أحببت فيه حبه للإنسان ، ويحب لأخيه ما يحب لنفسه ويحب الفقراء ويحبونه ، ويتصرف كأبسط الناس وهو في أعلى هرم السلطة ، لأن السلطة عنده وظيفة وتكليف ينزهها الشخص ويعظمّها وليست السلطة من جعلته عظيماً .
قيل أن علياً مرّ في أحد الأيام كما هي عادته في تفقد أمور الرعية بنفسه ، فصادف أن مر قرب بيت فيه أطفال يبكون ويصرخون ، فطرق الباب ، فإذا بها امرأة وحولها أطفالها يبكون !!
فقال لها : مم بكاء الأطفال ؟!!
فردت : قُتل أبوهم في أحد حروب الإسلام مع علي ، وهؤلاء أيتامه يبكون من الجوع !!
فثار علياً وأنتفض راكضاً لجلب الطعام وتحضيره للطبخ إليهم وهاج علياً هياجاً لعدم علمه بوجود أيتام جائعين وأرملة حزينة ، ولمّا أكمل إحضار المواد اللازمة للطعام قال لها :
أتطبخين وأنا ألاعب الأطفال ، أم أنا أطبخ وأنت تلاعبين الأطفال ؟!!
فتحرجت المرأة من الطلبان فرفضتهما ، ولكن عليّ أصر !! فقالت له : أنت لاعب الأطفال بينما أنا أعد الطعام ، فلقد تصورت المسكينة أن في ذلك حطاً من شأن علي وتنزيلاً من شأنه وهو أمير المؤمنين !!
ولم تعرف أن علي لا يكترث لتلك البهارج بتاتاً ..!!
فبينما هي تعد الطعام فأرادت أن تعرف عن سر سكوت الأطفال وهدوئهم قرب علي !!
وصُعِقت حين رأت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين يمشي على يديه ورجليه كمشية الخروف ليضحك الأطفال ويلاعبهم !!
هذا هو علي الذي أحبه !!
أحببت في علياً حرصه على الناس عموماً ، ففي أحد المرات وجد علياً شحاذاً فأمتعض وحزن وغضب لرؤيته وثار قائلاً (ما هذا) !! وأخذه وصرف له استحقاقه من بيت مال المسلمين !!
والغريب أن علياً لم يقل (من هذا) !!
فهو لم يصدق وجود شحاذاً وهو حاكم ، وقيل أن هذا الشحاذ كان يهودياً !!
هذا هو علي الذي أحبه !!
أحببت في علي عدم رضاه بمنصبه وقناعته فيه إلا أن يحقق للناس عدل ورفاهية وعيش كريم ، فقيل أنه دخل عليه ابن عباس في ذي قار حين حاربوه لعدالته ، وكان علياً يخصف بنعل له بالية !!
فقال علي لأبن عباس : (ما قيمة هذا النعل) !!
فرد ابن عباس : (انه نعل بالية –لا تساوي شيئاً-) !!
فقال حينها علي : (هي –النعل- خيرٌ لي مما يحاربونني عليه –السلطة- إلا أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلاً) !!
ومن مأثور القول أن قال علياً أيام كان الحاكم المطلق لأمور المسلمين : (أأقنع أن يُقال لي أمير المؤمنين ولعل في الحجاز أو اليمامة من ليس له عهداً بقرص الشعير)
هذا هو علي الذي أحبه !!
وفي علي صفات كثيرة جداً ، ألفوا فيها المؤلفات وكتبوا فيها الكتابات وكان كثيراً منها صفات بشرية أخلاقية وليس إعجازية ويمكننا الاقتداء بها نحن معاشر من نقول إننا نحبه !!
فليس من المستحيل أن نبقى على الحق وأن نكون صادقين ، فعلي كان صادقاً ويمكننا أن نبقى على الصدق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون أوفياء ، فعلي كان وفياً ويمكننا أن نبقى على الوفاء أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون مدافعين عن حقوق الناس والمظلومين ونحقق مطالبهم المشروعة ويكون همنا قضاء حوائج الناس ، فعلي كان مدافعاً عنهم ويمكننا أن نبقى على الدفاع عن المظلومين وأن نحق الحقوق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون متسامحين وكاتمي الغيظ وأن نكون محبوبين وصابرين ، فعلي كان صابراً ومتسامحاً ويمكننا أن نبقى على الصدق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون ثائرين ضد الظالمين ، فعلي كان ثائراً على الظلم ويمكننا أن نبقى على الصدق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
ويمكننا أن نقتدي برسول الله وعلي وأهل بيته فهم قدوة للعالم أجمع ، والقدوة إنما صارت قدوة فلكي يتبعها الناس ويقتدون بها ، لا أن يقولوا من نحن لنكون مثلهم ....
لا وألف لا !!
فهم ليسوا مثلنا في النبوة والإمامة والمعجزات الربانية ولكن ليس في الصفات الإنسانية والأخلاقية ...
فهل نحن واعون ... !!
السلام عليك يا علي يوم وُلدت في بطن الكعبة ولم يكن قبلك وليداً فيها !!
والسلام عليك يوم عشت في كنف ورعاية رسول الله ولم يكن أحداً قبلك عنده وتحت رعايته !!
والسلام عليك يوم استشهدت بمحراب الصلاة في مسجد الكوفة ولم يكن قبلك شهيداً فيه !!
السلام عليك يا علي وأسأل الله بحقك أن يلهمنا حبك والاقتداء بك وأن ننال شفاعتك يوم الورود ، يا وجيهاً عند الله أشفع لنا عن الله ...
مما راق لي
قيل أن علياً مرّ في أحد الأيام كما هي عادته في تفقد أمور الرعية بنفسه ، فصادف أن مر قرب بيت فيه أطفال يبكون ويصرخون ، فطرق الباب ، فإذا بها امرأة وحولها أطفالها يبكون !!
فقال لها : مم بكاء الأطفال ؟!!
فردت : قُتل أبوهم في أحد حروب الإسلام مع علي ، وهؤلاء أيتامه يبكون من الجوع !!
فثار علياً وأنتفض راكضاً لجلب الطعام وتحضيره للطبخ إليهم وهاج علياً هياجاً لعدم علمه بوجود أيتام جائعين وأرملة حزينة ، ولمّا أكمل إحضار المواد اللازمة للطعام قال لها :
أتطبخين وأنا ألاعب الأطفال ، أم أنا أطبخ وأنت تلاعبين الأطفال ؟!!
فتحرجت المرأة من الطلبان فرفضتهما ، ولكن عليّ أصر !! فقالت له : أنت لاعب الأطفال بينما أنا أعد الطعام ، فلقد تصورت المسكينة أن في ذلك حطاً من شأن علي وتنزيلاً من شأنه وهو أمير المؤمنين !!
ولم تعرف أن علي لا يكترث لتلك البهارج بتاتاً ..!!
فبينما هي تعد الطعام فأرادت أن تعرف عن سر سكوت الأطفال وهدوئهم قرب علي !!
وصُعِقت حين رأت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين يمشي على يديه ورجليه كمشية الخروف ليضحك الأطفال ويلاعبهم !!
هذا هو علي الذي أحبه !!
أحببت في علياً حرصه على الناس عموماً ، ففي أحد المرات وجد علياً شحاذاً فأمتعض وحزن وغضب لرؤيته وثار قائلاً (ما هذا) !! وأخذه وصرف له استحقاقه من بيت مال المسلمين !!
والغريب أن علياً لم يقل (من هذا) !!
فهو لم يصدق وجود شحاذاً وهو حاكم ، وقيل أن هذا الشحاذ كان يهودياً !!
هذا هو علي الذي أحبه !!
أحببت في علي عدم رضاه بمنصبه وقناعته فيه إلا أن يحقق للناس عدل ورفاهية وعيش كريم ، فقيل أنه دخل عليه ابن عباس في ذي قار حين حاربوه لعدالته ، وكان علياً يخصف بنعل له بالية !!
فقال علي لأبن عباس : (ما قيمة هذا النعل) !!
فرد ابن عباس : (انه نعل بالية –لا تساوي شيئاً-) !!
فقال حينها علي : (هي –النعل- خيرٌ لي مما يحاربونني عليه –السلطة- إلا أن أُقيم حقاً أو أدفع باطلاً) !!
ومن مأثور القول أن قال علياً أيام كان الحاكم المطلق لأمور المسلمين : (أأقنع أن يُقال لي أمير المؤمنين ولعل في الحجاز أو اليمامة من ليس له عهداً بقرص الشعير)
هذا هو علي الذي أحبه !!
وفي علي صفات كثيرة جداً ، ألفوا فيها المؤلفات وكتبوا فيها الكتابات وكان كثيراً منها صفات بشرية أخلاقية وليس إعجازية ويمكننا الاقتداء بها نحن معاشر من نقول إننا نحبه !!
فليس من المستحيل أن نبقى على الحق وأن نكون صادقين ، فعلي كان صادقاً ويمكننا أن نبقى على الصدق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون أوفياء ، فعلي كان وفياً ويمكننا أن نبقى على الوفاء أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون مدافعين عن حقوق الناس والمظلومين ونحقق مطالبهم المشروعة ويكون همنا قضاء حوائج الناس ، فعلي كان مدافعاً عنهم ويمكننا أن نبقى على الدفاع عن المظلومين وأن نحق الحقوق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون متسامحين وكاتمي الغيظ وأن نكون محبوبين وصابرين ، فعلي كان صابراً ومتسامحاً ويمكننا أن نبقى على الصدق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
وليس من المستحيل أن نكون ثائرين ضد الظالمين ، فعلي كان ثائراً على الظلم ويمكننا أن نبقى على الصدق إن أردنا وناضلنا وأصررنا .
ويمكننا أن نقتدي برسول الله وعلي وأهل بيته فهم قدوة للعالم أجمع ، والقدوة إنما صارت قدوة فلكي يتبعها الناس ويقتدون بها ، لا أن يقولوا من نحن لنكون مثلهم ....
لا وألف لا !!
فهم ليسوا مثلنا في النبوة والإمامة والمعجزات الربانية ولكن ليس في الصفات الإنسانية والأخلاقية ...
فهل نحن واعون ... !!
السلام عليك يا علي يوم وُلدت في بطن الكعبة ولم يكن قبلك وليداً فيها !!
والسلام عليك يوم عشت في كنف ورعاية رسول الله ولم يكن أحداً قبلك عنده وتحت رعايته !!
والسلام عليك يوم استشهدت بمحراب الصلاة في مسجد الكوفة ولم يكن قبلك شهيداً فيه !!
السلام عليك يا علي وأسأل الله بحقك أن يلهمنا حبك والاقتداء بك وأن ننال شفاعتك يوم الورود ، يا وجيهاً عند الله أشفع لنا عن الله ...
مما راق لي
تعليق