((الأمامُ محمدُ الجواد (عليه السلام) يتّبعُ المنهج العلمي والمعرفي في حركته الأصلاحية والدعوية))
::الصيّاغيّةُ الثانية::
==========================================
::الخطاب والأدوات في منهجه المعرفي القويم::
==============================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
تمكن الإمام الجواد/ع/ من نشر علوم ومعارف الإسلام الأصيل منذ أن تصدى/ع/ لمقام الإمامة الشريف في سنة 203/للهجرة بعد شهادة أبيه الإمام الرضا/ع/
إلى أن قُتِلَ/ع/مسموما مظلوما على يد الظالم المعتصم العباسي سنة /220/للهجرة.
و قال المسعودي بشأن ذلك:
(( إن أم الفضل بنت المأمون(زوجة الجواد/ع/) لما قدمت معه من المدينة إلى المعتصم (في بغداد) سمته ))
إنظر/مروج الذهب ومعادن الجوهر/المسعودي/ج3/ص464.
فالمعتصم الذي سمَّ الإمام محمد الجواد/ع/ ظلما وعدوانا في بغداد جعل الأمة تفقد عملاقا معصوما من عمالقة الفكر والعلم والمعرفة مثل الإمام الجواد/ع/
ذلك الشاب الذي عاش عمرا قصيرا جدا قرابة 25/سنة
وفوتّ المعتصم الظالم على المسلمين والمؤمنين فرصة الهداية والتكامل التي كان ممكن تحققها بفعل وجود الإمام الجواد /ع/ .لولا أنه قتله/ع/.
إنّ الإمام الجواد/ع/ هو ذلك الإمام المعصوم /ع/ الذي أغنى مدرسة الإسلام عامة ومدرسة أهل البيت خاصة بكل علم نافع وفكر مُثمر وحفظ تراث النبي محمد/ص/ وآله المعصومين/ع/.
حتى أنّه /ع/ إمتاز في فترته على العلماء والفقهاء والفلاسفة بصورة مطلقة لايُدانيه فيها أحد.
فإعتمد في منهجه العلمي على النص القرآني والسنة النبوية الشريفة في الفهم والتأسيس على مستوى العقيدة والشريعة.
وقد إعتمد الامام الجواد /ع/ مثل ابائه المعصومين /ع /في منهجه العلمي على عدة اساليب اهمها ؟
/1 / اسلوب التدريس وتعليم الطلبة والعلماء وحثهم على الكتابة والتدوين وحفظ ما يصدر عن الأئمة /ع /وامرهم بالتأليف والتصنيف.
وقد روى هؤلاء العلماء عن الامام الجواد (ع) ، وألّفوا كتباً ، وصنّفوا في مختلف العلوم والمعارف الاسلامية
فأغنوا تلك المجالات وأخصبوا يقظة الفكر وأثروا المدرسة الاسلامية العامة
ومدرسة أهل البيت الخاصة:
ومن أشهر تلامذة الإمام محمد الجواد/ع/:
(نأخذ عيّنات بارزة)
/1/أحمد بن خالد البرقي/وهو من خيرة أصحاب الإمامين الجواد والهادي(عليهما السلام)
وقال عنه الشيخ الطوسي ( كان ثقة في نفسه)
إنظر/الفهرست/الطوسي/ص62.
وله مؤلفات مهمة أشهرها كتاب المحاسن (كتاب فقهي وحديثي)
وغيرها
ويُعتبَر( إمام علم الحديث والآثار له مصنفات كثيرة مثل كتاب التاريخ و كتاب الرجال و كتاب الشعر والشعراء وكتاب الأرضين ، كتاب البلدان ، كتاب الجمل و كتاب المغازي ، كتاب التعازي ، كتاب التهاني ، وقد استقصى تصانيفه النجاشي في كتاب أسماء المصنفين من الشيعة ، مات سنة أربع وسبعين ومائتين وقيل ثمانين ومائتين هجرية))
إنظر/الشيعة وفنون الإسلام/السيد حسن الصدر/ص 94.
/2/علي بن مهزيار الأهوازي
هو ثقة صحيح الحديث جليل القدر واسع الرواية من أصحاب الأئمة الرضا الجواد والهادي عليهم السلام .
وكان علي بن مهزيار نصرانيا فهداه الله وقيل أسلم وهو صغير ومن الله عليه بمعرفة هذا الامر - يعني التشيع - وتفقه واختص بأبي جعفر الثاني(الجواد) عليه السلام
وتوكل له (أي صار وكيلا عنه/ع/
وعظم محله منه وكذلك الإمام الهادي وتوكل لهم في بعض النواحي وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكل خير
إنظر/الإستبصار/الطوسي/ج4/ص338.
/3/ أحمد بن محمّد بن أبي نصر زيد ، مولى السكوني أبو جعفر
المعروف بالبزنطي وهو كوفي ثقة لقي الرضا (ع)
وكان عظيم المنزلة عنده ، وروى عنه كتاباً ، وله من الكتب : كتاب الجامع ، وكتاب النوادر .
إنظر/الفهرست/الطوسي/ ص61.
وهذه غيض من فيض ذكرنا كشاهد وللإختصار وإلاّ فكتب الرجال والتراجم مليئة بأصحاب الامام الجواد الثقاة
والذين أسهموا وبصورة مباشرة في إيصال المخزون العلمي والفقهي والمعرفي لنا عبر طبقات الرجال ونقولاتهم تأريخيا.
/2 /(اسلوب تعيين الوكلاء ونشرهم في انحاء مختلفة من العالم الاسلامي ليكونوا دعاة الى الاسلام والعمل باحكامه وتبليغها
فذلك هو الاسلوب الناجح والذي من خلاله تم حفظ المذهب الحق (مذهب اهل البيت /ع) ووصول الاحكام الشرعية الصحيحة لنا)
وتعتبر الوكالة عن المعصوم/ع/ في وقته بمثابة النيابة الخاصة في شؤون الفتيا والقضاء وغير ذلك .
ومن أبرز وكلاء الإمام محمد الجواد/ع/علي بن مهزيار الأهوازي
( وتوكل لهم (أي للإئمة/ع/في بعض النواحي ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكل خير ، وكان ثقة في روايته لا يطعن عليه صحيحا اعتقاده )
إنظر/ رجال النجاشي/النجاشي/ص253.
/3 /(اسلوب الحوار العلمي والعقلاني المنصف والقويم)
وفي هذا المجال يزخر التاريخ بذلك فمن شاء التوسعة فليراجع كتب السير والمناظرات العلمية الخاصة بالأئمة /ع/ من كلا الفريقين الخاصة والعامة.
ففي شاهد وجيز يتضح ذلك:
عن أحمد بن فضل الخاقاني ، من آل رزين ، قال :
قُطِعَ الطريق بجلولاء على السابلة ، من الحجاج وغيرهم ، وأفلت القطّاع ، فبلغ الخبر المعتصم العباسي الخليفة في وقته
فجمع الفقهاء وابن أبي دؤاد ، ثم سأل الآخرين على الحكم فيهم ؟
وأبو جعفر محمد بن علي الرضا ( عليهما السلام ) ، حاضر . .
فالتفت إلى أبي جعفرالجواد ( عليه السلام ) ، فقال له :
ما تقول فيما أجابوا فيه ؟
فقال/ع/ : قد تكلم هؤلاء الفقهاء والقاضي بما سمع أمير المؤمنين .(للتقية)
قال المعتصم: وأخبرني بما عندك ؟
قال ( عليه السلام ) :
إنهم قد أضلوا فيما أفتوا به ، والذي يجب في ذلك ، أن ينظر أمير المؤمنين في هؤلاء الذين قطعوا الطريق .
فإن كانوا أخافوا السبيل فقط ، ولم يقتلوا أحدا ، ولم يأخذوا مالا ، أمر بإيداعهم الحبس
فإن ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل .
وإن كانوا أخافوا السبيل ، وقتلوا النفس ، أمر بقتلهم .
وإن كانوا أخافوا السبيل ، وقتلوا النفس ، وأخذوا المال ، أمر بقطع أيديهم ، وأرجلهم من خلاف ، وصلبهم بعد ذلك .
قال : فكتب إلى العامل بأن يمثل ذلك فيهم
إنظر/موسوعة الإمام الجواد/ع/القزويني/ج2/ ص411.
وحكى أبو يزيد البسطامي ، قال :
خرجتُ من بسطام ، قاصدا لزيارة البيت الحرام فرأيت في القرية تل تراب وعليه صبي رباعي السن ، يلعب بالتراب .
فقلت في نفسي : هذا صبي إن سلمت عليه لما يعرف السلام ، وإن تركت السلام ، أخللت بالواجب ؟
فأجمعت رأيي على أن أسلم عليه ، فسلمت عليه .
فرفع رأسه إلي وقال/ع/ : والذي رفع السماء وبسط الأرض ، لولا ما أمر الله به من رد السلام لما رددت عليك .
استصغرت أمري واستحقرتني لصغر سني ، عليك السلام ، ورحمة الله وبركاته ، وتحياته ورضوانه .
ثم قال/ع/ : صدق الله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ) وسكت
فقلتُ(أي أبو يزيد البسطامي) : ( أو ردّوها ) ؟
فقال الإمام الجواد/ع/: ذاك فعل المُقصّر مثلك.
إنظر/موسوعة الإمام الجواد/ع/القزويني/ج2/ص423.
وبهذه الاساليب العلمية والحضارية يكون الامام الجواد/ ع/ قد حفظ الدين الاسلامي من الانحراف الفكري والعقدي ويكون قد ثبت اركان الاسلام في مجال التوحيد الالهي والفقه الشرعي والحديث والرواية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف
إنظر/الشيعة وفنون الإسلام/السيد حسن الصدر/ص 94.
/2/علي بن مهزيار الأهوازي
هو ثقة صحيح الحديث جليل القدر واسع الرواية من أصحاب الأئمة الرضا الجواد والهادي عليهم السلام .
وكان علي بن مهزيار نصرانيا فهداه الله وقيل أسلم وهو صغير ومن الله عليه بمعرفة هذا الامر - يعني التشيع - وتفقه واختص بأبي جعفر الثاني(الجواد) عليه السلام
وتوكل له (أي صار وكيلا عنه/ع/
وعظم محله منه وكذلك الإمام الهادي وتوكل لهم في بعض النواحي وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكل خير
إنظر/الإستبصار/الطوسي/ج4/ص338.
/3/ أحمد بن محمّد بن أبي نصر زيد ، مولى السكوني أبو جعفر
المعروف بالبزنطي وهو كوفي ثقة لقي الرضا (ع)
وكان عظيم المنزلة عنده ، وروى عنه كتاباً ، وله من الكتب : كتاب الجامع ، وكتاب النوادر .
إنظر/الفهرست/الطوسي/ ص61.
وهذه غيض من فيض ذكرنا كشاهد وللإختصار وإلاّ فكتب الرجال والتراجم مليئة بأصحاب الامام الجواد الثقاة
والذين أسهموا وبصورة مباشرة في إيصال المخزون العلمي والفقهي والمعرفي لنا عبر طبقات الرجال ونقولاتهم تأريخيا.
/2 /(اسلوب تعيين الوكلاء ونشرهم في انحاء مختلفة من العالم الاسلامي ليكونوا دعاة الى الاسلام والعمل باحكامه وتبليغها
فذلك هو الاسلوب الناجح والذي من خلاله تم حفظ المذهب الحق (مذهب اهل البيت /ع) ووصول الاحكام الشرعية الصحيحة لنا)
وتعتبر الوكالة عن المعصوم/ع/ في وقته بمثابة النيابة الخاصة في شؤون الفتيا والقضاء وغير ذلك .
ومن أبرز وكلاء الإمام محمد الجواد/ع/علي بن مهزيار الأهوازي
( وتوكل لهم (أي للإئمة/ع/في بعض النواحي ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكل خير ، وكان ثقة في روايته لا يطعن عليه صحيحا اعتقاده )
إنظر/ رجال النجاشي/النجاشي/ص253.
/3 /(اسلوب الحوار العلمي والعقلاني المنصف والقويم)
وفي هذا المجال يزخر التاريخ بذلك فمن شاء التوسعة فليراجع كتب السير والمناظرات العلمية الخاصة بالأئمة /ع/ من كلا الفريقين الخاصة والعامة.
ففي شاهد وجيز يتضح ذلك:
عن أحمد بن فضل الخاقاني ، من آل رزين ، قال :
قُطِعَ الطريق بجلولاء على السابلة ، من الحجاج وغيرهم ، وأفلت القطّاع ، فبلغ الخبر المعتصم العباسي الخليفة في وقته
فجمع الفقهاء وابن أبي دؤاد ، ثم سأل الآخرين على الحكم فيهم ؟
وأبو جعفر محمد بن علي الرضا ( عليهما السلام ) ، حاضر . .
فالتفت إلى أبي جعفرالجواد ( عليه السلام ) ، فقال له :
ما تقول فيما أجابوا فيه ؟
فقال/ع/ : قد تكلم هؤلاء الفقهاء والقاضي بما سمع أمير المؤمنين .(للتقية)
قال المعتصم: وأخبرني بما عندك ؟
قال ( عليه السلام ) :
إنهم قد أضلوا فيما أفتوا به ، والذي يجب في ذلك ، أن ينظر أمير المؤمنين في هؤلاء الذين قطعوا الطريق .
فإن كانوا أخافوا السبيل فقط ، ولم يقتلوا أحدا ، ولم يأخذوا مالا ، أمر بإيداعهم الحبس
فإن ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل .
وإن كانوا أخافوا السبيل ، وقتلوا النفس ، أمر بقتلهم .
وإن كانوا أخافوا السبيل ، وقتلوا النفس ، وأخذوا المال ، أمر بقطع أيديهم ، وأرجلهم من خلاف ، وصلبهم بعد ذلك .
قال : فكتب إلى العامل بأن يمثل ذلك فيهم
إنظر/موسوعة الإمام الجواد/ع/القزويني/ج2/ ص411.
وحكى أبو يزيد البسطامي ، قال :
خرجتُ من بسطام ، قاصدا لزيارة البيت الحرام فرأيت في القرية تل تراب وعليه صبي رباعي السن ، يلعب بالتراب .
فقلت في نفسي : هذا صبي إن سلمت عليه لما يعرف السلام ، وإن تركت السلام ، أخللت بالواجب ؟
فأجمعت رأيي على أن أسلم عليه ، فسلمت عليه .
فرفع رأسه إلي وقال/ع/ : والذي رفع السماء وبسط الأرض ، لولا ما أمر الله به من رد السلام لما رددت عليك .
استصغرت أمري واستحقرتني لصغر سني ، عليك السلام ، ورحمة الله وبركاته ، وتحياته ورضوانه .
ثم قال/ع/ : صدق الله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ) وسكت
فقلتُ(أي أبو يزيد البسطامي) : ( أو ردّوها ) ؟
فقال الإمام الجواد/ع/: ذاك فعل المُقصّر مثلك.
إنظر/موسوعة الإمام الجواد/ع/القزويني/ج2/ص423.
وبهذه الاساليب العلمية والحضارية يكون الامام الجواد/ ع/ قد حفظ الدين الاسلامي من الانحراف الفكري والعقدي ويكون قد ثبت اركان الاسلام في مجال التوحيد الالهي والفقه الشرعي والحديث والرواية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف
تعليق