إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( التأنُّث والتذكُّر)) :الظاهرةُ والعلاج ::

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( التأنُّث والتذكُّر)) :الظاهرةُ والعلاج ::

    (( التأنُُّثُ والتَذكُُّرُ))
    =============
    :الظاهرةُ والعلاج :: في قراءةٍ فقهيةٍ وأخلاقيةٍ:
    ========================
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.

    منذُ أن خلق الله تعالى البشر فقد صنفهم الى صنفين :ذكرٍ وأنثى إلاّ ما شذّ عن الطبيعة
    كالمُخَنّث تكوينيا.(وهذا خارج عن موضوعنا هذا)


    فقال تعالى: حكاية عن إنحفاظ هوية كل صنف من البشر تكوينيا ووجوديا:
    ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))الحجرات 13
    ((وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى))آل عمران/36.
    وعلى الأصل الطبيعي للخلقة البشرية بصنفيها الذكري والأنثوي سارت الحركة البشرية حياتيا في تلبية حاجاتها الوجودية عامة وخاصة.

    ولكن حينما يتخذ هذا الأصل الطبيعي منحى آخر بإتجاه الهوية الأخرى فمن حقنا أن نتسائل لماذا يحصل هذا الميل الى الصنف الآخر؟
    ولماذا يُحاول أحد الصنفين التخلي عن الهوية الطبيعية الأصلية له بشريا.؟

    وللعلم إنّ ظاهرة التأنّث والتذكّر هي ظاهرة تأريخية ضاربة في أعماق الماضي السحيق .
    إلاّ أنها بقت تلوح في الأفق كسلوك ومنهج بدأ يُستغّل حتى طبيّا بحجة الرغبة الواقعية في التحول عند الأفراد الى الصنف الذي هم يرغبون به وجوديا.
    ولكن هذا لن يحصل دونما أن يترك آثاره الخطيرة على المجتمع البشري أخلاقيا وقيميا.

    ولذا فقد تصدّى المُشرّع الإسلامي لهذه الظاهرة منذ الصدر الأول للإسلام حيثُ تم رصد الظاهرة وتحديد العلاج لها بعد بيان الحكم الشرعي لموضوعها.

    وقبل أن أُبيّن حكم المُشّرع الإسلامي لهذا الظاهرة.

    سأُوضّح صورة التأنّث والتذكّر بشريا:
    بحسب ما جاء في متون الروايات في هذا الباب .
    وهي كالآتي :
    فتارة تتحقق هذه الظاهرة ظاهرة تأنّث الذكر في لين سلوكه بوجه يشبه المرأة وترقيق كلامه برقة صوت المرأة وتكسّر أعضائه (يديه وحتى رجليه)
    أي تحريكها بنفس ما تقوم به المرأة بحكم طبيعتها الأنثوية
    أو بتضخيم الصدر بفعل التزريق الصناعي المعروف طبيا

    أو بلبس ما تلبسه المرأة وهذا خاضع للظرف والوقت الذي تحصل فيه الظاهرة بحكم العرف العقلائي في تحديده للباس الرجل أو المرأة.

    ويتحقق التأنّث أيضا بصبغ الشعر بمثل ما تفعله النساء لا بمعنى وصورة ما يفعله الرجل من صبغ رأسه .

    أو بوضع المكياج على الوجه وتحمير الخد والشفة
    وتزجيج(أي تدقيق) الحاجبين بصورة وطريقة النساء.
    وكثيرة هي صور التأنّث ولكن هذه هي المشهورة

    أما ظاهرة تذكّر الأنثى (أي تشبهها بالذكر) فقد تبدو واضحة في صورة لبسها لباس الرجل عرفا

    أو قد تتجلى ظاهرة التذكّرللأنثى في سلوكها الرجولي الخشن من حيث الأفعال والميل النفسي والوجداني الى الأسترجال في هويتها الأنثوية.

    وللسيد الخوئي /قد/ رأيه في هذه الظاهرة وهو:

    (ويكون المراد من تشبه كل منهما بالآخر (أي الذكر والأنثى) هو تأنث الرجل باللواط وتذكر المرأة بالسحق ، وهو الظاهر من لفظ التشبه)
    إنظر/مصباح الفقاهة /السيد الخوئي/قد/ج1/ص336.
    ورأي السيد الخوئي/قد/ هذا إنما هو في باب الحرمة التكليفية.
    وبإعتبار أنّ هذه الصورة الشاذة هي أبشع وأفضع صور التشبة أخلاقيا وفطريا.
    أما باقي صور التشبه عنده فتدخل تحت عنوان الكراهة الشديدة شرعيا.


    وآلان نبيّن حكم هذه الظاهرة البشرية الشاذة .
    ونقول إنّ المتسالم والمتّفق عليه هو حرمة تشبه الرجل بالمرأة وحرمة تشبه المرأة بالرجل.سواء على مستوى الحرمة الإلزامية أوالحرمة الكراهتية.

    وللتشديد على هذه الحرمة ورد اللعن لمن يتلبس بذلك فعلا .

    ففي كتاب علل الشرايع:
    (أنّ عليّاً/ع/ رأى رجلا به تأنيث في مسجد رسول الله /ص/ فقال/ع/:لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)
    إنظر/علل الشرائع/الصدوق/ج2/ص116.
    وهذا الحديث فيه تشخيص لظاهرة التأنّث من قبل الرجال على مستوى السلوك والفعل الظاهري بصورة ما تفعله النساء بطبيعتها البشرية في أصل الخلقة.


    وفي مجمع البيان عن أبي اُمامة عن النبي محمد/ص/ أنه قال:

    (أربع لعنهم الله من فوق عرشه وأمنّت عليه الملائكة...الرجل يتشبه بالنساء وقد خلقه الله ذكرا والمرأة تتشبه بالرجال وقد خلقها الله أنثى)
    إنظر/مجمع البيان/الطبرسي/ج 4/ص140.

    وأنا هنا لاأريدُ أن أُحشّد الفتاوى الفقهية بخصوص المنع من التشبه وحرمته شرعا
    بقدر ما أُريد رصد الظاهرة اليوم في مجتمعنا المسلم وبيان أسبابها ومحاولة معالجتها أخلاقيا.


    فالمعروف إجتماعيا وحتى نفسياً أنّ لكل ظاهرة سبب وعلاج وإن كان آخر العلاج الكي.
    ومن أهم أسباب هذه الظاهرة الشاذة هي: كما يلي:

    /1/: الشعور بالنقص النفسي والقيمي في الهوية الشخصية للفرد ، لا سيما مع التأثر بالحملات الإعلامية الغربية المتواصلة التي تدعو إلى المساواة الكاملة بين الجنسين ، والتي تصطدم بالشرع المُطّهر ، ثم بالواقع ،

    مما يدعو بعض الفتية والفتيات الذين خُدُعوا بشعارات المساواة المزعومة إلى التشبه بالآخر ، لسد هذا النقص بزعمهم.


    /2/ – إنّ بعض السلوكيات الغير صحيحة لبعض المسلمين ، من المبالغة في تفضيل الذكر على الأنثى تفضيلاً مجرداً ، قد يوجد هذا النقص لدى بعض الإناث فيلجئنّ إلى التشبه بالذكور.
    أو بالعكس أي في حال تفضيل الأنثى على الذكر قد ينخلق الميل الوجداني والنفسي وحتى السلوكي لدى الذكور فيلجئوا أيضا الى التشبه بالإناث.




    /3/ التنشئة البيتية الخاطئة تربويا
    فبعض الناس قد يُرزق بعدد كبير من الأبناء الذكور وبنت واحدة ، فتنشأ هذه البنت مع إخوتها الذكور
    ، وتشاركهم في لعبهم وحديثهم وسائر شؤونهم سنوات عدة ، فيؤثر ذلك في شخصيتها ، ويجعلها تميل إلى بعض الصفات الذكورية ،

    وهذا يحدث أيضاً للذكر مع الإناث .
    بحكم قانون التأثير والتأثرالعام.


    /4/ التقليد الأعمى ، وإتباع الثقافة الآخرى والحداثة دونما أن يكون لهم وعيا ونقدا للذي يُريدون إتباعه
    فبعض الفتيات تقلد غيرها بلا تفكير ، فإذا رأت غيرها من الفتيات يفعلن شيئاً طبّقت ذلك
    ولو كان هذا الفعل خاطئاً ، وهذا ناتج عن ضعف الشخصية .
    وكذلك حال الشباب أيضا.

    إذن::
    فظاهرة التنصل السلوكي والنفسي من واقع الهوية البشرية بصنفيها الذكري والأنثوي
    إنما تتأتى بفعل عوامل ذاتية تكمن في شخصية الفرد وعوامل خارجية تضغط هي الآخرى بإتجاه صيرورة الذكر أنثى والأنثى ذكرا
    كما هو واضح في ما تقوم به المؤسسات الإعلامية الهابطة أخلاقيا وسلوكيا في الترويج لهذه الظاهرة السيئة والهابطة قيميا.
    وهذا هو ما موجود حاليا في بلاد الغرب حتى راحوا يُقننون في حرياتهم المزعومة حرية التجنس بشريا

    فضلا عن إقرارهم للزواج المثلي الذي يخرج عن حد الفطرة البشرية في وضعه الرذيل.

    وممكن طرح نقاط مهمة موجزة لمعالجة هذه الظاهرة الشاذة وهي كالآتي::

    أما العلاج فيكمن فيما يلي :


    أولاً : أن يفهم كل شاب أو شابة أن خلق الزوجين الذكر والأنثى هو أمر تكويني طبيعي من الله تعالى
    لا بد منه ، ولا تستقيم الحياة من دونه .

    وأن لكل واحد من الجنسين(الذكر والأنثى)
    وظيفته البشرية التي لا يمكن لآخر أن يقوم بها .
    كما عبّر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى:


    ((وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى))آل عمران/36.

    .
    ثانياً : أن تدرك كل الفتيات المسلمات :

    أنّ الله – عزّ وجلّ – قد أكرمهن بالإسلام ، وحفظ لهن كرامتهن وحقوقهن سواء كُنَّ بنتاً وأختاً وأماً وزوجةً ، أكثر من أي نظامٍ آخر ودين آخر

    فلا يوجد جزاء قانوني عادل بمثل ما أوجده الأسلام العزيز في إقامة الحد ومعاقبة الجاني جنسيا على الجنس الآخر ووضع عقابا صارما
    كالقتل في حال اللواط والعياذ بالله

    أوالرجم بالحجارة حتى الموت وأمام الناس في حال ممارسة الزنا بالنسبة للمتزوج .
    أو الجلد بالنسبة لغير المتزوج.


    ثالثاً :ليعلم الجميع أنّ الله وإن فضل جنس الرجال على جنس النساء في الجملة
    إلاّ أن بعض أفراد النساء قد يَكُنّ أفضل من بعض أفراد الرجال
    ولذا جاء التعبير القرآني بقوله :

    ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ))/النساء/34.
    أي:
    الرجال قوَّامون على توجيه النساء ورعايتهن, بما خصهم الله به من خصائص القِوامَة والتفضيل والقدرة البدنية
    وبما أعطوهن من المهور والنفقات.
    فالصالحات المستقيمات على شرع الله منهن, مطيعات لله تعالى ولأزواجهن, حافظات لكل ما غاب عن علم أزواجهن بما اؤتمنَّ عليه بحفظ الله وتوفيقه,

    وهنا يأتي المعيار القرآني في التفاضل وفق ملاك وقيمة العمل الصالح والتقوى لا وفق الجنس والصنف البشري:
    ولذا لم يقل الله تعالى هنا في هذا النص نص التفضيل:
    ( بما فضّل الله الرجال على النساء) .

    بل الأصل هو:
    ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))الحجرات/13.


    رابعاً : يجب أن يكون للفتاة المسلمة شخصيتها المعنوية والأنثوية والأخلاقية المتميزة
    فيجب عليها أن لا ترضى بالتقليد الباطل للظاهر السلبية مجتمعيا ودينيا
    بل عليها أن تسعى للسير في الصراط المستقيم صراط الخير والصلاح ، لتنال الأجر العظيم من الله
    وكذلك الشاب المسلم هو الآخر مُطالبٌ بتربية نفسه معنويا وأخلاقيا ودينيا.


    خامساً : يجب على الوالدين والأسرة أن يتنبهوا لتربية أولادهم ، وأن يراعوا الفوارق الجنسية بينهم
    فلكل جنس منهم (ذكر أو أنثى) تربيته اللائقة به .





    وقد أكّدَ القرآن الكريم على هذه المهمة الصعبة مهمة تربية النفس والأهلين.
    حيث قال تعالى:

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6
    أي:
    يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, احفظوا أنفسكم بفعل ما أمركم الله به وترك ما نهاكم عنه,
    واحفظوا أهليكم بما تحفظون به أنفسكم من نار وقودها الناس والحجارة, يقوم على تعذيب أهلها ملائكة أقوياء قساة في معاملاتهم, لا يخالفون الله في أمره, وينفذون ما يؤمرون به.





    سادساً – العمل على تحقيق العدالة بين الأولاد ذكوراً وإناثاً
    فيجب المساواة بينهم في المعاملة والعاطفة
    كما جاء في الحديث :
    ((إتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم))
    إنظر/الجامع الصغير/السيوطي/ج1/ص24.


    والقرآن الكريم أيضا قد تصدى لهذه الظاهرة الشاذة منذُ ظهورالأول كما في حال قوم لوط:في صورة التشبه:
    فقال الله تعالى:
    ((إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون ))الأعراف81
    أي:
    إنّكم لتأتون الذكور في أدبارهم, شهوة منكم لذلك,
    غير مبالين بقبح هذا السلوك الشاذ
    تاركين الذي أحلَّه الله لكم من نسائكم
    بل أنتم قوم (مُّسرفون) متجاوزون لحدود الله في الإسراف.
    إن إتيان الذكور دون الإناث من الفواحش التي ابتدعها قوم لوط, ولم يسبقهم بها أحد من الخلق.

    فالحل والعلاج لهذه الظاهرة هو الرجوع الى الأصل الطبيعي في الخلقة والإحتفاظ بالهوية الصنفية

    وفي حال تحقق الحاجة الى الأخر فقد خلق الله تعالى ما يسد هذه الحاجة طبيعيا وهنَّ النساء وبصورة شرعية
    وفي ديننا الأسلامي العزيز قد تم إعطاء الرجل حق التزويج بأربع من النساء مع حفظ شرط العدالة بينهن.


    فالآية هذه قد بيّنت سبب هذه الظاهرة الشاذة في أبشع صورها
    وهو إتباع الشهوات النفسية والجسمية دونما أن يكون لها تهذيبا أخلاقيا وفطريا سليما.
    والإسراف في إشباع هذه الشهوات البشرية والتي قد لاتنتهي الى حد معين لو اُطلِقَ لها العنان.

    وأيضا إنّ هذا النص الشريف يحمل في متنه دعوة الى تهذيب الشهوات وعقلنتها لا أن تترك في اشباع حاجتها كالبهائم التي لا تتقيّد بقانون الحلال والحرام والأخلاق.

    وضرورة الركون الى الوضع الطبيعي لإشباع الحاجة الجنسية فلا إفراط ولا تفريط.

    وفي آية أخرى قال تعالى:رصدا وتبيانا لهذه الظاهرة الشاذة:

    ((أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))النمل55
    أي:
    أإنّكم لتأتون الرجال في أدبارهم للشهوة عوضًا عن النساء؟
    بل أنتم قوم تجهلون حقَّ الله عليكم,
    فخالفتم بذلك أمره, وعَصَيْتُم رسوله بفعلتكم القبيحة التي لم يسبقكم بها أحد من العالمين .

    وهنا يتبينّ جليا أنّ عامل الجهل البسيط(أي الذي ممكن أن يرتفع بتنبيه صاحبه عليه)
    والجهل المركّب(أي الذي يجهل صاحبه أنه هو جاهل فيما يقوم به)
    هوالسبب الرئيسي في تكوّن وصيرورة الذكر أنثى والأنثى ذكرا فضلاً عن الذي تقدم في الآية السابقة أعلاه.


    وهنا ممكن معالجة هذه الظاهرة الشاذة من خلال بث الوعي والعلم والأخلاق أو تقنين عقوبات جزائية للمتشبهين من الصنفين ردعا لهم وتأديبا.

    وممكن أيضا القضاء على هذه الظاهرة بتخفيف متطلبات الزواج من الصنف الأخر .
    فكلما كان الزواج بصورتة الطبيعية والشرعية سهلا مرنا كلّما خفّ وقلّ خطر هذه الظاهرة.

    لأنّ الفرد الإنساني منذ أن خلقه الله تعالى والى يوم القيامة هو يعيش ثنائية الجدل والصراع بين العقل والشهوة .

    ففي حال تعسّر قضاء حاجته بالصورة الطبيعية والشرعية تنخلق في نفسه عوامل البحث عن سبل غير طبيعية وغير شرعية لإشباع حاجته الجنسية
    وهذا يتحقق في حال كان هو شخصاً غير مُهذّبٍ لنفسه ومتنصل عن الدين والأخلاق.



    ولذا كانت الدعوة الى الزواج بالصورة الطبيعية والشرعية (أي زواج الذكر من الأنثى وزواج الأنثى من الذكر) وترك الشذوذ
    حلاّ دعا إليه القرآن الكريم منذ أكثر من ألف سنة.
    فقال تعالى: في نفس وضع رصد هذه الظاهرة وطرح السبل لحلّها.

    ((وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ))هود78
    أي:
    وجاء قومُ لوط يسرعون المشي إليه لطلب الفاحشة(أي ممارسة اللواط من قبل الذكور وممارسة المساحقة من قبل الإناث)
    وكانوا مِن قبل مجيئهم يأتون الرجال شهوة دون النساء
    فقال لوط لقومه:
    هؤلاء بناتي(أي بنات القوم لابناته الصُلبيّات)
    تَزَوَّجوهن فهنَّ أطهر لكم مما تريدون
    وسمّاهنّ بناته; لأن نبي الأمة آنذاك و بمنزلة الأب لهم
    فاخشوا الله واحذروا عقابه, ولا تفضحوني بالاعتداء على ضيفي (الملائكة)
    أليس منكم رجل ذو رشد, ينهى من أراد ركوب الفاحشة, فيحول بينهم وبين ذلك؟

    فهنا طرحت الآية الشريفة الزواج والتشجيع عليه بصورة مرنة وسهلة بعيدة عن التكلّف تنجيزا وإشباعا للحاجة البشرية للذكر والأنثى.
    للقضاء على هذه الظاهرة الشاذة سلوكيا ونفسيا.

    وآخر ما يطرحه القرآن الكريم كحل هو العقاب والوعيد للشذاذ من الناس ردعا لهم وإنهاءاً لظاهرتهم المنحرفة بشريا.
    فيقول الله تعالى:
    ((قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ))هود81


    أي:
    قالت الملائكة: يا لوط إنَّا رُسلُ ربّك أَرْسَلَنا لإهلاك قومك,
    وإنهم لن يصلوا إليك,
    فإخرج من هذه القرية أنت وأهلك ببقية من الليل
    ولا يلتفت منكم أحد وراءه; لئلا يرى العذاب فيصيبه,
    لكنَّ امرأتك التي خانتك بالكفر والنفاق سيصيبها ما أصاب قومك من الهلاك,
    إن موعد هلاكهم الصبح, وهو موعد قريب الحلول.

    وفي الختام لايسعنا إلاّ الدعاء :
    ((أللهمّ تفضل على الشباب بالتوبة والإنابة وعلى النساء بالعفة والحياء))

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:

  • #2
    اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
    رائع ما نثرتموه أخي الكريم مرتضى علي
    جُزيتم خيراُ وبُوركتم .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X