مع الدقة البيانيه القرآنية
اللهم صل على محمد وآل محمد
القرآن الكريم كتاب العربية الأكبر ، والمعجزة البيانية الخالدة،
جعله الله آخر رسالاته لهداية البشرية
{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود:1]
ولهذا الكتاب خصوصيات في استعمال الألفاظ :
فقد اختص كثيراً من الألفاظ باستعمالات خاصة به
مما يدل على القصد الواضح في التعبير ، فمن ذلك :
1) النعمة ... و ... النعيم :
الفرق بين ( النعمة والنعيم ) في التعبير القرآني :
نلاحظ أن كل ( نعمة ) في القرآن الكريم إنما هي لنعم الدنيا على اختلاف أنواعها ،
يطرد ذلك ولا يتخلف في كل مواضع استعمالها ، مفرداً وجمعاً :
كقوله تعالى :
{ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [ البقرة : 211 ]
وقوله تعالى :
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ } [ ابراهيم : 6 ]
وقوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ
جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } [ الأحزاب : 9 ]
أما صيغة ( النعيم ) فتأتي في البيان القرآني متلازمة مع الحياة الآخرة ،
يطرد هذا ولا يتخلف في كل آيات النعيم :
كقوله تعالى : { أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } [ المعارج : 38 ]
وقوله تعالى : { وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ } [ الشعراء : 85 ]
وقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ } [ لقمان : 8 ]
وقوله تعالى : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [ التكاثر: 8 ]
وهذا السؤال سيكون في الآخرة
2) المطر ... و ... الغيث :
المطر في البيان القرآني يختلف عن الغيث.
فالمطر لا يستعمل إلا في موضعي العقاب والأذى ،
بخلاف الغيث الذي يذكره القرآن في الخير دائماً .
قال الله تعالى :
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } [ الاعراف : 84 ]
وقال :
{ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ } [ الحجر : 74 ]
و قال الله تعالى :
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ } [ النمل : 58 ]
في حين قال :
{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ }
[ الشورى : 28 ]
وقال :
{ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } [ يوسف : 49 ]
وقال :
{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ
وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } [ الحديد :20 ]
سبحانك ماأعظمك
وللحديث بقية فتابعونا
تعليق