الآيات المؤولة بالإمام المهدي عليه السلام
إن القرآن هو الوحي الإلهي المنزّل من الله تعالى على لسان نبيه لأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريها التبديل والتغيير والتحريف.
وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزّل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق، أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى؛ فإنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).(1)
ومهما تقدّم الزمن، وتقدمت العلوم والفنون، فهو باقٍ على طراوته وحلاوته، وعلى سموِّ مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ على نظرية علمية ثابتة، ولا يحتمل نقض حقيقة فلسفية يقينية، على العكس من العلماء وأعاظم الفلاسفة، الذين مهما بلغت منازلهم العلمية ومراتبهم الفكرية؛ فإنّ بعض كتبهم - على الأقل - يبدو تافهاً، أو نابياً، أو مغلوطاً، كلّما تقدّمت الأبحاث العلمية، وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة، حتى من مثل أعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وأفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوّة العلمية والتفوق الفكري.
إن الدين الإسلامي هو آخر الأديان السماوية، والقرآن آخر الكتب السماوية المنزّلة وأفضلها، وإن ديننا هو الدين المتكامل بكل أبعاده وحدوده وأطرافه، وبمجيئه نسخت جميع الأديان السابقة، ومع وجود الكامل لا حاجة للناقص.
وما جاء في خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام يؤيد هذا المعنى، عندما خطبت تلكم الخطبة التي تعتبر من أعظم الخطب من ناحية المعاني، ومن ناحية البلاغة والفصاحة، قائلة: (تشربون الطرق وتقتاتون القدّ، أذلةً خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم).
قال تعالىإن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً).
بالتدقيق في مفاد هذه الآية الكريمة يتحصل لنا ثلاثة مطالب:
الأول: أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي يرشد المجتمع البشري إلى أكثر الشرائع والمذاهب والمناهج والمسالك ثباتاً وإحكاماً.
وهذا المعنى في غاية الأهمية، حيث أن كل ما جاء به أنبياء الله من زمان آدم أبي البشر إلى الآن وما قالوه، والكتب التي أتوا بها للدعوة إلى التوحيد وبيان الحقائق، وإرشاد الناس إلى منازل السعادة، واجتياز الحواجز المهلكة والأمراض الروحية والطبيعية، وكل ما أتى به الحكماء المستقيمون، الذين مجدهم الإسلام مثل لقمان الحكيم وسقراط وأفلاطون وغيرهم، وكل ما بحثوه وكتبوه وأسسوه من تيارات ومدارس وما قدموه للإنسانية من طلاب نابغين، وكل ما يقوم به اليوم العلماء الإلهيون وغيرهم، من مساعٍ لإسعاد المجتمعات، وما أسسوه ورتبوه من علوم مستقلة كعلوم المجتمع والنفس والفلسفة، والتحقيق في المؤسسات الأخلاقية والطرق والأساليب الصحيحة والقويمة لإسعاد البشر، وما أوجدوه في الجامعات والكليات المليئة بالبحث والتحقيق، وما حصلوه بعد ذلك أثر تكامل العلوم.. ويسعون أيضاً لإيجاد أرقى البرامج من أجل السعادة والتقدم.. مع كل هذه المجالات الواسعة والمتشعبة، وتلك الرؤى المستوعبة للقوانين السماوية والأرضية، يبقى هذا القرآن أكثر ثباتاً وأصالة ومصداقية من جميع هذه القوانين والطروحات والمسالك والشرائع، في هداية وقيادة المجتمع البشري إلى طريق الصلاح التام، والسعادة المطلقة والحياة الطاهرة والمليئة بالفائدة والعيش الهنيء.
وهذا أمر في غاية الأهمية حيث أن هذه الآية تقرأ اليوم أيضاً في بلاد الإسلام والكفر، وتعلن للملأ أن منهج القرآن أرقى المناهج، وأن إرشاده وهديه أقوم الطرق، ولتجتمع جميع شعوب الدنيا من أسود وأبيض وأصفر وأحمر.. ليجتمعوا جميعاً وليتأملوا فيما وضع لهم علماؤهم وحكماؤهم من آداب ورسوم وأهداف وعقائد ومناهج حياة وطريقة عيش وتمتع بأرقى أساليب الحياة، وليقيسوها بأحكام القرآن في المعاملات والتجارة والزواج والعبادة والصلاة والصوم والحج والجهاد وقوانين التوحيد والمضامين العرفانية والمواعظ الأخلاقية والتوجيهات العملية، فسيجدون أن الإسلام أرقى وأعلى وأفضل بدرجات كثيرة، وهكذا فإن القرآن يوصل البشرية إلى مستوى التكامل الإنساني بأقرب طرق وأسرعها، ويخطو في سبيل إخراج القوى الكامنة والاستعدادات المخبأة الخطوات الأكثر إحكاماً وثباتاً.
الثاني: أنه بشر المؤمنين بالله والمعترفين بالرسالة والمقرين بالولاية، بأن الله المنان قد جعل لهم الأجر الكبير على صلاحهم العملي، وجديتهم وسعيهم في مقام الممارسة والسلوك، من أجل الوصول إلى النتيجة الرابحة والفلاح، والنجاة من هواجس النفس والفوز بالدرجات العالية والمقامات السامية..
الثالث: أنه أنذر الجاحدين بالله والرسالة والولاية الذين هم في النتيجة منكرون للآخرة ويوم الجزاء، أنهم سيلاقون عذاباً أليماً وشاقاً نتيجة كفرهم..
فالقرآن كتاب أمل وبشارة وكتاب تخويف وإنذار، في نفس الوقت الذي يجعل فيه نهج حركة البشر وسيرهم أقوم نهج للوصول إلى أصوب الشرائع وأصدق المناهج والأهداف.
قال سيد الأوصياء عليه السلام يصف القرآن في نهج البلاغة: (ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقده، وبحراً لا يدرك قعره، ومنهاجاً لا يضل نهجه وشعاعاً لا يظلم ضوؤه، وفرقاناً لا يجحد برهانه، وتبياناً لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزاً لا تهزم أنصاره، وحقاً لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، ورياض العدل وغدرانه، وأودية الحق وغيطانه..).
إن القرآن هو الوحي الإلهي المنزّل من الله تعالى على لسان نبيه لأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريها التبديل والتغيير والتحريف.
وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزّل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق، أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى؛ فإنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).(1)
ومهما تقدّم الزمن، وتقدمت العلوم والفنون، فهو باقٍ على طراوته وحلاوته، وعلى سموِّ مقاصده وأفكاره، ولا يظهر فيه خطأ على نظرية علمية ثابتة، ولا يحتمل نقض حقيقة فلسفية يقينية، على العكس من العلماء وأعاظم الفلاسفة، الذين مهما بلغت منازلهم العلمية ومراتبهم الفكرية؛ فإنّ بعض كتبهم - على الأقل - يبدو تافهاً، أو نابياً، أو مغلوطاً، كلّما تقدّمت الأبحاث العلمية، وتقدمت العلوم بالنظريات المستحدثة، حتى من مثل أعاظم فلاسفة اليونان كسقراط وأفلاطون وأرسطو الذين اعترف لهم جميع من جاء بعدهم بالأبوّة العلمية والتفوق الفكري.
إن الدين الإسلامي هو آخر الأديان السماوية، والقرآن آخر الكتب السماوية المنزّلة وأفضلها، وإن ديننا هو الدين المتكامل بكل أبعاده وحدوده وأطرافه، وبمجيئه نسخت جميع الأديان السابقة، ومع وجود الكامل لا حاجة للناقص.
وما جاء في خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام يؤيد هذا المعنى، عندما خطبت تلكم الخطبة التي تعتبر من أعظم الخطب من ناحية المعاني، ومن ناحية البلاغة والفصاحة، قائلة: (تشربون الطرق وتقتاتون القدّ، أذلةً خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم).
قال تعالىإن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً).
بالتدقيق في مفاد هذه الآية الكريمة يتحصل لنا ثلاثة مطالب:
الأول: أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي يرشد المجتمع البشري إلى أكثر الشرائع والمذاهب والمناهج والمسالك ثباتاً وإحكاماً.
وهذا المعنى في غاية الأهمية، حيث أن كل ما جاء به أنبياء الله من زمان آدم أبي البشر إلى الآن وما قالوه، والكتب التي أتوا بها للدعوة إلى التوحيد وبيان الحقائق، وإرشاد الناس إلى منازل السعادة، واجتياز الحواجز المهلكة والأمراض الروحية والطبيعية، وكل ما أتى به الحكماء المستقيمون، الذين مجدهم الإسلام مثل لقمان الحكيم وسقراط وأفلاطون وغيرهم، وكل ما بحثوه وكتبوه وأسسوه من تيارات ومدارس وما قدموه للإنسانية من طلاب نابغين، وكل ما يقوم به اليوم العلماء الإلهيون وغيرهم، من مساعٍ لإسعاد المجتمعات، وما أسسوه ورتبوه من علوم مستقلة كعلوم المجتمع والنفس والفلسفة، والتحقيق في المؤسسات الأخلاقية والطرق والأساليب الصحيحة والقويمة لإسعاد البشر، وما أوجدوه في الجامعات والكليات المليئة بالبحث والتحقيق، وما حصلوه بعد ذلك أثر تكامل العلوم.. ويسعون أيضاً لإيجاد أرقى البرامج من أجل السعادة والتقدم.. مع كل هذه المجالات الواسعة والمتشعبة، وتلك الرؤى المستوعبة للقوانين السماوية والأرضية، يبقى هذا القرآن أكثر ثباتاً وأصالة ومصداقية من جميع هذه القوانين والطروحات والمسالك والشرائع، في هداية وقيادة المجتمع البشري إلى طريق الصلاح التام، والسعادة المطلقة والحياة الطاهرة والمليئة بالفائدة والعيش الهنيء.
وهذا أمر في غاية الأهمية حيث أن هذه الآية تقرأ اليوم أيضاً في بلاد الإسلام والكفر، وتعلن للملأ أن منهج القرآن أرقى المناهج، وأن إرشاده وهديه أقوم الطرق، ولتجتمع جميع شعوب الدنيا من أسود وأبيض وأصفر وأحمر.. ليجتمعوا جميعاً وليتأملوا فيما وضع لهم علماؤهم وحكماؤهم من آداب ورسوم وأهداف وعقائد ومناهج حياة وطريقة عيش وتمتع بأرقى أساليب الحياة، وليقيسوها بأحكام القرآن في المعاملات والتجارة والزواج والعبادة والصلاة والصوم والحج والجهاد وقوانين التوحيد والمضامين العرفانية والمواعظ الأخلاقية والتوجيهات العملية، فسيجدون أن الإسلام أرقى وأعلى وأفضل بدرجات كثيرة، وهكذا فإن القرآن يوصل البشرية إلى مستوى التكامل الإنساني بأقرب طرق وأسرعها، ويخطو في سبيل إخراج القوى الكامنة والاستعدادات المخبأة الخطوات الأكثر إحكاماً وثباتاً.
الثاني: أنه بشر المؤمنين بالله والمعترفين بالرسالة والمقرين بالولاية، بأن الله المنان قد جعل لهم الأجر الكبير على صلاحهم العملي، وجديتهم وسعيهم في مقام الممارسة والسلوك، من أجل الوصول إلى النتيجة الرابحة والفلاح، والنجاة من هواجس النفس والفوز بالدرجات العالية والمقامات السامية..
الثالث: أنه أنذر الجاحدين بالله والرسالة والولاية الذين هم في النتيجة منكرون للآخرة ويوم الجزاء، أنهم سيلاقون عذاباً أليماً وشاقاً نتيجة كفرهم..
فالقرآن كتاب أمل وبشارة وكتاب تخويف وإنذار، في نفس الوقت الذي يجعل فيه نهج حركة البشر وسيرهم أقوم نهج للوصول إلى أصوب الشرائع وأصدق المناهج والأهداف.
قال سيد الأوصياء عليه السلام يصف القرآن في نهج البلاغة: (ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقده، وبحراً لا يدرك قعره، ومنهاجاً لا يضل نهجه وشعاعاً لا يظلم ضوؤه، وفرقاناً لا يجحد برهانه، وتبياناً لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزاً لا تهزم أنصاره، وحقاً لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، ورياض العدل وغدرانه، وأودية الحق وغيطانه..).
تعليق