ضمن جهود بحثية حثيثة لايجاد اساليب و توجهات ريادية للتعامل مع المشاكل البيئية و الحيوية التي يعاني منها العراق منذ حقب طويلة فقد توصل الدكتور سلام جمعه المالكي، الاستاذ المساعد في كلية الهندسة، الجامعة المستنصرية و الحاصل مؤخرا على شهادة و درع تقديريين من السيد وزير التعليم العالي و البحث العلمي بمناسبة يوم العلم تكريما للجهود البحثية خلال العام 2010 و التي تكللت بنشر عدد من البحوث في مجلات علمية عالمية رصينة، الى التحقق من الامكانية العالية للتربة البغدادية لاستيعاب منظومات التبريد و التدفئة تحت الارض حيث يتم حقن الهواء الساخن صيفا في باطن الارض بغرض تبريده بالافادة من فارق درجات الحرارة تحت الارض عنها فوق سطحها و العكس شتاءا حيث يكون باطن الارض ادفأ فينتج عن عملية الحقن تسخين الهواء ( و يمكن الاستخدام الماء بدلا عنه) مما يؤدي الى الاستغناء او تخفيف الضغط عن منظومات التبريد و التدفئة التقليدية و ما تتطلبه من طاقة كهربائية و امكانات تقنية اضافة لما ينتج عنها من تلوث بيئي و تكاليف مالية باهظة. في دراسة حقلية استمرت مدة عام كامل في منطقتين احداهما في مدينة الصدر و الاخرى في الكريعات تم خلالها نصب عشرة مزدوجات حرارية Thermocouples في كل موقع باعماق مختلفة تحت سطح الارض بغرض قراءة التغير في درجات الحرارة بصورة يومية و تحت مختلف الضروف الجوية، فقد بيّنت النتائج امكانية الحصول على فارق درجات حرارية تزيد على عشرين درجة مئوية صيفا عند اعماق بحدود ثلاثة امتار او اكثر و حوالي خمسة عشر درجة مئوية شتاءا عند اعماق مقاربة، و بهذا فهي حاضنة مناسبة لنصب منظومات التبادل الحراري تحت الارض بغرض التبريد خاصة صيفا و التسخين الاولي شتاءا، و التي لن تكلّف حين تطبيقها عمليا الحاجة الى اكثر من نصف امبير طاقة كهربائية بغرض تدوير الهواء او الماء و سيتم نشر هذا البحث على صفحات مجلة الجغرافية و الجيولوجي الصادرة عن المركز الكندي للعلوم Journal of Geography and Geology المجلد الثالث عدد 1 لشهر ايلول 2011.
الجدير بالذكر ان الباحث قد توصل قبل هذا للامكانية العالية لنبات الآس لامتصاص الغازات العادمة الناتجة عن المولدات الكهربائية المنزلية و ان ذلك الجهد البحثي العملي و البحث قيد الطرح قد تمّا بجهود شخصية مع تحمّل الباحث جميع مصاريف العمل البحثي من اجهزة و وسائل قياس و سواهما، و قد تم تكريمه عالميا بمنحه عضوية كاملة في اربع جمعيات علمية و مهنية رصينة في الولايات المتحدة الاميركية، وسط تجاهل تام من الجانب العراقي المعني اصلا بتلك البحوث حيث لم تنبري اي جهة عراقية للاتصال او التنسيق معه بغرض الافادة من تلك البحوث و التجارب البيئية الرائدة.
تعليق