(( طَلَّقَها لأنه لا يحبّها وهي ملعونةٌ ))
===========
:رجلٌ يصنعُ هذا قلَّ نظيره:
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنّ من المعلوم أخلاقيا وبحسب منظومة الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم):
أنّ حب الدنيا رأسُ كل خطيئة
فهو القائل/ص/:
((حب الدنيا رأس كل خطيئة ))
إنظر/مستدرك الوسائل/الميرزا النوري/ج12/ص45.
وإنّ هذا الحديث:
( حب الدنيا رأس كل خطيئة )
هو حديثٌ على سبيل الحقيقة دون المجاز والمبالغة في الكلام
بل هو الواقع .
لأن كل خطيئة بشرية هي تابعة لحب الدنيا
و مُنبعثةٍ منها.
لأن الدنيا طريق الهوى وسبيل المنى إلى الشهوات الحاضرة والخيالية
واللذات العاجلة الاعتبارية التي منها الكِبَر والحرص والحسد وحب النساء
ومن ههنا يُعلَم أن كل خطيئة تنبعث من حب الدنيا
فمن ترك حبّها صار خالصا لمولاه(الله تعالى)
ومن أحبها صار عبدا لدنياه
ثم أنّ النبي الأكرم/ص/ :
أشار إلى أن الدنيا مطلقا ليس بمذمومة وذلك بقوله/ص/:
( والدنيا دنياآن دنيا بلاغ ودنيا ملعونة )
إنظر/الكافي/الكليني/ج2/ص317.
ف(دنيا البلاغ) أي هي التي يأخذ منها الأنسان مقصده الطبيعي
وهو مقدارالإكتفاء من طريق الحلال وهذا المقدار لا بد لكل أحد من البشر حتى الأنبياء والأوصياء /ع/
الذين غاية هممهم ترك الدنيا والتوجه إلى المولى وهو المعين للبقاء والعبادة.
( ودنيا ملعونة ):
وهي الزائدة عن قدر الحاجة أو الحاصلة من طريق الحرام أو الداعية للنفس إلى الطغيان والقلب إلى العصيان والداعية أهلها إلى الخذلان
وإنما تعلق اللعن بها باعتبارأنها بعيدة عن الخير
وسالكة بطّلابّها الى الجحيم.
ومن هنا قال الإمام علي(عليه السلام):
((يا دنيا ، يا دنيا ، إليك عني(أي إبتعدي عني)
أبيّْ تعرضتِ ؟
أم لي تشوقتِ ؟
لا حان حينك ، هيهات (أي :بُعداً لكِ بُعدا)
غرّي غيري ،
لا حاجة لي فيكِ ،(أي أنه /ع/ قد أكتفى بدنيا البلاغ والكفاية)
قد طلقتكِ ثلاثا لا رجعة فيها (طلاق بائن لايمكن الرجعة فيه)
فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقير ،
آه من قلة الزاد وطول المَجاز(الطريق)
وبُعدُ السفر وعظيم المورد))
إنظر/خصائص الأئمة/الشريف الرضي/ص71.
فعلى أساسٍ من الذي تقدّم أعلاه فنحن أمام خيارين وجوديين في حياتنا .
فإمّا أن نختار ما أختاره المعصومون/ع/ من دنيا بلاغ وكفاية حاجة وقناعة ورضا بقضاء الله وقدره.
أو أن نختار دنيا ملعونة مُتقلبة بأهلها من حال الى حال لاتوصلنا إلاّ الى الهلاك والخسارة.
كما قال تعالى:
(( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً))الكهف /103
((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً))الكهف/104.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
===========
:رجلٌ يصنعُ هذا قلَّ نظيره:
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنّ من المعلوم أخلاقيا وبحسب منظومة الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم):
أنّ حب الدنيا رأسُ كل خطيئة
فهو القائل/ص/:
((حب الدنيا رأس كل خطيئة ))
إنظر/مستدرك الوسائل/الميرزا النوري/ج12/ص45.
وإنّ هذا الحديث:
( حب الدنيا رأس كل خطيئة )
هو حديثٌ على سبيل الحقيقة دون المجاز والمبالغة في الكلام
بل هو الواقع .
لأن كل خطيئة بشرية هي تابعة لحب الدنيا
و مُنبعثةٍ منها.
لأن الدنيا طريق الهوى وسبيل المنى إلى الشهوات الحاضرة والخيالية
واللذات العاجلة الاعتبارية التي منها الكِبَر والحرص والحسد وحب النساء
ومن ههنا يُعلَم أن كل خطيئة تنبعث من حب الدنيا
فمن ترك حبّها صار خالصا لمولاه(الله تعالى)
ومن أحبها صار عبدا لدنياه
ثم أنّ النبي الأكرم/ص/ :
أشار إلى أن الدنيا مطلقا ليس بمذمومة وذلك بقوله/ص/:
( والدنيا دنياآن دنيا بلاغ ودنيا ملعونة )
إنظر/الكافي/الكليني/ج2/ص317.
ف(دنيا البلاغ) أي هي التي يأخذ منها الأنسان مقصده الطبيعي
وهو مقدارالإكتفاء من طريق الحلال وهذا المقدار لا بد لكل أحد من البشر حتى الأنبياء والأوصياء /ع/
الذين غاية هممهم ترك الدنيا والتوجه إلى المولى وهو المعين للبقاء والعبادة.
( ودنيا ملعونة ):
وهي الزائدة عن قدر الحاجة أو الحاصلة من طريق الحرام أو الداعية للنفس إلى الطغيان والقلب إلى العصيان والداعية أهلها إلى الخذلان
وإنما تعلق اللعن بها باعتبارأنها بعيدة عن الخير
وسالكة بطّلابّها الى الجحيم.
ومن هنا قال الإمام علي(عليه السلام):
((يا دنيا ، يا دنيا ، إليك عني(أي إبتعدي عني)
أبيّْ تعرضتِ ؟
أم لي تشوقتِ ؟
لا حان حينك ، هيهات (أي :بُعداً لكِ بُعدا)
غرّي غيري ،
لا حاجة لي فيكِ ،(أي أنه /ع/ قد أكتفى بدنيا البلاغ والكفاية)
قد طلقتكِ ثلاثا لا رجعة فيها (طلاق بائن لايمكن الرجعة فيه)
فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقير ،
آه من قلة الزاد وطول المَجاز(الطريق)
وبُعدُ السفر وعظيم المورد))
إنظر/خصائص الأئمة/الشريف الرضي/ص71.
فعلى أساسٍ من الذي تقدّم أعلاه فنحن أمام خيارين وجوديين في حياتنا .
فإمّا أن نختار ما أختاره المعصومون/ع/ من دنيا بلاغ وكفاية حاجة وقناعة ورضا بقضاء الله وقدره.
أو أن نختار دنيا ملعونة مُتقلبة بأهلها من حال الى حال لاتوصلنا إلاّ الى الهلاك والخسارة.
كما قال تعالى:
(( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً))الكهف /103
((الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً))الكهف/104.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
تعليق