حكاياتُ الجَدّة
لم يَعرِف الصِّغارُ ما هو أجمَلُ من حكاياتِ جَدّتِهم العجوز، ولا أبهَجَ منها. كانوا يَجلِسونَ أمامَ الجَدّةِ وهي تَقُصُّ عليهم حكاياتِها، ومِلءُ عُيونِهمُ الدَّهشةُ والفَرَح. أمّا هي فد كانت في غايةِ السعادة.
وكلّما مَرَّت الأيّام.. كان أحفادُها يَزدادُ عددُهم، وتَكبُرُ أعمارُهم. حتّى إذا سافَرَ بعضُهم إلى المدينةِ ليعملوا هناك، وأرادوا أن يَعودوا إلى قريَتِهم ويَزوروا جَدّتَهُمُ العزيزة.. فَكّروا أن يَحمِلوا مَعهم هديةً إليها تَفرَحُ بها.
قالَ أحدُهُم:
ـ أعتقِدُ أن التلفزيونَ الملوّنََ سوف يُسلِّيها ويُدخِلُ على قلبِها السرور.
رَدَّ الآخرَون:
ـ فكرةٌ رائعة، سنَحمِلُ معنا للجدّةِ الوسيلةَ التي تجعلُها تُشاهدُ بعينِها حكاياتِها التي كانت تَقُصُّها علَينا.
ولمّا وصَلوا إلى القريةِ أسرَعوا إلى الجدَة يَحمِلونَ لها مُفاجأتَهُم. استَقبلَتْهُم الجدّةُ بشَوقٍ ومحبّة، ثمّ قالت لهم:
ـ تعالَوا الآن لأقُصَّ عليكُم مِن حكاياتي.
ضَحِكَ الأحفادُ، وقالوا:
ـ لا.. بل نحنُ الذينَ سَنُريكِ تلك الحكايات!
وأسرَعوا بإخراجِ التلفزيون مِن الصُّندوق، ووَصَلوه بأشرطةِ الكهرباء، وضَغَطوا على الزِّرّ الصغيرِ في طَرَفهِ.. فاذا ببطلِ حكاياتِ الجدّة ( السند باد ) يُطِلُّ عليهم مِن الشاشةِ الصغيرة!
فَرِحَ الجميعُ وكذلكَ الجَدّة، وأخَذوا يُتابِعونَهُ بشَوق.. وهم يَضحكونَ مرّةً، ويُصَفّقون أخرى.
وفجأةً.. انتبهَ أصغرُ الأحفاد إلى أنّ جَدّتَهُ لم تَعُدْ تَضحَك، وقد ظَهَر على مَلامحِ وجهيها شيءٌ من الحزن، فأسرَعَ يقول:
ـ ما بالُكِ يا جَدّتي ؟! ألم تُعجِبْكِ الحكاية ؟! لقد تَعَوّدنا أن نَسمَعَها منكِ، ولكنّنا الآنَ نراها بالعَين، أليسَ هذا رائعاً ؟!
صَمَتَتِ الجّدّةُ قليلاً، ثمّ قالت:
ـ نَعم، إنّهُ رائعٌ حقّاً، ولكنّي أعرِفُ ما هو أكثرُ رَوعَةً وأكثرُ جاذبيّة.
هَتفَ الجميعُ بصوتٍ واحد:
ـ وما هو الأروعُ منهُ يا جدَّتَنا ؟!
أجابَت:
ـ إنّه يا أعزّائي الخَيالُ الذي زَوّدَ اللهُ بهِ الإنسان، إنّه يتَلألأُ في ذِهني كالنُّورِ الباهر. والحكايةُ التي تَعيشُ في مُخيّلتِنا تَظَلُّ أبهَجَ ألواناً، وأكثرَ إشراقاً، مِن الصورةِ التي نراها.
سَكتَ الأحفادُ جميعاً، وقد فَطَنوا إلى معنىً جديدٍ في كلام الجدّة ما كان يَخطُرُ على بالِهم.
عند ذلكَ أسرَعَ حفيدُها الأصغرُ إلى التلفزيون الملوّن فأغلَقَه، وعاد لِيجلسَ بجانبها، ثمّ قال:
ـ عُودِي يا جَدّتي واحْكِ لنا حكاياتِكِ الجميلةَ الرائعة. صِفي لنا ثُلوجاً أنصَعَ بَياضاً، وسُهولاً أكثرَ اخضِراراً، وبِحاراً أشدَّ زُرقَةً وصَفاءً.. وارسِمي لنا شُموساً وأقماراً كما يُبدِعُها فَنُّ خيالِك.
وكلّما مَرَّت الأيّام.. كان أحفادُها يَزدادُ عددُهم، وتَكبُرُ أعمارُهم. حتّى إذا سافَرَ بعضُهم إلى المدينةِ ليعملوا هناك، وأرادوا أن يَعودوا إلى قريَتِهم ويَزوروا جَدّتَهُمُ العزيزة.. فَكّروا أن يَحمِلوا مَعهم هديةً إليها تَفرَحُ بها.
قالَ أحدُهُم:
ـ أعتقِدُ أن التلفزيونَ الملوّنََ سوف يُسلِّيها ويُدخِلُ على قلبِها السرور.
رَدَّ الآخرَون:
ـ فكرةٌ رائعة، سنَحمِلُ معنا للجدّةِ الوسيلةَ التي تجعلُها تُشاهدُ بعينِها حكاياتِها التي كانت تَقُصُّها علَينا.
ولمّا وصَلوا إلى القريةِ أسرَعوا إلى الجدَة يَحمِلونَ لها مُفاجأتَهُم. استَقبلَتْهُم الجدّةُ بشَوقٍ ومحبّة، ثمّ قالت لهم:
ـ تعالَوا الآن لأقُصَّ عليكُم مِن حكاياتي.
ضَحِكَ الأحفادُ، وقالوا:
ـ لا.. بل نحنُ الذينَ سَنُريكِ تلك الحكايات!
وأسرَعوا بإخراجِ التلفزيون مِن الصُّندوق، ووَصَلوه بأشرطةِ الكهرباء، وضَغَطوا على الزِّرّ الصغيرِ في طَرَفهِ.. فاذا ببطلِ حكاياتِ الجدّة ( السند باد ) يُطِلُّ عليهم مِن الشاشةِ الصغيرة!
فَرِحَ الجميعُ وكذلكَ الجَدّة، وأخَذوا يُتابِعونَهُ بشَوق.. وهم يَضحكونَ مرّةً، ويُصَفّقون أخرى.
وفجأةً.. انتبهَ أصغرُ الأحفاد إلى أنّ جَدّتَهُ لم تَعُدْ تَضحَك، وقد ظَهَر على مَلامحِ وجهيها شيءٌ من الحزن، فأسرَعَ يقول:
ـ ما بالُكِ يا جَدّتي ؟! ألم تُعجِبْكِ الحكاية ؟! لقد تَعَوّدنا أن نَسمَعَها منكِ، ولكنّنا الآنَ نراها بالعَين، أليسَ هذا رائعاً ؟!
صَمَتَتِ الجّدّةُ قليلاً، ثمّ قالت:
ـ نَعم، إنّهُ رائعٌ حقّاً، ولكنّي أعرِفُ ما هو أكثرُ رَوعَةً وأكثرُ جاذبيّة.
هَتفَ الجميعُ بصوتٍ واحد:
ـ وما هو الأروعُ منهُ يا جدَّتَنا ؟!
أجابَت:
ـ إنّه يا أعزّائي الخَيالُ الذي زَوّدَ اللهُ بهِ الإنسان، إنّه يتَلألأُ في ذِهني كالنُّورِ الباهر. والحكايةُ التي تَعيشُ في مُخيّلتِنا تَظَلُّ أبهَجَ ألواناً، وأكثرَ إشراقاً، مِن الصورةِ التي نراها.
سَكتَ الأحفادُ جميعاً، وقد فَطَنوا إلى معنىً جديدٍ في كلام الجدّة ما كان يَخطُرُ على بالِهم.
عند ذلكَ أسرَعَ حفيدُها الأصغرُ إلى التلفزيون الملوّن فأغلَقَه، وعاد لِيجلسَ بجانبها، ثمّ قال:
ـ عُودِي يا جَدّتي واحْكِ لنا حكاياتِكِ الجميلةَ الرائعة. صِفي لنا ثُلوجاً أنصَعَ بَياضاً، وسُهولاً أكثرَ اخضِراراً، وبِحاراً أشدَّ زُرقَةً وصَفاءً.. وارسِمي لنا شُموساً وأقماراً كما يُبدِعُها فَنُّ خيالِك.
تعليق