من سمات الجامعة السجادية
تحل علينا في هذه الأيام ذكرى شهادة إمامنا زين العابدين علي بن الحسين (ع).. ولأحياء هذه المناسبة الأليمة.. لابد أن نستلهم درساً آخر من دروس هذه الجامعة العظيمة الشاملة التي أقامها بعد مقتل أبيه الحسين (ع)، واستمرت بقيادة ولده الإمام الباقر (ع)، وتوسعت وذاع صيتها في زمن حفيده الصادق (ع).. وأن نلقي الضوء على جانب من جوانب هذه الجامعة العملاقة حتى تكون مناراً للعالم أجمع..ـ
إن من أبرز ما اتسمت به مدرسة الإمام (ع) هو: الدعاء، والبكاء، وتربية المجتمع؛ وذلك لما في هذه السمات من فوائد تربوية جمة، وعناصر قوة ورفض الظلم والباطل..ـ
الدعاء:ـ
إن الإمام (ع) كان حاضراً يوم عاشوراء، وقد شاء الله (عز وجل) أن تُحفظ ذرية رسوله (ص) وأن لا تخلو الأرض من الحجة، وقد أقعده المرض عن المبارزة الفعلية، فلم يتمكن في حينها من الشهادة في سبيل الله ودفاعاً عن أبيه الحسين (ع). إلا أنه كان السر في مشية الله أن يتر ك له سبيلاً جهادياً يحيي به عاشوراء ويمنع محاولات الأعداء من طمسها، فقد بدأ الإمام (ع) بعد عاشوراء بتوعية الأمة، وفضح بني أمية، وذلك عبر وسائل عدة، أبرزها الدعاء والبكاء.. فالصحيفة السجادية تشتمل على عشرات الأدعية المأثورة في مختلف المجالات، وهي بحق مدرسة متكاملة توجب وعي الأمة وسوقها إلى الإيمان والفضيلة والتقوى.ـ
لقد استطاع الإمام (ع) أن ينشر من خلال الدعاء جواً روحياً في المجتمع الإسلامي يساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات، وشده إلى ربه حينما تجره الأرض إليها، وتأكيد ما نشأ عليه من قيم روحية، لكي يظل أميناً عليها في عصر الغنى والثروة، كما كان أميناً عليها وهو يشد حجر المجاعة على بطنه.ـ
البكاء:ـ
أما البكاء، فهو سلاح المظلوم، وقد كان بكاؤه (ع) ثورة في وجه الطغاة، حيث كان (ع) يبكي وبشدة على ظلامة أبيه الحسين (ع) في كل موقف، وعند كل مناسبة، وأمام جميع الناس، وكان يذكّرهم بأن أباه الحسين (ع) قُتل عطشاناً مظلوماً.. حتى قال الإمام الباقر (ع) وهو يصف حال أبيه (ع): «ولقد كان (ع) بكى على أبيه الحسين (ع) عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: يا بن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟
فقال له: ويحك، إن يعقوب النبي (ع) كان له اثنا عشرة ابناً، فغيّب الله عنه واحداً منه، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حياً في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني!؟».ـ
وكان (ع) إذا أخذ إناء ليشرب الماء تذكر عطش أبيه الحسين (ع) ومن معه فيبكي حتى يملأها دمعاً. قيل له في ذلك. فقال: (وكيف لا أبكي وقد مُنع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش).
وكان الإمام (ع) يحث الناس على البكاء على أبيه الحسين (ع) ويبين لهم ثواب ذلك. و روي عنه أنه قال: (أيّما مؤمنٍ دَمعَتْ عيناهُ لقتل الحسين (ع) حتى تسيلَ على خده، بوّأهُ اللهُ تعالى في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيّما مؤمنٍ دمعتْ عيناهُ حتى تسيل على خده فيما مسّنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوّأه اللهُ منزلَ صدقٍ، وأيّما مؤمنٍ مسّه أذىً فينا فدمعتْ عيناهُ حتى تسيلَ على خديه من مضاضة أو أذى فينا، صرف الله من وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار».ـ
تربية المجتمع:ـ
وكان الإمام (ع) يقوم بشراء العبيد والإماء، ثم كان يربيهم تربية إسلامية حسنة ويثقفهم بالمعارف الدينية والأحكام الشرعية، ويعلّمهم الأخلاق والتفسير، ثم يعتقهم في سبيل الله، فكانوا نواة الخير في المجتمع آنذاك، والناس يرجعون إليهم في معرفة أحكام الدين والقرآن... فسلام عليه يوم وُلد، ويوم أدى رسالته، ويوم مات شهيداً مسموماً، ويوم يُبعث حياً.ـ
إن من أبرز ما اتسمت به مدرسة الإمام (ع) هو: الدعاء، والبكاء، وتربية المجتمع؛ وذلك لما في هذه السمات من فوائد تربوية جمة، وعناصر قوة ورفض الظلم والباطل..ـ
الدعاء:ـ
إن الإمام (ع) كان حاضراً يوم عاشوراء، وقد شاء الله (عز وجل) أن تُحفظ ذرية رسوله (ص) وأن لا تخلو الأرض من الحجة، وقد أقعده المرض عن المبارزة الفعلية، فلم يتمكن في حينها من الشهادة في سبيل الله ودفاعاً عن أبيه الحسين (ع). إلا أنه كان السر في مشية الله أن يتر ك له سبيلاً جهادياً يحيي به عاشوراء ويمنع محاولات الأعداء من طمسها، فقد بدأ الإمام (ع) بعد عاشوراء بتوعية الأمة، وفضح بني أمية، وذلك عبر وسائل عدة، أبرزها الدعاء والبكاء.. فالصحيفة السجادية تشتمل على عشرات الأدعية المأثورة في مختلف المجالات، وهي بحق مدرسة متكاملة توجب وعي الأمة وسوقها إلى الإيمان والفضيلة والتقوى.ـ
لقد استطاع الإمام (ع) أن ينشر من خلال الدعاء جواً روحياً في المجتمع الإسلامي يساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات، وشده إلى ربه حينما تجره الأرض إليها، وتأكيد ما نشأ عليه من قيم روحية، لكي يظل أميناً عليها في عصر الغنى والثروة، كما كان أميناً عليها وهو يشد حجر المجاعة على بطنه.ـ
البكاء:ـ
أما البكاء، فهو سلاح المظلوم، وقد كان بكاؤه (ع) ثورة في وجه الطغاة، حيث كان (ع) يبكي وبشدة على ظلامة أبيه الحسين (ع) في كل موقف، وعند كل مناسبة، وأمام جميع الناس، وكان يذكّرهم بأن أباه الحسين (ع) قُتل عطشاناً مظلوماً.. حتى قال الإمام الباقر (ع) وهو يصف حال أبيه (ع): «ولقد كان (ع) بكى على أبيه الحسين (ع) عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: يا بن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟
فقال له: ويحك، إن يعقوب النبي (ع) كان له اثنا عشرة ابناً، فغيّب الله عنه واحداً منه، فابيضّت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حياً في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني!؟».ـ
وكان (ع) إذا أخذ إناء ليشرب الماء تذكر عطش أبيه الحسين (ع) ومن معه فيبكي حتى يملأها دمعاً. قيل له في ذلك. فقال: (وكيف لا أبكي وقد مُنع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش).
وكان الإمام (ع) يحث الناس على البكاء على أبيه الحسين (ع) ويبين لهم ثواب ذلك. و روي عنه أنه قال: (أيّما مؤمنٍ دَمعَتْ عيناهُ لقتل الحسين (ع) حتى تسيلَ على خده، بوّأهُ اللهُ تعالى في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيّما مؤمنٍ دمعتْ عيناهُ حتى تسيل على خده فيما مسّنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوّأه اللهُ منزلَ صدقٍ، وأيّما مؤمنٍ مسّه أذىً فينا فدمعتْ عيناهُ حتى تسيلَ على خديه من مضاضة أو أذى فينا، صرف الله من وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار».ـ
تربية المجتمع:ـ
وكان الإمام (ع) يقوم بشراء العبيد والإماء، ثم كان يربيهم تربية إسلامية حسنة ويثقفهم بالمعارف الدينية والأحكام الشرعية، ويعلّمهم الأخلاق والتفسير، ثم يعتقهم في سبيل الله، فكانوا نواة الخير في المجتمع آنذاك، والناس يرجعون إليهم في معرفة أحكام الدين والقرآن... فسلام عليه يوم وُلد، ويوم أدى رسالته، ويوم مات شهيداً مسموماً، ويوم يُبعث حياً.ـ
منير الحزامي (الخفاجي)ـ
كربلاء المقدسة
جوار مرقد كفيل زينب (ع)ـ