((مَنْ يُؤمِن بيوم الغدير يُؤمِن بالأمام المهدي:
(عليه السلام)))
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
عن : عبد الرحمن بن كثير قال :
قلتُ لأبي عبد الله (الإمام جعفر الصادق)عليه السلام :
ما عَنى الله تعالى بقوله : (أي ما قصدَ)؟
(( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) ؟
قال/ع/ : نزلت في النبي (محمد) صلى الله عليه وآله ، وأمير المؤمنين(علي) والحسن ، والحسين ، ( وفاطمة ) عليهم السلام .
فلما قبض ( الله ) نبيه ، كان أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين عليهم السلام .
ثم وقع تأويل هذه الآية :
((وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ))الأنفال75
فكان علي بن الحسين عليه السلام
ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء ، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ))
/إنظر/الإمامة والتبصرة/ابن بابويه القمي/ص48.
وهم كافة (عليه السلام) مشمولونٌ أيضا
بقول النبي محمد ( صلى الله عليه وآله) :
( إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يفترقا ، حتى يردا علي الحوض )
وقوله /ص/: ( يا علي الإمامة فيكم ، والهداية منكم )
وقوله صلى الله عليه وآله :
( من أهل بيتي اثني عشر نقيبا نجباء ، محدثون ، مفهمون ، آخرهم ، القائم بالحق عليه السلام )
إنظر/المُعتَبَر/المحقق الحلي/ج1/ص24.
((أهل البيت المعصومين (عليهم السلام) ))
================
هذا عنوانٌ يختزلُ في ذاته وروحه الكثير من القيم والعقديات الألهية الحقة
والتي تفرض علينا فرضا تعبدياً وعقلانيا أن نأخذ بشريعة ألله تعالى أخذا ميدانيا صحيحا
فبالفعل يوجدُ ترابط عقدي وشرعي في ضرورة الأيمان المجموعي
بحقانية وإمامة الأئمة المعصومين الأثني عشر /ع/ على نحوكل إمام فرد وفي كل وقت
.
وللعلم إنّ يوم الغدير هو يوم فتح الأمامة الربانية الجعل والنصب بعد ختم النبوة المحمدية
وهذا الفتح الإمامي بدأ بعلي /ع/ وباق ومنتهي بالأمام المهدي /ع/
(( بنا فتح ألله وبنا يختم))
إنظر/الإمالي/الصدوق/ ص66.
فمن هنا يتحتم علينا الأيمان العقدي بمجموع الأئمة المنصوبين إلهيا
وهذا الأيمان يتطلب العمل الواعي والممنهج لرفع الغيبة الكبرى عن إمامنا المهدي /ع/
والذي ينتظر بأبي وأمي /ع/ من مُحبيه ومُنتَظريه النضج المعرفي والديني
والتطوير للذات والمجتمع وتأهيله لتقبُل الظهور الشريف للمهدي/ع
إننا بحاجة اليوم إلى مراجعة قيمية لكل منظومتنا السلوكية والأخلاقية والأجتماعية وحتى الدينية
.
الأمام المهدي /ع/ هو إمام واعد وموعود به يُريدُ /ع/ إناساً لهم من المُكنة النفسية والفكرية والتدبيرية ما يتحملون معها ثُقل الرسالة المهدوية
ففتح الأمامة العلوية وختمها بالمهدوية تجعلنا في مأمن شخصاني ووجداني مصيري يعطينا تفسيرا دينيا وعقلانيا قويما.
لأنّ الأنسان يسأل والشريعة والعقيدة يُجيبان
.
فنحن والحمدُ لله في أحسن حال معرفي وعقدي
لأننا أحرزنا معرفة الأمامة المجعولة إلهيا لا بشريا
أما غيرنا حينما قالوا ببشرية الأمامة وجَعْلِها
فقد وقع في المحاذير العقلانية بل وحتى الأخلاقية من جهة سوء إختيار الناس لإمامهم
بطريقة الأنتخاب المزعوم عندهم فخلفوا لنا خلفاء سوء ومعصية .
والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف:
تعليق