في الآدب واللغة
سؤال: ما معنى قول الحجّاج عند الإحرام: لَبّيك... ؟جواب: يقول أهل اللغة إنّ ( لبّيك ) معناها: أنا مقيم على طاعتك وإجابتك. وهو مأخوذ من قولهم: لَبَّ الرجُلُ في المكان وألَبّ إذا أقام فيه.
ومنهم من يرى أن معناها: إجابتي لك يا ربّ. ووردت هذه الكلمة في حالة المثنّى لأن المقصود: إجابة بعد إجابة.
وقال آخرون: لبّيك معناها: محبّتي لك، وهو مأخوذ من قولهم: امرأة لَبَّة إذا كانت مُحبّةً لولدها عاطفةً عليه.
ومهما يكن فانّ هذا الهتاف في الحج يتضمّن معنى الإجابة لله سبحانه والطاعة له بدافع الحبّ والإقبال.
* * *
برح الخفاء
سؤال: نقرأ في الدعاء عبارة تقول: ( إلهي.. برَح الخَفاء ).. يعني ماذا ؟
جواب: الخفاء في هذا التعبير يعني: الأمر المخفي المكتوم. أي صار المكتوم المخفيّ في بَراح. والبَراح هو ما ظَهر وانكشف.
وقد تُفسَّر كلمة ( بَرح ) بمعنى: زالَ، مثل: ما برح فلان أي ما زال في المكان. فيكون المعنى: زال الخفاء، أي ظهر الأمر.
* * *
ثلاث عبارات
سؤال: عندي عبارات أودّ تبيين معناها، ولكم الشكر:
1 ـ لا يَفْضُض الله فاك
2 ـ كأنّما على رؤوسهم الطير
3 ـ أقرّ الله عينك
جواب: قولهم: ( لا يَفْضُضِ اللهُ فاك ) معناه: لا يكسر الله أسنانك ويفرّقها، وفاك: فمك، وهو دعاء بالخير. والعبارة مأخوذة من: فَضَضت الشيء إذا كسّرته وفرّقته، ويقال: قد فضضت جموع القوم إذا فرّقتها وكسرتها، قال عزّوجلّ في سورة آل عمران ( الآية 159 ): ولو كنتَ فظّاً غليظَ القلبِ لانفَضُّوا مِن حولك ، أي: لَتفرّقوا.
ويُروى أنّ النابغة الجَعدي لمّا أنشد النبيَّ صلّى الله عليه وآله قصيدته التي يقول فيها:
تَبِعتُ رسولَ الله إذ جاء بالهدى | ويتـلو كتـاباً كالمـجرّةِ نَـيِّرا |
بَلَغْنا السماءَ مجدَنا وجدودَنـا | وإنّا لَنرجـو فوقَ ذلك مَظْهَر |
فقال: إلى الجنة.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: لا يَفْضُضِ اللهُ فاك.
* * *
أمّا تعبير ( كأنّما على رؤوسهم الطير ) يراد به أنّهم يسكنون فلا يتحركون، ويَغضّون أبصارهم، والطير لا يقع إلاّ على ساكن. يقال للرجل إذا كان حليماً وقوراً: إنه لَساكنُ الطير، أي كأنّ على رأسه الطير لسكونه. ومن ذلك: الحديث الذي يروى: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا تكلّم أطرقَ جُلَساؤه كأنّما على رؤوسهم الطير.
* * *
وأمّا عبارة ( أقَرّ اللهُ عينَك )، فهي دعاء بالخير. وقد ذكر أهل اللغة لها معاني متعددة، نذكرها بايجاز:
أ ـ أبرَدَ الله دمعتَك، فيكون ( أقَرّ ) مأخوذاً من القُرّ وهو البرد. ذلك أن دمعة الفرح باردة ودمعة الحزن حارة.
ب ـ المعنى: لا أبكاك الله، أي أقَرّها الله على أن لا تكون باكية فتسخن بالدموع.
ج ـ أنام الله عينك، أي صادَفَت عينُك سروراً. يعني: أذهَبَ الله سهرها فنامت.
د ـ من هذه المعاني: صادفتَ ما يرضيك، أي بلّغك الله أقصى أمانيك حتّى تَقَرّ عينُك من النظر إلى غيره، استغناءً ورضىً بما في يديك.