القدس الشريف مدينة تتنفس عبق الأنبياء

البيان

عضو فضي

تاريخ التسجيل: 22-06-2009
المشاركات: 588

القدس الشريف مدينة تتنفس عبق الأنبياء

21-09-2011, 11:54 PM

القدس الشريف مدينة تتنفس عبق الأنبياء

بيت المقدس في القرآن الكريم:

ـ لقد خصها الله تعالى بالبركة بقوله: «وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء71)

ـ ولقد نصّ القرآن الكريم صراحة على فضيلة الأرض المقدسة في قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ» (المائدة20/21)

أهم أسماء المدينة عبر التاريخ:

1- سماها العرب الكنعانيون أور سالم (مدينة السلام).

2- سماها العرب اليبوسيون (يبوس) نسبة إليهم.

3- سماها أدريانوس الروماني (إيليا كابتولينا).

4- سماها البيزنطيون والفرس (إيليا).

5- سماها المسلمون العرب بيت المقدس - القدس - القدس الشريف.

تقع مدينة القدس على ربوة تشرف على وديان عميقة من جميع الجهات إلا شمالها, في وسط فلسطين تقريبا الى الشرق من البحر المتوسط، على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وإنّ أقدم جذر تأريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن ارم بن سام بن نوح (عليه السلام)، و(إيلياء) أحد أسماء القدس.

وسمّاها الإسرائيليون أيضا (صهيون) نسبة لجبل في فلسطين، وقد غلب على المدينة اسم (القدس) الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى، وسميت كذلك بـ (بيت المقدس) الذي هو بيت الله.

التوسعة والإعمار:

ـ في عهد النبي سليمان (عليه السلام) اتّسعت القدس فبنى فيها الدور وشيّد القصور وأصبحت عاصمة للدولة التي امتدت من الفرات إلى تخوم مصر، ويعتبر هيكل سليمان أهم وأشهر بناء أثري ضخم، شيّده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر.

ـ قام الخليفة الثاني بعدّة إصلاحات فيها.

ـ سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبّة الصخرة والمسجد الأقصى، وكان غرضه أن يحوّل إليها أفواج الحجاج من مكة ـ التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير ـ إلى القدس.

ـ سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي أبو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة، وفي العصر الفاطمي بنيَ أوّل مستشفى عظيم في القدس من الأوقاف الطائلة.

ـ سنة 651هـ / 1253م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من أهم المراكز العلمية في العالم الإسلامي. ـ سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200م وارتفاعه 40 قدماً.

معالمها وأسواقها وحاراتها:

كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاث الشرقية والجنوبية والغربية الأودية، أما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي أقيمت عليها المدينة، وهي جبل موريا (ومعناه المختار) القائم عليه المسجد الأقصى وقبّة الصخرة، ويرتفع نحو 770م، حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة.

وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم2، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برجا منتظما ولهذا السور سبعة أبواب وهي:

1 ـ باب الخليل.

2ـ باب الجديد.

3 ـ باب العامود.

4 ـ باب الساهرة.

5 ـ باب المغاربة.

6ـ باب الأسباط.

7 ـ باب النبي داود (عليه السلام).

أسواقها:

ـ سوق القطانين المجاور لباب المسجد من جهة الغرب، وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد.

ـ الأسواق الثلاثة المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل، وهو من بناء الروم. وأول هذه الأسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية.

المساجد:

1ـ المسجد الأقصى الشريف.

الذي تقع في وسطه الصخرة الشريفة، وفي داخل المسجد جامع مستطيل يسمى جامع محراب زكريا، و تحت الأقصى دهليز واضح يسمى الأقصى القديم، كما أن الملك عيسى الأيوبي أنشأ رواقاً إلى الشمال، والمعروف اليوم أن مسجد بيت المقدس هو المسجد الأقصى الوارد ذكره في قوله تعالى:«سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» (الإسراء1)، وقد تضافرت الروايات بأنه المكان الذي حصل الإسراء إليه ليلاً للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنه عرج إلى السماء، وكان ذلك قبل الهجرة بسنة واحدة أي عام 621 م. وقد روي في فضله عن الإمام علي (عليه السلام): أربعة من قصور الجنة في الدنيا المسجد الحرام، ومسجد الرسول ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة.

2ـ مسجد قبة الصخرة.

يقع في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف، ويبلغ طوله 80م وعرضه 55م ومساحته 4400 متر مربع، ويقوم على 53 عمودا من الرخام و 49 سارية مربعة الشكل. بناه عبد الملك بن مروان سنة 693 م، وأتمّه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م، وعندما تمّ استعادة القدس من الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي في 1187/ 2/10 م، قام بإصلاح المسجد، وجدّد المحراب، وكسا القبة بالفسيفساء، وأتى بالمنبر الخشبي المرصّع بالعاج والأبنوس من حلب ووضعه بالمسجد رمزا للنصر وبقي حتى تاريخ 12/8/1969 م حيث قامت إسرائيل بحرق المسجد الأقصى، رمّم بعد الحريق مباشرة حيث أزيلت آثار الحريق ورمّمت القبة الداخلية، والكتابات القرآنية.

3ـ جامع المغاربة: وهو يقع بظاهر المسجد الأقصى من جهة الغرب.

4ـ جامع النبي داود (عليه السلام).

أهم الأمكنة الإسلامية في القدس الحرم الشريف:

يقع في الطرف القبلي شرق مدينة القدس، وهو منطقة واسعة لها عشرة أبواب مفتوحة بالإضافة إلى أربعة مقفلة وفيها ثمانية آبار وأربع مآذن ومكتبة ومتحف، بالإضافة إلى أروقة كثيرة يجتمع فيها المصلون وفيها حوض يسمى الكأس يجتمع الناس حوله للوضوء، كان وما زال المركز الرئيس فى تخطيط المدينة وتبلغ مساحتة (150) دونما، تحيط به أربعة أسوار:

السور الشمالي وطوله (321م)

السور الجنوبي وطوله (283م)

والسور الشرقي وطوله (474م2)

السور الغربي وطوله (490م)

البراق: وهو ما يسمى بحائط البراق، وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم القدسي الشريف بطول (47م) تقريبا وارتفاع (17م)، ويعدّ جزءا لا يتجزأ منه. سمي بهذا الاسم لأنه المكان الذي ربط عنده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) براقه ليلة الإسراء والمعراج، ويتّخذه اليهود الآن معبداً لهم باعتباره جزءا من الهيكل المزعوم وهذا مخالف للواقع والحقيقة والتاريخ في محاولة للاستيلاء عليه.

ومن أجله قامت ثورة البراق في 1929م، حيث قتل فيها العشرات من العرب واليهود، وتمّ الاحتكام إلى عصبة الأمم المتحدة في حينه، فشكّلت لجنة دولية لتحديد حقوق العرب واليهود في حائط البراق، أقرّت هذه اللجنة أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي بوصفه جزءا لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف، كما تعود للمسلمين ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط، كذلك أقرّت أنه لا يجوز لليهود جلب أية أدوات عبادة أو وضع مقاعد أو سجاد أو كراسي أو ستائر أو حواجز أو أية خيمة جوار الحائط لأنه ملك للمسلمين.

قبر فاطمة بنت الحسين(عليه السلام):

من المزارات المنسوبة الى أهل البيت (عليهم السلام) في مسجد الخليل بالقدس كما يقول ابن جبير: (بالقرب من هذا المسجد مغارة فيها قبر فاطمة بنت الحسين بن علي (عليه السلام) وفي القبر من أعلاه وأسفله لوحان من الرخام في أحدهما مكتوب منقوش بخط بديع: «بسم الله الرحمن الرحيم للَّهِ العزة والبقاء له ما ذرأ وبرأ، وعلى خلقه كتب الفناء وفي رسول الله أُسوة، هذا قبر أم سلمة فاطمة بنت الحسين (رضي الله عنها)» وفي اللوح الآخر منقوش: صنعه محمد بن أبي سهل النقّاش بمصر وتحت ذلك هذه الأبيات:

أسكنتُ مَن كانَ في الأحشاءِ مسكَنُهُ

بالرّغمِ منِّيَ بينَ التُّرْبِ والحَجَرِ

يا قبرَ فاطمةٍ بنتِ ابنِ فاطمةٍ

بنتِ الأئمّةِ بنتِ الأنجُمِ الزُّهَرِ

يا قبرُ ما فيكَ مِن دينٍ ومِن ورَعٍ

ومِن عفافٍ ومِن صوفٍ ومِن صَخَرِ