بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
·شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه : هذا خطاب من الله تعالى للمؤمنين يأمرهم أن يطيعوه ويطيعوا رسوله ويطيعوا أولي الأمر منهم ، فالطاعة هي امتثال الأمر . فطاعة الله هي امتثال أوامره والانتهاء عن نواهيه . وطاعة الرسول كذلك امتثال أوامره وطاعة الرسول أيضا هي طاعة الله ، لأنه تعالى أمر بطاعة رسوله ، فمن أطاع الرسول ، فقد أطاع الله كما قال " من يطع الرسول فقد أطاع الله " فأما المعرفة بأنه رسول ، فمعرفة بالرسالة ولا يتم ذلك إلا بعد المعرفة بالله ، وليست إحداهما هو الأخرى ، وطاعة الرسول واجبة في حياته وبعد وفاته ، لان بعد وفاته يلزم إتباع سنته ، لأنه دعا إليها جميع المكلفين إلى يوم القيامة ، كما أنه رسول إليهم أجمعين .[1] ·الفخر الرازي : وقال أيضاً في ذيل قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنكُمْ) (النساء: 59): إن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، ومَن أمَر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع، لا بد أن يكون معصوماً عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ، كان بتقدير إقدامه على الخطأ، يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ. والخطأ لكونه خطأ منهيٌ عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد، بالاعتبار الواحد، وإنه محال.
فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر علي سبيل الجزم، وثبت أن كل من أمَر الله بطاعته على سبيل الجزم، وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ. فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوماً .[2] ·السيد الطبطبائي في الميزان : فقال وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ولا يجوز على الرسول أن يأمر بمعصية أو يغلط في حكم فلو جاز شئ من ذلك على أولي الأمر لم يسع إلا أن يذكر القيد الوارد عليهم فلا مناص من أخذ الآية مطلقة من غير أي تقييد ولازمه اعتبار العصمة في جانب أولي الأمر كما اعتبر في جانب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غير فرق .[3] ·محمد عبده : فأهل الحل والعقد من المؤمنين فإذا اجتمعوا على أمر من مصالح الأمة ليس فيه نفي من الشارع مختارين في ذلك غير مكرهين بعبرة احد ولا نفوذهم فطاعتهم واجبة ويصح أن يقال هم معصومون في هذا ويصح أن يقال هم معصومون في هذا الإجماع اطلع الأمر في طاعتهم بلا شرط .[4] دلالة الآية على عصمة أولي الأمر ليست مختصة بفهم علماء الشيعة تبعا لائمتهم عليهم السلام . الهوامش
[1] التبيان - الشيخ الطوسي - ج 3 - ص 235 – 236 .
[2] التفسير الكبير ج10 ص116 طبعة دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الأولى 1421 هـ - 2000م .
[3] تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 4 - ص 391
[4]تفسير المنار ج5 ص181 .
تعليق