لا تخلو من حجة
المقصود أن الارض لا تخلو من حجة ـ وهو الأمر المتواتر ومن ضرورات المذهب ـ هو عدم خلوها من الامام عليه السلام من عصر الرسالة الى يوم القيامة. والحجية هي مهمة من مهام الامام ووظائفه ، ومعناها ان الله سبحانه وتعالى يحتج به على عباده ، فلذا يسمى حجة الله على الخلق.
والمعنى الآخر للحجية: هو أن أقواله واوامره ونواهيه يجب الالتزام بها والعمل عليها . ويكفي في صحة اطلاق الحجية بهذا المعنى هو التزام المؤمن بانه اذا صدر أمر أو نهي من الامام فهو سوف يطبقه ويسير على نهجه ، سواء صدر ذلك فعلاً أو لم يصدر ، كما في زمن الغيبة.
مضافاً الى أن الكثير من الأوامر والنواهي قد صدرت في زمن الغيبة الصغرى ، فيصح اطلاق كلمة الحجة عليه بهذا المعنى أيضاً ، علماً ان وجود الامام لا يقتصر على الحجية كما سبق ، بل له مهام وفوائد ووظائف اخرى كثيرة جداً، حيث يكون الانتفاع به كالشمس اذا غيبتها السحاب ـ كما ورد في روايات اهل البيت ـ .
ولا يغيب عن ذهنكم أخوتي الكرام ان الدليل الروائي يعتبر من الأدلة الأربعة في الحجية والاستنباط ، بل هو يأتي بالمرحلة الثانية بعد القرآن الكريم . هذا اذا كان حديث آحاد ، أما إذا كان الحديث متواتراً ، فيكون قطعي الصدور وفي نفس رتبة القرآن الكريم ، لأن كلامهم يمثلّ الوحي الالهي .
تعليق