مجموعة اسئلة ابحث عن اجوبتها

[زاهرة بولائها]

مشايخنا الكرام في المنتدى ابعث اليكم باقة من الاسئلة المحمدية ،واتمنى ان تتحفوني بالجواب ولكم مني جزيل الشكر والامتنان

1- :النبوة على قسمين ، تشريعية وهي منحصرة في خمسة ذكرت اسماؤهم في القرآن الكريم ، واخرى تبليغية وهي لاكثرية الانبياء "ع" فلماذا حرمت الامة من النبوة التبليغية بعدما كانت مفتوحة للامم السابقة ؟

2-: ما ردكم على بعض الطوائف الخارجة عن الاسلام كالبهائية والقادانية اذ يفسرون خاتم النبيين "ص" بالحلية التي يزين بها الاصبع ؟

3-: هل النبي "ص" مبعوث لعالم الجن ، كما هو مبعوث للبشر واذا كان كذلك فان عالم الجن مختلف عن عالم الانس والتشريع الاسلامي جاء متمشيا مع احتياجات البشر ؟

4-: من الثابت ان الشريعة المستأنفة تنسخ المتقدمة ، وشريعة عيسسى "ع" آخر الشرائع قبل البعثة النبوية ، وكان الرسول "ص" يتعبد في بالحنفية وهي شريعة النبي ابراهيم "ع" ، وقد يقول قائل ان شريعة النبي عيسى "ع" حرفت ، والسؤال الا يستطيع النبي "ص" ان يميز الصحيح من المنحرف ؟

[الهادي]

بسم الله الحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
الاخت الفاضلة زاهرة بولائها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما أشكرك على هذه الأسئلة القيمة .
بالنسبة إلى السؤال الأول : ان فتح النبوة التبليغية للأمم السابقة وغلقها على أخر الأمم وهي الأمة الإسلامية, ليس معناه ان الأمم السابقة افضل من الأمة الإسلامية, لان الله حكيم وعالم ,ويعلم ماهي حاجة الأمم السابقة الى النبوة التبليغية وبسبب التحريفات التي توجد عندهم والتبديلات التي تطرأ على دياناتهم من الأخرين, لانه كما تعلمين ان مهمة النبوة التبليغية هي تذكير الناس بدينهم وشدهم الى قوانين السماء لكي لا ينسون دستورهم وتكون المحافظة على مبادئهم وأخلاقهم ولهذا كان على المولى سبحانه أن يبعث في كل جيل منهم نبيّاً ليذكّرهم بدينهم، ويجدد به شريعة من قبله، ويزيل ما علاها من شوائب التحريف وهذا ما تحتاجه الأمم السابقة بسبب الحريفات التي تكون بعد رحيل النبي السابق .
أما بعد بعث الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم فلا حاجة الى النبوة التبليغية لان الأمة الإسلامية ,وبفضل الرسول الأعظم(صلى الله عليه واله وسلم ) فاقت الأمم السابقة ,من حيث الفكر والرقي بدليل قوله تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(آل عمران:110).فليس هي بحاجة الى النبوة التبليغة كما ان امتداد النبوة موجود بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم امتداد الرسول الأعظم( صلى الله عليه واله) .
اما جواب السؤال الثاني :
اولاً ان هذه الطوائف خارجة عن الإسلام فكلامها غير مهماً وتفسيرها غير معتبراً .
ثانياً كما هو معروف ان القرآن الكريم جاء بأسلوب بلاغي في غاية الدقة ,فليس من المعقول ان يستعمل ويستعير خاتم النبين ويريد بها حلية اليد والزينة بدليل لا يقال ( خاتم القول أي زينة القول ) من الناحية العربية , بل لابد من المراد انه خاتم النبين أي ما ختمت به النبوة لان أصل كلمة الخاتم ما يختم بها الشيء !!
وعليه ان هذه شبة واهية ونابعة من الجهل المركب من عندهم
أما جواب السؤال الثالث هو:
نعم ان الرسول الأعظم صلى الله عليه واله مبعوث الى عالم الجن والانس كما ان القرآن الكريم يذكر في سورة الجن في قوله تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } .
كما ان الشيخ محمد باقر المجلسي يذكر في كتابه بحار الأنوار حديث في هذا السياق ففي الحديث عن علي عليه السلام : ولقد أقبل اليه (صلى الله عليه واله ) احد وسبعون الفاً منهم (يعني من الجن) فبايعوه على الصوم والصلاة والزكاة والحج والجهاد ونصح المسلمين، واعتذروا بأنهم قالوا على الله شططاً.. (بحار الأنوار ج10 ص44)
وكذلك وردت آيات أخرى تؤكد ذلك كقوله تعالى :{ يَا مَعشَرَ الجنّ وَالأنس أَلَم يَأتكم رسلٌ منكم يَقصّونَ عَلَيكم آيَاتي }(الأنعام:130).
ويقول الطبرسي في (مجمع البيان ج 4:ص 163): (قوله (منكم) وإن كان خطاباً لجميعهم والرسل من الانس خاصة، فإنه يحتمل أن يكون لتغليب أحدهما على الآخر.
أما جواب السؤال الأخير
أولاً- ان تعبد الرسول الأعظم بدين الحنفية بأمر الله تبارك وتعالى وبنص القران الكريم وليس له مخالفة امر الله لكي يتعبد بدين المسيحية وان كانت سابقة عليه .

ثانياً - نعم الرسول الأعظم يعرف المحرف من غيره في دين المسيحية واخبر النصارى في عدت مرات في مناظراته معهم وبين لهم الصحيح لكن لا فائدة منهم بسبب إصرارهم على تقليد دين الإباء

[زاهرة بولائها]

مشرفنا وشيخنا القدير

سأكتب كل العبارات في ورق مخطوط

لاجعل منها اروع اكليل من الحروف والكلمات

وألحان الشكر والاحترام

لأقدمها شكرا وامتنانا لردكم الكريم



ولكن عندي استفسار حول السؤال المتعلق ببعثت الرسول "ص" للجن ، اعلم ان النبي الاعظم "ص" كانت رسالته للثقلين الانس والجان ، وكان كتابه القرآن الكريم وتشريعه يتناسب مع الحياة البشرية ، وبما ان حياة الجان تختلق عن الانسان ، فهل نزل على الرسول "ص" ما يتناسب مع عالم الجن ، وقد ذكر القران على لسان الجان " قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا " فهل كان القرآن يتناسب مع حياة الجن ؟

اما السؤال الاضافي هو :
هناك دعوات من بعض اهل العلم ممن ينتسب للمذهب الشيعي ، بأن علم النبي "ص" واهل البيت "ع" للغيب هو محدود فقط عند اثباتهم "ع" للنبوة بالنسب للنبي "ص" والائمة "ع" للامامة ، فكيف نرد عليهم بالدليل

دمتم ودام لنا علمكم المعطاء

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الفاضلة أما بالنسبة إلى السؤال الأول فجوابة ما قاله الله تعالى في كتابة الكريم :

{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوْ إِلَى قَوْمِهِم مُنذِرِينَ( 29 ) قَالُواْ يَقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيق مُسْتَقِيم( 30 ) يَقَوْمَنَا أَجِيبُواْ دَاعِىَ اللهِ وَآمِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِنْ عَذَاب أَلِيم( 31 ) وَمَن لاَ يُجِبْ دَاعِىَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِز فِى الاَْرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِى ضَلَل مُبِين( 32 ){ الاحقاف
والكلام واضح وصريح في هذه الآيات القرآنية , كما ان سبب النزول يكشف المعنى بصورة أوضح .
فيروى عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم ) انه خرج من مكّة إلى سوق عكاظ في الطائف ـ وكان معه زيد بن حارثة ـ من أجل أن يدعو الناس إلى الإسلام، إلاّ أنّ أحداً لم يجبه، فاضطر الى الرجوع إلى مكّة، وفي طريق عودته وصل إلى موضع يقال له: وادي الجن، فبدأ بتلاوة القرآنفي جوف الليل، وكانت طائفة من الجن يمرون من هناك، فلما سمعوا قراءة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) للقرآن أصغوا إليه وقال بعضهم لبعض: اسكتوا وأنصتوا، فلما أتمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تلاوته آمنوا به، وأتوا قومهم كرسل يدعونهم إلى الإسلام، فآمن لهم جماعة، وأتوا جميعاً الى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فعلّمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الإسلام، فنزلت هذه الآيات وآيات سورة الجن .
أما ما يخص سؤالكم الثاني :
فان الله تبارك وتعالى في كثير من الآيات القرآنية يصرح بأنه مختص بعالم الغيب وليس لاحد ان يطلع على هذا العلم من دون اذنه جل جلاله, نعم يجتبي من يشاء ويعلمه لمن يشاء .
وهذا ما تشهد به الآيات القرآنية

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}{ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}
فهناك فرق بين عالم الغيب وتعلم الغيب فان الأول من مختصات الله تبارك وتعالى أما الثاني فهو من شأن الأنبياء والأوصياء .
وقد جاء في (خطبة 128 من نهج البلاغة) ان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما أخبر عن التتار بقوله: (كأني اراهم قوماً كأنَّ وجوههم المجانّ المطرَّقة يلبسون السَّرَق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق ... قام اليه بعض أصحابه، وقال: لقد اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك، وقال للرجل وكان كلبياً: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وانما هو تعلّم من ذي علم.
أما ما يقال بان علم الغيب محصور لأثبات النبوة بالنسبة إلى الأنبياء ,و الإمامة بالنسبة إلى أهل البيت فهذا كلام غير دقيق لان كثير من القضايا الغيبية قد تحدث عنها أهل البيت ولم تكن غايتها أثبات إمامتهم, بل كانت بعضها مع أصحابهم وموليهم فعلم الغيب لم يكن محصور ومحدد بهاتين النقطتين .

[زاهرة بولائها]

تكثر كلمات الشكر لكن لا أدري من أي منها أبدأ لأشكرك على ما بذلت وما تبذل 0
لكن وقفتي هنا تجعلني أقول أن الشكر وحده لا يكفى لكن تقبله مني

بكل ما تحمل الكلمه من معنى أشكرك شيخنا الكريم ..