اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
القرآن هدى من الضلال وتبيان من العمى
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
القُرآن هُدىً من الضلال ، وتبيان من العمى ، وإستقالة من العثرة ، ونورٌ من الظلمة ، وضياء من الأجداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبلاغ من الدنيا الى الآخرة ، وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد عن القرآن إلا الى النار
كتاب الله العزيز ، ذلك النور الساطع ، والمعجزة الخالدة على مر الدهور والأيام التي أذهلت أهل السماء وأخرست أهل الأرض وأعطت لذي حق حقه ، ننظُره بأعيننا وقليلاً ما تعيه قلوبنا ، إلا من أنعم الله عليه بقلب سليم نُدير به ألسنتنا في صلاتنا وتلاوتنا وقد نحمل مُصحفهُ في جيوبنا ، ولا تكاد تخلو منهُ بيوتنا ، إلا أن القليل منا من يعرف حقه ويعي صدقه ويسبر غوره ، بل أن البعض قد لايعرف كيف يتأدب في محضره ، ألم تسمعوا أنك إذا أردت أن تُكلم الله فصل ، وإذا أردت أن يُكلمك الله فاقرأ القرآن
فوا أسفاه ووا خجلتا ، أيُكلمني ربي وأنا لا أعي قوله ، أفيد عوني وأنا لا أسمع صوته ، أم كيف بي وأنا لا أعرف كيف أتأدب في حضرته ، أحسن في تلاوته صوتي وأصم دون فهم معانيه قلبي ، أنظر الى أوراقه فيُخيل الى نفسي أنه كتاب من الكتب ، وأقرأ أسطره فلا أفهم منها إلا القصة والتاريخ ، فمن أشنع حالاً منا والقُرآن ينطقُ بيننا بالحق ونحن عنه غافلون
وكأين من آيةٍ في السماوات والأرض يمرُون عليها وهم عنها مُعرضون
أفلم تسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا أول وافدٌ على العزيز الجبار يوم القيامة ، وكتابه وأهل بيتي ، ثُم إسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي ؟
ماذا تقولون لو قال النبي لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الأُمم
بعترتي وبأهلي بعد مُفتقدي منهم أُسارى ومنهم ضُرجوا بدم فماذا يكون جوابهم حين تنقطع بهم الأسباب وتضل بهم السبل
فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون
وهذا أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه السلام يقول في وصيته لابنه محمد بن الحنيفة وعليك بتلاوة القرآن والعمل به ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك فإنه عهد من الله تعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده أي من عُمره ولو خمسين آية
فمن كان منكم قد قرأ في كل يوم من عمره خمسون آية ، فليحمد الله على هذه النعمة في تطبيق وإطاعة قول سيد الوصيين عليه السلام ومن لم يكن كذلك فليبادر إلى التوبة والاستغفار ، ولا يفوتنكم ما بقى من أعماركم إن كُتب لكم البقاء في دار الدنيا فإنها مزرعة الآخرة ، واعلموا أن درجات الجنة على قدر آيات القرآن الكريم وفهمنا له ، وعن الإمام الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إقرأوا القُرآن بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر فإنه سيجيء بعدي أقوام يُرجعون القُرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية ، لا يجوز تراقيهم ، قلوبهم مقلوبة ، وقلوب من يُعجبه شأنهم ولا زلنا في أيامنا هذه نسمع أُناساً ينسبون أنفسهم الى كتاب الله ، يرفعون عقيرة أصواتهم فيه يتغنون به بأطوار أهل الفسق والفساد وآخرون يُفسرون آياته بما تشتهي أنفسهم ويقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويلٌ لهم مما كسبت أيديهم وويل ٌ لهم مما يكسبون ، فكم قارئ للقُرآن والقُرآن يلعنه
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال تبينه تبيانا، ولا تهذهِ هذأ الشعر ، ولا تنثِرهُ نثرَ الرمل ، ولكن أفزِعوا قُلوبَكُم القاسية ، ولا يكُن هم ُ احدكم آخر السورة . وهذا دستور شامل ومنهج واضح لمن أراد أن يقرأ القُرآن سواء قرأهُ بصمت أم تلاه بصوت فلا يشترط في تلاوته الإسماع أو الجهر ، بل لعل الإخفات أقرب الى قرع القلب والى تفهم المعنى وأبعد عن الرياء والعُجب
والترتيل أيها الأعزة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام هو حفظ الوقوف وبيان الحروف وليس من ضير في تحسين الصوت ، إذا كان ضمن القواعد الشرعية والأخلاقية المتعارفة ، فالصوت جمالٌ وحُلية للقرآن . كما قال إمامنا الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكُل شيء حُلية ، وحُلية القُرآن الصوت الحسن
وعنه عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليه السلام أحسن الناس صوتاً بالقُرآن وكان السقاءون يمرون فَيَقِفون ببابِه يسمعون قِراءته للقُرآن
ولعل من أهم علائم القبول والثواب عند القراءة للقرآن هو رِقة القلب والخشوع وجريان الدموع ، واضطراب الجوانح والشعور بهيبة المحضر وتلقي المعاني ، والمعايشة الحقيقية لآيات القرآن . فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال اتلوا القرآن فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا
ولذا قال إمامنا الصادق عليه السلام من قرأ القرآن ولم يخضع له ، ولم يرق قلبه ، ولم ينشئ حُزناً ووجلاً في سره فقد استهان بعظم شأن الله وخسر خُسراناً مبيناً ومن آداب القراءة أيها الأحبة أن يُفرّغ الإنسان نفسهُ ويخلّي قلبهُ عن الموانع الفهم , فأن أكثر الناس مُنعوا عن فهم مَعنى القرآن لأسباب وحُجُب أسدلها الشيطان على قلوبهم , فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن
ولذا قال الرسول الله صلى الله عليه واله وسلم
لولا أن الشياطين يحومون عن قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت ، ومعاني القُرآن من جُملة الملكوت , لأنها إنّما تُدرك بنور البصيرة دون الحواس . ومن جُملة آداب ولوازم التلاوة شعور الفرد بأنهُ المخصوص والمقصود بكُل خطاب في القُرآن ، فإن السمع أمراً أو نهياً قدر أنهُ المأمور والمنهي ، وإن سمع وعداً أو وعيداً علم أنهُ هو الموعود والمواعد ، وإن سَمَع قُصةّ قصص الأولين علم أنه هو المعتبر منها وعليه أن ينظر محله من قلبه ونفسه فأن علمها فقد إعتبر ، ولذا قال جل وعلا ما نُثبّت بِهِ فؤادَك فإن الله سبحانه وتعالى يثبت القلب عبده المؤمن بمعايشته لقُصَص الأنبياء وأحوالهم وصبرهم على الأذى وثباتهم في الدين لانتظار نصر الله , بل هو شفاءٌ وهُدى ورحمة ونور للعالمين . ولذا قال سبحانه وتعالى
لقد أنزلنا أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم
أي ذكرنا جمعاً بل ذكر الأولين والآخرين من كان في الماضي ومن هو في الحاضر الآن ومن سيكون في المستقبل على جميع الأصعدة الاجتماعية والطبقات الإنسانية ما فرطنا في الكتاب من شيء
هذه المقالة من مقالات العلامة الشهيد السيد مصطفى الصدر رضوان الله عليه
نسألكم الدعاء
القرآن هدى من الضلال وتبيان من العمى
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
القُرآن هُدىً من الضلال ، وتبيان من العمى ، وإستقالة من العثرة ، ونورٌ من الظلمة ، وضياء من الأجداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبلاغ من الدنيا الى الآخرة ، وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد عن القرآن إلا الى النار
كتاب الله العزيز ، ذلك النور الساطع ، والمعجزة الخالدة على مر الدهور والأيام التي أذهلت أهل السماء وأخرست أهل الأرض وأعطت لذي حق حقه ، ننظُره بأعيننا وقليلاً ما تعيه قلوبنا ، إلا من أنعم الله عليه بقلب سليم نُدير به ألسنتنا في صلاتنا وتلاوتنا وقد نحمل مُصحفهُ في جيوبنا ، ولا تكاد تخلو منهُ بيوتنا ، إلا أن القليل منا من يعرف حقه ويعي صدقه ويسبر غوره ، بل أن البعض قد لايعرف كيف يتأدب في محضره ، ألم تسمعوا أنك إذا أردت أن تُكلم الله فصل ، وإذا أردت أن يُكلمك الله فاقرأ القرآن
فوا أسفاه ووا خجلتا ، أيُكلمني ربي وأنا لا أعي قوله ، أفيد عوني وأنا لا أسمع صوته ، أم كيف بي وأنا لا أعرف كيف أتأدب في حضرته ، أحسن في تلاوته صوتي وأصم دون فهم معانيه قلبي ، أنظر الى أوراقه فيُخيل الى نفسي أنه كتاب من الكتب ، وأقرأ أسطره فلا أفهم منها إلا القصة والتاريخ ، فمن أشنع حالاً منا والقُرآن ينطقُ بيننا بالحق ونحن عنه غافلون
وكأين من آيةٍ في السماوات والأرض يمرُون عليها وهم عنها مُعرضون
أفلم تسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا أول وافدٌ على العزيز الجبار يوم القيامة ، وكتابه وأهل بيتي ، ثُم إسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي ؟
ماذا تقولون لو قال النبي لكم ماذا فعلتم وأنتم آخر الأُمم
بعترتي وبأهلي بعد مُفتقدي منهم أُسارى ومنهم ضُرجوا بدم فماذا يكون جوابهم حين تنقطع بهم الأسباب وتضل بهم السبل
فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون
وهذا أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه السلام يقول في وصيته لابنه محمد بن الحنيفة وعليك بتلاوة القرآن والعمل به ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك فإنه عهد من الله تعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده أي من عُمره ولو خمسين آية
فمن كان منكم قد قرأ في كل يوم من عمره خمسون آية ، فليحمد الله على هذه النعمة في تطبيق وإطاعة قول سيد الوصيين عليه السلام ومن لم يكن كذلك فليبادر إلى التوبة والاستغفار ، ولا يفوتنكم ما بقى من أعماركم إن كُتب لكم البقاء في دار الدنيا فإنها مزرعة الآخرة ، واعلموا أن درجات الجنة على قدر آيات القرآن الكريم وفهمنا له ، وعن الإمام الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إقرأوا القُرآن بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر فإنه سيجيء بعدي أقوام يُرجعون القُرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية ، لا يجوز تراقيهم ، قلوبهم مقلوبة ، وقلوب من يُعجبه شأنهم ولا زلنا في أيامنا هذه نسمع أُناساً ينسبون أنفسهم الى كتاب الله ، يرفعون عقيرة أصواتهم فيه يتغنون به بأطوار أهل الفسق والفساد وآخرون يُفسرون آياته بما تشتهي أنفسهم ويقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويلٌ لهم مما كسبت أيديهم وويل ٌ لهم مما يكسبون ، فكم قارئ للقُرآن والقُرآن يلعنه
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال تبينه تبيانا، ولا تهذهِ هذأ الشعر ، ولا تنثِرهُ نثرَ الرمل ، ولكن أفزِعوا قُلوبَكُم القاسية ، ولا يكُن هم ُ احدكم آخر السورة . وهذا دستور شامل ومنهج واضح لمن أراد أن يقرأ القُرآن سواء قرأهُ بصمت أم تلاه بصوت فلا يشترط في تلاوته الإسماع أو الجهر ، بل لعل الإخفات أقرب الى قرع القلب والى تفهم المعنى وأبعد عن الرياء والعُجب
والترتيل أيها الأعزة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام هو حفظ الوقوف وبيان الحروف وليس من ضير في تحسين الصوت ، إذا كان ضمن القواعد الشرعية والأخلاقية المتعارفة ، فالصوت جمالٌ وحُلية للقرآن . كما قال إمامنا الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكُل شيء حُلية ، وحُلية القُرآن الصوت الحسن
وعنه عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليه السلام أحسن الناس صوتاً بالقُرآن وكان السقاءون يمرون فَيَقِفون ببابِه يسمعون قِراءته للقُرآن
ولعل من أهم علائم القبول والثواب عند القراءة للقرآن هو رِقة القلب والخشوع وجريان الدموع ، واضطراب الجوانح والشعور بهيبة المحضر وتلقي المعاني ، والمعايشة الحقيقية لآيات القرآن . فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال اتلوا القرآن فابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا
ولذا قال إمامنا الصادق عليه السلام من قرأ القرآن ولم يخضع له ، ولم يرق قلبه ، ولم ينشئ حُزناً ووجلاً في سره فقد استهان بعظم شأن الله وخسر خُسراناً مبيناً ومن آداب القراءة أيها الأحبة أن يُفرّغ الإنسان نفسهُ ويخلّي قلبهُ عن الموانع الفهم , فأن أكثر الناس مُنعوا عن فهم مَعنى القرآن لأسباب وحُجُب أسدلها الشيطان على قلوبهم , فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن
ولذا قال الرسول الله صلى الله عليه واله وسلم
لولا أن الشياطين يحومون عن قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت ، ومعاني القُرآن من جُملة الملكوت , لأنها إنّما تُدرك بنور البصيرة دون الحواس . ومن جُملة آداب ولوازم التلاوة شعور الفرد بأنهُ المخصوص والمقصود بكُل خطاب في القُرآن ، فإن السمع أمراً أو نهياً قدر أنهُ المأمور والمنهي ، وإن سمع وعداً أو وعيداً علم أنهُ هو الموعود والمواعد ، وإن سَمَع قُصةّ قصص الأولين علم أنه هو المعتبر منها وعليه أن ينظر محله من قلبه ونفسه فأن علمها فقد إعتبر ، ولذا قال جل وعلا ما نُثبّت بِهِ فؤادَك فإن الله سبحانه وتعالى يثبت القلب عبده المؤمن بمعايشته لقُصَص الأنبياء وأحوالهم وصبرهم على الأذى وثباتهم في الدين لانتظار نصر الله , بل هو شفاءٌ وهُدى ورحمة ونور للعالمين . ولذا قال سبحانه وتعالى
لقد أنزلنا أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم
أي ذكرنا جمعاً بل ذكر الأولين والآخرين من كان في الماضي ومن هو في الحاضر الآن ومن سيكون في المستقبل على جميع الأصعدة الاجتماعية والطبقات الإنسانية ما فرطنا في الكتاب من شيء
هذه المقالة من مقالات العلامة الشهيد السيد مصطفى الصدر رضوان الله عليه
نسألكم الدعاء
تعليق