إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرياضة في الاسلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرياضة في الاسلام

    كلنا يعرف ما للرياضة من فوائد صحية واجتماعية جمة، والكثير منا يحبها ويهوى ممارستها ليلا ونهارا ؛ فهي تنشط الدم في العروق، وتخلص الجسم من الفضلات التي تتراكم بالجلوس لساعات طويلة، وتبعث على صفاء النفس، وتشعر مزاولها بالحيوية والقوة.
    وقد تطورت الرياضة كثيرا عبر قرون عديدة من الألعاب التقليدية : كالركض، والمصارعة، وغيرها.. إلى ألعاب منظمة، تحكمها قوانين صارمة، يترتب جزاء ما على مخالفتها مثل : كرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطاولة..... الخ.
    ونظرا لما للرياضة من فوائد ومزايا حسنة، تنعكس على مزاولها.. لذا فإن الإسلام لم يغفل عن استعمالها، وتسخيرها لنشر دين الله تعالى.. فلم يحرم الرياضة، وإنما حرم الإسلام السلبيات الموجودة فيها، وأول تلك السلبيات هي : قضاء أوقات طويلة في مزاولة الرياضة، بما يؤثر على فعاليات الفرد الأخرى أثناء النهار.
    إذ أن الإسلام يقسم وقت المؤمن إلى ساعات متعددة : بعضها للنوم، وبعضها للعبادة، وبعضها للعمل المنتج المثمر، وبعضها لطلب العلم والثقافة.. وما فضل عن هذه الساعات يكرس للرياضة ويعد كتسلية استنادا للأحاديث الآتية :
    قال الرسول (صلى الله عليه وآله):
    (لكل عامل شرّة، ولكل شرّة فترة.. فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى).
    والشرّة : ساعة الجد والعمل.. أما الفترة : فهي الوقوف للاستراحة.
    وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):
    (روحوا القلوب، فإنها إذا أكرهت عميت).
    وقال أيضا (عليه السلام):
    (اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات : ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الأخوان والثقاة الذين يعرفون عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم.. وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات).
    أي أن يمارس المرء هوايته بعد أن يكون قد أوفى بالتزاماته الأخرى تجاه الخالق أولا، ثم المخلوقين ثانيا.. وفي حال الرياضة أن يكون بعض الوقت للرياضة، لا كل الوقت لها.. وإذا كان أغلب الوقت يصرف للرياضة، عدت في هذه الحالة من أصناف اللهو.. واللهو محرم في الشريعة الإسلامية ؛ استنادا إلى الأحاديث الآتية :
    قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) شر ما ضيع فيه العمر ؛ اللعب).
    و قال أيضا (عليه السلام): (أبعد الناس عن الصلاح ؛ المستهتر باللهو).
    وقال أيضا اللهو يسخط الرحمن، ويرضي الشيطان، وينسي القران).
    والسلبية الثانية في الرياضة : هي الاستغراق في بعض الألعاب الرياضية، التي لا تضيف جديدا للإنسان : كالألعاب المشهورة مثل : كرة القدم، أو كرة الطائرة، أو المصارعة، أو مصارعة الثيران، أو البالييه........ الخ.
    إن الرسول عندما شجع على ما نسميه اليوم بالرياضة، فقد شجع على ممارسات تضيف للإنسان مهارات مطلوبة في ذلك العصر، ومفيدة للجسد، فقد قال (صلى الله عليه وآله):
    (خير لهو المؤمن السباحة، وخير لهو المرأة المغزل).
    وقال أيضا (صلى الله عليه وآله):
    (كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث : في تأديبه الفرس، ورميه عن قوسه، وملاعبته امرأته ؛ فإنهن حق).
    وقال أيضا (صلى الله عليه وآله): (علموا أولادكم الرماية والسباحة).
    والملاحظ لهذه الأحاديث، أن الرسول يحث على اكتساب مهارات، كانت مهمة في ذلك العصر ؛ أي أن الرياضة يجب أن تنتخب على أساس عقلائي، وبمقدار ما تقدمه للبشرية من مهارات مفيدة، لا لمجرد مضيعة الوقت والطاقة.. أما الرياضات العنيفة : كالمصارعة، ومصارعة الثيران، و.. و.... و.. الخ، فالمفروض أن يبتعد عنها المؤمن ؛ لأنها تغرس روح العداء والغضب في نفس المتفرج واللاعب، وإلا فأين التسلية عندما يكسر اللاعب فك لاعب آخر، أو ظهره؟.. وأين القيمة المكتسبة، عندما يغرس المصارع الرماح في جسد الثور المسكين، ويقوم بتعذيبه؟..
    والسلبية الثالثة في الرياضة : هي المشاحنات والخلافات بين الجمهور الرياضي، إذ أن الهدف من الرياضة هي التسلية، وإزالة الكدور عن النفس.. ولكننا نلاحظ أن الجمهور الرياضي يبدأ بمتابعة المباراة، هادئا متعقلا.. ومع مرور الوقت تبدأ المشاحنات، والبذاء آت، ولغة المهاترة.. وقد لا تكون نتيجة المباراة مرضية عند الجمهور، فتبدأ الحماقات واللكمات، وتكسير الأيدي والأرجل، وربما النزول إلى أرض الملعب، والاصطدام برجال الشرطة.
    إننا في الوقت الذي نعيش فيه أسوا أيام الدهر، إذ نكتوي بنارين ونحارب في جبهتين : حرب مع الاستكبار العالمي، وحرب مع أعداء الدين في الداخل ؛ فيكون القابض منا على دينه كالقابض على جمرة، ونبذل أقصى طاقة لأجل توحيد الصفوف في حربنا العادلة، لمن السخف والحماقة أن تؤدي مزاولة الرياضة إلى المشاحنة والبغضاء والعصبية، وشد الأعصاب والحماسة لفوز أحد الفريقين، أكثر من الحماسة لانتصار الإسلام في هذه الحرب غير المتكافئة في العدد والعدة.. وإذا دل هذا الأمر لدى الجمهور على شيء، فهو يدل على مدى المستوى الإيماني الذي وصل إليه، ومقدار استعداده للذود عن حياض الإسلام، ونصرة الإمام المهدي (عجل الله فرجه).. في حين يمكن تخليص الرياضة من كل هذه السلبيات، لو طبق الرياضي فقه الرياضة، واهتم بالسلبيات الموجودة، وطريقة علاجها كما يهتم بتطوير مستوى أدائه.
    واسوا شيء في الرياضة : أنها غالبا ما تمارس لصرف الوقت كيفما اتفق، في حين أن الإسلام يطمح إلى توظيف الرياضة في العديد من الجوانب المهمة في نصرة الإسلام، ومنها :
    1 - بناء جيل شبابي قوي، فتي، معافى وسليم، قادر على أداء مسؤولياته، التي تتطلب جهدا ومؤهلا للعمل والعطاء والبذل.
    2 - إعداد شريحة شجاعة، جريئة وصابرة، ولديها القدرة على تحمل المشاق والصعوبات، ومواجهة التحديات.. وبالطبع فإن اللياقة البدنية شرط واحد من عدة شروط مطلوبة.
    3 - تحقيق العدالة الاجتماعية، من خلال رجال أشداء ونساء، ينعمن بالصحة البدنية والعقلية والروحية والثقافية.
    4 - محاربة ومكافحة المنكرات والموبقات، والدفاع عن النفس، وضد الأعداء في ساحات الجهاد والمقاومة، ونصرة الدين.
    5 - حفظ الحدود الشرعية، والقوانين الإلهية من خلال ما يتطلبه ذلك من قوى بشرية قوية في لسانها ويدها وقلبها.
    6 - الاعتماد على السواعد المفتولة، في استخراج كنوز الأرض وذهبها الأبيض (القطن) والأسود (النفط) والأخضر (الزراعة) والأصفر (الذهب).

    sigpic

    لاتسألني من انا والأهل أين
    هاك أسمي خادماً أم البنين

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X