(الامام جعفرالصادق /ع /في ريادته العلمية والفقهية للمسلمين)
===============================
(إنموذجاً معصوما)
___________
شاع في عهد الامام الصادق /ع /جواً علميا شغلته مختلف التيارات والمذاهب الفكرية والعلمية والثقافية حتى وصل الامر الى غزو الالحاد والكفر والزندقة لثقافة المسلمين أنذاك .
ومن هنا انبرى الامام الصادق /ع /كإمام معصوم واستاد وعالم فذ لايُدانيه احد من العلماء على الاطلاق
فأسس جامعة اهل البيت /ع /في المسجد النبوي الشريف وقام بنشر العلم والمعرفة من هناك للعالم اجمع .
ويمكن إجمال حركة الإمام الصادق /ع /العلمية في امرين ؟
1 // . (الامر الاول)// كان الامام الصادق /ع /يهدف بتحركه العلمي الواسع على مستوى المدينة المنورة والعراق والشام
أنذاك لحماية العقيدة الاسلامية الحقة من التيارات العقدية والفلسفية الالحادية والمقولات الباطلة كالزندقة والغلو والثقافات التي لاتنسجم مع عقيدة التوحيد الاصيل والصحيح في الاسلام .
والدليل على سعة نشاطه العلمي والمعرفي هذا هو كثرة طلابه والعلماء الذين تخرجوا من مدرسته العلمية والفقهية والكلامية والفلسفية .
وحتى (أنّ الحافظ ابن عقدة الزيدي جمع في كتاب رجاله أربعة آلاف رجل من الثقات الذين رووا عن الإمام جعفر الصادق/ع/ فضلا عن غيرهم وذكر مصنفاتهم)
إنظر/أعيان الشيعة/السيد محسن الأمين/ج1/ص661.
وقدسُئِل أبو حنيفة (وهو أحد تلامذة الإمام الصادق/ع/)
عن أفقه من رأى؟
فقال:جعفربن محمد الصادق.
وعن مالك بن أنس(وهو أحد تلامذة الإمام الصادق/ع/)
قال:
(ما رأت عينٌ ولا سمعت أُذنٌ ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق/ع/ فضلا وعلما وعبادة وورعا)
إنظر/مناقب آل أبي طالب/ابن شهر آشوب/ج4/ص247.
وهاتات الشهادتان الأخيرتان تمثلان إعتراف حقيقي من فقهاء تتلمذوا على يد استادهم المعصوم/الصادق/ع/
بعلو درجته وحقانية إمامته الروحية والدنيوية.
2 //(الامر الثاني)// العمل على نشر الاسلام الأصيل وتوسيع دائرة الفقه والتشريع وتثبيت معالم مدرسة اهل البيت المعصومين/ع/ المعصومين والمحافظة على اصالتها.
وتمثل هذا العمل الذي قام به الإمام الصادق/ع/في إعداد العلماء والفقهاء والمتكلمين وتربيتهم تربية علمية وأخلاقية وفق منهاج أهل البيت المعصومين/ع/.
وكشاهد تاريخي على هذه الحقيقة هو بروز تلميذ الإمام الصادق /ع/ هشام بن الحكم في وقته وتفوقه علميا ومعرفيا على كل متكلمي زمانه .
وهو أبو محمد هشام بن الحكم الكوفي الشيباني ، حدث عن الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام ،
وكان عالي المنزلة عندهما رويت له عنهما عليهما السلام مدائح كثيرة ، برع في الكلام ، ففتق الكلام وكان فيه حاذقا حاضر الجواب ،
له مناظرات عديدة نقل الكشي بعضها في رجاله ، وله كتب كثيرة توفي سنة 199 ه
إنظر/ رجال العلامة الحلي : 178 .
وتم تأسيس علم الكلام عند الشيعة ، الذي يقوم بمهمة الدفاع عن المذهب ، في بغداد على يد العالم والمتكلم
هشام بن الحكم
إنظر/الرسائل العشر/الطوسي/ص16.
والتلميذ الثاني والذي برز بروزا مميزا على يد الإمام الصادق/ع/ في الفقه والحديث هو زرارة بن اعين.
والذي عاصر الإمامين الباقر والصادق/ع/معاً.
وعنه قال النجاشي (عالم رجالي):
(زرارة بن أعين هو أبو الحسن الشيباني ، شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم ، وكان قارئا ، فقيها ، متكلما ، شاعرا ، أديبا ،
قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، صادقا فيما يرويه . مات سنة خمسين ومائة للهجرة .)
إنظر/ رجال النجاشي/ ص 175 .
وهذا غيض من فيض واسع قدمناه للإختصار ومن شاء التوسعة يُراجع المطولات من الكتب.
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
تعليق