من يطرق فدخلت البنت وعانقت أمها وقبلتها فلم تعرفها لأن ابنتها مقعدة، فقالت لها من أنت فقالت أنا ابنتك، قالت : وكيف قضيتك فأخبرتها بقصتها كاملة، فقالت الأم : هذا والله الدين الصحيح وما نحن عليه من الدين قبيح، أي عن اليهودية ثم دخلت فأقبلت تقبل قدم السيدة وقالت لها امددي يدك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمداً رسول الله ، فشكرت السيدة نفيسة ربها عزّوجلّ وحمدته على هداها وانقاذها من الضلال .
ثم مضت المرأة إلى منزلها فلما حضر زوجها وكان اسمه أيوب وملقب أبو السرايا وكان من أعيان قومه، ورأى البنت على تلك الحالة ذُهل فرحاً، وقال لامرأته ما قصتها، فأخبرته فرفع رأسه إلى السماء وقال : سبحانك هديت من تشاء وأضللت من تشاء والله هذا الدين الصحيح ولا دين إلا دين الإسلام، ثم أتى إلى باب السيدة نفيسة فمر بخديه على عتبة بابها وأسلم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمداً رسول الله ثم شاع خبر البنت وإسلامها وإسلام أبيها وأمها وجماعة من الجيران اليهود.
ثانياً: زيادة النيل: توقف النيل عن الزيادة في زمنها فحضر الناس إليها شاكين ما حصل من توقف النيل فدفعت قناعها إليهم وقالت لهم: ألقوه في النيل فألقوه فيه فزاد حتى بلغ اللّه به المنافع.
ثالثاً: إطلاق الأسير: أسر ابنٌ لامرأة ذمّية في بلاد الروم فأتت إلى السيدة نفيسة وسألتها الدعاء أن يردّ اللّه ابنها عليها فلما كان الليل لم تشعر الذمّية إلاّ بابنها وقد هجم عليها دارها فسألته عن خبره فقال: يا أمّاه لم أشعر إلاّ ويد قد وقعت على القيد الذي كان في رجليَّ وقائل يقول: أطلقوه قد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن. فوالذي يُحلَفُ به يا أمّاه لقد كُسر قيدي وما شعرت بنفسي إلاّ وأنا واقف بباب هذه الدار. فلما أصبحت الذمّية أتت إلى السيدة نفيسة وقصت عليها الخبر وأسلمت هي وابنها وحسن إسلامهما.
وفاتها:
إحتضرت عليها السلام وهي صائمة فألزموها الفطر، فقالت: واعجباه لي منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن القاه وأنا صائمة وأفطر الآن هذا لا يكون، ثم قرأت سورة الأنعام فلما وصلت الى قوله تعالى: (لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ) الأنعام:127، ماتت وكانت قد حفرت قبرها بيدها وصارت تنزل فيه وتصلي قرأت فيه ستة آلاف ختمة فلما ماتت اجتمع الناس من القرى والبلدان وأوقدوا الشموع تلك الليلة وسمع البكاء من كل دار بمصر وعظم الأسف والحزن عليها وصُلّي عليها في مشهد حافل لم ير مثله بحيث إمتلأت الفلوات والقبعات، ثم دفنت في قبرها الذي حفرته في بيتها بدرب السباع بالمراغة.
وأراد زوجها نقلها بعد موتها الى المدينة ودفنها في البقيع فسأله أهل مصر تركها عندهم للتبرك وبذلوا له مالاً كثيراً فلم يرض فرأى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: « يا إسحق لا تعارض أهل مصر في نفيسة فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها».
الاول من شهر رمضان وفاة السيدة الجليلة السيدة نفيسة بنت الحسن عليهما السلام
السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
الولادة والنشأة:
ولدت السيدة الجليلة بمكة المشرفة سنة خمس وأربعين ومائة يوم الإربعاء الحادي عشر من ربيع الأول بالمدينة المنورة، عابدة زاهدة، صائمة النهار، قائمة الليل، غير مفارقة للحرم المطهر للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وكانت رضوان الله عليها مدمنة للحج مشياً فقد حجّت ثلاثين حجة أكثرها ماشيةً.
وكانت رضوان الله عليها محبة للعلم طالبةً إياه متفقهةً فيه حتى لقِّبت بـ« نفيسة العلم » وهي ما تزال صغيرة السن لم تتزوج بعد.
وقد عرفت كما تقدم بالعبادة، قالت زينب بنت يحيى المتوج وهو أخو السيدة نفيسة: خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا فطرت بنهار، فقلت: أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وقدامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون.
زوجها الصالح:
زوجها الصالح هو إسحاق المؤتمن بن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام كان من أهل الصلاح والورع والإجتهاد وقد روي عنه الحديث والآثار، وكان إسحاق قائلاً بإمامة أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام وقد روى عن أبيه النص على إمامة أخيه موسى الكاظم عليه السلام.
قال صاحب عمدة الطالب: كان من أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وأمه أم أخيه موسى الكاظم عليه السلام وكان محدّثاً جليلاً، وادعت فيه طائفة من الشيعة الإمامة وأعقب من ثلاثة رجال: محمد والحسين والحسن.
وينتهي نسب بني زهرة تلك العائلة الجليلة بحلب الى هذا السيد الجليل، ومنها ابو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي العالم الفاضل صاحب التصانيف الكثيرة في الكلام والإمامة والفقه والنحو.
ومن بني زهرة ـ الذين كتب لهم آية الله العلامة الاجازة الكبيرة المعروفة ـ السيد الجليل صاحب النفس القدسية والرياسة الأنسية وأفضل أهل عصره علاء الدين أبو الحسن علي بن ابراهيم بن محمد بن أبي علي الحسيني بن ابي المحاسن زهرة.
الهجرة الى مصر:
الذي يستشف من الواقع السياسي الذي عاشته الأمة الإسلامية يومها وبخاصة ما تعرض له العلويون وشيعة أهل البيت عليهم السلام من الضغوط الكبيرة والتي أدّت الى هجرة الكثير منهم من المدينة المنورة الى البلدان الأخرى، ولعل هذا هو السبب الدافع لهجرة السيدة نفيسة عليها السلام من مدينة جدها المصطفى عليه أفضل الصلاة السلام ومن جواره الى مصر وبخاصة وهي السيدة المعروفة بدوام زيارتها للحضرة المطهرة وعدم فراقها إياها.
فهاجرت الى مصر وفي طريق هجرتها زارت قبر خليل الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ثم توجهت تلقاء مصر وسكنت بالمنصوصة ووصلت القاهرة يوم السبت السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 193هـ ، ونزلت بدار إمرأة تدعى أم هانىء وقد قصدها الناس ملتمسين منها العلم والدعاء.
من كرامات السيّدة الجليلة:
أولاً: مشلولةٌ شُفيت: نقل أنه كان بجوارها حينما نزلت مصر في دار جمال الدين عبد الله، فأقامت بها عدة شهور، كان بجوارها يهود من جملتهم امرأة لها ابنة مشلولة مقعدة لا تقدر على الحركة، فأرادت الأم أن تذهب إلى الحمام، فسألت ابنتها أن تأخذها معها فامتنعت فقالت لها أمها تقيمين في الدار وحدك! فقالت لها أشتهي أن أكون عند جارتنا الشريفة حتى تعودين فجاءت الأم إلى السيدة نفيسة واستأذنتها في ذلك فأذنت لها فحملتها ووضعتها في زاوية من البيت وذهبت .
ثم إن السيدة نفيسة توضأت فجرى ماء وضوئها إلى البنت اليهودية، فألهمها الله أن أخذت من ماء الوضوء شيئاً قليلاً بيدها ومسحت به على رجليها فوقفت في وقتها بإذن الله شفيت من الشلل وقامت تمشي على قدميها كأن لم يكن بها مرض قط، هذا والسيدة مشغولة بصلاتها مستغرقة، قلبها يناجي الخلّاق العليم، لم تعلم ماجرى ثم إن البنت سمعت مجيء أمها من الحمام خرجت من دار السيدة حتى أتت إلى دار أمها طارقة الباب فخرجت الأم تنظر من يطرق فدخلت البنت وعانقت أمها وقبلتها فلم تعرفها لأن ابنتها مقعدة، فقالت لها من أنت فقالت أنا ابنتك، قالت : وكيف قضيتك فأخبرتها بقصتها كاملة، فقالت الأم : هذا والله الدين الصحيح وما نحن عليه من الدين قبيح، أي عن اليهودية ثم دخلت فأقبلت تقبل قدم السيدة وقالت لها امددي يدك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمداً رسول الله ، فشكرت السيدة نفيسة ربها عزّوجلّ وحمدته على هداها وانقاذها من الضلال .
ثم مضت المرأة إلى منزلها فلما حضر زوجها وكان اسمه أيوب وملقب أبو السرايا وكان من أعيان قومه، ورأى البنت على تلك الحالة ذُهل فرحاً، وقال لامرأته ما قصتها، فأخبرته فرفع رأسه إلى السماء وقال : سبحانك هديت من تشاء وأضللت من تشاء والله هذا الدين الصحيح ولا دين إلا دين الإسلام، ثم أتى إلى باب السيدة نفيسة فمر بخديه على عتبة بابها وأسلم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمداً رسول الله ثم شاع خبر البنت وإسلامها وإسلام أبيها وأمها وجماعة من الجيران اليهود.
ثانياً: زيادة النيل: توقف النيل عن الزيادة في زمنها فحضر الناس إليها شاكين ما حصل من توقف النيل فدفعت قناعها إليهم وقالت لهم: ألقوه في النيل فألقوه فيه فزاد حتى بلغ اللّه به المنافع.
ثالثاً: إطلاق الأسير: أسر ابنٌ لامرأة ذمّية في بلاد الروم فأتت إلى السيدة نفيسة وسألتها الدعاء أن يردّ اللّه ابنها عليها فلما كان الليل لم تشعر الذمّية إلاّ بابنها وقد هجم عليها دارها فسألته عن خبره فقال: يا أمّاه لم أشعر إلاّ ويد قد وقعت على القيد الذي كان في رجليَّ وقائل يقول: أطلقوه قد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن. فوالذي يُحلَفُ به يا أمّاه لقد كُسر قيدي وما شعرت بنفسي إلاّ وأنا واقف بباب هذه الدار. فلما أصبحت الذمّية أتت إلى السيدة نفيسة وقصت عليها الخبر وأسلمت هي وابنها وحسن إسلامهما.
وفاتها:
إحتضرت عليها السلام وهي صائمة فألزموها الفطر، فقالت: واعجباه لي منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن القاه وأنا صائمة وأفطر الآن هذا لا يكون، ثم قرأت سورة الأنعام فلما وصلت الى قوله تعالى: (لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ) الأنعام:127، ماتت وكانت قد حفرت قبرها بيدها وصارت تنزل فيه وتصلي قرأت فيه ستة آلاف ختمة فلما ماتت اجتمع الناس من القرى والبلدان وأوقدوا الشموع تلك الليلة وسمع البكاء من كل دار بمصر وعظم الأسف والحزن عليها وصُلّي عليها في مشهد حافل لم ير مثله بحيث إمتلأت الفلوات والقبعات، ثم دفنت في قبرها الذي حفرته في بيتها بدرب السباع بالمراغة.
وأراد زوجها نقلها بعد موتها الى المدينة ودفنها في البقيع فسأله أهل مصر تركها عندهم للتبرك وبذلوا له مالاً كثيراً فلم يرض فرأى النبي صلى الله عليه وآله فقال له: « يا إسحق لا تعارض أهل مصر في نفيسة فإن الرحمة تنزل عليهم ببركتها».
الاول من شهر رمضان وفاة السيدة الجليلة السيدة نفيسة بنت الحسن عليهما السلام
تعليق