الذرية الصالحة .. فخر الدنيا وذخر الآخرة
من منا لم يسمع حديث رسول الله " صلى الله عليه وآله " الذي يقول فيه :
"إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
فالولد الصالح - اخي القارئ الكريم – هو احد الركائز الثلاث التي يعتمد عليها المرء بعد موته ..
ولكن اي ولد صالح ؟ انه الذي ( يدعو لأبويه بعد مماتهما ) فلم يقل رسول الله " صلى الله عليه وآله " ولد صالح ويسكت بل اكمل الحديث الشريف بعبارة " يدعو له " .
وهنا نلاحظ هذا الترابط بين الولد الصالح وبين الدعاء ، فقد يكون الولد صالحاً لكنه لا يدعو لأبويه بعد موتهما ولا يبرهما بوصلهما وهما في اشد الحاجة الى دعائهِ واستغفاره ووصاله !
فهذا الولد - ورغم صلاحه – لكنه يكون من المقصرين العاقين والعياذ بالله حتى وان كان باراً بوالديه في حياتهما !
قال الإمام الباقر عليه السلام :
(( إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما ولا يستغفر لهما ، فيكتبه الله عز وجل عاقاً ، وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير باراً بهما ، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر عنهما فيكتبه الله عز وجل باراً ))
اذن هذه دعوة لكل القراء الكرام – ومن خلال هذا البحث المتواضع - بان نقف قليلاً عند مسألة الذرية الصالحة وكيف نغرس وننمي فيهم ثقافة " التواصل مع الوالدين بعد الممات " حتى لا يكونوا لنا فخراً في الدنيا فقط بل وذخراً للآخرةِ ان شاء الله ..
1- تبدأ مسألة طلب الذرية الصالحة منذ مرحلة ما قبل الزواج عندما يدعو الرجل ربه ان يرزقه بالمرأة الصالحة وتدعو المرأة كذلك بأن يهبها الله رجلاً صالحاً يكون عوناً وسنداً لها ولذريتها في المستقبل القريب .. وقد أكد ديننا الحنيف على مسألة اختيار شريك الحياة لكلا الجنسين وتأثيره على الذرية فيما بعد فقد جاءت الأحاديث تؤكد بالقول ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) وقوله صلى الله عليه وآله :
( من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. )
2- ثم بعد ذلك تأتي الليلة الأولى للزواج عندما يحثنا الشارع المقدس على عدم الاستخفاف بهذه الليلة من الناحية الروحية والدينية ، بل وضع لها آداب وسُنة حث الشاب والرجل المؤمن بالالتزام بها ومن اهم تلك الأمور الصلاة ركعتين وقراءة الدعاء المأثور والخاص بهذه الليلة لطلب الذرية الصالحة التي يقر الله بها عيني الأبوين .
3- كما يرشدنا ديننا الحنيف – احبتي القراء- الى اهم الطرق المتبعة في حالة تأخر أو تعذر الإنجاب ، فنلاحظ الدروس القرآنية في قصة نبي الله زكريا " عليه السلام " ودعائه المعروف :
(( رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ))
وكذلك ما جاء في الكتاب الكريم عن فضل الدعاء لطلب الذرية الصالحة في قوله تعالى :
(( الذين يقولون وربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ))
فلذلك يُنصح المؤمنون بقراءة هذه الآيات القرآنية بكثرة ليرزقهم الله ما يتمنوه ان شاء الله ..
اما الوسيلة الثانية في حال تأخر الانجاب فهي " الاستغفار " قال تعالى :
(( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً** يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً** وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ))
4- ونأتي الآن الى مرحلة " الحمل " ففي هذه المرحلة توصى المرأة بالاهتمام بالجانب الروحي للجنين كاهتمامها بالجانب الجسدي له ، فعليها الاكثار من قراءة القرآن والتسبيح والاستغفار والصلاة على محمد وآله وغيرها من الأمور الروحية التي تؤثر ايجاباً على الجنين وتجعل روحه مفعمة بالايمان واليقين وتؤتيه الحكمة منذ الصغر ، ويقع هذا الأمر على عاتق الزوج ايضاً فعليه ان يراعي الحالة النفسية والروحية لزوجته في هذه الفترة وان يهيء لها ما تحتاجه من راحة وعناية بالغذاء والسكن والأمور الحياتية الأخرى التي تؤثر سلباً او ايجاباً على طفله المنتظر ، وقد جرب الكثير من المؤمنين هذا الجانب وكانت النتائج مثمرة بفضل الله تعالى .
5- وبعد ولادة الطفل تبدأ مرحلة – التنشئة والتربية – وفقاً لتعاليم الإسلام الحنيف فعلينا في هذه الفترة ومع ما نغرسه في اولادنا من تعاليم ديننا ان لا نترك الدعاء لأبنائنا بالهداية والصلاح وتقوى الله سبحانه ، فهذا إمامنا السجاد عليه السلام وفي درس من اروع الدروس التربوية يعلمنا كيف نحيط اولادنا بالعناية من خلال الدعاء لهم دائماً وابداً بالتوفيق وطول العمر والصلاح وأن يكونوا نِعم الأبناء لنا ونِعم العباد لخالقهم جل وعلا ..
وحريٌ بنا – اخوتي الكرام – ان نقتدي بسيد الساجدين وزين العابدين عليه السلام وان نردد دعائه الشريف ذلك في كل صباح ليحفظ الله لنا ابنائنا من كل سوء وأهم أمر ان يحفظهم ويحفظنا من كيد الشيطان الرجيم ، فيأخذنا عليه السلام الى رحابٍ واسع عندما يُعرفنا من خلال كلماته الشريفة بمقدرة الشيطان على زيغ القلوب والتلاعب بالأهواء واستغلال الشهوات لإبعاد الانسان عن الطريق المستقيم ..
كل ذلك وأكثر نتعرف عليه من خلال قرائتنا المستمرة لذلك الدعاء الشريف الموجود في الصحيفة السجادية والذي نجده مباشرة بعد دعاء الإمام السجاد لأبويه " عليهما السلام " وكأنها اشارة الى انك ايها العبد المؤمن إذا اردت ان يذكرك أبنائك بعد موتك فاذكر انت ابويك اولاً !!
قال رسول الله " صلى الله عليه وآله " ( بروا آبائكم يبركم أبنائكم ) وهذه نقطة أخرى يمكن اضافتها الى ما سبق من النقاط .
واترككم احبتي في ختام الكلام مع هذا المقطع المؤثر من دعاء امامنا السجاد علي بن الحسين " عليهما السلام " ، راجيةً منكم ان لا تنسوني وذريتي من صالح دعواتكم الطيبة ..
قال الإمام زين العابدين عليه السلام وهو يدعو لوِلده :
[SIZE=5][COLOR=#0000cd](( اللَّهُمَّ وَمُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي ، وَبِإصْلاَحِهِمْ لِي ، وَبِإمْتَاعِي بِهِمْ .. إلهِي أمْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ ، وَزِدْ لِي فِي آجَالِهِمْ ، وَرَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ وَقَوِّ لِي ضَعِيْفَهُمْ ، وَأَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ وَأَدْيَانَهُمْ وَأَخْلاَقَهُمْ ، وَعَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي جَوَارِحِهِمْ وَفِي كُلِّ مَا عُنِيْتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَأَدْرِرْلِي وَعَلَى يَـدِي أَرْزَاقَهُمْ، وَاجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَراءَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَكَ وَلأوْلِيَائِكَ مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ ، وَلِجَمِيْعِ أَعْدَآئِكَ مُعَانِدِينَ وَمُبْغِضِينَ آمِينَ .. اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي ، وَأَقِمْ بِهِمْ أَوَدِيْ ، وَكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي ، وَزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي ، وَأَحْييِ بِهِمْ ذِكْرِي، وَاكْفِنِي بِهِمْفِي غَيْبَتِي وَأَعِنِّي بِهِمْ عَلَى حَاجَتِي ، وَاجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ ، وَعَلَيَّ حَدِبِينَ مُقْبِلِينَ مُسْتَقِيمِينَ لِيْ ، مُطِيعِينَ غَيْرَ عَاصِينَ وَلاَ عَاقِّينَ وَلا مُخَالِفِينَ وَلاَ خـاطِئِينَ ، وَأَعِنِّي عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ وَتَأدِيْبِهِمْ وَبِرِّهِمْ ، وَهَبْ لِيْ مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أَوْلاداً ذُكُوراً ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ خَيْراً لي وَاجْعَلْهُمْ لِي عَوناً عَلَى مَا سَأَلْتُكَ ، وَأَعِذْنِي وَذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَإنَّكَ خَلَقْتَنَا وَأَمَرْتَنَا وَنَهَيْتَنَا وَرَغّبْتَنَا فِي ثَوَابِ ما أَمَرْتَنَا وَرَهَّبْتَنَا عِقَابَهُ ، وَجَعَلْتَ لَنَا عَدُوّاً يَكِيدُنَا ، سَلَّطْتَهُ مِنَّاعَلَى مَا لَمْ تُسَلِّطْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، أَسْكَنْتَهُ صُدُورَنَا ، وَأَجْرَيْتَهُ مَجَارِيَ دِمَائِنَا ، لاَ يَغْفُلُ إنْغَفَلْنَا ، وَلاَ يَنْسَى إنْ نَسِينَا، يُؤْمِنُنَا عِقَابَكَ ، وَيَخَوِّفُنَا بِغَيْرِكَ ، إنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَة شَجَّعَنَا عَلَيْهَا ، وَإنْ هَمَمْنَا بِعَمَل صَالِح ثَبَّطَنَا عَنْهُ ، يَتَعَرَّضُ لَنَا بِالشَّهَوَاتِ ، وَيَنْصِبُ لَنَا بِالشَّبُهَاتِ ، إنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا وَإنْ مَنَّانا أَخْلَفَنَا وَإلاّ تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ يُضِلَّنَا، وَإلاّ تَقِنَا خَبالَهُ يَسْتَزِلَّنَا .. [FONT=Arial]اللَّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنَّا بِسُلْطَانِكَ حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ الدُّع
من منا لم يسمع حديث رسول الله " صلى الله عليه وآله " الذي يقول فيه :
"إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"
فالولد الصالح - اخي القارئ الكريم – هو احد الركائز الثلاث التي يعتمد عليها المرء بعد موته ..
ولكن اي ولد صالح ؟ انه الذي ( يدعو لأبويه بعد مماتهما ) فلم يقل رسول الله " صلى الله عليه وآله " ولد صالح ويسكت بل اكمل الحديث الشريف بعبارة " يدعو له " .
وهنا نلاحظ هذا الترابط بين الولد الصالح وبين الدعاء ، فقد يكون الولد صالحاً لكنه لا يدعو لأبويه بعد موتهما ولا يبرهما بوصلهما وهما في اشد الحاجة الى دعائهِ واستغفاره ووصاله !
فهذا الولد - ورغم صلاحه – لكنه يكون من المقصرين العاقين والعياذ بالله حتى وان كان باراً بوالديه في حياتهما !
قال الإمام الباقر عليه السلام :
(( إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما ولا يستغفر لهما ، فيكتبه الله عز وجل عاقاً ، وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير باراً بهما ، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر عنهما فيكتبه الله عز وجل باراً ))
اذن هذه دعوة لكل القراء الكرام – ومن خلال هذا البحث المتواضع - بان نقف قليلاً عند مسألة الذرية الصالحة وكيف نغرس وننمي فيهم ثقافة " التواصل مع الوالدين بعد الممات " حتى لا يكونوا لنا فخراً في الدنيا فقط بل وذخراً للآخرةِ ان شاء الله ..
1- تبدأ مسألة طلب الذرية الصالحة منذ مرحلة ما قبل الزواج عندما يدعو الرجل ربه ان يرزقه بالمرأة الصالحة وتدعو المرأة كذلك بأن يهبها الله رجلاً صالحاً يكون عوناً وسنداً لها ولذريتها في المستقبل القريب .. وقد أكد ديننا الحنيف على مسألة اختيار شريك الحياة لكلا الجنسين وتأثيره على الذرية فيما بعد فقد جاءت الأحاديث تؤكد بالقول ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) وقوله صلى الله عليه وآله :
( من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. )
2- ثم بعد ذلك تأتي الليلة الأولى للزواج عندما يحثنا الشارع المقدس على عدم الاستخفاف بهذه الليلة من الناحية الروحية والدينية ، بل وضع لها آداب وسُنة حث الشاب والرجل المؤمن بالالتزام بها ومن اهم تلك الأمور الصلاة ركعتين وقراءة الدعاء المأثور والخاص بهذه الليلة لطلب الذرية الصالحة التي يقر الله بها عيني الأبوين .
3- كما يرشدنا ديننا الحنيف – احبتي القراء- الى اهم الطرق المتبعة في حالة تأخر أو تعذر الإنجاب ، فنلاحظ الدروس القرآنية في قصة نبي الله زكريا " عليه السلام " ودعائه المعروف :
(( رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ))
وكذلك ما جاء في الكتاب الكريم عن فضل الدعاء لطلب الذرية الصالحة في قوله تعالى :
(( الذين يقولون وربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ))
فلذلك يُنصح المؤمنون بقراءة هذه الآيات القرآنية بكثرة ليرزقهم الله ما يتمنوه ان شاء الله ..
اما الوسيلة الثانية في حال تأخر الانجاب فهي " الاستغفار " قال تعالى :
(( اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً** يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً** وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ))
4- ونأتي الآن الى مرحلة " الحمل " ففي هذه المرحلة توصى المرأة بالاهتمام بالجانب الروحي للجنين كاهتمامها بالجانب الجسدي له ، فعليها الاكثار من قراءة القرآن والتسبيح والاستغفار والصلاة على محمد وآله وغيرها من الأمور الروحية التي تؤثر ايجاباً على الجنين وتجعل روحه مفعمة بالايمان واليقين وتؤتيه الحكمة منذ الصغر ، ويقع هذا الأمر على عاتق الزوج ايضاً فعليه ان يراعي الحالة النفسية والروحية لزوجته في هذه الفترة وان يهيء لها ما تحتاجه من راحة وعناية بالغذاء والسكن والأمور الحياتية الأخرى التي تؤثر سلباً او ايجاباً على طفله المنتظر ، وقد جرب الكثير من المؤمنين هذا الجانب وكانت النتائج مثمرة بفضل الله تعالى .
5- وبعد ولادة الطفل تبدأ مرحلة – التنشئة والتربية – وفقاً لتعاليم الإسلام الحنيف فعلينا في هذه الفترة ومع ما نغرسه في اولادنا من تعاليم ديننا ان لا نترك الدعاء لأبنائنا بالهداية والصلاح وتقوى الله سبحانه ، فهذا إمامنا السجاد عليه السلام وفي درس من اروع الدروس التربوية يعلمنا كيف نحيط اولادنا بالعناية من خلال الدعاء لهم دائماً وابداً بالتوفيق وطول العمر والصلاح وأن يكونوا نِعم الأبناء لنا ونِعم العباد لخالقهم جل وعلا ..
وحريٌ بنا – اخوتي الكرام – ان نقتدي بسيد الساجدين وزين العابدين عليه السلام وان نردد دعائه الشريف ذلك في كل صباح ليحفظ الله لنا ابنائنا من كل سوء وأهم أمر ان يحفظهم ويحفظنا من كيد الشيطان الرجيم ، فيأخذنا عليه السلام الى رحابٍ واسع عندما يُعرفنا من خلال كلماته الشريفة بمقدرة الشيطان على زيغ القلوب والتلاعب بالأهواء واستغلال الشهوات لإبعاد الانسان عن الطريق المستقيم ..
كل ذلك وأكثر نتعرف عليه من خلال قرائتنا المستمرة لذلك الدعاء الشريف الموجود في الصحيفة السجادية والذي نجده مباشرة بعد دعاء الإمام السجاد لأبويه " عليهما السلام " وكأنها اشارة الى انك ايها العبد المؤمن إذا اردت ان يذكرك أبنائك بعد موتك فاذكر انت ابويك اولاً !!
قال رسول الله " صلى الله عليه وآله " ( بروا آبائكم يبركم أبنائكم ) وهذه نقطة أخرى يمكن اضافتها الى ما سبق من النقاط .
واترككم احبتي في ختام الكلام مع هذا المقطع المؤثر من دعاء امامنا السجاد علي بن الحسين " عليهما السلام " ، راجيةً منكم ان لا تنسوني وذريتي من صالح دعواتكم الطيبة ..
قال الإمام زين العابدين عليه السلام وهو يدعو لوِلده :
[SIZE=5][COLOR=#0000cd](( اللَّهُمَّ وَمُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي ، وَبِإصْلاَحِهِمْ لِي ، وَبِإمْتَاعِي بِهِمْ .. إلهِي أمْدُدْ لِي فِي أَعْمَارِهِمْ ، وَزِدْ لِي فِي آجَالِهِمْ ، وَرَبِّ لِي صَغِيرَهُمْ وَقَوِّ لِي ضَعِيْفَهُمْ ، وَأَصِحَّ لِي أَبْدَانَهُمْ وَأَدْيَانَهُمْ وَأَخْلاَقَهُمْ ، وَعَافِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي جَوَارِحِهِمْ وَفِي كُلِّ مَا عُنِيْتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَأَدْرِرْلِي وَعَلَى يَـدِي أَرْزَاقَهُمْ، وَاجْعَلْهُمْ أَبْرَاراً أَتْقِيَاءَ بُصَراءَ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ لَكَ وَلأوْلِيَائِكَ مُحِبِّينَ مُنَاصِحِينَ ، وَلِجَمِيْعِ أَعْدَآئِكَ مُعَانِدِينَ وَمُبْغِضِينَ آمِينَ .. اللَّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ عَضُدِي ، وَأَقِمْ بِهِمْ أَوَدِيْ ، وَكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدِي ، وَزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَرِي ، وَأَحْييِ بِهِمْ ذِكْرِي، وَاكْفِنِي بِهِمْفِي غَيْبَتِي وَأَعِنِّي بِهِمْ عَلَى حَاجَتِي ، وَاجْعَلْهُمْ لِي مُحِبِّينَ ، وَعَلَيَّ حَدِبِينَ مُقْبِلِينَ مُسْتَقِيمِينَ لِيْ ، مُطِيعِينَ غَيْرَ عَاصِينَ وَلاَ عَاقِّينَ وَلا مُخَالِفِينَ وَلاَ خـاطِئِينَ ، وَأَعِنِّي عَلَى تَرْبِيَتِهِمْ وَتَأدِيْبِهِمْ وَبِرِّهِمْ ، وَهَبْ لِيْ مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أَوْلاداً ذُكُوراً ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ خَيْراً لي وَاجْعَلْهُمْ لِي عَوناً عَلَى مَا سَأَلْتُكَ ، وَأَعِذْنِي وَذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَإنَّكَ خَلَقْتَنَا وَأَمَرْتَنَا وَنَهَيْتَنَا وَرَغّبْتَنَا فِي ثَوَابِ ما أَمَرْتَنَا وَرَهَّبْتَنَا عِقَابَهُ ، وَجَعَلْتَ لَنَا عَدُوّاً يَكِيدُنَا ، سَلَّطْتَهُ مِنَّاعَلَى مَا لَمْ تُسَلِّطْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، أَسْكَنْتَهُ صُدُورَنَا ، وَأَجْرَيْتَهُ مَجَارِيَ دِمَائِنَا ، لاَ يَغْفُلُ إنْغَفَلْنَا ، وَلاَ يَنْسَى إنْ نَسِينَا، يُؤْمِنُنَا عِقَابَكَ ، وَيَخَوِّفُنَا بِغَيْرِكَ ، إنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَة شَجَّعَنَا عَلَيْهَا ، وَإنْ هَمَمْنَا بِعَمَل صَالِح ثَبَّطَنَا عَنْهُ ، يَتَعَرَّضُ لَنَا بِالشَّهَوَاتِ ، وَيَنْصِبُ لَنَا بِالشَّبُهَاتِ ، إنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا وَإنْ مَنَّانا أَخْلَفَنَا وَإلاّ تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ يُضِلَّنَا، وَإلاّ تَقِنَا خَبالَهُ يَسْتَزِلَّنَا .. [FONT=Arial]اللَّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنَّا بِسُلْطَانِكَ حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ الدُّع
تعليق