((مواصفات الإنسان المؤمن المُحيّ لأمر أهل البيت المعصومين/ع/ ))
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قبل ذكر موصفات المؤمنين الموالين لأهل البيت/ع/ لابُدّ من ضرورة أن يعرف
كل إنسان مؤمن سيرة من يتبع ويوالي حتى يتسنى له إمكان متابعته عمليا ودينيا
وانا هنا سأذكر نصوصا صحيحة وعظيمة القيمة والمنهج لا للتبرك فحسب بل للتأسيس عليها في بيان منهاج إحياء أمر الأسلام كله المتجسد بأمر أهل البيت/ع/
وضرورة الأخذ منها وفعلها ميدانا لأنّ سنّة المعصومين هي سنّة إقتداء وتطبيق
لا مجرد معرفة نظرية .
وإليك عزيزي المؤمن النصوص الشريفة التالية.
/1/ عن المفضّل قال / قال أبوعبد ألله الصادق/ع/ ::
(( إيّاكَ والسَّفلة فإنما شيعة عليٍ
من عفّ بطنه وفرجه وإشتدّ جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيتَ أولئك فإولئك شيعةُ جعفر))
/1/ إصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص233/.
فالأمام جعفر الصادق /ع/ الذي أوصانا بإحياء أمرهم /ع/ وضع لنا منهاجا أخلاقيا
وعمليا للسير عليه بصورة تقوائية صادقة.
فالخطوة الأولى لمنهاجه /ع/ هي التركيز على عفة البطن ويقصدُ بها إجتناب أكل المال الحرام والمشبوه والمغصوب وغيرها كشرب المحرمات وأكلها .
فإذا عفّت البطن صلُحت سريرة الأنسان وصار سويا .
والخطوة الثانية والمهمة هي ( المحافظة على عفة الفرج) وهذه ركيزة أكدها القرآن الكريم مرارا وجعلها من صفات المؤمنين حتى قال عنهم سبحانه (( والذين هم لفروجهم حافظون )) / المؤمنون /5/ .
ويقصد /ع/ بعفة الفرج هو إجتناب الزنا المُحرّم وكل ما يتصل بالسلوكيات الجنسية المُحرمة شرعا.
والخطوة الثالثة ( هي إشتداد جهاد المؤمن في عبادته) ويقصد به جهاد النفس وتهذيبها وصيانتها بتقوى ألله تعالى
وهذا الجهاد هو الجهاد الأكبر على ما عبّرعنه الرسول /ص/ حينما رجع من إحدى الغزوات
فقال/ص/ :مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغروبقيَ الجهاد الأكبر
قيل يا رسول الله/ص/ وما الجهاد الأكبر؟
قال/ص/ جهاد النفس)
إنظر/الكافي/الكليني/ج5/ص12.
أي عُدنا من الجهاد الأصغر(أي جهاد العدو) وبقي علينا (الجهاد الأكبر) .
وفعلا جهاد النفس هو الجهاد الأكبر لأنّ النفس آمّارةٌ بالسوء إلاّ ما رحِمَ ربي.
فمن قَدِرَ على حفظ وتربية ذاته فهو على تربية وهداية غيرها أقدر أما من عجز عن إصلاح نفسه فهو عن غيرها أعجز.
إما الخطوة الرابعة وهي ( العمل لخالقه) وهذه فقرة تُشير إلى ضرورة إخلاص النية والعمل قٌربة لله تعالى والأبتعاد عن الرياء والمظاهر الزائفة لأنّ
(( لكل إمرىء ما نوى))
(( وإنما الأعمال بالنيات )) و(( نية المؤمن خيرٌ من عمله ))
وحتى يوم القيامة يُحاسب الناسُ على قدر نياتهم
(( يوم تُبلى السرائر ))/الطارق/9.
والخطوة الخامسة هي (( رجاء الثواب وخوف العقاب ))
ويقصد الأمام جعفر الصادق /ع/ بالرجاء / هو ذلك المفهوم النفساني التقوائي المُشتمل على الشوق والعشق لله تعالى ولثوابه الكريم
وهذا الرجاء إذا أرتكز في بقعة
الذات المؤمنة منح صاحبه قسطا وافرا من إمكانية لقاء ألله تعالى والعمل بإ خلاص له.
أما ( الخوف من العقاب) فهو أمر ضروري يجب تحققه في شخصياتنا لأنّ خشية ألله تعالى تجعل الأنسان المؤمن على حذر من أمره تجاه ربه سبحانه ((ويُحذركم ألله نفسه)).
وهذان المُرتكزان ( الرجاء + الخوف) يُمثلان حقيقة التوازن الوجداني في شخصية المؤمن
ولأهمية هذه الحقيقة التقوائية أكدت الأحاديث الشريفة على ضرورة الأتصاف بها
فعن الإمام الصادق/ع/:
أنه قال/ع/
(( لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا
حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو )).
إنظر/الكافي/الكليني/ج2/ص71.
وفي حديثٍ آخرعن الأمام محمد الباقر /ع/ أنه قال:
(( يا جابر/أحد أصحابه/ لاتَذهَب بكَ المذاهب حسبُ الرجل أن يقول أحُبَّ عليا/ع/ وأتولاه ثم لايكون مع ذلك فعّالا ؟
فلوقال إنّي أحبُّ رسول ألله /ص/ فرسول ألله خير من علي ثم لا يتّبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبّه إياه شيئا ))
إنظر/ أصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص72/.
وهذا الحديثُ الشريف هو الأخريؤكد على ضرورة ولزوم التطبيق الفعلي للمناهج
السليمة والقويمة للرسول /ص/ وللمعصومين /ع/
لأنّ الحبّ يقتضي العمل والفعل حقيقةً
(( إن كنتم تُحبون ألله فإتبعوني يُحببكم ألله ))آل عمران/31.
(( وما آتاكمُ الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا )).الحشر/7.
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قبل ذكر موصفات المؤمنين الموالين لأهل البيت/ع/ لابُدّ من ضرورة أن يعرف
كل إنسان مؤمن سيرة من يتبع ويوالي حتى يتسنى له إمكان متابعته عمليا ودينيا
وانا هنا سأذكر نصوصا صحيحة وعظيمة القيمة والمنهج لا للتبرك فحسب بل للتأسيس عليها في بيان منهاج إحياء أمر الأسلام كله المتجسد بأمر أهل البيت/ع/
وضرورة الأخذ منها وفعلها ميدانا لأنّ سنّة المعصومين هي سنّة إقتداء وتطبيق
لا مجرد معرفة نظرية .
وإليك عزيزي المؤمن النصوص الشريفة التالية.
/1/ عن المفضّل قال / قال أبوعبد ألله الصادق/ع/ ::
(( إيّاكَ والسَّفلة فإنما شيعة عليٍ
من عفّ بطنه وفرجه وإشتدّ جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيتَ أولئك فإولئك شيعةُ جعفر))
/1/ إصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص233/.
فالأمام جعفر الصادق /ع/ الذي أوصانا بإحياء أمرهم /ع/ وضع لنا منهاجا أخلاقيا
وعمليا للسير عليه بصورة تقوائية صادقة.
فالخطوة الأولى لمنهاجه /ع/ هي التركيز على عفة البطن ويقصدُ بها إجتناب أكل المال الحرام والمشبوه والمغصوب وغيرها كشرب المحرمات وأكلها .
فإذا عفّت البطن صلُحت سريرة الأنسان وصار سويا .
والخطوة الثانية والمهمة هي ( المحافظة على عفة الفرج) وهذه ركيزة أكدها القرآن الكريم مرارا وجعلها من صفات المؤمنين حتى قال عنهم سبحانه (( والذين هم لفروجهم حافظون )) / المؤمنون /5/ .
ويقصد /ع/ بعفة الفرج هو إجتناب الزنا المُحرّم وكل ما يتصل بالسلوكيات الجنسية المُحرمة شرعا.
والخطوة الثالثة ( هي إشتداد جهاد المؤمن في عبادته) ويقصد به جهاد النفس وتهذيبها وصيانتها بتقوى ألله تعالى
وهذا الجهاد هو الجهاد الأكبر على ما عبّرعنه الرسول /ص/ حينما رجع من إحدى الغزوات
فقال/ص/ :مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغروبقيَ الجهاد الأكبر
قيل يا رسول الله/ص/ وما الجهاد الأكبر؟
قال/ص/ جهاد النفس)
إنظر/الكافي/الكليني/ج5/ص12.
أي عُدنا من الجهاد الأصغر(أي جهاد العدو) وبقي علينا (الجهاد الأكبر) .
وفعلا جهاد النفس هو الجهاد الأكبر لأنّ النفس آمّارةٌ بالسوء إلاّ ما رحِمَ ربي.
فمن قَدِرَ على حفظ وتربية ذاته فهو على تربية وهداية غيرها أقدر أما من عجز عن إصلاح نفسه فهو عن غيرها أعجز.
إما الخطوة الرابعة وهي ( العمل لخالقه) وهذه فقرة تُشير إلى ضرورة إخلاص النية والعمل قٌربة لله تعالى والأبتعاد عن الرياء والمظاهر الزائفة لأنّ
(( لكل إمرىء ما نوى))
(( وإنما الأعمال بالنيات )) و(( نية المؤمن خيرٌ من عمله ))
وحتى يوم القيامة يُحاسب الناسُ على قدر نياتهم
(( يوم تُبلى السرائر ))/الطارق/9.
والخطوة الخامسة هي (( رجاء الثواب وخوف العقاب ))
ويقصد الأمام جعفر الصادق /ع/ بالرجاء / هو ذلك المفهوم النفساني التقوائي المُشتمل على الشوق والعشق لله تعالى ولثوابه الكريم
وهذا الرجاء إذا أرتكز في بقعة
الذات المؤمنة منح صاحبه قسطا وافرا من إمكانية لقاء ألله تعالى والعمل بإ خلاص له.
أما ( الخوف من العقاب) فهو أمر ضروري يجب تحققه في شخصياتنا لأنّ خشية ألله تعالى تجعل الأنسان المؤمن على حذر من أمره تجاه ربه سبحانه ((ويُحذركم ألله نفسه)).
وهذان المُرتكزان ( الرجاء + الخوف) يُمثلان حقيقة التوازن الوجداني في شخصية المؤمن
ولأهمية هذه الحقيقة التقوائية أكدت الأحاديث الشريفة على ضرورة الأتصاف بها
فعن الإمام الصادق/ع/:
أنه قال/ع/
(( لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا
حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو )).
إنظر/الكافي/الكليني/ج2/ص71.
وفي حديثٍ آخرعن الأمام محمد الباقر /ع/ أنه قال:
(( يا جابر/أحد أصحابه/ لاتَذهَب بكَ المذاهب حسبُ الرجل أن يقول أحُبَّ عليا/ع/ وأتولاه ثم لايكون مع ذلك فعّالا ؟
فلوقال إنّي أحبُّ رسول ألله /ص/ فرسول ألله خير من علي ثم لا يتّبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبّه إياه شيئا ))
إنظر/ أصول الكافي/ للكليني/ ج2/ ص72/.
وهذا الحديثُ الشريف هو الأخريؤكد على ضرورة ولزوم التطبيق الفعلي للمناهج
السليمة والقويمة للرسول /ص/ وللمعصومين /ع/
لأنّ الحبّ يقتضي العمل والفعل حقيقةً
(( إن كنتم تُحبون ألله فإتبعوني يُحببكم ألله ))آل عمران/31.
(( وما آتاكمُ الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا )).الحشر/7.
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
تعليق