إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمامة في ذريّة إبراهيم/ الموضوع المميّز لهذا الاسبوع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #11
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الاخت الفاضله ياابا الفضل العباس....السلام عليكم
    احسنتِ اختي الكريمه على أختيارالموضوع القرآني والعقائدي المهم والحساس والذي يوضح للمسلمين أهمية موضوع الامامه , ليختاروا لهم أماما يقتدون ويهتدون به الى أمر الله عز وجل (
    وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ).
    كما أشكر أستاذنا المفدى الشيخ المفيد - أفادنا الله به ببركة وجوده بيننا - على مداخلته المفيده والتي توضح من يستحق هذا المنصب الالهي الرفيع ,
    ان الامامه- بوصفها عهدا من الله - لايمكن ان يصل اليها ظالم مطلقا, حتى وان كان ظالما لنفسه فقط ,وذلك لصدق انطباق الظلم عليه حينئذ ,
    والامامه عهد الاهي يهبه الله لمن يختاره ويصطفيه من عباده , ان منح الله لرسوله ونبيه وخليله ابراهيم عليه السلام هذا المنصب الالهي العظيم وبعد انتخابه للنبوة والرساله , وبعد ان تخطى سلام الله عليه امتحانات عديده وعظيمه , يدل على ان مقام الامامه مقاما رفيعا لايرتبط بالشريعه التي كانت قد اعطيت له من قبل بل هو راجع الى الهدايه الحقه التي تصل وتؤثر في كل من يستعد لها تكوينيا.
    جعلنا الله وأياكم من المتمسكين بأئمة الهدى من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
    أختنا الكريمه وفقكِ الله ورعاكِ.
    تقبلي مروري...لكِ خالص التحيات

    sigpic

    تعليق


    • #12
      بسم الله الرحمن الرحيم

      والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعزّ المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين



      يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز :

      (( وجعلناهم أئمةً يَهدُونَ بِأمْرِنا لمَّا صَبَرُوا وكانوا بآيَاتِنا يُوقِنُون))


      (( وجعلناهم أئمَّةً يَهْدُونَ بِأمْرنَا وَأوْحَيْنَا إليهم فِعْلَ الخَيْرَاتِ وإقَامَ الصَّلاةِ وإيْتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لنَا عَابِدِين))
      الأنبياء 73




      هاتين الآيتين بالإضافة الى آية العهد لإبراهيم عليه السلام تبين أن الإمامة جَعلٌ إلهيٌّ وليست منصب

      شورى بين الناس مهما بلغت مرتبتهم سموا ورفعة لإنّ(( الله أعلم حيث يجعل رسالته)),,

      ولإن الله هو الأعلم فقد وضع شروطاً لاستحقاق هذا الجعل الإلهي ,

      ونبدأ باستعراض الشروط حسب تسلسلها في الآيات القرآنية المباركة

      (( وجعلناهم أئمةً يهدون بأمرنا)) :

      1- الهداية بأمر الله =

      هذه الهداية هي بأمر الله أي أنه هو سبحانه وتعالى قد اختار هؤلاء الأئمة

      لهداية الناس الى سبيل خالقهم لأنه لا يمكن أن يقوم بهذه الهداية إلا من وعى أمر الله وعياً مطلقاً بحيث لا تغيب عنه أدنى التفاصيل فيكون مثال الحديث القدسي (( عبدي أطعني تكن مثلي )) وحتى يكون مِثْل الله أو مَثَله لا بدَّ أن يكون معصوماً من كل ما يعترض النفس البشرية من شوائب لإنهم سينفّذون الأمر الإلهي وهم يدركون كافة أبعاده وجوانبه بيقين خالص لا شبهة معه , ولا تردّد ولا أدنى اعتراض حتى وإن كان اعتراضاً قلبياً.,,

      هذه الهداية الإلهية استحقوا ممارستها(( لما صبروا )) والصبر كما هو معروف يكون عند الإبتلاء والخروج منه بسلام لذا هم أجدر من غيرهم بهداية الناس لإنهم خاضوا التجارب وتغلّبوا عليها بتسليمهم المطلق للمشيئة الإلهية ورضاهم بما يختاره لهم الله تعالى كما هي الحال مع الخليل وولده النبي عليهما وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام عندما (( أسلما )) لامر الله الذي هو في المنطق البشري غير عقلاني.

      2- قبل الصبر يأتي اليقين=

      فالإنسان المُيَلِّغ عن الله لا بد أن يكون يقينه مطلقاَ حتى يسلّم للحق تعالى بأنه لا يصدر منه إلا الجميل

      3- الإيحاء الى الأئمة =

      (( وأوحينا إليهم فعل الخيرات)) أي أنه لا يصدر عنهم إلا فعل الخيرات لإنهم كما يصف اللهُ النبيَّ موسى عليه السلام (( واصطنعتك لنفسي )) هؤلاء الأئمة مصنعون لنفس الله فلا يمكن أن يكونوا إلا مثاله في فعالهم التي لا يعرف كنهها إلا الله تعالى لإنه هو الذي ألهمهم إياها ووسددهم لها وهم سلّموا له بالمطلق,,

      4- وإيتاء الزكاة =

      هؤلاء الأئمة المصطنعين على عين الله هم أكثر الخلق رأفة ورحمة بمخلوقات الله سبحانه وتعالى لذا هم يؤتون الزكاة من أنفسهم وقلوبهم وطاقاتهم وأموالهم لمن يحتاجها من المخلوقات لإنهم محال معرفة الله وفيوضاته ومن فيضهم يُفاض على الخلق المحتاجين الى من يسوسهم ويرعاهم بما تقتضيه مصالحهم التي يعرفها هؤلاء الأئمة بإلهام وإيحاء من الله تعالى أي أنهم في كلِّ حركاتهم وسكناتهم هم مُسدَّدون بالعناية الإلهية ,,

      5- (( وكانوا لنا عابدين)) =

      من هذه الآية المباركة يتضح لما استحقوا هذه الفيوضات الرحمانية ,(( كانوا لنا عابدين)) , العابد بالمصطلح اللغوي اسم فاعل لمن كان دأبه وديدنه العبادة في كل حركاته وسكناته وتفاصيل عمره , وفي سرد الشروط تظهر البلاغة القرآنية من خلال لفت الإنتباه أولاً للأئمة ثم سرد أفعالهم ثم ذروة الفعل تأتي في خاتمة السرد التي هي أول صفات الأئمة وملكة كل الصفات , فكل افعالهم كان المحور فيها هو الله سبحانه وتعالى,,

      كما يعبّر أبو الأئمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بما معناه :

      أنه ما رأى شيئاً ولا عمل أمراً إلا وهو يرى الله معه وفيه وقبله وبعده,,

      من خلال كل ما ذكرنا يتّضح أنَّ الإمامة هي :
      1-عهدٌ الهيٌّ مجعولٌ لخواص الخلق عند الله سبحانه وتعالى.

      2- أنَّ الإمامة جعلُ الله إذن يجب ان تكون عِصمة الإمام الهية بدليل الجواب الإلهي (( لاينال عهدي الظالمين))على سؤال النبي إبراهيم عليه السلام عندما سأل عن مستحقّها من ذريته , فالظالم إما يكون ظالماً لنفسه عندما لا يطبّق ما أمره الله على الصعيد الشخصي ولو في مرحلة من مراحل عمره مهما كانت بسيطة, أو أن يكون ظالماً على الصعيد العام , كظلم الناس أو أيٍّ من مخلوقات الله من حيوان أو جماد أو بيئة أو غيرها من أشكال الظلم الذي له مصاديق كثيرة نجهلها نحن البشر العاديين.

      3- لأنَّ الإمامة منصب إلهي لا يدانيه أي منصب حتى النيوّة يجب أن تكون أعمال العباد غير محجوبة عن الإمام بأمرٍ من الله تعالى حتى يتمكن من القيام بواجبات هذا المنصب ومراقبة ممارسة العباد لواجباتهم وذلك بدليل القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (( يوم ندعو كلَّ أُناسٍ بإمامهم )) الإسراء 71 فلا يمكن أن تكون هذه الدعوة لمجرد الإستعراض بل ليشهد على أفعالهم وما اجترحت أيديهم في دار الدنيا من خير وشر والأمثلة في القرآن الكريم عديدة على ذلك , لذا لايمكن أن تخلو الأرض من إمام حق يُفاض على الخلق ببركة وجوده ويرعاهم وعالماً بجميع احتياجاتهم ليشهد عليهم دون أن يشوب شهادته أيَّ ظلم.
      5- يجب أن يحوز على جميع الكمالات ويفوق جميع الخلق بالفضائل النفسبة والمزايا الحسنة وكافة العلوم حتى يتمكن من هداية الخلق كما ينبغي ,لذا يستحيل أن يوجد بين الخلق من يفوقه كمالاً , ولا يجوز أن يميل الخلق عنه إلى من هو أدنى منه (( افمن يهدي إلى الحقَّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ امَّن لا يَهدِي إلاَّ أن يُهْدَى لِلحقَّ فَمَالَكُم كَيْفَ تَحْكُمُونَ))يونس 35 .
      إذن آية الجعل الإمامي هذه قد ابطلت إمامة أي ظالم دون النظر إلى ماهية ظلمه أو مدته أو كيفيته ,,(( ياأيها النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَوعِظَةٌ مِنْ رَبَّكُم وَشِفَاءٌ لما فِي الصُّدُورِ وَهُدَىً وَرَحْمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ))
      ولا يمكن أن يرحم الله الخلق بأكثر من أن يولّي عليهم من يليق بهذه الولاية ليكون هدىً ورحمة لمن آمن واهتدى لسبيل الحق وماذا بعد الحق إلاَّ الضلال فمالكم كيف تحكمونز

      الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

      غاليتي (( ياأباالفضل العباس)),,

      جزاكِ الله أحسن الجزاء بعدد كل من قرأ ويفرأ وسيقرأ هذا الموضوع,,

      وأعتذر عن الإطالة لإنَّ هذا الموضوع من أكثر المواضيع تشعّباً ويحتاج الى

      تفصيل و ويا حبّذا لو أنَّ الأخوة والأخوات أضافوا مشاركات تثري هذا الموضوع

      لأهميه مكانته في العقيدة الذي يجب علينا جميعاً أن نساهم في نشرها.

      حفّتكِ ملائكة الرحمة أينما كنتِ,,




      التعديل الأخير تم بواسطة متيمة العباس; الساعة 23-11-2011, 09:20 PM.

      ياأيها المصباح كلُّ ضلالة

      لمّا طلعتَ ظلامُها مفضوحُ

      ياكبرياء الحقِّ أنتَ إمامه


      وبباب حضرتكَ الندى مطروحُ

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X