بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾
تنظيم العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، وذلك عندما يتعرّف الإنسان على خالقه ويخضع له ويتقيه،
يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ (النحل: 36)، ويتمثل هذا الجانب في الدين في تشريعاته العبادية من الصلاة والصوم وسائر العبادات.
تنظيم العلاقة مع الناس، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد: 25)، ففي هذه الآية إشارة واضحة أن من أهداف بعثة الأنبياء إقامة العدالة بين الناس.
والمتدين هو من يلتزم بهاتين المهمتين، بأن ينضبط بضوابط الشرع في تنظيم علاقته مع الخالق جلّ وعلا، وأن ينضبط بضوابط الشرع والدين في طريقة تعامله مع الناس، فالدين ليس طقوسا عبادية فقط، بل هو مزيج من الخضوع والتذلل لله سبحانه وفي نفس الوقت حسن التعامل والأدب مع الآخرين.
بل إن هناك نصوصا كثيرة تؤكد على أن تأدية حقوق الناس لها أولوية حتى على أداء حق الله سبحانه وتعالى، كما ورد في ذلك عن أمير المؤمنين قوله: «فجعل حقوق عباده مقدّمة على حقوقه».
وقوله «ألا وإن الظلم ثلاثة، فظلم لا يغفر وظلم لا يطلب وظلم مغفور لا يترك، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الظلم الذي لا يطلب فهو ظلم الإنسان نفسه عند الهنات، وأما الثالث فظلم العباد لبعضهم البعض»».
وورد عنه أنه كان يقول: «والله لئن أبِيتَ على حسك السعدان مسهدًا أو أجرّ في الأغلال مصفّدًا أحب إليّ من أن ألقى الله يوم القيامة ظالمًا لأحد من العباد».
ويحكى أن الصحابة مدحوا للرسول امرأة في حسن تعبدها وأدائها للنوافل والصيام المستحب، فسألهم الرسول : «وكيف هي مع جيرانها؟» فقالوا: إنها تسب وتشتم، فقال : «لا حاجة لله في صلاتها ولا في صومها».
أنّ «الدين المعاملة».
والحمد لله رب العالمين
تعليق