زيارة الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) في يوم عاشوراء
الشيخ صالح الكرباسي
ورد التأكيد على استحباب زيارة الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) في يوم عاشوراء [1] في جملة من الأحاديث الشريفة المأثورة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و ذكرت لها فضلاً كثيراً .
نص الزيارة المروية عن الامام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) :
" السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ ، وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ ، عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلَامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ .
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وَ جَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، وَ جَلَّتْ وَ عَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقَامِكُمْ ، وَ أَزَالَتْكُمْ عَنْ مَرَاتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهَا ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتَالِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ ، وَ أَتْبَاعِهِمْ ، وَ أَوْلِيَائِهِمْ .
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيَادٍ ، وَ آلَ مَرْوَانَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قَاطِبَةً ، وَ لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَةَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ شِمْراً ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ ، وَ أَلْجَمَتْ ، وَ تَنَقَّبَتْ ، وَ تَهَيَّأَتْ لِقِتَالِكَ .
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصَابِي بِكَ ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقَامَكَ وَ أَكْرَمَنِي بِكَ ، أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكَ ، مَعَ إِمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله ) ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ، وَ إِلَى رَسُولِهِ ، وَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ إِلَى فَاطِمَةَ ، وَ إِلَى الْحَسَنِ ، وَ إِلَيْكَ بِمُوَالَاتِكَ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ ، وَ نَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ ذَلِكَ ، وَ بَنَى عَلَيْهِ بُنْيَانَهُ ، وَ جَرَى فِي ظُلَمِهِ وَ جَوْرِهِ عَلَيْكُمْ ، وَ عَلَى أَشْيَاعِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوَالَاتِكُمْ ، وَ مُوَالَاةِ وَلِيِّكُمْ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَ النَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ .
إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، وَ وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاكُمْ ، وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ ، وَ مَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ ، وَ رَزَقَنِي الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ أَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِي مَعَ إِمَامٍ مَهْدِيٍّ ظَاهِرٍ نَاطِقٍ مِنْكُمْ ، وَ أَسْأَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ ، وَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ ، أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصَابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصَاباً بِمُصِيبَتِهِ ، مُصِيبَةً مَا أَعْظَمَهَا وَ أَعْظَمَ رَزِيَّتَهَا فِي الْإِسْلَامِ ، وَ فِي جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَوَاتٌ وَ رَحْمَةٌ وَ مَغْفِرَةٌ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَا مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ مَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .
اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ ، وَ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ ، اللَّعِينُ بْنُ اللَّعِينِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ ( صلى الله عليه و آله ) ، فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَ مَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيَانَ ، وَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْآبِدِينَ ، وَ هَذَا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيَادٍ ، وَ آلُ مَرْوَانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
اللَّهُمَّ ضَاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَ الْعَذَابَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَ فِي مَوْقِفِي هَذَا ، وَ أَيَّامِ حَيَاتِي ، بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ وَ اللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَ بِالْمُوَالَاةِ لِنَبِيِّكَ ، وَ آلِ نَبِيِّكَ ( عليهم السلام ) " .
ثُمَّ تَقُولُ :
" اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ آخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَى ذَلِكَ .
اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي جَاهَدَتِ الْحُسَيْنَ ، وَ شَايَعَتْ وَ بَايَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً ـ تَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ـ " .
ثُمَّ تَقُولُ :
" السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ ، وَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ ، السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ ، وَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلَى أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ ـ تَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ـ " .
ثُمَّ تَقُولُ :
" اللَّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي ، وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلًا ، ثُمَّ الثَّانِيَ ، ثُمَّ الثَّالِثَ ، ثُمَّ الرَّابِعَ .
اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ خَامِساً ، وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ ، وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ ، وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَ شِمْراً ، وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَ آلَ زِيَادٍ ، وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .
ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ :
" اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَى مُصَابِهِمْ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيَّتِي .
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفَاعَةَ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَ ثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) " [2] .
[1] يوم عاشوراء بالمد و القصر و هو عاشر المحرم ، و هو اسم إسلامي ، و جاء عشوراء بالمد مع حذف الألف التي بعد العين ، راجع : مجمع البحرين : 3 / 405 .
و هو اليوم الذي وقعت فيه واقعة الطَّف الأليمة التي قُتل فيها سبط النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ، خامس أصحاب الكساء و ثالث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) مع جمع من خيرة أبنائه و أصحابه في أرض كربلاء دفاعاً عن الدين الاسلامي و قيمه .
و كانت هذه الواقعة الأليمة في يوم الجمعة العاشر من شهر محرم من سنة 61 هجرية ، الموافق لـ 12 / 10 / 680 ميلادية .
[2] يمكنك مراجعة هذه الزيارة في المصادر التالية :
البلد الأمين و الدرع الحصين : 269 ، الطبعة الحجرية ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بقرية كفر عيما من قرى جبل عامل ، و المتوفى بها سنة 905 هجرية ، و دفن بها .
المصباح ( مصباح الكفعمي ) : 482 ، الطبعة الثانية سنة : 1405 هجرية / انتشارات رضي ، قم / إيران ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بقرية كفر عيما من قرى جبل عامل ، و المتوفى بها سنة 905 هجرية ، و دفن بها .
مصباح المتهجد : 744 ، طبعة مؤسسة فقه الشيعة ، بيروت / لبنان ، سنة : 1411 هجرية ، للشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، والمتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية .
بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 98 / 294 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
الشيخ صالح الكرباسي
ورد التأكيد على استحباب زيارة الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) في يوم عاشوراء [1] في جملة من الأحاديث الشريفة المأثورة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و ذكرت لها فضلاً كثيراً .
نص الزيارة المروية عن الامام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) :
" السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ ، وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ ، عَلَيْكُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلَامُ اللَّهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ .
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وَ جَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، وَ جَلَّتْ وَ عَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقَامِكُمْ ، وَ أَزَالَتْكُمْ عَنْ مَرَاتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهَا ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتَالِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ ، وَ أَتْبَاعِهِمْ ، وَ أَوْلِيَائِهِمْ .
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيَادٍ ، وَ آلَ مَرْوَانَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قَاطِبَةً ، وَ لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَةَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ شِمْراً ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ ، وَ أَلْجَمَتْ ، وَ تَنَقَّبَتْ ، وَ تَهَيَّأَتْ لِقِتَالِكَ .
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصَابِي بِكَ ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقَامَكَ وَ أَكْرَمَنِي بِكَ ، أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِكَ ، مَعَ إِمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله ) ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالْحُسَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ، وَ إِلَى رَسُولِهِ ، وَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ إِلَى فَاطِمَةَ ، وَ إِلَى الْحَسَنِ ، وَ إِلَيْكَ بِمُوَالَاتِكَ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ قَاتَلَكَ ، وَ نَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ ، وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ ذَلِكَ ، وَ بَنَى عَلَيْهِ بُنْيَانَهُ ، وَ جَرَى فِي ظُلَمِهِ وَ جَوْرِهِ عَلَيْكُمْ ، وَ عَلَى أَشْيَاعِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَ أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوَالَاتِكُمْ ، وَ مُوَالَاةِ وَلِيِّكُمْ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَ النَّاصِبِينَ لَكُمُ الْحَرْبَ ، وَ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ .
إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، وَ وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاكُمْ ، وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ ، وَ مَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِكُمْ ، وَ رَزَقَنِي الْبَرَاءَةَ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ أَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِي مَعَ إِمَامٍ مَهْدِيٍّ ظَاهِرٍ نَاطِقٍ مِنْكُمْ ، وَ أَسْأَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ ، وَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ ، أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصَابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصَاباً بِمُصِيبَتِهِ ، مُصِيبَةً مَا أَعْظَمَهَا وَ أَعْظَمَ رَزِيَّتَهَا فِي الْإِسْلَامِ ، وَ فِي جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَوَاتٌ وَ رَحْمَةٌ وَ مَغْفِرَةٌ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَا مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ مَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .
اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ ، وَ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ ، اللَّعِينُ بْنُ اللَّعِينِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ ( صلى الله عليه و آله ) ، فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَ مَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .
اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيَانَ ، وَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْآبِدِينَ ، وَ هَذَا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيَادٍ ، وَ آلُ مَرْوَانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .
اللَّهُمَّ ضَاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَ الْعَذَابَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَ فِي مَوْقِفِي هَذَا ، وَ أَيَّامِ حَيَاتِي ، بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ وَ اللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَ بِالْمُوَالَاةِ لِنَبِيِّكَ ، وَ آلِ نَبِيِّكَ ( عليهم السلام ) " .
ثُمَّ تَقُولُ :
" اللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ آخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَى ذَلِكَ .
اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَةَ الَّتِي جَاهَدَتِ الْحُسَيْنَ ، وَ شَايَعَتْ وَ بَايَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً ـ تَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ـ " .
ثُمَّ تَقُولُ :
" السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ ، وَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ ، السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ ، وَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلَى أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ ـ تَقُولُ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ ـ " .
ثُمَّ تَقُولُ :
" اللَّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي ، وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلًا ، ثُمَّ الثَّانِيَ ، ثُمَّ الثَّالِثَ ، ثُمَّ الرَّابِعَ .
اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ خَامِساً ، وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ ، وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ ، وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَ شِمْراً ، وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَ آلَ زِيَادٍ ، وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .
ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ :
" اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَى مُصَابِهِمْ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيَّتِي .
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفَاعَةَ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَ ثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) " [2] .
[1] يوم عاشوراء بالمد و القصر و هو عاشر المحرم ، و هو اسم إسلامي ، و جاء عشوراء بالمد مع حذف الألف التي بعد العين ، راجع : مجمع البحرين : 3 / 405 .
و هو اليوم الذي وقعت فيه واقعة الطَّف الأليمة التي قُتل فيها سبط النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ، خامس أصحاب الكساء و ثالث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) مع جمع من خيرة أبنائه و أصحابه في أرض كربلاء دفاعاً عن الدين الاسلامي و قيمه .
و كانت هذه الواقعة الأليمة في يوم الجمعة العاشر من شهر محرم من سنة 61 هجرية ، الموافق لـ 12 / 10 / 680 ميلادية .
[2] يمكنك مراجعة هذه الزيارة في المصادر التالية :
البلد الأمين و الدرع الحصين : 269 ، الطبعة الحجرية ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بقرية كفر عيما من قرى جبل عامل ، و المتوفى بها سنة 905 هجرية ، و دفن بها .
المصباح ( مصباح الكفعمي ) : 482 ، الطبعة الثانية سنة : 1405 هجرية / انتشارات رضي ، قم / إيران ، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي ، المولود سنة : 840 هجرية بقرية كفر عيما من قرى جبل عامل ، و المتوفى بها سنة 905 هجرية ، و دفن بها .
مصباح المتهجد : 744 ، طبعة مؤسسة فقه الشيعة ، بيروت / لبنان ، سنة : 1411 هجرية ، للشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، والمتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية .
بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 98 / 294 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
تعليق