منذ اكثر من اربع سنين تبنت وزارة الصحة في سوريا برنامجا صحيا للرعاية المتكاملة للطفل المريض imci و برنامج رعاية الطفل السليم في المستوصفات و المراكز الصحية .وهي برامج عالمية لليونسيف و منظمة الصحة العالمية وضعت للبلدان النامية لزيادة جودة الخدمات المقدمة للاطفال دون 5 سنوات عن طريق الكادر الصحي او تقديم المشورة و المتابعة للعناية بهم. و تم تطبيقه في العديد من المحافظات للمناطق الريفية مثل دمشق و الاذقية و حمص و حماة و هو في توسع ليشمل جميع مناطق سورية.
لكن هذا ليس مايهمنا هنا و انما مقدمة لموضوعنا حيث تم مؤخرا اضافة خطط و برامج في مجموعة صغيرة من مناطق الريف لزيادة الوعي الصحي فيها و التخلص من العادات الخاطئة التي قد تضر بالطفل في المجتمع على سبيل التجربة و اعطت نتائج ايجابية في تلك المناطق الريفية.
لكن ما لاحظته من عملي ان الكثير من تلك العادات او الممارسات الخاطئة موجودة بنسبة جيدة في المدن و حتى بين بعض الاطباء لذا اخترت ان انشر بعض هذه الممارسات لعل فيها فائدة لكل ام هنا او لاي زميل عزيز في المنتدى للمستقبل.
هناك الكثير من الطقوس او المعتقدات التي تمارس مع الطفل الوليد او للعناية بالطفل المريض اكثرها متوارثة عن طريق الجدة او الحماة كما في القرى او مماراسات عامة خاطئة لكن معظمها ان لم تفد بشيء فهي لا تضر مثل (وضع علكة على اعلى راس الطفل عند التهاب بلعومه لتمتص الالتهاب او ربط شرش اللسان مثلما يقولون لعلاج اليرقان)_لا تستغرب فهي موجودة و مواقف اخرى مضحكة اكثر_ لكنها كما قلت ان لم تنفع فهي لا تضر. لذا اخترت ان اذكر هنا بعض الممارسات التي قد تضر بالطفل و خاصة الوليد:
1_ الكحلة:
الكثير من الاطفال يتم تكحيل عيونهم كنوع من التدليل او اعطاء جمالية اكثر لهم. لكن المشكلة ان معظم الكحل الموجود في السوق و خاصة القديم تدخل مادة الرصاص في تكوينه و هي مادة سامة اذا زاد تركيزها في الجسم حيث ان الرصاص يتم امتصاصه عبر العين الى الدم و يترسب في الكبد وقد يسبب ضررا على المدى البعيد مع تكرار التكحيل وازدياد كمية الرصاص في الجسم
2_القماط:
وهي قطعة القماش التي يلف (يقمط) بها الوليد خلال الاشهر الاولى من العمر حيث تلف قطعة القماش حوله من كتفه الى اسفل قدمه بشكل كامل بشكل يمنع حرية حركة اطرافه بحجة (انها تمنع تقوس رجليه او لكي يصبح هادئا في المستقبل ... الخ)وهي منتشرة في مجتمعاتنا. ويكمن ضررها بعدة نقاط, اولا ان الوليد بطبيعة الحال يحتاج الى حرية حركة اطرافه كنوع من محاولة اكتشاف العالم الجديد الذي هو فيه و الذي يساعد على تطور نموه الحركي و العقلي و في بعض الدراسات حتى على ذكائه في المستقبل. بالاضافة الى ان القماط يؤخر تشخيص و اكتشاف بعض المشاكل لدى الوليد من قبل الاهل مثل خلع ولادي او أي خلل عصبي عندما يلاحظون ضعف حركة في طرف معين , و بالعكس فان في بعض الاحيان عندما يلف القماط فوق الحفاضة بشكل محكم فانه يسبب ضغط على مفصل الورك و قد يساهم احيانا في خلعه. ومن ناحية اخرى لا يوجد دليل اكيد انه يمنع تقوس الرجلين لان بطبيعة الحال فان تقوس بسيط بأرجل الوليد هي طبيعية بسبب لين العظام نسبيا في هذه الفترة.
احيانا يراجع بعض الاهل الاطباء بشكوى ان الطفل مستمر البكاء و عند الفحص عندما يفك القماط يسكت الطفل تلقائيا و بعد الفحص لا يجد الاطباء علة تذكر و السبب تضايق الطفل من الشد المحكم و تقييد حرية حركته.
3_التمليح:
في بعض المناطق يقوم الاهل بغسل الطفل بعد ولادته بالماء و الملح وهي من العادات القديمة جدا بخاصة في المناطق التي تكثر الولادات فيها بالمنزل مثل بعض القرى و احيانا رأيناها حتى في بعض المدن السورية عند بعض العائلات و لحجج كثيرة مثل (ان الطفل لن تصبح له في المستقبل رائحة تعرق او معقم اوغيرها من حجج ... و احيانا تأتي الجدة او الحماة لتساهم بخبرتها العلمية و العملية في الحدث السعيد رغم عدم قناعة الام فتقوم بغسل الوليد بالماء و الملح و كلما كان الملح اكثر كلما كان افضل), و هي من الممارسات الخاطئة جدا لسببين : ان الملح يعتبر مادة مخرشة لجلد المولود الجديد بالاضافة الى انه قد يساعد ولو بشكل بسيط جدا على تجفاف المولود وكما معروف ان الملح يسحب السوائل من الوسط الاخر, و التمليح ليس له أي فائدة صحية علميا واصلا سائل الزلال الذي كان فيه الجنين او ماء الطلق هو غير مجرثم و معقم جيد (سبحان الخالق)
اتذكر في احدى القرى طفل نقل للمشفى بحالة اسعافية بسبب الاكثار من الملح في عملية التخليل (عفوا التمليح)
4_العناية بالسرة:
العناية بنظافة السرة للمولود الجديد ضرورية جدا الى ان تقع من تلقاء نفسها و متابعة صحتها حيث انها تعتبر مصدر للكثير من الانتانات التي تصيب المولود الجديد.
لن ادخل كثيرا في بعض الممارسات القديمة مثل وضع روث بعض الحيوانات عليها (الله يكرمكم) و غيرها لانها اصبحت نادرة و في مناطق نائية فقط لكن احببت الاشارة الى ان معظم المواد و الادوية المعقمة في الصيدليات لاداعي لها و بعضها مضر. يكفي مسح السرة بقطعة قطن او شاش مع كحول طبي فقط يوميا و هو الاضمن.
تجدر الاشارة هنا اذا لاحظ الاهل احمرار في السرة امتد الى الجلد المحيط بالسرة فعليهم مراجعة طبيب اطفال عاجلة .
5_اعطاء سوائل للمولود الجديد:
مثل الماء و السكر او السيروم او اليانسون و هي من العادات الخاطئة و الشائعة جدا وللاسف فان بعض العاملين في الكادر الصحي للمشفى نفسه ينصحون بها لجهل او كسل او ....الخ
فان معدة و امعاء الرضع ليست مهيأة بشكل جيد لاستقبال سوائل او اطعمة غير حليب الام وهذا احيانا يلاحظ بتكرر انتفاخ بطن الطفل او مغص الوليد لاحقا فيجب اعطاءه الحليب فقط وخاصة (الصمغة) كما تسمى في الايام الثلاثة الاولى من الارضاع الطبيعي بعد الولادة والتي هي اكثر من كافية ,لكن لا مانع من اعطاءه بعض الماء بعد تعقيمه فقط و خاصة في الايام الحارة.
و سأحاول في موضوع مفصل اخر ان اشرح عن طبيعة حليب الام خلال فترة الارضاع الطبيعي و كيفية الارضاع الصحيح و توصيات للرضاعة الصحيحة وكيفية وطرق اعطاء الاغذية المكملة ان شاء الله.
منقول
لكن هذا ليس مايهمنا هنا و انما مقدمة لموضوعنا حيث تم مؤخرا اضافة خطط و برامج في مجموعة صغيرة من مناطق الريف لزيادة الوعي الصحي فيها و التخلص من العادات الخاطئة التي قد تضر بالطفل في المجتمع على سبيل التجربة و اعطت نتائج ايجابية في تلك المناطق الريفية.
لكن ما لاحظته من عملي ان الكثير من تلك العادات او الممارسات الخاطئة موجودة بنسبة جيدة في المدن و حتى بين بعض الاطباء لذا اخترت ان انشر بعض هذه الممارسات لعل فيها فائدة لكل ام هنا او لاي زميل عزيز في المنتدى للمستقبل.
هناك الكثير من الطقوس او المعتقدات التي تمارس مع الطفل الوليد او للعناية بالطفل المريض اكثرها متوارثة عن طريق الجدة او الحماة كما في القرى او مماراسات عامة خاطئة لكن معظمها ان لم تفد بشيء فهي لا تضر مثل (وضع علكة على اعلى راس الطفل عند التهاب بلعومه لتمتص الالتهاب او ربط شرش اللسان مثلما يقولون لعلاج اليرقان)_لا تستغرب فهي موجودة و مواقف اخرى مضحكة اكثر_ لكنها كما قلت ان لم تنفع فهي لا تضر. لذا اخترت ان اذكر هنا بعض الممارسات التي قد تضر بالطفل و خاصة الوليد:
1_ الكحلة:
الكثير من الاطفال يتم تكحيل عيونهم كنوع من التدليل او اعطاء جمالية اكثر لهم. لكن المشكلة ان معظم الكحل الموجود في السوق و خاصة القديم تدخل مادة الرصاص في تكوينه و هي مادة سامة اذا زاد تركيزها في الجسم حيث ان الرصاص يتم امتصاصه عبر العين الى الدم و يترسب في الكبد وقد يسبب ضررا على المدى البعيد مع تكرار التكحيل وازدياد كمية الرصاص في الجسم
2_القماط:
وهي قطعة القماش التي يلف (يقمط) بها الوليد خلال الاشهر الاولى من العمر حيث تلف قطعة القماش حوله من كتفه الى اسفل قدمه بشكل كامل بشكل يمنع حرية حركة اطرافه بحجة (انها تمنع تقوس رجليه او لكي يصبح هادئا في المستقبل ... الخ)وهي منتشرة في مجتمعاتنا. ويكمن ضررها بعدة نقاط, اولا ان الوليد بطبيعة الحال يحتاج الى حرية حركة اطرافه كنوع من محاولة اكتشاف العالم الجديد الذي هو فيه و الذي يساعد على تطور نموه الحركي و العقلي و في بعض الدراسات حتى على ذكائه في المستقبل. بالاضافة الى ان القماط يؤخر تشخيص و اكتشاف بعض المشاكل لدى الوليد من قبل الاهل مثل خلع ولادي او أي خلل عصبي عندما يلاحظون ضعف حركة في طرف معين , و بالعكس فان في بعض الاحيان عندما يلف القماط فوق الحفاضة بشكل محكم فانه يسبب ضغط على مفصل الورك و قد يساهم احيانا في خلعه. ومن ناحية اخرى لا يوجد دليل اكيد انه يمنع تقوس الرجلين لان بطبيعة الحال فان تقوس بسيط بأرجل الوليد هي طبيعية بسبب لين العظام نسبيا في هذه الفترة.
احيانا يراجع بعض الاهل الاطباء بشكوى ان الطفل مستمر البكاء و عند الفحص عندما يفك القماط يسكت الطفل تلقائيا و بعد الفحص لا يجد الاطباء علة تذكر و السبب تضايق الطفل من الشد المحكم و تقييد حرية حركته.
3_التمليح:
في بعض المناطق يقوم الاهل بغسل الطفل بعد ولادته بالماء و الملح وهي من العادات القديمة جدا بخاصة في المناطق التي تكثر الولادات فيها بالمنزل مثل بعض القرى و احيانا رأيناها حتى في بعض المدن السورية عند بعض العائلات و لحجج كثيرة مثل (ان الطفل لن تصبح له في المستقبل رائحة تعرق او معقم اوغيرها من حجج ... و احيانا تأتي الجدة او الحماة لتساهم بخبرتها العلمية و العملية في الحدث السعيد رغم عدم قناعة الام فتقوم بغسل الوليد بالماء و الملح و كلما كان الملح اكثر كلما كان افضل), و هي من الممارسات الخاطئة جدا لسببين : ان الملح يعتبر مادة مخرشة لجلد المولود الجديد بالاضافة الى انه قد يساعد ولو بشكل بسيط جدا على تجفاف المولود وكما معروف ان الملح يسحب السوائل من الوسط الاخر, و التمليح ليس له أي فائدة صحية علميا واصلا سائل الزلال الذي كان فيه الجنين او ماء الطلق هو غير مجرثم و معقم جيد (سبحان الخالق)
اتذكر في احدى القرى طفل نقل للمشفى بحالة اسعافية بسبب الاكثار من الملح في عملية التخليل (عفوا التمليح)
4_العناية بالسرة:
العناية بنظافة السرة للمولود الجديد ضرورية جدا الى ان تقع من تلقاء نفسها و متابعة صحتها حيث انها تعتبر مصدر للكثير من الانتانات التي تصيب المولود الجديد.
لن ادخل كثيرا في بعض الممارسات القديمة مثل وضع روث بعض الحيوانات عليها (الله يكرمكم) و غيرها لانها اصبحت نادرة و في مناطق نائية فقط لكن احببت الاشارة الى ان معظم المواد و الادوية المعقمة في الصيدليات لاداعي لها و بعضها مضر. يكفي مسح السرة بقطعة قطن او شاش مع كحول طبي فقط يوميا و هو الاضمن.
تجدر الاشارة هنا اذا لاحظ الاهل احمرار في السرة امتد الى الجلد المحيط بالسرة فعليهم مراجعة طبيب اطفال عاجلة .
5_اعطاء سوائل للمولود الجديد:
مثل الماء و السكر او السيروم او اليانسون و هي من العادات الخاطئة و الشائعة جدا وللاسف فان بعض العاملين في الكادر الصحي للمشفى نفسه ينصحون بها لجهل او كسل او ....الخ
فان معدة و امعاء الرضع ليست مهيأة بشكل جيد لاستقبال سوائل او اطعمة غير حليب الام وهذا احيانا يلاحظ بتكرر انتفاخ بطن الطفل او مغص الوليد لاحقا فيجب اعطاءه الحليب فقط وخاصة (الصمغة) كما تسمى في الايام الثلاثة الاولى من الارضاع الطبيعي بعد الولادة والتي هي اكثر من كافية ,لكن لا مانع من اعطاءه بعض الماء بعد تعقيمه فقط و خاصة في الايام الحارة.
و سأحاول في موضوع مفصل اخر ان اشرح عن طبيعة حليب الام خلال فترة الارضاع الطبيعي و كيفية الارضاع الصحيح و توصيات للرضاعة الصحيحة وكيفية وطرق اعطاء الاغذية المكملة ان شاء الله.
منقول
تعليق