ذهب أحد البدناء الى طبيب اختصاصي بالتغذية وقال له:
«أريد أن أخسر عشرة كيلوغرامات من وزني». فأجابه الطبيب: عليك بتناول الخبز المحمّص ثلاث مرات يومياً».
فسأل البدين مستفسراً: «قبل الأكل أو بعده»!
المعروف عن البدناء أنهم ظرفاء، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو الشيء الذي يجعلهم هكذا؟قبل أن نخوض في الإجابة عن هذا السؤال، لا بد أن نعرف أن الخلايا العصبية الدماغية تفرز مواد كيميائية اسمها النواقل العصبية، تتولى مهمة تنظيم الإشارات الواردة الى الدماغ أو الصادرة عنه.
ويحتوي المخ على ما لا يقل عن عشرة آلاف ناقل عصبي، بينها واحد له شهرة واسعة يطلق عليه اسم السيروتونين.
ويملك السيروتونين وظائف عدة، اذ يتدخّل في مزاج الشخص وسلوكه وفي إحساسه بالألم، كما أن له علاقة بالساعة البيولوجية وبدورة النوم واليقظة، وفي التحكّم في الأكل والشهية وفي درجة حرارة الجسم ونشاطه الحركي. ويؤدي نقص السيروتونين في الجسم الى اضطرابات متعددة مثل القلق والكآبة والوسواس وكره الحياة والسأم والميل للانتحار والأرق، اضافة الى صعوبات عدة تطاول السلوك والتفكير والجنس.
ولكي يتمكن الجسم من «صنع» السيروتونين، فإنه يحتاج الى الحامض الأميني التريبتوفان، الذي يشكل وحدة صغيرة من أصل 20 وحدة تتألف منها البروتينات. وهذا الحامض أساس أي أن الجسم لا يستطيع تركيبه، بل لا بدّ له من تأمينه من طريق الطعام، وإلا فعلى الصحة السلام.
نعود الى بيت القصيد، أي الى سر الظرافة وخفة الدم عند البدناء، فلو حاولنا أن نلقي نظرة خاطفة على أطباق الطعام التي يتناولها هؤلاء لوجدنا انها تحتوي غالباً على البطاطا، المعجنات، الخبز، الرز، الحلويات، البوظة، المشروبات السكرية، الموز، الشوكولاته. فالقاسم المشترك الذي يجمع هذه المآكل هو محتواها العالي من السكريات، والشيء الثابت علمياً أن هذه الأخيرة تؤدي الى زيادة مستوى الحامض الأميني التريبتوفان في الدم، وبالتالي الى زيادة مستوى الناقل العصبي السيروتونين المسؤول عن صفاء المزاج والشعور بالسعادة.ان ما يميز البدناء هو توقهم الشديد الى السكريات، وهم غالباً ما يلقون اللوم على هذا الولع الملحّ في معاناتهم من زيادة الوزن، أو الى فشل الحمية الغذائية لانقاص الوزن ان اشتهاء السكريات هو شيء طبيعي، ولكن الطامة الكبرى هي المبالغة في تناول تلك السكريات، فعندها ستكون الشرارة التي تقدح زناد الإصابة بالبدانة.
أما عن الأسباب التي تدفع البدناء الى الشغف القوي بالسكريات، فالفرضيات متعددة، ومنها أن هذا الشغف هو محاولة من الجسم لعلاج ذاته من أجل تعويض النقص في مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ. ويعزو آخرون التوق الى السكريات الى وجود اشخاص حساسين تجاه السكر، فأدمغة أصحابها لا تعرف الهدوء وراحة البال الا بعد التهام ما هبّ ودبّ من السكريات التي تحدث تغيرات كيميائية في المخ، منها ارتفاع مستوى هرمون السيروتونين ومركبات الأندورفينات (الشبيهة بالمورفينات) التي تولد احساساً بالانشراح والانبساط والى تحسن في السلوك والمزاج... أي الى خفةالدم كما يقال في العامية
«أريد أن أخسر عشرة كيلوغرامات من وزني». فأجابه الطبيب: عليك بتناول الخبز المحمّص ثلاث مرات يومياً».
فسأل البدين مستفسراً: «قبل الأكل أو بعده»!
المعروف عن البدناء أنهم ظرفاء، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو الشيء الذي يجعلهم هكذا؟قبل أن نخوض في الإجابة عن هذا السؤال، لا بد أن نعرف أن الخلايا العصبية الدماغية تفرز مواد كيميائية اسمها النواقل العصبية، تتولى مهمة تنظيم الإشارات الواردة الى الدماغ أو الصادرة عنه.
ويحتوي المخ على ما لا يقل عن عشرة آلاف ناقل عصبي، بينها واحد له شهرة واسعة يطلق عليه اسم السيروتونين.
ويملك السيروتونين وظائف عدة، اذ يتدخّل في مزاج الشخص وسلوكه وفي إحساسه بالألم، كما أن له علاقة بالساعة البيولوجية وبدورة النوم واليقظة، وفي التحكّم في الأكل والشهية وفي درجة حرارة الجسم ونشاطه الحركي. ويؤدي نقص السيروتونين في الجسم الى اضطرابات متعددة مثل القلق والكآبة والوسواس وكره الحياة والسأم والميل للانتحار والأرق، اضافة الى صعوبات عدة تطاول السلوك والتفكير والجنس.
ولكي يتمكن الجسم من «صنع» السيروتونين، فإنه يحتاج الى الحامض الأميني التريبتوفان، الذي يشكل وحدة صغيرة من أصل 20 وحدة تتألف منها البروتينات. وهذا الحامض أساس أي أن الجسم لا يستطيع تركيبه، بل لا بدّ له من تأمينه من طريق الطعام، وإلا فعلى الصحة السلام.
نعود الى بيت القصيد، أي الى سر الظرافة وخفة الدم عند البدناء، فلو حاولنا أن نلقي نظرة خاطفة على أطباق الطعام التي يتناولها هؤلاء لوجدنا انها تحتوي غالباً على البطاطا، المعجنات، الخبز، الرز، الحلويات، البوظة، المشروبات السكرية، الموز، الشوكولاته. فالقاسم المشترك الذي يجمع هذه المآكل هو محتواها العالي من السكريات، والشيء الثابت علمياً أن هذه الأخيرة تؤدي الى زيادة مستوى الحامض الأميني التريبتوفان في الدم، وبالتالي الى زيادة مستوى الناقل العصبي السيروتونين المسؤول عن صفاء المزاج والشعور بالسعادة.ان ما يميز البدناء هو توقهم الشديد الى السكريات، وهم غالباً ما يلقون اللوم على هذا الولع الملحّ في معاناتهم من زيادة الوزن، أو الى فشل الحمية الغذائية لانقاص الوزن ان اشتهاء السكريات هو شيء طبيعي، ولكن الطامة الكبرى هي المبالغة في تناول تلك السكريات، فعندها ستكون الشرارة التي تقدح زناد الإصابة بالبدانة.
أما عن الأسباب التي تدفع البدناء الى الشغف القوي بالسكريات، فالفرضيات متعددة، ومنها أن هذا الشغف هو محاولة من الجسم لعلاج ذاته من أجل تعويض النقص في مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ. ويعزو آخرون التوق الى السكريات الى وجود اشخاص حساسين تجاه السكر، فأدمغة أصحابها لا تعرف الهدوء وراحة البال الا بعد التهام ما هبّ ودبّ من السكريات التي تحدث تغيرات كيميائية في المخ، منها ارتفاع مستوى هرمون السيروتونين ومركبات الأندورفينات (الشبيهة بالمورفينات) التي تولد احساساً بالانشراح والانبساط والى تحسن في السلوك والمزاج... أي الى خفةالدم كما يقال في العامية
تعليق