إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آباء يخطبون لبناتهم...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آباء يخطبون لبناتهم...

    آباء يخطبون لبناتهم...










    تفاجأتُ كثيرا حين أخبرني زميلي "أبو كمال" بحالة لافتة للانتباه حدثتْ للمرة الثالثة في الحي الذي يقطنه في كربلاء خلال مدة قصيرة، فقد ذكر أن جاره الذي يخصه بعلاقة وثيقة أخبره بأنه أقدمَ على اختيار زوج لابنته، وهو مَن بادرَ لاختيار الشاب المناسب وفق ما رآه من حسن الخلُق والشهامة وعلامات تحمّل المسؤولية..

    دفعني فضولي للإلحاح على "أبو كمال" بغية التعرّف عن كثب على الآباء الذين تحدثَ عنهم، وبعد عدّة اتصالات حصلتُ على قصة تزويج "أبو قاسم" الذي هو واحد من هؤلاء الآباء لابنته من شاب هو اختاره فقال،" كنتُ في طريق العودة من محافظة النجف وقد جلس جواري اثنان من الشباب وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث الذي شدّني شيئاً فشيئاً للمشاركة معهما فوجدتُ نفسي مع شبّان قد منَّ الله تعالى عليهم بحسن الخلق واللطف والصفات الحميدة..

    ويضيف أبو قاسم،" في الحقيقة شعرتُ ان ليس هناك خسارة فيما لو بادرتُ لأخذ رقم تلفون الشاب الذي كان مميزاً بين الاثنين، وفعلاً قمتُ بذلك فأصبح بيننا فيما بعد نوع من العلاقة الاخوية المتينة خاصة وأنني تعرفتُ على عائلته وفعلَ هو نفس الشيء".

    ويتابع،" عندما اطمأنتْ نفسي لهذا الشاب تماماً، بادرتُ وسألته إن كان يريد الزواج فإنني على استعداد لتزويجه من ابنتي، فما كان منه إلأ أن شكرني على استحياء ومن ثم فاتحَ أهله فرحبوا وتمت القضية بأحسن وجه والحمد لله"..

    الحالة الاخرى التي ساهمَ زميلي "ابو كمال" بالتعرف عليها عن كثب حدثتْ عند عائلة قريبه "ابو فاضل" الذي اشترطَ أن يُذكَر باسم ولده الأوسط وليس الاسم المعتاد، فتحدثَ قائلاً بعد إلحاح،" منذ طفولة أبنائي وأنا أوصيهم بضرورة اختيار الأصدقاء الذين يتحلون بالاخلاق الحميدة والصفات الحسنة، وعندما كبروا أصبحتُ أحرص أكثر للتعرّف على أصدقائهم فأبلغتهم إن كان فيهم الشاب المتدّين الذي يرون أنه اهل للثقة والاحترام فليعرفوني به". ويضيف ابو فاضل،" بادر أحد أبنائي وعرّفني على صديقه الذي ظهر فيما بعد انه من عائلة معروفة في المنطقة وفيه العديد من الخصال الحميدة، مما دفعني للاجتماع به في أحد الأيام وطرح موضوع الزواج عليه وأن يناقش الموضوع مع أهله اولاً، فما كان منهم إلا أن جاءوا شاكرين وممتنّين وتمت القضية بإذن الله على احسن وجه".

    التقاليد والأعراف

    ويحلل الباحث الاجتماعي عبد الكريم العامري هذه المسألة مشيراً إلى،" انها تقع ضمن تعاليم الإسلام الأصيلة ولا ضير منها على الإطلاق رغم البيئة الاجتماعية التي تحتّم العكس في هذا المجال، حيث نجد أن السواد الأعظم من الناس يختارون زوجات لأبنائهم وليس العكس". ويؤكد العامري على ان،" هذه الحالة تجسيد للحرص الشديد الذي يبديه بعض الآباء على مستقبل بناتهم، من منطلق خبرتهم الطويلة في الحياة اعتماداً على الفراسة والمعرفة التي اكتسبوها". ويختم العامري حديثه على أمل،" أن تنتشر ثقافة الاختيار المتأني والمتوازن في حال إقدام الآباء على زواج ابنائهم او بناتهم بعيداً عن التاثيرات المادية او الاجتماعية المتزمتة".

    رأي الدين

    ومن الجانب الديني يرى الشيخ نجاح الحسناوي من ممثلية سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني في كربلاء،" ان تحرّك الأب لاختيار زوج لابنته ليس تصرفاً دخيلاً على الإسلام، فقد كانت العديد من الصحابيات والنساء اللاتي عاصرنَ رسول الله صلى الله عليه واله يأتينه ويقُلن له زوِّجنا يارسول الله، أي أنهن يعرضنَ أنفسهنَّ للزواج بحضرة النبي الكريم ليختار لهنَّ الأزواج المؤمنين الصالحين". ويضيف الساعدي،" حثّت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على هذه المسألة ومنها قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم"اختاروا لنطفكم فان العرق دساس" وهذا الحديث يحمل على الجانبين أي للولد والبنت". مبيناً" مثلما يجب على الاب اختيار المرأة المناسبة لولده عليه أن يختار الزوج المناسب لابنته".

    وختم الساعدي حديثه متمنياً" أن تنتشر هذه الظاهرة أكثر لأنها تساعد على تأسيس لبنة سليمة في بناء المجتمع الاسلامي". مبيناً" انه عمل يرضى به الله ورسوله والمعصوم عليه السلام".

    دور الخبرة بالحياة

    ويعلل علي محمد، استاذ جامعي، مبادرة بعض الآباء باختيار ازواج لبناتهم بأن" الرجال أكثر خبرة بالحياة واقوى فراسة وأدق حكماً على الناس". ويبيّن علي،" قد يكون اختيار الام والبنت نابعا من ميول وتأثيرات عاطفية او صفات جمال او غنى او شهادة وما شابه، في حين ان اختيار الاب يكون في اغلب الاحيان نابعا من فراسة رجل كبير تبلورت خبرته في الحياة بمستويات يستطيع من خلالها تحديد صفات الرجال ومدى التزامهم اخلاقيا اكثر من الام او البنت".


  • #2
    اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين
    جزاكم الله خيرا اخي الكريم - البيان - معلوم ان الرجل و عائلته في مشروع الزواج يكون له الوقت الكافي لدراسه الظروف والبحث عن الزوجه المناسبه والسؤال والتدقيق بكل صغيره وكبيره وعادة تكون امامه الخيارات متعدده والترشيحات من قبل الاهل والاقارب والاصدقاء كثيره وله الخيار الذي يراه الامثل والمناسب له ولا يعرف اهل البيت شيئا عن الموضوع الا بعد ان يتخذو اهل الخاطب الخطوه الرسميه الاولى في ابداء الرغبه او اخذ الموافقه الاوليه منهم وحتى بعد هذه الخطوه يكون الرجل الخيار بالعدول عنها بحجة او اخرى - فيكون امامه الوقت الكافي للاختيار والتفكير ومع ذلك نجد البعض يقول انه قد تسرع واختار فلانه زوجه عند اول خلاف بينهم او اذا راى من الفتاه او اهلها ما لا يعجبه
    بينما نجد ان البنت واهلها مطالبين بالرد باسرع ما يمكن على طلب الخاطب وغالبا ما يكون الرد حينما يسألون عن الخاطب انه لا يعلمون عنه الا خيرا وقد يكون التركيز على مدى التزام الخاطب بدينه وخلقه امام الناس- وقد يكون ذلك وللاسف الشديد مغايرا للخلق الحسن داخل البيت واحترامه لزوجته وما تعلم منه من علاقه الوالدين بعضهم ببعض او قد تكون لديه رؤيه متعاليه ومتكبره وعدم احترام للزوجه ومتاثرا باصدقاء ينصحوه وينقلون له كيف ان الشده والقسوه هي الوسيله الوحيده للتعامل مع الزوجه والسيطره عليها وما شابه ذلك من سلوكيات مخالفه للدين الحقيقي واخلاق محمد واله الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ---
    كل ذلك قد يخفى على الفتاة واهلها ولا يعرفوه الا بعد فوات الاوان ويكون من الصعب معالجه ذلك والانتظار قد يطول ليتغير خلق الزوج الى الاحسن وقد يسوء اكثر لا سامح الله من هنا تكمن اهميه مبادره العوائل الكريمه لاختيار الزوج المناسب لبناتهم عن دراسة موضوعيه وتمعن ومراقبه حقيقيه لسلوك الزوج المنتظر وهذه الخطوه تاخذ وقتها لتكون النتيجه ايجابيه ومطمئنه باذن الله --
    فعندما يكون الرجل غير راض عن زوجته بعد الزواج يكون له الخيار بالزواج من زوجه ثانيه او اتخذا قرار الانفصال - لا سامح الله-
    ولكن عندما تكون الزوجه مصدومه بوضع الزوج اوسوء خلقه او معامله اهله لها لاي سبب كان وعجزت عن الاصلاح او التغيير الى الاحسن ماذا تفعل؟ حتى اذا قررت الانفصال قد تسمع الكلام من اهلها ان اصبري وهذا نصيبك وتحملي ومع الوقت سيتغير زوجك --ان من المؤكد ان الصبر على الزوج السيء او الزوجه السيئه له اجر وثواب كبير ولكن لكل نفس طاقه وحدود للتحمل وفد تمرض البنت نفسيا او جسديا من ذلك الضغط في الاخر تجد نفسها تتنازل عن كل حقوقها مقابل الخلاص من عذابها وبعد ذلك قد لا تجد فرصه اخرى للزواج من جديد وخصوصا اذا كان لديها ابناء -لهذا يكون من الضروري التاكد والتيقين بيد من سنضع اغلى امانة لدينا - والتاكد هل هو اهل لذلك والتزامه بالدين هل هو ظاهري فقط او التزام حقيقي وااتباع للدين بالسلوك والخلق القويم وخطوه العوائل الكريمه المؤمنه هذه خطوه شجاعه فعلا تستحق التقدير والاشادة بها نتمنى لعوائلنا الكريمه اتباعها والاخذ بها سائلين الله عز وجل ان يسهل امور بناتنا الكريمات المواليات ويرزقهم ازواج طيبين صالحين ويرزق ابنائنا الموالين المؤمنين زوجات صالحات مؤمنات بحق محمد واله الاطهار
    احسن الله اليكم اخي الكريم - البيان على هذا الموضوع الشجاع

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X