( الإمامُ محمدُ الباقرُ (عليه السلام) في المواجهة المباشرة ضد بني امية)
======================================
:صلابة الموقف وحقانيته:
==================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
بعد إستشهاد الإمام علي بن الحسين(زين العابدين) (عليه السلام)) مسموما في سنة /95/للهجرة في عهد الطاغية الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان وبتنفيذ من قبل سليمان بن عبد الملك بن مروان
الذي إغتال الإمام السجاد/ع/ بالسم ظلماً وعدوانا.
إنظر/الفصول المهمة في معرفة الأئمة/ابن الصباغ المالكي/ج2/ص873.
تصدى الإمام محمد الباقر/ع/ لمقام إمامة المسلمين قرابة تسعة عشر سنة قضى منها قرابة سنتين في عهد الوليد بن عبد الملك وسنيتن في عهد سليمان بن عبد الملك
وعاصر الإمام الباقر/ع/ أيضا فترة حكم عمر بن عبد العزيز التي شهدت تخفيفا نسبيا في الضغط على أهل البيت /ع/ .
ثم عاصر الباقر/ع/ أيضا فترة حكم الطاغية الأموي يزيد بن عبد الملك بن مروان والذي اشتهر بالإنحراف الأخلاقي تأريخيا.
وهذا الطاغية قد ضيّق على حركة الإمام محمد الباقر/ع/ كليّا ولم يسمح للإمام /ع/ من التنشيط في عمله كإمام للمسلمين عامة.
ثم جاء الطاغية الأموي الآخر هشام بن عبد الملك بن مروان وهذا أيضا كان منحرفاً أخلاقيا وغليظا فضا في سلوكياته مع المسلمين عامة وشيعة أهل البيت خاصة
وهو الذي تصدى له بثورته الشريفة الشهيد زيد بن علي بن الحسين/ع/.
و هو الذي أمر بصلب زيد ين علي بن الحسين/ع/ وحرق جثته وذرّها في نهر الفرات.
وقال المؤرخون:
(فظفر به هشام بن عبد الملك ، فقتله ، وصلبه على كنّاسة الكوفة ، وأحرقه بالنار )
إنظر/شرح الأخبار/القاضي النعمان المغربي/ج3/ص287.
وبعد الذي تقدّم :
لقد اُرعِبَ بنو امية مما ذاع من صيت الامام الباقر /ع /وما اشتهر به من الامامة الحقة علميا واخلاقيا ومعرفيا
حتى راح الخليفة الاموي
هشام بن عبد الملك بن مروان يُلاحق انصار وشيعة الباقر /ع /واحدا بعد الاخر
فأصدر هشام الاموي امرا الى واليه في الكوفة يقضي
بقتل (جابر بن يزيد الجعفي) احد اصحاب الباقر/ ع/ ومن اكابر العلماء وابرزهم ,.
غير أنّ الامام الباقر /ع /فوّتَ ذلك على بني امية حيث امر /ع/ جابر الجعفي بالتظاهر بالجنون كطريق وحيد للنجاة من القتل الاموي
وهكذا إذ راح العالم الفقيه جابر يلعب مع الصبيان متظاهرا بالجنون
فكتب والي الكوفة الى هشام الاموي /عن جابر أنه::
(كان رجلا
له فضل وعلم وجُنّ وهو دائر في رحبة الكوفة مع الصبيان )
وبذلك نجا جابر من القتل الاموي .!1
!1/ إنظر/ مناقب أل ابي طالب/ابن شهر آشوب /ج 4 /ص 191 /.
ولكن لم يكف هشام بن عبد الملك عن سياسته الظالمة بل كان واثقا من أنّ مصدر الخطر عليه يأتيه من الامام الباقر/ ع/
وأنّ بقاء الباقر/ع/ حرا طليقا يشكل نقطة النهاية لحكمه الباطل .
فمن هنا امر هشام الاموي بإعتقال الإمام محمد الباقر /ع/ وابعاده عن مدينة جده رسول الله/ ص/
وامر بحمل الباقر وابنه الصادق/عليهما السلام/ الى دمشق عاصمة الامويين
وإُودِعَ في احد سجون الحكم الاموي هناك.
ولكن الباقر/ ع / حتى وهو في السجن الاموي ظل يمارس عمله التغييري فأثّر وغيّرَ واصلح حال السجناء
حتى كان ذلك سببا لأطلاق سراحه /ع /
وقد ذكر أبو بكر الحضرمي قائلا:
(فلمّا صار(أي الإمام محمد الباقر/ع/) في السجن تكلّم فلم يبقَ في الحبس رجلٌ إلاّ ترشّفه
( أي أخذ منه العلم والإيمان والمعرفه أخذ وشرب المتعطش الى الماء ليتروّى)
وحَنَّ إليه
فجاء صاحب السجن الى هشام بن عبد الملك وأخبره بخبره فأمر به فحُمِلَ على البريد (وسائط النقل آنذاك) هو /ع/ وأصحابه ليُردّوا الى المدينة)
إنظر/مناقب آل أبي طالب/ابن شهر آشوب/ج3/ص322/323.
ولكن لم تترك السلطة الأموية الإمام الباقر/ع/ بعيداً عن الرقابة والترصد لنشاطه العلمي والمعرفي والتربوي في الأمة بل بقت تُضايقه حتى في المدينة.
وفي نهاية المطاف لم تتحمل العصابة الاموية وجود الامام الباقر /ع /
حتى اختارت الجريمة كطريق للخلاص من شخص الامام المعصوم /ع/ فإغتالته بالسم سنة 114 للهجرة .
فتوفي أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام بالمدينة يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة أربع عشرة ومائة ، وله سبع وخمسون سنة
بسم إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك
فتكون وفاته في أيام هشام بن عبد الملك
وقبره بالبقيع وأوصى إلى ابنه جعفر عليه السلام ، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة ، وأن يعممه بعمامته ، وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع ، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه .
إنظر/الأنوار البهية/الشيخ الثقة عباس القمي/ص145.
فسلام على إمامنا محمد الباقر/ع/ في العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف.
تعليق