سار بي الطريق الى منتهى رحلتي فشاهدت على جانبيه اناس تتظافر جهودهم لتطوير مواكبهم الحسينية وهم يستقبلون زيارة الاربعين في العشرين من صفر...
وصلت بعد الظهر..
استقبلني صديقي في بيته المطل على ذلك الشلال الهادر... امسك بيدي يدلني على مواطن الجمال في مملكته قدم لي طبقا من التمر تناولت واحدة مزجت بـ(الراشي) اتلذذ بها وبوجه صديقي المبتسم ، اشرق من جديد وعاد له الربيع يطوف ببستانه وقد تلونت وريقاته بلون اخضر ..
شق عتمة دهشتي بابتسامته التي مافارقت محياه...
استقبلته بوجهي فرحتُ اسأله واستفسر على بعض معالم مدينته الساحرة ..
اسأل عن تلكم التلة وذاك الوادي ، وجمال شجرة الزيتون الي تكحل طبق غدائنا بحبات منها ، وماذلك المتدلي من فوق السطح يشبه شجرة الموز ..
استمعُ الى حديثه العذب كعذوبة ذلك النهر الكبير بتلك القوارب الهائمة فيه وبصفاء عيون الماء التي زينت مدخل مدينته العريقة ...
مدينة ابوابها من الخشب الساج ،ونسائها تردتي الوان الربيع
ورجالها يقضون مضجع الزمن يعملون بلا هوادة لتحصيل اقواتهم مسرورين لاتلحظ في وجوههم الككل او الضجر ..
يتسابقون مصغين لكلامك ليرشدوك الى عنوان سالتهم عنه...
اشكرهم على لطفهم فينطق كبيرهم وصغيرهم (بخدمتك اغاتي)..
تجول الليل في طرقات المدينة ونعست مصابيحها ومازل موقد الحديث ملتهبا باروع واعذب الكلمات وقصص الـ(الحسجة) ...
يحدثني عن زمن مضى وتاريج كبير لجيل ورثة صديقي عن ابائه اسميته بما يسميه اهلي في المدحتية باسم ( البخت ) وفي ذهني قد ارتبط اسم صديقي بتلك التسمية فصارت متلازمة معه فلاتذكر الا ويذكر معها.
وعدني بزيارة مماثلة ..سانتظره ..
بعد ان اقص لكم رحلتي وسفرتي لمدينة العشق
التي جعلتني ارى كل مارأيت ...
ولم ارى الا جميلا ...
بقلمي.....