نتحدث دائما عن الأسبقية والأولى والأصح، بخصوص ما يتم تناوله من قضايا تتعلق في من سيكون له الباع الطويل في الإعمار والنهوض في عراقنا المتعب، فتأتي كربلاء متصدرة العناوين، باعتبار مكانتها الدينية في العالم الإسلامي، وكونها محل استقطاب لاينضب للزائرين، وحقيقة شيء مفرح أن ترى مثل هذا السعي المبارك لخدمة مدينة سيد الشهداء عليه السلام في ملفات الخطط المستقبلية لجداول عمل السياسيين، والذين توفقوا لنيل هذا الشرف العظيم، ولكنك ما إن تعيش في هذه المحافظة المكادحة الصابرة، والتي لم تنصفها العصور، حتى تدرك حجم التفاوت والبون الشاسع بين ما وعدنا به، وبين الواقع الذي صار يلهث وراء سراب يحسبه الظمآن ماء... وظل التغني بحب كربلاء وزائريها مجرد شعارات لاتمت للواقع بصلة، حتى الأرصفة الجديدة التي توزعت هنا وهناك، صارت الوسيلة الوحيدة للقضاء على البطالة، ولو أفصحت عن مكنونها لقالت بلسان الحال: عمِّروا الكهرباء، أوصلوها الى أبعد قرية، واظبوا على صيانة الأسلاك، وفروا الماء الصالح للشرب الخالي من الأوبئة والجراثيم بدلا من هذه المليارات التي تذهب سدى بين رصيف قديم وآخر جديد وبين حدائق تموت عطشا كل يوم، أتركوا هذه الفنتازيا الغارقين بها، وفكروا جديا بواقعنا المزري الذي ابكى حتى اقل الدول حضارة وموارد، ما هو مصير آلاف الأطفال المتسكعين في الشارع بملابس رثة بين استجداء وتسول وأعمال وضيعة...؟! لا مدارس، ولا تعليم، ولا جمعيات خيرية، ولا مؤسسات تنشلهم من الوقوع في مستنقعات الجريمة والفساد، وسينشأ جيل حاقد على مجتمعه ووطنه الذي لم يكن له غطاء يقيه من عاديات الدهور.
والله هي حسرة توجع القلب، وأنت تراهم بعمرالزهور يلوذون بالزائرين والسياح الأجانب، وكأنهم أفارقة أو عبيد، أين الكرامة الوطنية والمروءة والشهامة الإسلامية على مدينتنا المقدسة، التي نريدها كما اختارها الله سبحانه، روضة من رياض الجنة، تشبع كل بطون العالم، وتصدر خيراتها لكل فقير أو محتاج؟ خاصة وهي تلوذ بها الآفاق من كل حدب وصوب لينهلوا منها، فماذا سيجدون في كربلاء غير المراقد المطهرة والمزارات المشرفة التي لولاها ما قصدنا أحد، لإنعدام السياحة البيئية؟ فكربلاء المقدسة وللأسف تخلو من المرافق الحضارية، والمنشآت الصناعية، والمجمعات السكنية والفندقية من طراز عصري وجميل.
ورب قائل يقول من يدري فلعل حجم المسؤولية كبيرا لا ندركه نحن بالنسبة لقيادة مدينة بأهمية كربلاء، ولو كنا مكانهم فقد لا نفلح مثلهم، ولكن الأقل المجزي قد نراه كبيرا وملموسا بالنسبة لحرمان طال أمده منذ عصور الطغاة، الذين لا نتمنى بأي حال من الأحوال أن نكون منهم.
والله هي حسرة توجع القلب، وأنت تراهم بعمرالزهور يلوذون بالزائرين والسياح الأجانب، وكأنهم أفارقة أو عبيد، أين الكرامة الوطنية والمروءة والشهامة الإسلامية على مدينتنا المقدسة، التي نريدها كما اختارها الله سبحانه، روضة من رياض الجنة، تشبع كل بطون العالم، وتصدر خيراتها لكل فقير أو محتاج؟ خاصة وهي تلوذ بها الآفاق من كل حدب وصوب لينهلوا منها، فماذا سيجدون في كربلاء غير المراقد المطهرة والمزارات المشرفة التي لولاها ما قصدنا أحد، لإنعدام السياحة البيئية؟ فكربلاء المقدسة وللأسف تخلو من المرافق الحضارية، والمنشآت الصناعية، والمجمعات السكنية والفندقية من طراز عصري وجميل.
ورب قائل يقول من يدري فلعل حجم المسؤولية كبيرا لا ندركه نحن بالنسبة لقيادة مدينة بأهمية كربلاء، ولو كنا مكانهم فقد لا نفلح مثلهم، ولكن الأقل المجزي قد نراه كبيرا وملموسا بالنسبة لحرمان طال أمده منذ عصور الطغاة، الذين لا نتمنى بأي حال من الأحوال أن نكون منهم.
تعليق