9) الكُره ... و ... الكَره
الكُرهُ : بضم الكاف. والكَرهُ بفتح الكاف .
كلمتان متقاربتان في البناء والتركيب والحركات ،
ومتقاربتان أيضاً في المعنى .
الا اننا نجد البيان القرآني المعجز يستخدم الكُره - بضم الكاف -
ليفيد المشقة المرغوبة أي يفعلها صاحبها طواعية رغم ما فيها من مشاق ومتاعب
فالمؤمن يريد الجهاد ويرغب به رغم مصاعبه والمرأة ترغب بالحمل رغم آلامه
1 - { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ } [ البقرة : 216 ]
2 - { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا } [ الاحقاف : 15 ]
وأما الكَره بفتح الكاف فيفيد فعل الشيء دون رغبة وإرادة.
وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم خمس مرات، بمعنى :
الإكراه والإجبار والقسر
1 - قال الله تبارك وتعالى :
{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ
اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين } [ فصلت : 11 ]
2 - وقال الله سبحانه :
{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } [ آل عمران : 83 ]
3 - وقال عز وجل :
{ وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ }
نلاحظ في الآيات الثلاثة ورود كلمة ( كره ) بمعنى الإكراه
والإجبار والقسر ،
وذلك لأن الأمر والتكليف جاء من الخارج.
فالكافر أسلم لله - أي استسلم له - رغم أنفه، وهو كاره رافض ،
وكان استسلامه في الجانب اللاإرادي من كيانه - مثل أجهزة جسمه ونواميس حياته -
لهذا اعتُبر استسلامه ( كرها ) بفتح الكاف .
وهو يسجد لله مكرهاً مجبراً رغم انفه ،
والمراد بالسجود هنا الخضوع ، كما في اللغة ،
وليس هكذا استسلام المؤمن لله ،
ولهذا وصفه القرآن الكريم بأنه ( طوعاً )
وجعله مقابلاً ومضاداً لاستسلام الكافر وخضوعه الجبري لله تبارك وتعالى.
4 - بين القرآن الكريم أن إنفاق المنافقين لأموالهم غير مقبول ،
وإن زعموا أنه في سبيل الله ،
لأن ذلك الإنفاق لم يصدر عن إيمان في قلوبهم
بل كانوا يريدون به التمويه على المسلمين ،
ولهذا وصف الله إنفاقهم بأنه ( كَره )
وأمرنا أن نقول لهم :
{ قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ } [ التوبة : 53 ]
5 - نهى القرآن الكريم عن وراثة المرأة كالمتاع والأثاث
فقال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا } [ النساء : 19 ]
فقد كان الجاهلي إذا مات أبوه ، ورث أمواله ومتاعه ، ومن جملة ما يرث زوجة أبيه ،
فنهى الله تعالى عن هذا التصرف الجاهلي البشع وحرَّمه عليهم ،
والمرأة ترفض هذا التصرف وتكرهه ،
لأنه إجبار وقسر لها ولذا سماه الله تعالى في القرآن الكريم كَرهاً بفتح الكاف .
اللهم صل على محمد وآل محمد
10) اللاتي ... و ... اللائي
ما الفرق بين اللاتي واللائي ؟
نلاحظ أن القرآن الكريم لا يستعمل ( اللائي ) إلا في حالتي
الظهار والطلاق والمفارقة ،
أما ( اللاتي ) فتستعمل في غير تلك الأحوال
1 - قال الله تعالى :
{ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ
أُمَّهَاتِكُمْ } [ الأحزاب : 4 ]
2 – وقوله :
{ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللائِي وَلَدْنَهُمْ }
[ المجادلة : 2 ]
3 - وقوله :
{ وَاللائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ
وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } [ الطلاق : 4 ]
فأنت ترى انه استعمل في الآيات السابقة ( اللائي ) بالهمز
وهي آيات تتحدث عن الظهار والطلاق والمفارقة .
في حين قال في غير تلك الأحوال :
1 – { وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ }
[ النساء :15 ]
2 – { ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }
[ يوسف : 50 ]
3 _ { وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ
أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ } [ النور : 60 ]
تعليق