بسم الله الرحمن الرحيم
توجد في الانسان عدة غرائز يجب معرفتها وكيفية استقامتها . ومعرفة طرق الافراط والتفريط فيها .
قال الامام علي ( عليه السلام ) :
« ان الله خصّ الملك بالعقل دون الشهوة والغضب ، وخص الحيوانات بهما دونه وشرّف الانسان باعطاء الجميع ، فان انقادت شهوته وغضبه لعقله صار افضل من الملائكة لوصوله الى هذه المرتبة مع وجود المنازع والملائكة ليس لهم مزاحم »
وعلى هذا المنوال المتصاعد فالذين يتبعون العقل يكون مكانهم اعلى من الملائكة لانهم مع توفر الارضية المناسبة للذنب اطاعوا العقل ، أما الذين يتبعون الشهوات والغرائز الحيوانية فانهم كالانعام بل اقل درجة واضل سبيلا . لانه مع وجود العقل اتجهوا الى الغضب والشهوة وتركوا العقل ، وجاء في القرآن الكريم حول الناس الذين اتبعوا غرائزهم الحيوانية ، فنقرأ :
(أولئك كالانعام بل هم اضلّ سبيلاً).
ان علماء الاخلاق يقولون ان السبب لنشوء الذنب عند الانسان يرجع لثلاث قوى :
1 ـ القوة الشهوانية .
2 ـ القوة الغضبية .
3 ـ القوة الوهمية .
القوة الشهوانية : حيث تجر الانسان الى الافراط في اللذات وتكون عاقبته الغرق في الفحشاء والمنكرات .
القوة الغضبية : وهذه القوة لها دور فعّال في طغيان غريزة الغضب عند الإنسان مما تؤدي به الى الظلم والتعدي اللامحدود .
القوة الوهمية : وهذه القوة تهيج حالة التكبر والاعتداء على حقوق الاخرين مما تدعوه الى اقتراف الذنوب الكبيرة .
لو حققنا في معرفة الذنب بدقة لوجدنا ان اكثر الذنوب ( اذا لم نقل كل الذنوب ) سببها هذه الثلاث قوى . لذلك يجب السيطرة على تنظيمها وأن لا نتركها في طريق الافراط والتفريط فنقع في مستنقع الآثام والذنوب.
ورد لفظ الذنب في القرآن الكريم خمسه وثلاثين مره , أثنان منها نسبت الذنب الى النبي صلى الله عليه وآله, الاول في قوله تعالى (واستغفر لذنبك ) , والثاني في قوله تعالى (أنا فتحنا لك فتحا مبينا *ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر),توجد في الانسان عدة غرائز يجب معرفتها وكيفية استقامتها . ومعرفة طرق الافراط والتفريط فيها .
قال الامام علي ( عليه السلام ) :
« ان الله خصّ الملك بالعقل دون الشهوة والغضب ، وخص الحيوانات بهما دونه وشرّف الانسان باعطاء الجميع ، فان انقادت شهوته وغضبه لعقله صار افضل من الملائكة لوصوله الى هذه المرتبة مع وجود المنازع والملائكة ليس لهم مزاحم »
وعلى هذا المنوال المتصاعد فالذين يتبعون العقل يكون مكانهم اعلى من الملائكة لانهم مع توفر الارضية المناسبة للذنب اطاعوا العقل ، أما الذين يتبعون الشهوات والغرائز الحيوانية فانهم كالانعام بل اقل درجة واضل سبيلا . لانه مع وجود العقل اتجهوا الى الغضب والشهوة وتركوا العقل ، وجاء في القرآن الكريم حول الناس الذين اتبعوا غرائزهم الحيوانية ، فنقرأ :
(أولئك كالانعام بل هم اضلّ سبيلاً).
ان علماء الاخلاق يقولون ان السبب لنشوء الذنب عند الانسان يرجع لثلاث قوى :
1 ـ القوة الشهوانية .
2 ـ القوة الغضبية .
3 ـ القوة الوهمية .
القوة الشهوانية : حيث تجر الانسان الى الافراط في اللذات وتكون عاقبته الغرق في الفحشاء والمنكرات .
القوة الغضبية : وهذه القوة لها دور فعّال في طغيان غريزة الغضب عند الإنسان مما تؤدي به الى الظلم والتعدي اللامحدود .
القوة الوهمية : وهذه القوة تهيج حالة التكبر والاعتداء على حقوق الاخرين مما تدعوه الى اقتراف الذنوب الكبيرة .
لو حققنا في معرفة الذنب بدقة لوجدنا ان اكثر الذنوب ( اذا لم نقل كل الذنوب ) سببها هذه الثلاث قوى . لذلك يجب السيطرة على تنظيمها وأن لا نتركها في طريق الافراط والتفريط فنقع في مستنقع الآثام والذنوب.
وهاتين الآيتين يفهم من ظاهرهما نسبة الذنب والخطأ والنقص للنبي صلى الله عليه وآله,وقد تمسك المنكرون لعصمة النبي صلى الله عليه وآله بهذه الشبهه ,وأعتقدوا بدلالة هذه الآيات على نفي العصمه واكتفوا بظاهرهما على ذلك,
ولابد لنا من الأطلاع أولا على المعنى اللغوي للذنب وذلك للوقوف على ضعف ما تمسكوا به ,
قال الراغب في " المفردات " ( الذنب - في الاصل – الأخذ بذنب الشيء),يقال: ذنبته,أصبت ذنبه, ويستعمل في كل فعل يستوخم عقباه, اعتبارا بذنب الشيء, ولهذا يسمى الذنب "تبعة "اعتبارا لما يحصل من عاقبته ).
ويقرب من ذلك ما قاله اللغويون الآخرون.
فالذنب اذن هوالفعل الذي تخاف عاقبته, وهو على أنحاء,
1/ التمرد على القوانين المشرعه لتنظيم الحياة الاجتماعيه ,اذ يعد المتمرد عليها مذنبا فيناله العقاب المناسب لذنبه, وهذا هو الذنب الوضعي المستتبع للجزاء والعقوبه الوضعيه.
2/ الخروج على القوانين الأخلاقيه ,ذلك ان الأخلاق الفاضله كالشجاعه والعفه والعداله بكل تفريعاتها وما يبتني عليها وان كانت جميعا أوصافا نفسيه لا ضامن لاجراءها وتنفيذها عمليا لأنها بنفسها ملكات لا اختياريه, الا انها بلحاظ المقدمات والطرق المؤديه اليها تعد اوصافا اختياريه, ولذا فهناك أوامر عقليه بتحصيل الفضائل , ونواه عقليه عن أجتناب الرذائل من أضدادها, ولذا يعد المتخلف عنها مذنبا , وبازائه توجد عقوبه اجتماعيه أو قانونيه مناسبه .
3/ عدم الاتيان بالعمل على هيئة المثلى وبما يلزمه من الآداب والأعراف , فصدور مثل هذه الحاله من الانسان البسيط العادي لايعد ذنبا , فلا يلام ولا يعاقب ,
ولكنا بلحاظ الانسان الآخر ذي المنزله والمقام الرفيع بين الناس قد يشار اليها كعيب وتدرج في قائمة النواقص ,
وهذا هو معنى القول المشهور (حسنات الأبرار سيئات المقربين ), ولذا فلا مانع من تسمية هذه الحاله بالذنب الأدبي , ومن الطبيعي أن تكون بازائه عقوبه أدبيه.
هذا أذا نظرنا الى هذه الحاله من الزاويه الاجتماعيه ,
وقد ننظر اليها من زاويه أخرى وهي زاوية نفس الشخص ومدى ارتباطه بالجهه التي يقدم العمل لها ,فأن كانت علاقته بتلك الجهه علاقه ضعيفه فلا يعد صدور مثل هذه الحاله منه ذنبا ولا نقصا ,
بخلاف ما أذا كانت تربطه بتلك الجهه علاقة حب أكيد وشوق بدرجه عاليه , فسنجده حينئذ ينحو باللائمه على نفسه لصدور مثل هذه الحاله منه ازاء محبوبه , وكلما أشتدت العلاقه وازداد الحب أشتد اللوم على النفس وأزدادت تلك الحاله سوادا في عينيه حتى يعدها ذنبا عظيما ,
والى هذا يشير القول المعروف (لاتنظر الى صغر المعصيه , وانظر الى عظمة الخالق الذي تعصيه ) , فمثل هذا الانسان الذي أخذت محبة الله بمجامع قلبه واتجهت نفسه بشوق ما بعده شوق الى الكامل المطلق فلم يعد له مطلوب سواه, ولا دين الا هذا الحب وتحقيق مقتضياته بالقيام بصالح الاعمال والابتعاد عن الموبقات , لأن الله يحب ذلك, لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره , وأنما لحقيقة الحب المتأصل في نفسه .
مثل هذا الانسان اذا عرضت له غفله أو جفوه عن محبوبه عد ذلك ذنبا عظيما , حتى ليكون الانشغال بضروريات الحياة معدودا عنده من الذنوب التي تلقي بينه وبين محبوبه السدل والأستار .
وعلى هذا المعنى تحمل الآيتان الكريمتان أعلاه , وعلى هذا المعنى أيضا يحمل ما ورد في الادعيه المأثوره عن المعصومين عليهم السلام من الاعتراف بالذنوب والمعاصي وطلب التوبه والاستغفار منها , وهكذا الآيات التي تنسب المعصيه الى الأنبياء الكرام صلوات الله عليهم.
وأما قوله تعالى ( أنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فأن الذنب المذكور فيها هو بلحاظ الآخرين , وما تصوره الأعداء ذنبا أرتكبه النبي صلى الله عليه وآله , لأن الآيه تجعل الفتح سببا لغفران الذنوب , ولا معنى لهذا الربط بين الذنب والفتح الا اذا حملنا الذنب على ما تصوره الاعداء ذنبا .
وليس هذا المعنى غريبا على القرآن الكريم , ففي قصة موسى عليه السلام نقرأ حكاية القرآن على لسانه (ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ) , أي أن الأعداء يحسبونني مذنبا بحقهم لعمل سابق مني ازائهم ,
ولربما كان وصف جهاد النبي صلى الله عليه وآله الرائع بأنه ذنب كنوع من أنواع المشاكله البلاغيه والمحسنات البديعيه .
وما ذكرناه هو تفسير الامام الرضا عليه السلام للآيه حينما سأله المأمون عن الذنب المذكور فيها فقال عليه السلام (لم يكن أحد عند مشركي أهل مكه أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله ...فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن ).
تعليق