الحضور الدائم الذي يجتاح اوردة الذكرى مصير .. والدخول الى حومة التأمل في معناه نعمة من نعم الله
فلنقترب على صهوة السلام الى رموز تنعمت باليقين وضحت من اجله بالارواح السلام
السلام على أهل بيت النبوة وأبواب الإيمان وأمناء الرحمن..
ورد عن النبي الأكرم (ص) حب آل محمد خير من عبادة سنة..ومن سلالة هذه العترة المحمدية الطاهرة السيد موسى المبرقع: أبو جعفر موسى بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين... أخ للإمام الهادي لأبيه وأمه ، اشتهر بالأمانة والعدل والعلم والتقوى..
ولد في المدينة سنة ٢١٤ للهجرة فهو اصغر بسنتين من أخيه الإمام الهادي (ع) ، مثلوا هيبة جماله بالنبي يوسف عليه السلام و لقبه المبرقع: جاء كما هو وارد من ثقاة الرواة ..أن الناس من رجال ونساء كانوا ينشدون له ويطيلون النظر إليه إعجابا بجماله والسيد موسى يستاء من موقفهم هذا ونظراتهم فأصبح يستر وجهه ببرقع حتى أصبح (المبرقع) لقبا يلازمه إلى يومنا هذا..
هو أول من خرج من المدينة إلى الكوفة ثم تركها إلى قم سنة (سنة مئتين وست وخمسين) أي بعد وفاة أخيه الهادي (ع) بسنتين وكان عمره ٤٢ سنة
ارتاب منه أهالي قم لعدم معرفتهم إياه وزاد ارتيابهم ستره لوجهه باستمرار
فتظافرت جهود بعض الحاسدين ومن لهم مقربة من السلطان فغرروا بالوالي الذي أعانهم على إخراج السيد من قم
ويقال أيضا أن سبب إخراجه إضافة إلى ستر وجهه هو رفضه منصب الإمامة في حياة أخيه وبعد وفاته
التجأ إلى كاشان حيث استقبله هناك أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي
فأكرمه بما يليق بشأنه من الحفاوة والترحيب
ولم يطيل مكوثه في كاشان فبعد أن خرج أخر رجل ممن تسببوا بطرده عاد إلى قم وندم أهلها على سوء معاملتهم له واستشفعوه فقبل شفاعتهم
فأكرموه واشتروا له دارا وأحاطوا به واستفادوا من علمه ومعرفته
ومما اشتهر به القميين من لقب (برقعي) إنما المعني بهم: آل المبرقع نسبة إلى جدهم الكبير موسى المبرقع
أقام بقم حتى توفي سنة ست وتسعين ومئتين
ودفن في بيته الأول الذي كان قبل وروده مجددا لقم بعد أن صلى عليه أمير قم العباس بن عمرو الغنوي
وقبره اليوم مزار مشهور وعليه عمارة حديثة وضريح فضي مذهب ويقع في المحلة المعروفة (دربهشت) أي باب الجنة في شارع آذر ومدفون معه بنفس المكان أبو علي محمد الأعرج بن أحمد بن موسى المبرقع وزينب موسى المبرقع ثم فاطمة بنت محمد بن أحمد بن موسى وأم سلمة وغيرهم من ذريته الطاهرة
.
تعليق