(( شواهدٌ قُرآنيّة على قُداسَةِ الإمام علي (عليه السلام)))
=================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لم يَِحظَََ رجلٌ في الاسلام بعد الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) بمثل ما حظي به الإمام علي/ ع/ من ثناء وإجلال بالتوصيف من لدن القران الكريم
وبالصراحه من السنة النبوية الشريفة:
فمِن أهم أوسمة التقدير والتقديس التي نالها الإمام علي /ع/ من ألله عز وجل ومن رسوله / ص/ هي
ما يلي :
1: / أية التطهير /33 /سورة الاحزاب /
حيث قال تعالى :
(( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً))/ الأحزاب33
فقد ذكر المفسرون أن هذه الاية الشريفة نزلت في رسول ألله محمد/ص /وعلي /ع/ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام أجمعين)
حين دعاهم الرسول الأكرم / ص/ إليه فضمهم بعبائته الشريفة وجللهم بها
فعن عمرة بنت أفعى ، قالت : سمعتُ أم سلمة ( رضي الله عنها ) ، تقول :
نزلت هذه الآية في بيتي :
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
قالت : وفي البيت سبعة : رسول الله ، وجبرئيل وميكائيل ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ( صلوات الله عليهم )
قالتْ (أم سلمة) : وأنا على الباب
فقلتُ : يا رسول الله ، ألستُ من أهل البيت ؟
قال /ص:: إنّك من أزواج النبي ، وما قال : إنك من أهل البيت
و عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : أخبرنا إسماعيل ابن أبان الأزدي
قال : حدثنا عبد الله بن خراش الشيباني ، عن العوام بن حوشب ، عن التيمي ، قال :
: دخلتُ على عائشة فحدثتنا أنها رأت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : فقال :/ص/
اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا :
إنظر/الأمالي/الصدوق/ص560.
وهذه الآية الشريفة هي نصٌ قطعي من الله عز وجل وشهادة حقيقية بعصمة النبي محمد/ص/ وأهل بيته الأطهار ومنهم الإمام علي/ع/.
فإذّهاب الرجس عن أهل البيت/ع/ وتطهيرهم المُطلق هو أمرٌ مُساوق ومساوي تماماً لعصمتهم المطلقة منذ ولادتهم وحتى مماتهم
بدليل أنّ الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا صغيرا السن وقت نزول هذه الآية الشريفة
وهما/ع/ من ضمن المشمولين بعنوان أهل البيت الذين أدخلهم رسول الله/ص/ في عبائته الشريفة أو الكساء .
2 / أية المباهله /61 /سورة أل عمران
حيث قال تعالى:
{((فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ))/ آل عمران61
أي:
(فمن حاجك) فمن جادلك من النصارى (فيه (في شأن عيسى/ع/)
من بعد ما جاءك من العلم) بأمره
(فقل) لهم يا رسول الله محمد/ص/:
(تعالَوا ندع أبناءنا (الحسن والحسين/ع/)
وأبناءكم
ونساءنا(الصديقة الزهراء/ع/) ونساءكم
(وأنفسنا(النبي محمد وعلي/ع/ وأنفسكم)
فنجمعهم (ثم نبتهل) نتضرع في الدعاء
(فنجعل لعنة الله على الكاذبين) بأن نقول:
اللهم العن الكاذب في شأن عيسى
وقد دعا صلى الله عليه وآله وسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه به
فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك
فقال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا
فأتوا الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم )وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي
وقال لهم/ص/ : إذا دعوتُ فأمِّنوا(أي قولوا آمين رب العالمين)
فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية .
وأكد أهل التفسير من جميع المسلمين على أن أية المباهلة نزلت حين خرج الرسول الأكرم محمد/ص/
بعلي /ع/ وبفاطمة /ع/ وبالحسنين /ع/ لمباهلة نصارى نجران
فعبّرَت الاية عن الحسنين /ع/ بأبناء الرسول /ص/ (أبنائنا)
وعبّرَت عن فاطمة /ع/ب (نسائنا) وعن علي /ع/ ب(أنفسنا)
والمباهلة / هي الدعاء ألى ألله تعالى باءنزال العذاب على الكاذبين
ولما رأى أسقف نصارى نجران الرسول الأكرم/ ص/ وأهل بيته /ع/ أمرقومه بالانسحاب
وفي حلية الأولياء لأبي نعيم بإسناده عن عامر بن أبي وقاص عن أبيه قال :
لما نزلت هذه الآية - دعا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم علياً وفاطمة وحسنا وحسينا
فقال/ص/:
( اللهم هؤلاء أهل بيتي )
وفيه بإسناده عن الشعبي عن جابر قال :
قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم العاقب والطيب فدعاهما إلى الاسلام
فقالا أسلمنا يا محمد
فقال/ص/ كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الاسلام
فقالا فهات إلينا
قال/ص/ حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير –
قال جابر فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه إلى أن يفداه بالغداة
فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ بيد علي والحسن والحسين وفاطمة
فأرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهم الوادي نارا
قال جابر: فيهم نزلت ندع أبنائنا وأبنائكم
قال جابر: أنفسنا وأنفسكم رسول الله وعلي وأبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة .
إنظر/الميزان في تفسير القرآن/السيد الطباطبائي/ج3 /ص233.
3 / أية الولاية الحقة لعلي /ع / أية 55 من سورة المائدة:
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55
وقد كان سبب نزول هذه الاية حين تصدّقَ الإمام علي /ع/ على مسكين بخاتمه أثناء ركوعه في الصلاة
فهذه الاية نصت على ولاية الإمام علي /ع/ على المؤمنين
حيث جاء التوصيف لعلي /ع/ بصيغة الجمع للتعظيم
وهذا النص القرآني الشريف:
يدلُ أيضا على أنّ الإمام علي /ع/هو الولي الأحق بإمرة المؤمنين بعد النبي محمد/ص/:
. ووجه الاستدلال من الآية الشريفة:
أن معنى (( وليكم)) في الآية :
هو مَن كان مستحقا للأمر وأولى القيام به وتجب طاعته
وثبت أيضا أن المراد ب (( الذين آمنوا )) أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام
وإذا ثبت الأمران( كونه /ع/ الولي الأحق +أمير المؤمنين) ثبتت إمامته عليه السلام .
وهذه الجملة تحتاج إلى بيان أشياء :
أولها/ أنّ لفظة (ولي) تفيد الأولى في اللغة .
وثانيها/ أن المراد بها في الآية ذلك (أي الأولى )
وثالثها /أن المراد ب ( الذين آمنوا ) أمير المؤمنين دون غيره .
والدليل على الأول (أي / أنّ لفظة (ولي) تفيد الأولى في اللغة .)
- استعمال هذه اللفظة في اللغة ، لأنهم يقولون (فلان ولي المرأة ) إذا كان أولى بالعقد عليها
و ( فلان ولي الدم) إذا كان له المطالبة بالقصاص والدية أو العفو
ويقولون ( فلان ولي عهد المسلمين) للمرشح للخلافة
وقال الكميت : ونعم ولي الأمر بعد وليه * ومنتج التقوى ونعم المؤدب
ويعني بالولي الأولى بالقيام بالأمر وتدبيره .
وقال المبرد : الولي هو الأحق ، والمولى والأولى عبارة عن شئ واحد .
والدليل على أن المراد في الآية ذلك (أي كونه/ع/ الأولى بالقيام بالأمر وتدبيره)
أنه إذا ثبت أن المراد ب ( الذين آمنوا) من كان مُؤتيا للزكاة في حال الركوع ، لأنه تعالى لما وصفه بالإيمان وصفه بإيتاء الزكاة في حال الركوع
فيجب أن يراعى ثبوت الصفتين (وصف الإمام علي بالإيمان(الذين آمنوا) ووصفه/ع/ بإيتاء الزكاة في حال الركوع)
وقد علمنا أن أحدا لم يعط الزكاة في حال الركوع غير علي عليه السلام
فوجب أن يكون هو المعني بها دون غيره .
وأيضا فإنه تعالى نفى أن يكون وليا غير الله ورسوله والذين آمنوا بلفظة ( إنما) ، وهي تفيد تحقيق ما ذكرفي النص والحصر
ونفي الصفة عمن لم يذكر
بدلالة قولهم . ( إنما لك عندي درهم )
يُريدون ليس لك عندي إلا درهم
ويقولون ( إنما النحويون المدققون البصريون )
يريدون نفي التدقيق عن غيرهم
ويقولون ( إنما الفصاحة في الجاهلية)
يريدون نفي الفصاحة عن غيرهم .
وقال الأعشى : ولستُ بالأكثر منهم حصى * وإنما العبرة للأكاثر
وإنما أراد نفي العبرة عمن ليس بكاثر .
وإذا ثبت أنّ المراد بالولاية التخصيص ثبت ما أردناه من معنى الإمامة والتحقيق بالأمر
لأن ولاية المحبة والموالاة الدينية عامة في جميع الأمة للاجماع عليه ، والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض .
والذي يدل على أن المراد ب (الذين آمنوا ) هو علي عليه السلام
أمران :
أحدهما /- أنه إذا ثبت أن المراد بالولي الأولى والأحق
فكل من قال بذلك قال هي متوجهة إليه عليه السلام
لأن من خالف في ذلك حملها على الموالاة في الدين لجميع المؤمنين .
والأمرالثاني / أنه قد ورد الخبر من طريق العام والخاص بنزول الآية فيه عليه السلام عند تصدقه بخاتمه في حال الركوع
والقصة في ذلك مشهورة .
فإذا ثبت أنه المختص بالآية ثبتت إمامته دون غيره
، لأن كل من قال إن الآية تفيد الإمامة قال هو المخصوص بها دون غيره
إنظر/الإقتصاد الهادي الى طريق الرشاد/الشيخ الطوسي/ص198/199.
/4/آية التنصيب والتبليغ الأخير:
حيث قال الله تعالى:
((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ))المائدة67
أي:
يا أيها الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بلِّغ وحي الله (في شأن تنصيب علي ٍ(عليه السلام) إماما وأميراً للمسلمين والمؤمنين من بعدك)
الذي أنزِل إليك من ربك
وإن قصَّرت في البلاغ هذا فَكَتَمْتَ منه شيئًا
فإنك لم تُبَلِّغ رسالة ربِّك
وقد بلَّغ النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم رسالة ربه كاملة طيلة فترة بعثته وأخيرها تنصيب عليٍ/ع/ أميرا للمؤمنين في يوم الغدير في /18/من ذي الحجة الحرام/للسنة/10/من الهجرة النبوية الشريفة:
فمن زعم أنه كتم شيئًا مما أنزِل عليه, فقد أعظم على الله ورسوله الفرية.
والله تعالى حافظك وناصرك على أعدائك فليس عليك إلا البلاغ.
إن الله لا يوفق للرشد مَن حاد عن سبيل الحق, وجحد ما جئت به من الحق من عند الله تعالى.
وأن قوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
نزل في هذا الموضع موضع غدير خم
ويروى أن في هذا الموضع نزل قوله تعالى :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
وأن النبي صلى الله عليه وآله نزل ، واليوم شديد متوهج القيظ
فأمر صلى الله عليه وآله بما تحت الشجر من الشوك فضم ،
ثم قام وقال للناس مقبلا عليهم :
( ألست أولى بكم من أنفسكم ) ؟
فلما أجابوه بالاعتراف والاقرار
أخذ بيدي أمير المؤمنين عليه السلام فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
ثم قال/ص/ : ( فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله )
واستأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقول في ذكر الحال شعرا ، فأذن له
فقال حسان : يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
ثم قال : يناديهم يوم الغدير نبيهم بخم وأسمع بالرسول مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا ولا تجدن منا لأمرك عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
وروي أن عمر بن الخطاب قال لأمير المؤمنين عليه السلام في الحال : بخ بخ لك يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
وقد بينا في الكتاب ( الشافي ) خاصة وفي غيره من كتبنا عامة أن هذا الكلام نص عليه بالإمامة وإيجاب لفرض طاعته
لأن النبي صلى الله عليه وآله قرر أمته بفرض طاعته بما أوجبه له قوله عز وجل ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )
ولا خلاف بين أهل اللغة بأن الأولى هو الأخص الأحق بالشئ الذي قيل وهو أولى به
فإذا قال صلى الله عليه وآله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه )
فقد أتى من لفظة مولى بما يحتمل معنى أولى
إنظر/رسائل السيد المرتضى/السيد الشريف المرتضى/ج4/ص131.
وهذا غيضٌ مما ذكره القرآن الكريم في حق عليٍ /ع/ وإلاّ ففي الواقع إنّ علياً/ع/ هو القرآن الناطق
وفى المناقب : ولما أراد أهل الشام أن يجعلوا القرآن حكما بصفين
قال الإمام علي رضي الله عنه : أنا القرآن الناطق
إنظر/ينابيع المودة لذوي القربى/الحنفي القندوزي/ج1/ص214.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
تعليق