(( القضية الحسينية الشريفة بين العاطفة والعقلانية))
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لاشكَّ أنّ كل قضية وجودية تتطلب في التصديق بها الى حكم العقل والوجدان .
وحينما يذعن العقل بحقانية هذه القضية وخصوصا قضية الحسين/ع/ ونهضته الشريفة ومشروعيتها القيمية.
ويقبلها قبولا تصديقيا.
يأتي دور العاطفة في التعاطي معها إيجابا أو سلبا
وهنا تتأرجح القضية بين العاطفة والعقل
فكل منهما له فروضه ومحدداته البشرية
فالعاطفة تطلب الإنتماء الوجداني والنفسي الى جوهر القضية الحسينية
وقد تُعبّر عن إنتمائها سلوكيا بالمشروع واللامشروع وبحسب الفهومات البشرية.
وهنا نحتاج الى ضرورة تصحيح اللامشروع أو تكييفه فقهيا وعقلانيا بصورة نضمن معها مقبولية الشرع الحكيم.
وكذلك العقل يطلب الإنتماء الواعي والهادف والحكيم من القضية الحسينية وقيمها الشريفة.
وعلى هذا الأساس يتحصّل لنا أمرين في ماهية التعاطي مع القضية الحسينية
وهما ::
الإنتماء العاطفي(الوجداني) و الإنتماء العقلاني الفكري القويم.
وهما عنوانان مركزيان يجب توافرهما في هوية الإنسان المؤمن
وكلاهما مطلوبان في التعاطي مع أي قضية عقديّة وليس الأمرُ محصورا بعاشوراء
لا بل يمتد الى كل مديات التعاطي مع شرعة الإسلام ومنهاجه:
والقرآن الكريم نص على ضرورة الإنتماء والتعاطف وجدانيا مع المعصومين /ع /
في قوله تعالى:
((((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى الشورى /23.
ونص أيضا على ضرورة الإنتماء الفكري الواعي والمُستَبصِر الى العقيدة والشريعة::
فقال تعالى:
((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) يوسف108
وبما أنّ حديثنا عن هوية القضية الحسينية الشريفة والتي تتجلى موضوعاتها ومحمولاتها وأحكامها غالبا في ماهية الشعائر العاشورائية
فهنا يجب أن يأخذ الهدف الحسيني الشريف القسط الأكبر في تحققاته في مجتمعنا وذواتنا أخلاقيا وسلوكيا وحتى فكريا
وبقدر كبير يفوق ما تأخذه الشعائر في طقوسيتها العملية.
لأنّ الحسين/ع/ هو إنسانٌ هادف ومعصوم وحكيم فمن العبث والقبح أن نُضيَّع
أغراضه وأهدافه الشريفة
ونختزلها في صورة الشعائر والتي أغلبها جائت متأخرة في طقوسيتها عن الهدف الحسيني الشريف.
فالمطلوب هو أن تكون أهداف الحسين /ع/ المقدسة في واجهة القضية الحسينية في يومنا هذا أولا وبالذات.
وأما الشعائر فيجب أن تأخذ طريقا تعبيريا مشروعا ومقبولا عقلانيا
وبإسلوب معتدل لا يُنحي أهداف ومرادات الحسين/ع/ خلف الواجهة .
وأما الحديث عن حركة ونهضة الحسين /ع/ في وقته
فيجب أن تُطرح بلغة الوقت وثقافة العصر وبقراءة فاحصة وموثقة بحيث تعتمد قراءة النص الحسيني الشريف ظهورا وظاهرة في حياتنا .
لأننا نعتقد أنّ قول ونص و سلوك وفعل المعصوم/ع/ حجة شرعية لفظية و غير لفظية تمتد في إطلاقها القيمي فتشمل وقتنا هذا .
ولايفوتني أن أنبّه الخطباء والرواديد بأنّ (لسان الحال) الذي يحكي عن حال المعصومين/ع /
هو كذب محض فيجب الإلتفات إليه والإبتعاد عنه بقدر الإمكان
فهو غير مقبول شرعا وعقلا وقد يوجب عدم رضا المعصوم/ع /.
وأخيرا:
قال الله تعالى:
((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))يوسف111
وسلامٌ على الحسين في العالمين
وسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي:النجف الأشرف:
=============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لاشكَّ أنّ كل قضية وجودية تتطلب في التصديق بها الى حكم العقل والوجدان .
وحينما يذعن العقل بحقانية هذه القضية وخصوصا قضية الحسين/ع/ ونهضته الشريفة ومشروعيتها القيمية.
ويقبلها قبولا تصديقيا.
يأتي دور العاطفة في التعاطي معها إيجابا أو سلبا
وهنا تتأرجح القضية بين العاطفة والعقل
فكل منهما له فروضه ومحدداته البشرية
فالعاطفة تطلب الإنتماء الوجداني والنفسي الى جوهر القضية الحسينية
وقد تُعبّر عن إنتمائها سلوكيا بالمشروع واللامشروع وبحسب الفهومات البشرية.
وهنا نحتاج الى ضرورة تصحيح اللامشروع أو تكييفه فقهيا وعقلانيا بصورة نضمن معها مقبولية الشرع الحكيم.
وكذلك العقل يطلب الإنتماء الواعي والهادف والحكيم من القضية الحسينية وقيمها الشريفة.
وعلى هذا الأساس يتحصّل لنا أمرين في ماهية التعاطي مع القضية الحسينية
وهما ::
الإنتماء العاطفي(الوجداني) و الإنتماء العقلاني الفكري القويم.
وهما عنوانان مركزيان يجب توافرهما في هوية الإنسان المؤمن
وكلاهما مطلوبان في التعاطي مع أي قضية عقديّة وليس الأمرُ محصورا بعاشوراء
لا بل يمتد الى كل مديات التعاطي مع شرعة الإسلام ومنهاجه:
والقرآن الكريم نص على ضرورة الإنتماء والتعاطف وجدانيا مع المعصومين /ع /
في قوله تعالى:
((((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى الشورى /23.
ونص أيضا على ضرورة الإنتماء الفكري الواعي والمُستَبصِر الى العقيدة والشريعة::
فقال تعالى:
((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) يوسف108
وبما أنّ حديثنا عن هوية القضية الحسينية الشريفة والتي تتجلى موضوعاتها ومحمولاتها وأحكامها غالبا في ماهية الشعائر العاشورائية
فهنا يجب أن يأخذ الهدف الحسيني الشريف القسط الأكبر في تحققاته في مجتمعنا وذواتنا أخلاقيا وسلوكيا وحتى فكريا
وبقدر كبير يفوق ما تأخذه الشعائر في طقوسيتها العملية.
لأنّ الحسين/ع/ هو إنسانٌ هادف ومعصوم وحكيم فمن العبث والقبح أن نُضيَّع
أغراضه وأهدافه الشريفة
ونختزلها في صورة الشعائر والتي أغلبها جائت متأخرة في طقوسيتها عن الهدف الحسيني الشريف.
فالمطلوب هو أن تكون أهداف الحسين /ع/ المقدسة في واجهة القضية الحسينية في يومنا هذا أولا وبالذات.
وأما الشعائر فيجب أن تأخذ طريقا تعبيريا مشروعا ومقبولا عقلانيا
وبإسلوب معتدل لا يُنحي أهداف ومرادات الحسين/ع/ خلف الواجهة .
وأما الحديث عن حركة ونهضة الحسين /ع/ في وقته
فيجب أن تُطرح بلغة الوقت وثقافة العصر وبقراءة فاحصة وموثقة بحيث تعتمد قراءة النص الحسيني الشريف ظهورا وظاهرة في حياتنا .
لأننا نعتقد أنّ قول ونص و سلوك وفعل المعصوم/ع/ حجة شرعية لفظية و غير لفظية تمتد في إطلاقها القيمي فتشمل وقتنا هذا .
ولايفوتني أن أنبّه الخطباء والرواديد بأنّ (لسان الحال) الذي يحكي عن حال المعصومين/ع /
هو كذب محض فيجب الإلتفات إليه والإبتعاد عنه بقدر الإمكان
فهو غير مقبول شرعا وعقلا وقد يوجب عدم رضا المعصوم/ع /.
وأخيرا:
قال الله تعالى:
((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))يوسف111
وسلامٌ على الحسين في العالمين
وسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي:النجف الأشرف:
تعليق