الصحيح في البكاء الحسيني الكتاب: الصحيح في البكاء الحسيني.المؤلّف: مهدي الآراني. الناشر: مجمع البحوث الإسلاميّة التابع للعتبة الرضوية المقدّسة ـ مشهد. الطبعة: الأُولى ـ سنة 1432 هـ. بيان وقضيّة تُنسب الكعبة المشرّفة إلى الله عزّوجلّ فيقال: بيت الله الحرام، تشريفاً وتكريماً، وقد نسب المؤلّف البكاءَ هنا إلى الإمام الحسين عليه السلام وأراد علّته، أي البكاء لأجل أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه، فوصفه بالحسيني. أمّا الصحيح، فالحديث الشريف الوارد عن النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم في البكاء على سيّد الشهداء كلُّه صحيح، إلاّ أنّه أراد بهذا المصطلح الذي وضعه أصحاب الحديث هو الحديث الأعلائي الذي لا توقّفَ عنده، لا في السند ولا في المتن؛ إذ هو قطعيّ الصدور. وربّما أراد المؤلّف أن يغلق الباب على المتردّدين والمشكّكين فلا يَردوا إلى العوامّ بأن يُدخلوا الشبهة على عقولهم ونفوسهم فيصرفوهم عن هذه الحالة الولائية العباديّة. أو أراد المؤلّف أن يفتح باباً من أبواب اليقين، ليثبّت به قلوب المحبّين، فيندفعوا مطمئنّين في التفاعل مع مصائب الإمام الحسين صلوات الله عليه قلباً وروحاً. ولا شك ـ أيُّها الإخوة الأعزّة ـ أنّ قضية البكاء على سيّد شباب أهل الجنّة وسبط رسول الله، هي من المسلّمات التي حملتها الأخبار والروايات، فقد بكى الحسينَ عليه السلام جميعُ الأنبياء والمرسلين، والأولياء والصالحين، كما بكته العوالم وتفجّعت له، وظهر عليها من الآثار ما دلّ على ذلك، جاء ذلك في عشرات الروايات في عشرات مصادر أهل السنّة فضلاً عن الشيعة، وتحت هذه العناوين: ـ أمطرت السماءُ يومَ شهادتنه دماً! ـ ظهرت حُمرة السماء يوم قُتل الحسين ولم تُرَ قَبلَه! ـ إحمرّت السماءُ ومكثت أيّاماً مثل العَلَقة! ـ لمّا قُتل الحسين احمرّت أطراف السماء، واحمرارها بكاؤها! ـ لم تَبكِ السماء إلاّ على اثنين: يحيى بن زكريا، والحسين. وبكاء السماء أن تحمّر وتصير وردةً كالدِّهان! ـ لمّا قُتل الحسين عليه السلام سمع كثيرٌ من الناس نَوحَ الجنّ عليه. ـ لمّا قُتل الحسين مطرت السماءُ دماً ورماداً! ـ لمّا قُتل الحسين مطرت السماءُ تراباً أحمر! ـ لمّا قُتل الحسين بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهنّ وما بينهنّ.. وبكي عليه كلّ شيء، حتّى الوحوش في الفَلَوات، والحيتان في البحر، والطير في السماء، وبكت عليه الشمس والقمر والسماء والأرض والنجوم، ومؤمنو الإنس والجنّ، وجميع ملائكة السماوات والأرضين، ورضوان ومالك وحملة العرش! ـ لمّا قُتل الحسين بكته السماء أربعين صباحاً بالدم، والأرض بالسواد، والشمس بالحُمرة، وإنّ الجبال تقطّعت وانتثرت، وإنّ البحار تفجّرت، وإنّ الملائكة الذين عند قبره لَيبكون فيبكي لبكائهم كلُّ مَن في الهواء والسماء من الملائكة. إلى غير ذلك من العناوين المثبّتة بالأخبار الموثّقة في كتب العامّة فضلاً عن الخاصّة.. ( يراجع في تحقيق ذلك: إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ـ الملحقات للسيّد شهاب الدين المرعشي الحسيني ج 458:11 ـ 589، بحار الأنوار للشيخ المجلسي 104:13 ـ 105، ج 183:14 ـ 184، ج 201:45 ـ 241، ج 182:82 ـ 183 ). وأمّا البكاء الذي تُقبِل عليه قلوب الناس تعاطفاً وموالاةً لأبي عبدالله الحسين عليه السلام، فهو أيضاً من مسلَّمات الدين الحنيف، إذ صدر عن الأنبياء والأولياء عليهم السلام، وثبت في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله على نحو التواتر والقطع، هذا قبل شهادة الحسين عليه السلام، ثمّ كان البكاء دعوةً شريفةً وُجِّهت إلى المؤمنين خاصّة، أصحاب البصائر النيّرة، والنفوس الطيبة، والقلوب المؤمنة، حيث وَعَت شيئاً من ذلك المصاب العظيم الفجيع، فانجذبت إلى الحزن المقدّس على أبي عبدالله عليه السلام. وكم حثّ أهلُ المعرفة والمعنى، والمؤمنون الصالحون، والسالكون والمهتدون،.. حثّوا على زيارة الإمام الحسين والبكاء عليه، مستهدين بأحاديث رسول الله والأئمّة الميامين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، فاستمرّت هذه السنّة الطاهرة الشريفة مُتوارَثةً على هدىً من جيلٍ إلى جيل، وشارك فيها الموفّقون من خلال مجالات عديدة، إلى أن بلغ الأمر إلى أصحاب القلم أن يدوّنوا في فضائل البكاء على سيّد الشهداء. وكان من كرامات الإمام الحسين عليه السلام أنّ أمواج الكتابة حوله والحديث فيه ما يزا، وأنّ ذِكْرَه لم ينقطع إلى يومنا هذا، ولن ينقطع أبداً إذ هو مقترنٌ بالذكر الأزليّ لله تبارك وتعالى. ومساهمةً مباركةً جديدة، كان هذا الكتاب من قِبل مؤلّفه أراد به خيراً، وهو تحقيق المصادر الأوّلية لهذا الموضوع، فسعى في إثبات أنّ أحاديث البكاء قد وردت عن المصادر المعوَّل عليها عند الأوائل من ثقات الأصحاب، مكتفياً بالأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح. هكذا توالت صفحات الكتاب بعد مقدّمة الناشر، جاءت كلمة المؤلّف تحت عنوان ( تصدير ) تحدّث فيها عن أحد أسرار بقاء التشيّع، وهو العاطفة المقدّسة التي تتفجّر عن طريق البكاء الذي أصبح من فروض الديانة الحقّة. كما ذكر أنّ كتابة هذا الموضوع يُبيّن ـ بدراسةٍ فنّية ـ صحّة الأحاديث التي ذكرت فضيلة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام. أمّا مقدّمة المؤلّف فقد ركّزت على أنّ البكاء إحدى وسائل التعبير العاطفي، منبثقٌ من الفطرة البشرية، وأمّا البكاء الديني فهو بكاءٌ مقدّس يحث الله تبارك وتعالى عليه، وصوره وحالاته: الخوف من غضب الله، واستشعار الخشية قبال عظمة الله، والحزن على ما جرى على الأنبياء والأوصياء والأولياء والشهداء في سبيل الله.. فكان ذلك واضحاً في حياة سفراء الله وعبّاده، وتلك سُنّة أكيدة اشتهرت في الأنبياء.. لا سيّما رسول الله المصطفى صلّى الله عليه وآله. وهنا أخذ المؤلّف يعرض شواهد تاريخيّة ـ سيرتيّة مشهورة، مثل: بكائه صلّى الله عليه وآله على عمّه حمزة عليه السلام، وعلى عمّه أبي طالب عليه السلام، وعلى أمّ المؤمنين زوجته المخلصة خديجة رضوان الله عليها، وعلى ولده إبراهيم، بل وعلى أمّه آمنة عند قبرها.. وعلى سبطه وحبيبه الحسين عليه السلام، كلّ ذلك يرويه من طرق أهل السنّة، وقد ذكر خمس روايات سنّية في فضل البكاء على الحسين عليه السلام من خلال السنّة النبويّة الشريفة. بعد ذلك استعرض المؤلّف في مقدّمته فصول الكتاب ـ وهي ثلاثة ـ: الفصل الأوّل: إخبار الله تعالى رسولَه بشهادة الحسين عليه السلام: ذكر فيه صحيحتين: لأبي بصير، ولسالم بن مُكرَم. الفصل الثاني: فضل البكاء على الحسين عليه السلام: ذكر فيه خمس مصحّحات: للريّان بن شبيب، وفُضَيل بن يسار، وبكر بن محمّد، ومحمّد بن مسلم، ومعاوية بن وهب. الفصل الثالث: بكاء الملائكة على الحسين عليه السلام: اكتفى هنا بثلاث صحيحات: صحيحة أبي حمزة الثمالي، وصحيحة الفُضَيل بن يسار، وصحيحة رِبْعي بن عبدالله. ثمّ الخاتمة في علّة ابتلاء الأئمّة المعصومين عليهم السلام بالمصائب العظام، مقتصراً على: صحيحة عليّ بن رِئاب، وصحيحة ضُرَيس الكُناسي. وينتهي الكتاب بـ: قائمة المصادر، وفهرس الآيات، وفهرس الأحاديث، وفهرس الأعلام، وفهرس الفِرَق والجماعات والقبائل، وفهرس الأماكن، وفهرس الكتب، ثمّ فهرس الموضوعات. |
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الصحيح في البكاء الحسيني
تقليص
X
-
الصحيح في البكاء الحسيني
sigpicالكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
تعليق