:: الشناشيل البغداديـــــــــــــ ة ::
بتأمل بسيط وعميق في آن واحد وقبل الشروع بالكتابة في موضوع (الشناشيل البغدادية) لابد من النظر امتدادا الى شوارع العاصمة ـ بغداد ـ خاصة القديمة منها مثل شارع الكفاح وشارع الشيخ عمر والخلفاء والبتاويين والكاظمية والاعظمية والشواكة والكريمات وصولا الى شارع الرشيد بجماليته الرائعة المتمثلة بالشناشيل بل هي تمثل خلاصة الشناشيل البغدادية بتصاميمها المختلفة المطعمة بالزخرفة الاسلامية..
عرفت الشناشيل في العراق، كما يقول المختصون، في القرن السابع عشر الميلادي، لكن الشناشيل صارت تنافس النخيل في التدليل على الهوية الجمالية للمدن العراقية.. وغدت من معالم هذه المدن التاريخية.
والشناشيل هي كما يقول المختصين "شرفات خشبيةمزخرفة تعمل على ابراز واجهة الطابق الثاني بأكمله أو غرفة من غرفة بشكل ناتئ إلى الامام، ويكون هذا البروز بالخشب عادة وبزخارف هندسية."
والشناشيل ظهرت في البصرة وانتقل هذا الطراز إلى بغداد وباقي المدن العراقية.
يمتاز بناء الشناشيل، بذوق معماري فريد، اختص به البغداديون منذ بدايات القرن العشرين ..
ميزة هذا البناء انه لايمكن لاي بناء آخر ان يشابهه نلاحظ ذلك من خلال واجهات البيوت العراقية القديمة فهي تكاد لا تخلو من شناشيل مطلة على افق واسع.
والحقيقة الاخرى لهذا البناء المعماري في انعكاسات الروح العراقية الفنية لما جعلنا لوحة تشكيلة خالدة تمثل جزءاً من واقع حياتي يحمل عمق مدلولاته النفسية والبنائية من خلال الشكل المزخرف والمطعم برسومات والوان ديكور يجمل تلك الابنية.
وقد تنوعت الشناشيل في الشكل والمحتوى وجاءت متطابقة مع الذوق العام، وجاء هذا بسبب حرية الحركة في الخشب، وسهولة التصرف به وأن شناشيل البصرة حافظت على طابعها الخاص، فهي مطعمة بالزخارف المتناظرة مع الفسيفساء.
ونرى أن أهمية الشناشيل لا تنحصر في خصائصها الفنية فقط، بل تتعداها إلى أهمية اجتماعية أيضا، إذ جاءت الشبابيك ذات المشبكات الخشبية البارزة على صورة مثلثات مسننة متباينة ومتوافقة مع القيم الاجتماعية المحافظة وشكل الشبابيك المطلة على الأزقة والشوارع تسمح لأهل الدار ان ينظروا إلى الخارج، أي الزقاق، بينما لا يستطيع المارة ان يروا ما في الداخل.." وهذه الخاصية مهمة بالنسبة للنساء.
وهناك بعدا اجتماعيا آخر للشناشيل يمنح نزلاء الدور المزودة به المزيد من الحميمية مع جيرانهم، بقوله "إن وضع الشناشيل في الطابق العلوي من المنزل أدى إلى تقارب سكان بيوت الشناشيل، بحيث يسمح للعوائل ان تتبادل التحايا والاخبار وشتى الأحاديث من خلال الشناشيل".
ومن وجهة نطر يرى المهندسين المعماريين ان الاكتشاف الأهم في مادة بناء الشناشيل هو الخشب، فمن المعروف ان الطابق (الأرضي) في البناء كان يعتمد بدرجة كبيرة على الحديد ( الشيلمان ) والطابوق والجص، بينما يعتمد الطابق (الاول) على مادة الخشب.
وأنه إضافة لرخص الخشب وسهولة توفره، فهو يحافظ على البرودة ويكون حاجزا امام أشعة الشمس الحارة. وأن مادة الخشب، لخفتها، سمحت لسكان المدن العراقية ان يرفعوا بيوتهم إلى طابق ثان من غير مخاوف من طبيعة الأرض.
وكذلك "وفرت الشناشيل للأزقة مظلة كبيرة تقي المارة حرارة الصيف، وتزداد أهمية المظلة التي تطل إلى الخارج لمسافة متر تقريبا عندما تطل الشناشيل من ( 20-30 ) منزلا متجاورا ويقابلها عددً مماثل من المنازل." مشيرا إلى أن هذا التقابل يجعل الأزقة بمنأى عن أشعة الشمس، فضلا عما تؤلفه الشناشيل في الزقاق الواحد من نسق معماري ذي ابعاد هندسية جميلة؛ لأنها في ارتفاع واحد سواء عن مستوى ارض الزقاق ام على مستوى إطلالتها أو طلعاتها الخارجية.
ارجو ان ينـــــــــــــــال الموضوع اعجابكم
عرفت الشناشيل في العراق، كما يقول المختصون، في القرن السابع عشر الميلادي، لكن الشناشيل صارت تنافس النخيل في التدليل على الهوية الجمالية للمدن العراقية.. وغدت من معالم هذه المدن التاريخية.
والشناشيل هي كما يقول المختصين "شرفات خشبيةمزخرفة تعمل على ابراز واجهة الطابق الثاني بأكمله أو غرفة من غرفة بشكل ناتئ إلى الامام، ويكون هذا البروز بالخشب عادة وبزخارف هندسية."
والشناشيل ظهرت في البصرة وانتقل هذا الطراز إلى بغداد وباقي المدن العراقية.
يمتاز بناء الشناشيل، بذوق معماري فريد، اختص به البغداديون منذ بدايات القرن العشرين ..
ميزة هذا البناء انه لايمكن لاي بناء آخر ان يشابهه نلاحظ ذلك من خلال واجهات البيوت العراقية القديمة فهي تكاد لا تخلو من شناشيل مطلة على افق واسع.
والحقيقة الاخرى لهذا البناء المعماري في انعكاسات الروح العراقية الفنية لما جعلنا لوحة تشكيلة خالدة تمثل جزءاً من واقع حياتي يحمل عمق مدلولاته النفسية والبنائية من خلال الشكل المزخرف والمطعم برسومات والوان ديكور يجمل تلك الابنية.
وقد تنوعت الشناشيل في الشكل والمحتوى وجاءت متطابقة مع الذوق العام، وجاء هذا بسبب حرية الحركة في الخشب، وسهولة التصرف به وأن شناشيل البصرة حافظت على طابعها الخاص، فهي مطعمة بالزخارف المتناظرة مع الفسيفساء.
ونرى أن أهمية الشناشيل لا تنحصر في خصائصها الفنية فقط، بل تتعداها إلى أهمية اجتماعية أيضا، إذ جاءت الشبابيك ذات المشبكات الخشبية البارزة على صورة مثلثات مسننة متباينة ومتوافقة مع القيم الاجتماعية المحافظة وشكل الشبابيك المطلة على الأزقة والشوارع تسمح لأهل الدار ان ينظروا إلى الخارج، أي الزقاق، بينما لا يستطيع المارة ان يروا ما في الداخل.." وهذه الخاصية مهمة بالنسبة للنساء.
وهناك بعدا اجتماعيا آخر للشناشيل يمنح نزلاء الدور المزودة به المزيد من الحميمية مع جيرانهم، بقوله "إن وضع الشناشيل في الطابق العلوي من المنزل أدى إلى تقارب سكان بيوت الشناشيل، بحيث يسمح للعوائل ان تتبادل التحايا والاخبار وشتى الأحاديث من خلال الشناشيل".
ومن وجهة نطر يرى المهندسين المعماريين ان الاكتشاف الأهم في مادة بناء الشناشيل هو الخشب، فمن المعروف ان الطابق (الأرضي) في البناء كان يعتمد بدرجة كبيرة على الحديد ( الشيلمان ) والطابوق والجص، بينما يعتمد الطابق (الاول) على مادة الخشب.
وأنه إضافة لرخص الخشب وسهولة توفره، فهو يحافظ على البرودة ويكون حاجزا امام أشعة الشمس الحارة. وأن مادة الخشب، لخفتها، سمحت لسكان المدن العراقية ان يرفعوا بيوتهم إلى طابق ثان من غير مخاوف من طبيعة الأرض.
وكذلك "وفرت الشناشيل للأزقة مظلة كبيرة تقي المارة حرارة الصيف، وتزداد أهمية المظلة التي تطل إلى الخارج لمسافة متر تقريبا عندما تطل الشناشيل من ( 20-30 ) منزلا متجاورا ويقابلها عددً مماثل من المنازل." مشيرا إلى أن هذا التقابل يجعل الأزقة بمنأى عن أشعة الشمس، فضلا عما تؤلفه الشناشيل في الزقاق الواحد من نسق معماري ذي ابعاد هندسية جميلة؛ لأنها في ارتفاع واحد سواء عن مستوى ارض الزقاق ام على مستوى إطلالتها أو طلعاتها الخارجية.
ارجو ان ينـــــــــــــــال الموضوع اعجابكم
تعليق